84 - حيدر (الموقع الخاص): هل ثبت لجناب الشيخ الله يحفظه ان خروج شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من جهة بلاد سمرقند أم بلاد الري؟ وما معنى قولهم أنه أصفر كوسج أكوس اللحية؟ وما صحت الحديث الذي يفصل بين خروجه ويسلم الأمر للمهدي المنتظر (عج) بإثنا وسبعين شهرا ؟
الجواب: لقد أكثرت روايات أهل السنة الحديث عن شعيب بن صالح، ولكن في رواياتنا فقد ورد اسم شعيب بن صالح في روايتين يمكن أن نعتمدهما في تثبيت أصل خروج هذا العبد الصالح الأولى ما رواه الطبري الإمامي في دلائل الإمامة بسند معتبر عن عمر بن حنظلة، عن الإمام الصادق عليه السلام،[1] والأخرى كالمعتبرة ذكرها الشيخ النعماني عن البزنطي عن الإما مالرضا صلوات الله عليه،[2] لذلك لا مرية في أصل العلامة، أما عن دوره وما سيقوم به فإني لم أجد ما يمكن أن يعتمد عليه إلّا حديث مرسل وأثر وردا في غيبة الشيخ الطوسي أما الحديث فقد ورد عن حذلم بن بشير، عن الإمام زين العابدين عليه السلام في وقت خروجه من سمرقند،[3] وأما الأثر فقد ورد بسند عامي عن عمار بن ياسر، ولكن غالبية متنه مطابق لما روي في صحيح الأحاديث، وفيه يتحدث عن شعيب بن صالح الذي سيلي أمر لواء الإمام المنتظر أرواحنا لمقدمه الفدا حال خروجه بأبي وأمي،[4] وهناك رواية في مختصر بصائر الدرجات ضعيفة السند والمصدر[5] وبعض متنها مضطرب يتحدث فيها عن المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام في إمرة شعيب بن صالح على جيش الخراساني وقادته لكنوز طالقان[6]
ولنا من بعد ذلك ملاحظات عدة، أولها: أن ما حاوله بعض المؤلفين من اعتبار شعيب بن صالح اسطورة، لا قيمة له من الناحية العلمية، بل هو كحقيقة من حقائق ما قبل الظهور مما لا مجال لنكرانه.
وثانيها أن سمرقند التي يشار إليها في رواية حذلم المتقدمة، ليست سمرقند الموجودة في تاجيكستان المعاصرة، وإنما هي من أعمال محافظة واسط الحدودية مع إيران كما يشير إلى ذلك ياقوت الحموي في معجم البلدان،[7] وهذا هو الذي ينسجم مع بقية الروايات التي تشير إلى دخول راية الخراساني إلى العراق بالتزامن مع اقتحام السفياني الأراضي العراقية باتجاه بغداد.
وثالثها: إن طالقان المشار إليها ليست طالقان الأفغانية كما ذهب إلى ذلك بعضهم، بل هي مناطق شمال طهران باتجاه بحر قزوين.
ورابعها: وصفه الشخصي المشار إليه في سؤالكم الكريم هو وصف وارد في روايات عامية، ولهم وصف آخر، ولا يعتمد عليها، ولا يوجد في كتبنا ما يُشار به إلى وصفه الشخصي، ولعل اسمه ما يدل على أنه عربي، وهو ينسجم مع مرويات عامية تشير إلى كونه من بني تميم أو من مواليهم، على أن اسمه هذا ليس من الضرورة أن يحمل على أنه اسم حقيقي.
وخامسها: لا صحة لأي رواية تشير إلى المدة الفاصلة بين خروجه وبين خروج الإمام صلوات الله عليه بغير المدة المشار إليها في رواياتنا، فبين الخراساني وبين الإمام صلوات الله عليه هو ما بين السفياني والإمام لأن خروج الإثنين سيكون في عام واحد وفي شهر واحد وفي يوم واحد، وبالتالي فإن شعيباً هذا لن يكون خروجه بأكثر من هذه المدة، بل هو أقل منها، وما عرضتم له هو ما يوجد في روايات العامة.
85 - الحر (الموقع الخاص): هل من الممكن ان يكون السفياني هو ملك الاردن عبدالله الثاني؛ فهو رجل ربعة ضخم الهامة ابيض اشقر اجعد الشعر ازرق اخوص العينين وفي عينه اليمنى نكتة بياض وفي الاخرى كسل وفي وجهه بقايا اثر الجدري و عليه تاج احمر واخواله من بني الغرب فهو ابنهم بامتياز وهو من الوادي اليابس؟؟
الجواب: السفياني في الروايات لا يتطابق مع هذا، إذ أن السفياني من بني كلب وأخواله كذلك، وليس كما تقولون بأن أخواله من بني الغرب، وهو من سوريا الشام وليس من الأردن، وهو ملتصق بظهور الإمام صلوات الله عليه، إذ أن ما بين أول خروجه وبين الإمام صلوات الله عليه هو حمل ناقة أي خمسة عشر شهراً، ومن بعد استيلائه على محافظات الشام المفككة والتي يعبر عنها بالكور الخمسة سيبقى من وقت ظهور الإمام حمل إمرأة أي تسعة أشهر، ولذلك أي مجازفة في التشخيص، ستضعنا أمام استحقاقات ذلك، لأننا سنطالب بظهور الإمام صلوات الله عليه بعد هذه المدد الزمانية، ولذلك فإن أي خطأ في هذا المجال قد يؤدي إلى الإحباط، وقد يرتد الأمر على تكذيب ظهور الإمام صلوات الله عليه، مما يعني أن التوجه لاسقاط الشخصيات المعاصرة على الشخصيات الواردة في الروايات، يحتاج منا للجزم بأن هذا الوقت هو وقت الظهور، وهو أمر لا يمكننا الجزم به وفق المنطق الروائي إلّا بعد التفجير الذي يطال دمشق، لأن السفياني سيخرج في رجب الذي يلي التفجير، وأما التشخيص قبل ذلك فدونه خرط القتاد، وسيتزامن خروجه مع خروج اليماني والخراساني الي أشير إليه بأنه سيكون في عام واحد في شهر واحد في يوم واحد.
وقد نهى الإمام صلوات الله عليه عن ذلك حينما سئل عن السفياني، فقال: وما تصنع باسمه؟ ثم شرع يعدد جانباً من أعماله، والتي ستكون هي الكاشفة عنه بمعية الأعمال السابقة لظهوره، ولا أرى أي فائدة تذكر للإهتمام بتشخيص هذه الأسماء قبل حيان علاماتها، ولكن كل الأهمية يجب أن تبذل من أجل تشخيص أعمالهم ومعرفتها، فهو من الشخصيات المحتومة وهو آت لا محالة، وما يهم المنتظر للإمام صلوات الله عليه أن يعرف كيف يتصدى ويجابه راية الضلال هذه، وأن يرتقي بكمالاته إلى المستوى الذي يجعله قادراً على مواجهة الصعاب الجسام التي ستواجهه في تلك المرحلة.
86 -
محمد التميمي (الموقع الخاص):الذي قرأناه أن الشيصباني هو من أعداء أهل البيت عليهم السلام، وهو إما صدام أو الزرقاوي لانطباق الوصف في الرواية التي تذكره على أحد هذين المجرمين لعنهما الله .... فعبارة: يقتل وفدكم قد تكون أقرب الى الانطباق على الزرقاوي اللعين، فما رأي سماحة الشيخ بهذا القول؟
الجواب: أنا لا أدري ماذا قرأتم، ولكن القدر المتيقن من المواصفات التي ذكرت في رواية الشيصباني[1] لا ينطبق قطعاً على الإثنين معاً، لأن خروجه معنون فيها من الكوفة، وقد توهّم من قال بأن أرض كوفان هي كل العراق لأنه تعميم بلا معمّم، ومن الواضح أن هذا الخروج لا علاقة له باللعينين، وهو من الفاسقين لا محالة كما تشير إليه الرواية الشريفة حينما تسمه بالشيصباني وهو تكنية عن الشيطان، أو القصّاب الجلف والشديد، كما وأن الحديث عن قتله لخيار رجال الشيعة هو تأكيد على كونه شريراً، وقد استظهرنا في كتابنا علامات الظهور أن الرجل ربما تكون له علاقة مع البترية الذين سيقاتلون الإمام صلوات الله عليه في النجف الأشرف،[2] لأن حديث الرواية عن أن له أتباع ينبعون كما ينبع الماء في إشارة إلى كثرتهم وشدتهم، ينسجم مع كثرة الاعداد التي ستقاتل الإمام بأبي وأمي من البترية حال وصوله إلى النجف الأشرف، والتي تقدرها إحدى الروايات بستة عشر ألفاً.[3]