العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام

منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام المنتدى مخصص بسيرة أهل البيت عليهم السلام وصحابتهم الطيبين

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

ابومحمد العلوي
عضو نشط
رقم العضوية : 76917
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 164
بمعدل : 0.04 يوميا

ابومحمد العلوي غير متصل

 عرض البوم صور ابومحمد العلوي

  مشاركة رقم : 1  
كاتب الموضوع : ابومحمد العلوي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz4
قديم بتاريخ : 25-09-2013 الساعة : 09:40 PM



ثانيا: تكرار حديث المنزلة

نقل الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل(ج 5 ص 198ـ .../ 5ـ حديث المنزلة)

ان (..حديث المنزلة في سبعة مواضع:

1 ـ في المؤاخاة الأُولى: يعني في المرّة الأُولى التي آخى فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)بين المهاجرين واختار عليّاً(عليه السلام) في هذه المؤاخاة لنفسه وقال: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي»( كنز العمال، الحديث 918، المجلد الخامس، الصفحة 40، والمجلد السّادس، الصفحة 390.1).

2 ـ في يوم المؤاخاة الثّانية: وكانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، حيث آخى بين المهاجرين والأنصار، واصطفى لنفسه منهم عليّاً واتخذه من دونهم أخاه، وقال له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي وأنت أخي ووارثي»( منتخب كنزالعمال، (في حاشية مسند أحمد)، المجلد الخامس، من مسند أحمد، الصفحة 31).

3 ـ أم سليم ـ التي كانت على جانب من الفضل والعقل، وكانت تعدّ من أهل السوابق، وهي من الدعاة إلى الإِسلام، واستشهد أبوها وأخوها بين يدي النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وفارقت زوجها لأنّه أبى أن يعتنق الإِسلام، وكان رسولُ الله(صلى الله عليه وآله وسلم)يزورها في بيتها بين الحين والآخر ويسلّيها ـ تروي أم سليم هذه أنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قال لها ذات يوم: «إنّ عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى»( كنز العمال، المجلد السّادس، الصفحة 164).

4 ـ قال ابن عباس: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كُفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيتُ من رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيه خصالا لئن تكون لي واحدة منهن في آل الخطّاب أحبَّ إلي ممّا طلعت عليه الشمس، كنتُ أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم فانتهينا إلى باب أمّ سلمة وعلي قائم على الباب، فقلنا: أردنا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يخرج إليكم، فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فسرنا إليه، فأتكأ على علي بن أبي طالب ثمّ ضرب بيده منكبة ثمّ قال: «أنت (يا علي) أوّل المؤمنين إيماناً، وأوّلهم إسلاماً، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى»( كنز العمال، المجلد السّادس، الصفحة 395.).

5 ـ روى النسائي في كتاب «الخصائص» أن علياً وزيداً وجعفر اختصموا في من يكفل ابنة حمزة، وكان كل واحد منهم يريد أن يكفلها هو دون غيره فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) لعلى: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى»( خصائص النسائي، الصفحة 19).

6 ـ روى جابر بن عبدالله أنّه عندما أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) بسدّ جميع أبواب المنازل التي كانت مشرعة إلى المسجد إلاّ باب بيت علي(عليه السلام)، قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، وإنّك بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي»( ينابيع المودة، آخر باب 17، الصفحة 88 الطبعة الثّانية دار الكتب العراقية.).

هذه الموارد الستّة النّبي هي غير غزوة تبوك، أخذناها برمتها من المصادر المعروفة لأهل السنّة، وإلاّ فإن هناك في الرّوايات المرويّة عن طريق الشيعة موارد أُخرى قال فيها رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) هذه العبارة في شأن علي(عليه السلام) أيضاً.

من مجموع ذلك يستفاد ـ بوضوح وجلاء ـ أنّ حديث المنزلة لم يكن مختصاً بغزوة تبوك، بل هو أمر عام ودائم في شأن علي(عليه السلام).

ومن هنا يتّضح أيضاً ـ أنّ ما تصوره بعض علماء السنّة مثل «الآمدي» من أن هذا الحديث يتكفل حكماً خاصاً في مجال خلافة علي(عليه السلام) وأنّه يرتبط بظرف غزوة تبوك خاصّة، ولا يرتبط بغيره من الظروف والأوقات، تصوّر باطل أساساً، لأنّ النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كرّر هذه العبارة في مناسبات متنوعة ممّا يفيد أنّه كان حكماً عاماً.)(انتهى)

ثاثا: طرق حديث ورواته:

طرق حديث المنزلة وردت عن بضع وعشرين صحابياً , حيث رواه عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعة كبيرة من الصحابة , يتجاوز عددهم العشرين شخصاً , وقد ذكرهم السيد علي الحسيني الميلاني في كتابه / حديث المنزلة / سلسلة الندوات العقائدية (14) و (15)/ سلسلة الكتب العقائدية (77)/ إعداد : مركز الأبحاث العقائدية / فارس الحسون)

قال السيد علي الميلاني :...

1ـ أمير المؤمنين (عليه السلام).

2 ـ عبدالله بن العباس.

3 ـ جابر بن عبدالله الانصاري.

4 ـ عبدالله بن مسعود.

5 ـ سعد بن أبي وقّاص.

6 ـ عمر بن الخطّاب.

7 ـ أبو سعيد الخدري.

8 ـ البراء بن عازب.

9 ـ جابر بن سمرة.

10 ـ أبو هريرة.

11 ـ مالك بن الحويرث.

12 ـ زيد بن أرقم.

13 ـ أبو رافع.

14 ـ حذيفة بن أسيد.

15 ـ أنس بن مالك.

16 ـ عبدالله بن أبي أوفى.

17 ـ أبو أيّوب الانصاري.

18 ـ عقيل بن أبي طالب.

19 ـ حُبشي بن جنادة.

20 ـ معاوية بن أبي سفيان

21ـ (ومن جملة رواة هذا الحديث من الصحابيات:ـ

1ـ أُم سلمة أُمّ المؤمنين رضي الله عنها , 2ـ أسماء بنت عميس).

وذكر الحافظ ابن عساكر بترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق كثيراً من طرق هذا الحديث وأسانيده من عشرين من الصحابة تقريباً(انظر ترجمة الامام علي (عليه السلام) 1/306 ـ 393) .

ويقول الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرح البخاري بعد أن يذكر أسامي عدّة من الصحابة، ويروي نصوص روايات جمع منهم يقول: وقد استوعب طرقه ابن عساكر في ترجمة علي(فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7/60 ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.) ...

يقول الحاكم النيسابوري: هذا حديث دخل في حدّ التواتر(كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب للحافظ الكنجي: 283) .

كما أنّ الحافظ السيوطي أورد هذا الحديث في كتابه الازهار المتناثرة في الاخبار المتواترة(الازهار المتناثرة في الاحاديث المتواترة: حرف الالف) ، وتبعه الشيخ علي المتقي في كتابه قطف الازهار المتناثرة في الاخبار المتواترة.

وممّن اعترف بتواتر هذا الحديث شاه ولي الله الدهلوي محدّث الهند في كتابه إزالة الخفاء في سيرة الخلفاء.

ولنذكر(والكلام مازال للسيد علي الميلاني) أسماء عدة من أشهر مشاهير القوم الرواة لهذا الحديث في القرون المختلفة، منهم:

1 ـ محمّد بن إسحاق، صاحب السيرة.

2 ـ سليمان بن داود الطيالسي أبو داود الطيالسي، في مسنده.

3 ـ محمّد بن سعد، صاحب الطبقات.

4 ـ أبو بكر ابن أبي شيبة، صاحب المصنف.

5 ـ أحمد بن حنبل، صاحب المسند.

6 ـ البخاري، في صحيحه.

7 ـ مسلم، في صحيحه.

8 ـ ابن ماجة، في صحيحه.

9 ـ أبو حاتم بن حبّان، في صحيحه.

10 ـ الترمذي، في صحيحه.

11 ـ عبدالله بن أحمد بن حنبل، هذا الامام الكبير الذي ربّما يقدّمه بعضهم على والده، يروي هذا الحديث في زيادات مسند أحمد وزيادات مناقب أحمد.

12 ـ أبو بكر البزّار، صاحب المسند.

13 ـ النسائي، صاحب الصحيح.

14 ـ أبو يعلى الموصلي، صاحب المسند.

15 ـ محمّد بن جرير الطبري، صاحب التاريخ والتفسير.

16 ـ أبو عوانة، صاحب الصحيح.

17 ـ أبو الشيخ الاصفهاني، صاحب طبقات المحدثين.

18 ـ أبو القاسم الطبراني، صاحب المعاجم الثلاثة.

19 ـ أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، صاحب المستدرك على الصحيحين.

20 ـ أبو بكر الشيرازي، صاحب كتاب الالقاب.

21 ـ أبو بكر بن مردويه الاصفهاني، صاحب التفسير.

22 ـ أبو نعيم الاصفهاني، صاحب حلية الاولياء.

23 ـ أبو القاسم التنوخي، له كتاب في طرق أحاديث المنزلة.

24 ـ أبو بكر الخطيب، صاحب تاريخ بغداد.

25 ـ ابن عبد البر، صاحب الاستيعاب.

26 ـ البغوي، الملقّب عندهم بمحي السنّة، صاحب مصابيح السنّة.

27 ـ رزين العبدري، صاحب الجمع بين الصّحاح.

28 ـ ابن عساكر، صاحب تاريخ دمشق.

29 ـ الفخر الرازي، صاحب التفسير الكبير.

30 ـ ابن الاثير الجزري، صاحب جامع الاُصول.

31 ـ أخوه ابن الاثير، صاحب أُسد الغابة.

32 ـ ابن النجّار البغدادي، صاحب تاريخ بغداد.

33 ـ النووي، صاحب شرح صحيح مسلم.

34 ـ أبو العباس محب الدين الطبري، صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة.

35 ـ ابن سيّد النا س، في سيرته.

36 ـ ابن قيّم الجوزية، في سيرته.

37 ـ اليافعي، صاحب مرآة الجنان.

38 ـ ابن كثير الدمشقي، صاحب التاريخ والتفسير.

39 ـ الخطيب التبريزي، صاحب مشكاة المصابيح.

40 ـ جمال الدين المزّي، صاحب تهذيب الكمال.

41 ـ ابن الشحنة، صاحب التاريخ المعروف.

42 ـ زين الدين العراقي المحدّث المعروف، صاحب المؤلفات، صاحب الالفية في علوم الحديث.

43 ـ ابن حجر العسقلاني، صاحب المؤلفات.

44 ـ السيوطي، صاحب المؤلفات كالدر المنثور وغيره.

45 ـ الدياربكري، صاحب تاريخ الخميس.

46 ـ ابن حجر المكّي، صاحب الصواعق المحرقة.

47 ـ المتقي الهندي، صاحب كنز العمّال.

48 ـ المناوي، صاحب فيض القدير في شرح الجامع الصغير.

49 ـ ولي الله الدهلوي، صاحب المؤلفات ككتاب حجة الله البالغة وإزالة الخفاء.

50 ـ أحمد زيني دحلان، صاحب السيرة الدحلانيّة.

وغير هؤلاء من المحدّثين والمؤرّخين والمفسّرين من مختلف القرون والطبقات.(انتهى)


من مواضيع : ابومحمد العلوي 0 أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
0 اقوال في الامام محمد الباقر(عليه السلام)
0 حديث الدار (حديث الانذار)
0 حديث المنزلة
0 قالوا في الامام جعفر الصادق(ع)

ابومحمد العلوي
عضو نشط
رقم العضوية : 76917
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 164
بمعدل : 0.04 يوميا

ابومحمد العلوي غير متصل

 عرض البوم صور ابومحمد العلوي

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : ابومحمد العلوي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz4
قديم بتاريخ : 25-09-2013 الساعة : 09:41 PM



رابعا ـ دلالة حديث المنزلة

قال السيد علي الحسيني الميلاني (حديث المنزلة / سلسلة الندوات العقائدية (14) و (15) / سلسلة الكتب العقائدية (77) /إعداد: مركز الأبحاث العقائدية / فارس الحسون):

أخرج ابن عساكر في تاريخه، وعنه السيوطي في الدرّ المنثور( ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/296، الدر المنثور 4/383) : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خطب فقال: «إنّ الله أمر موسى وهارون أن يتبوّءا لقومهما بيوتاً، وأمرهما أنْ لا يبيت في مسجدهما جنب، ولا يقربوا فيه النساء، إلاّ هارون وذريّته، ولا يحلّ لاحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا ولا يبيت فيه جنب إلاّ علي وذريّته».

وفي مجمع الزوائد عن علي (عليه السلام) قال: أخذ رسول الله (صلى الله عليه وسلم)بيدي فقال: «إنّ موسى سأل ربّه أنْ يطهّر مسجده بهارون، وإنّي سألت ربّي أنْ يطهّر مسجدي بك وبذريّتك»، ثمّ أرسل إلى أبي بكر أنْ سدّ بابك، فاسترجع [ أي قال: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ] ثمّ قال:

سمعٌ وطاعة، فسدّ بابه، ثمّ أرسل إلى عمر، ثمّ أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثمّ قال رسول الله: «ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي وسدّ أبوابكم»( مجمع الزوائد 9/114.) .

وفي مجمع الزوائد وكنز العمال وغيرهما ـ واللفظ للأول ـ: لمّا أخرج أهل المسجد وترك عليّاً قال الناس في ذلك [ أي تكلّموا في ذلك واعترضوا ] فبلغ النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: «ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي، ولا أنا تركته، ولكنّ الله أخرجكم وتركه، إنّما أنا عبد مأمور، ما أُمرت به فعلت، إنّ أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ»( مجمع الزوائد 9/115، كنز العمال 11/600 رقم 32887 ـ دار إحياء التراث) .

وفي كتاب المناقب لأحمد بن حنبل، وكذا في المسند، وفي المستدرك للحاكم، وفي مجمع الزوائد، وتاريخ دمشق،)وغيرها((فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأحمد بن حنبل: 72 رقم 109، مسند أحمد 5/496 رقم 18801، مستدرك الحاكم 3/125، مجمع الزوائد 9/114، ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/279 ـ 280 رقم 324، الرياض النضرة 3/158) عن زيد بن أرقم قال: كانت لنفر من أصحاب رسول الله أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: «سدّوا هذه الابواب إلاّ باب علي»، قال: فتكلّم في ذلك ناسٌ، فقام رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: «أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدّ هذه الابواب غير باب علي، فقال فيه قائلكم، والله ما سددت شيئاً ولا فتحته، ولكن أُمرت بشيء فاتّبعته».

وهذا الحديث موجود في صحيح الترمذي، وفي الخصائص للنسائي(خصائص النسائي: 59 رقم 38) ، وغيرهما من المصادر أيضاً.

ولذا كانت قضية سدّ الابواب من جملة موارد قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

وإلى الان ظهرت دلالة حديث المنزلة على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام):

من جهة ثبوت العصمة له.

ومن جهة ثبوت الافضلية له.

ومن جهة ثبوت بعض الخصائص الاُخرى الثابتة لهارون.

دلالة حديث المنزلة

على خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام)

ننتقل الان إلى دلالة هذا الحديث على خصوص الخلافة والولاية، فيكون نصّاً في المدّعى.

ولا ريب في أنّ من منازل هارون: خلافته عن موسى (عليه السلام)، قال تعالى عن لسان موسى يخاطب هارون: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ)( سورة الاعراف: 142) .

فكان هارون خليفة لموسى، وعلي بحكم حديث المنزلة خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيكون هذا الحديث نصّاً في الخلافة والامامة والولاية بعد رسول الله.

ومن جملة آثار هذه الخلافة: وجوب الطاعة المطلقة، ووجوب الانقياد المطلق، والطاعة المطلقة والانقياد المطلق يستلزمان الامامة والولاية العامة.

ولا يتوهمنّ أحدٌ بأنّ وجوب إطاعة هارون ووجوب الانقياد المطلق له كان من آثار وأحكام نبوّته، لا من آثار وأحكام خلافته عن موسى، حتّى لا تجب الاطاعة المطلقة لعلي، لانّه لم يكن نبيّاً.

هذا التوهم باطل ومردود، وإنْ وقع في بعض الكتب من بعض علمائهم، وذلك لانّ وجوب الاطاعة المطلقة إنْ كان من آثار النبوّة لا من آثار الخلافة، إذن لم يثبت وجوب الاطاعة للمشايخ الثلاثة، لانّهم لم يكونوا أنبياء، وأيضاً: لم يثبت وجوب الاطاعة المطلقة لعلي في المرتبة الرابعة التي يقولون بها له (عليه السلام)، إذ ليس حينئذ نبيّاً، بل هو خليفة.

فإذن، وجوب الاطاعة لهارون كان بحكم خلافته عن موسى لا بحكم نبوّته، وحينئذ تجب الاطاعة المطلقة لعلي (عليه السلام)بحكم خلافته عن رسول الله، وبحكم تنزيله من رسول الله منزلة هارون من موسى. فالمناقشة من هذه الناحية مردودة.

وإذا ما رجعنا إلى الكتب المعنيّة بمثل هذه البحوث، لرأينا تصريح علمائهم بدلالة حديث المنزلة على خلافة علي (عليه السلام).

فراجعوا مثلاً كتاب التحفة الاثنا عشرية الذي ألّفه مؤلّفه ردّاً على الشيعة الامامية الاثنا عشرية، فإنّه يعترف هناك بدلالة حديث المنزلة على الخلافة، بل يضيف أنّ إنكار هذه الدلالة لا يكون إلاّ من ناصبي ولا يرتضي ذلك أهل السنة.

إنّما الكلام في ثبوت هذه الخلافة بعد رسول الله بلا فصل، أمّا أصل ثبوت الخلافة لامير المؤمنين بعد رسول الله بحكم هذا الحديث فلا يقبل الانكار، إلاّ إذا كان من النواصب المعاندين لأمير المؤمنين (عليه السلام)، كما نصّ على ذلك صاحب التحفة الاثنا عشرية.

يقول صاحب التحفة هذا الكلام ويعترف بهذا المقدار من الدلالة.

إلاّ أنّك لو راجعت كتب الحديث وشروح الحديث لرأيتهم يناقشون حتّى في أصل دلالة حديث المنزلة على الخلافة والولاية بعد رسول الله، أي ترى في كتبهم ما ينسبه صاحب التحفة إلى النواصب، ويقولون بما يقوله النواصب.

فراجعوا مثلاً شرح حديث المنزلة في كتاب فتح الباري لابن حجر العسقلاني الحافظ، وشرح صحيح مسلم للحافظ النووي، والمرقاة في شرح المشكاة، تجدوهم في شرح حديث المنزلة يناقشون في دلالة هذا الحديث على أصل الامامة والولاية، وهذا ما كان صاحب التحفة ينفيه عن أهل السنّة وينسبه إلى النواصب.

أقرأ لكم عبارة النووي في شرح صحيح مسلم، ونفس العبارة أو قريب منها موجود في الكتب التي أشرت إليها وغيرها أيضاً من الكتب، يقول النووي(شرح النووي لصحيح مسلم المجلد الثامن الجزء 15/174) : وليس فيه [ أي في هذا الحديث ] دلالة لاستخلافه [ أي استخلاف علي ] بعده [ أي بعد الرسول ]، لانّ النبي (صلى الله عليه وسلم) إنّما قال لعلي حين استخلفه على المدينة في غزوة تبوك [ أي إنّ هذا الحديث وارد في مورد خاص ].

يقول: ويؤيّد هذا أنّ هارون المشبّه به لم يكن خليفة بعد موسى، بل توفي في حياة موسى قبل وفاة موسى بنحو أربعين سنة على ما هو المشهور عند أهل الاخبار والقصص، قالوا: وإنّما استخلفه ـ أي استخلف موسى هارون ـ حين ذهب لميقات ربّه للمناجاة، فكانت الخلافة هذه خلافة موقتة، وكانت في قضية خاصة محدودة، وليس فيها أي دلالة على الخلافة بالمعنى المتنازع فيه أصلاً.

وهل هذا إلاّ كلام النواصب الذي يأبى أن يلتزم به مثل صاحب التحفة، فينسبه إلى النواصب ؟

وأمّا ما يقوله ابن تيميّة وغير ابن تيميّة من أصحاب الردود

على الشيعة الاماميّة، فسنذكر مقاطع من عباراتهم....

أوّلاً: المناقشات العلمية

... يتلخّص ما ذكروه في مقام المناقشة في دلالة هذا الحديث في المناقشات الثلاثة التالية:

المناقشة الاُولى:

إنّ هذا الحديث لا يدلّ على عموم المنزلة، وحينئذ تتمّ المشابهة بين علي وهارون بوجه شبه واحد، ويكفي ذلك في صحّة الحديث، أمّا أنْ يكون علي نازلاً من رسول الله منزلة هارون من موسى بجميع منازل هارون فلا نوافق على هذا.

المناقشة الثانية:

إنّ هذه الخلافة كانت خلافة موقتةً في ظرف خاص، وزمان محدود، وفي حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما كانت خلافة هارون عن موسى في حياة موسى عندما ذهب لمناجاة ربّه، وكانت تلك الخلافة أيضاً في حياة موسى، ويؤيّد ذلك موت هارون في حياة موسى، فأين الخلافة بالمعنى المتنازع فيه ؟

المناقشة الثالثة:

إنّ حديث المنزلة إنّما ورد في خصوص غزوة تبوك، وإنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال هذا الكلام عندما خرج في غزوة تبوك وترك عليّاً ليقوم بشؤون أهله وعياله ومن بقي في المدينة المنوّرة، فالقضيّة خاصة وحديث المنزلة إنّما ورد في هذه القضية المعيّنة.

ولابدّ من الاجابة عن هذه المناقشات واحدة واحدة:

الجواب عن المناقشة الاُولى:

والمناقشة الاُولى كانت تتلخّص في نفي عموم المنزلة، فنقول

في الجواب: بأنّ الحديث يشتمل على لفظ وهو اسم جنس مضاف إلى عَلَم قال: «أنت منّي بمنزلة هارون»، فكلمة المنزلة اسم جنس مضاف إلى علم وهو هارون، ثمّ يشتمل الحديث على استثناء «إلاّ أنّه لا نبي بعدي»، فالكلام مشتمل على اسم جنس مضاف إلى علم، ومشتمل على استثناء باللفظ الذي ذكرناه، هذا متن الحديث.

ولو رجعنا إلى كتب علم أُصول الفقه، ولو رجعنا إلى كتب علم البلاغة وكتب الادب، لوجدناهم ينصّون على أنّ الاستثناء معيار العموم، وينصّون على أنّ من ألفاظ العموم اسم الجنس المضاف، فأي مجال للمناقشة ؟ اسم الجنس المضاف «بمنزلة هارون» من صيغ العموم، والاستثناء أيضاً معيار العموم، فيكون الحديث نصّاً في العموم، إذْ ليس في الحديث لفظ آخر، فلفظه: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي»، وحينئذ يسقط الاشكال وتبطل المناقشة.

وهذه عبارة ابن الحاجب الذي هو من أئمّة علم الاُصول ومن أئمّة علم النحو والصرف وعلوم الادب، يقول في كتاب مختصر الاُصول ـ وهو المتن الذي كتبوا عليه الشروح والتعاليق الكثيرة، وكان المتن الذي يدرّس في الحوزات العلمية ـ: ثمّ إنّ الصيغة الموضوعة له ـ أي للعموم ـ عند المحققين هي هذه: أسماء الشرط والاستفهام، الموصولات، الجموع المعرفة تعريف جنس لا عهد، واسم الجنس معرفاً تعريف جنس أو مضافاً(المختصر (بيان المختصر 2): 111 ـ مركز إحياء التراث الاسلامي ـ مكة المكرمة) .

وإن شئتم أكثر من هذا، فراجعوا كتابه الكافية في علم النحو بشرح المحقق الجامي المسمّى بـ (الفوائد الضيائيّة)، وهو أيضاً كان من الكتب الدراسيّة إلى هذه الاواخر.

وراجعوا من كتب الاُصول أيضاً كتاب المنهاج للقاضي البيضاوي وشروحه.

وأيضاً راجعوا فواتح الرحموت في شرح مسلّم الثبوت، الذي هو من كتب علم أُصول الفقه المعتبرة المشهورة عند القوم.

وراجعوا من الكتب الادبية كتاب الاشباه والنظائر للسيوطي.

وراجعوا من كتب علم البلاغة المطوّل في شرح التلخيص ومختصر المعاني في شرح التلخيص للتفتازاني، هذين الكتابين اللذين يدرّسان في الحوزات العلمية.

وهكذا غير هذه الكتب المعنية بعلم أُصول الفقه وعلم النحو والبلاغة.

وأمّا الاستثناء، فقد نصّ أئمّة علم أُصول الفقه كذلك كما في كتاب منهاج الوصول إلى علم الاُصول للقاضي البيضاوي، وفي شروحه أيضاً، كشرح ابن إمام الكاملية وغير هذا من الشروح، كلّهم ينصّون على هذه العبارة يقولون: معيار العموم الاستثناء.

فكلّ ما صحّ الاستثناء منه ممّا لا حصر فيه فهو عام، والحديث يشتمل على الاستثناء.

وقد يقال: لابدّ من رفع اليد عن العموم، بقرينة اختصاص حديث المنزلة بغزوة تبوك، وإذا قامت القرينة أو قام المخصص سقط اللفظ عن الدلالة على العموم، فيكون الحديث دالاًّ على استخلافه ليكون متولّياً شؤون الصبيان والنساء والعجزة ـ بتعبير ابن تيميّة ـ الباقين في المدينة المنوّرة لا أكثر من هذا.

لكن يردّ هذا الاشكال وهذه الدعوى، ورود حديث المنزلة في غير تبوك، كما سنقرأ.

وقد يقال أيضاً: إنّ الاستثناء إنّما يدلّ على العموم إنْ كان استثناء متّصلاً، وهذا الاستثناء منقطع، لانّ الجملة المستثناة جملة خبرية، ولا يمكن أنْ تكون الجملة الخبرية استثناؤها استثناءً متصلاً.

وهذه بحوث علمية لابدّ وأنّكم مطّلعون على هذه البحوث،

وهذا وجه للإشكال وجيه، ذكره صاحب التحفة الاثنا عشرية(التحفة الاثنا عشرية: 211) ، فإنْ تمّ سقط الاستدلال بعموم الاستثناء.

ولكن عندما نراجع ألفاظ الحديث نجد فيها مجيء كلمة «النبوّة» مستثناة بعد «إلاّ»، وليس هناك جملة خبرية، وسند هذا الحديث أو هذه الاحاديث سند معتبر، وممّن نصّ على صحّة سند الحديث بهذا اللفظ: ابن كثير الدمشقي في كتابه في التاريخ البداية والنهاية(البداية والنهاية، المجلّد 4 الجزء 7/340) .

على أنّ من المقرّر عندهم في علم الاُصول وفي علم البلاغة أيضاً: إنّ الاصل في الاستثناء هو الاتّصال، ولا ترفع اليد عن هذا الاصل إلاّ بدليل، إلاّ بقرينة، وأراد صاحب التحفة أن يجعل الجملة الخبرية المستثناة قرينة، وقد أجبنا عن ذلك بمجيء المستثنى إسماً لا جملة خبريّة.

ولو أردتم أن تطّلعوا على تعابيرهم وتصريحاتهم بأنّ الاصل في الاستثناء هو الاتّصال لا الانقطاع، فراجعوا كتاب المطوّل، هذا الكتاب الموجود بأيدينا، الذي ندرسه وندرّسه في الحوزة العلميّة(المطوّل: 204 ـ 224 ـ انتشارات داوري قم ـ 1416 هـ.) .

وأيضاً يمكنكم مراجعة كتاب كشف الاسرار في شرح أُصول البزدوي(كشف الاسرار 3/178 باب بيان التغير ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ 1418.) للشيخ عبد العزيز البخاري الذي هو من مصادرهم الاُصولية.

كما بإمكانكم مراجعة كتاب مختصر الاُصول لابن)الحاجب((المختصر (بيان المختصر2): 246) أيضاً، وهو ينصّ على هذا.

بل لو راجعتم شروح الحديث، لوجدتم الشرّاح من المحدّثين أيضاً ينصّون على كون الاستثناء هذا متّصلاً لا منقطعاً، فراجعوا عبارة القسطلاني في إرشاد الساري(ارشاد الساري 6/117 ـ 118 ـ دار احياء التراث العربي ـ بيروت) ، وراجعوا أيضاً فيض القدير في شرح الجامع الصغير.

إذن، سقطت المناقشة الاُولى، وتمّت دلالة الحديث على العموم أي عموم المنزلة، وهذه البحوث بحوث تخصصيّة، أرجو الالتفات إليها وتذكّر ما درستموه من القواعد العلمية المفيدة في مثل هذه المسائل.

الجواب عن المناقشة الثانية:

والمناقشة الثانية كان ملخصها: إنّ الاستخلاف هذا كان في قضية معيّنة، وفي حياة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما أنّ استخلاف هارون كان في حياة موسى، وقد مات هارون قبل موسى، إذن لا دلالة على الامامة والخلافة بالمعنى المتنازع فيه.
هذا الاشكال الذي طرحه كثيرون منهم، من ابن حجر العسقلاني، ومن القسطلاني، ومن القاري، ومن غيرهم من كبار المحدّثين، وأيضاً من المتكلّمين، لو راجعتم إلى كتبهم لوجدتم هذا الاشكال وهذه المناقشة.


من مواضيع : ابومحمد العلوي 0 أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
0 اقوال في الامام محمد الباقر(عليه السلام)
0 حديث الدار (حديث الانذار)
0 حديث المنزلة
0 قالوا في الامام جعفر الصادق(ع)

ابومحمد العلوي
عضو نشط
رقم العضوية : 76917
الإنتساب : Jan 2013
المشاركات : 164
بمعدل : 0.04 يوميا

ابومحمد العلوي غير متصل

 عرض البوم صور ابومحمد العلوي

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : ابومحمد العلوي المنتدى : منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
Waz4
قديم بتاريخ : 25-09-2013 الساعة : 09:43 PM



مع ابن تيمية

بل لو رجعتم إلى منهاج السنّة لوجدتم عبارات ابن تيميّة مشحونة بالبغض والعداء والتنقيص والطعن في علي (عليه السلام)، لاقرأ لكم بعض عباراته يقول:

كان النبي كلّما سافر في غزوة أو عمرة أو حجّ يستخلف على المدينة بعض الصحابة، حتّى أنّهم ذكروا استخلاف رسول الله ابن أُم مكتوم في بعض الموارد، ولا يدّعى لابن أُم مكتوم مقام

لاستخلاف النبي إيّاه في تلك الفترة.

يقول ابن تيميّة: فلمّا كان في غزوة تبوك، لم يأذن في التخلّف عنها وهي آخر مغازيه، ولم يجتمع معه الناس كما اجتمعوا معه فيها، أي في المغازي الاُخرى، فلم يتخلّف عنه إلاّ النساء والصّبيان أو من هو معذور لعجزه عن الخروج أو من هو منافق، ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم، كما كان يستخلف عليهم في كلّ مرّة، الباقون عجزة وأطفال وصبيان ونسوان، هؤلاء الباقون في المدينة لم يكن حاجة أنْ يستخلف عليهم رسول الله رجلاً مهمّاً وشخصيّةً من شخصيّاته الملتفّين حوله، بل كان هذا الاستخلاف أضعف من الاستخلافات المعتادة منه (صلى الله عليه وسلم)، أي استخلاف علي في تبوك كان أضعف من استخلاف ابن أُم مكتوم في بعض الموارد التي خرج من المدينة المنوّرة فيها.

يقول: لانّه لم يبق في المدينة رجال كثيرون من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم، فكان كلّ استخلاف قبل هذه يكون على أفضل ممّن استخلف عليه عليّاً، فلهذا خرج إليه علي يبكي ويقول: أتخلّفني مع النساء والصبيان ؟ فبيّن له النبي أنّي إنّما استخلفتك لامانتك عندي، وأنّ الاستخلاف ليس بنقص ولا غضّ، فإنّ موسى استخلف هارون على قومه، والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا معهم من يعظم انتفاعه به ومعاونته له، ويحتاجون إلى مشاورته والانتفاع برأيه ولسانه ويده وسيفه، فلم يكن رسول الله محتاجاً إلى علي في هذه الغزوة، حتّى يشاوره أو أن يستفيد من يده ولسانه وسيفه، فأخذ معه غيره، لانّهم كانوا ينفعونه في هذه القضايا.

يقول: وتشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دلّ عليه السياق، ولا يقتضي المساواة في كلّ شيء، ألا ترى إلى ما ثبت بالصحيحين من قول النبي في حديث الاُسارى لمّا استشار أبا بكر فأشار بالفداء، واستشار عمر فأشار بالقتل، قال: سأُخبركم عن صاحبيكم، مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، ومثلك يا عمر مثل نوح، فقوله (صلى الله عليه وسلم) لهذا مثلك مثل إبراهيم وعيسى، وقوله لهذا مثلك مثل نوح وموسى أعظم من قوله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.

هذا كلام ابن تيميّة، أي: قطعة من كلامه، وإنّا لنسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يعامل هذا الرجل بعدله، وأن يجازيه بكلّ كلمة ما يستحقّه.

وهنا ملاحظات مختصرة على هذا الكلام:

أوّلاً:

إذا لم يكن لعلي في هذا الاستخلاف فضل ومقام

، وكان هذا الاستخلاف أضعف من استخلاف غيره من الاستخلافات السابقة، فلماذا تمنّى عمر أنْ يكون هذا الاستخلاف له ؟ ولماذا تمنّى سعد بن أبي وقّاص أن يكون هذا الاستخلاف له ؟

ثانياً:

قوله: إنّ عليّاً خرج يبكي، هذا كذب، علي خرج يبكي لعدم حضوره في تلك الغزوة، ولما سمعه من المنافقين، لا لانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلّفه في النساء والصبيان.

وبعبارة أُخرى: قول علي لرسول الله: أتخلّفني في النساء والصبيان، كان هذا القول قبل خروج رسول الله في الغزوة، قبل أنْ يخرج، وبكاء علي وخروجه خلف رسول الله والتقاؤه به وهو يبكي، كان بعد خروج رسول الله وإنّما خرج ـ وكان يبكي ـ لما سمعه من المنافقين، لا لانّ هذا الاستخلاف كان ضعيفاً، فالقول بأنّه لمّا استخلف مع النساء والصبيان جعل يبكي ويعترض على رسول الله هذا الاستخلاف، افتراء عليه.

وثالثاً:

ذكره الحديث الذي شبّه فيه رسول الله أبا بكر بإبراهيم، وشبّه فيه عمر بنوح، وقوله: هذا الحديث في الصحيحين، هذا كذب، فليس هذا الحديث في الصحيحين، ودونكم كتاب البخاري ومسلم، ويشهد بذلك كتاب منهاج السنّة، هذه الطبعة الجديدة المحقّقة التي حقّقها الدكتور محمّد رشاد سالم، المطبوعة في السعوديّة في تسعة أجزاء، راجعوا عبارته هنا، واستشهاد ابن تيميّة بهذا الحديث ونسبة الحديث إلى الصحيحين، يقول محقّقه في الهامش: إنّ هذا الحديث إنّما هو في مسند أحمد، ويقول محقّقه ـ أي محقّق المسند الشيخ أحمد شاكر في الطبعة الجديدة ـ: هذا الحديث ضعيف.

وهو أيضاً في مناقب الصحابة لاحمد بن حنبل، المطبوع في جزئين في السعودية أخيراً، فراجعوا لتروا المحقق يقول في الهامش: إنّ سنده ضعيف.

فالحديث ليس في الصحيحين، ليعارض به حديث المنزلة الموجود في الصحيحين، وإنّما هو في بعض الكتب، وينصّ المحققون في تعاليقهم على تلك الكتب بضعف هذا الحديث.

وكأنّ ابن تيميّة ما كان يظنّ أن ناظراً ينظر في كتابه، وأنّه سيراجع الصحيحين ... وأمّا ما في كلامه من الطعن لأمير المؤمنين، فكما ذكرنا، نحيل الامر إلى الله سبحانه وتعالى، وهو أحكم الحاكمين.

مع الاعور الواسطي

ومثل كلمات ابن تيميّة كلمات الاعور الواسطي، هناك عندهم

يوسف الاعور الواسطي، له رسالة في الرد على الشيعة، يقول هذا الرجل: لو سلّمنا دلالة حديث المنزلة على الخلافة، فقد كان في خلافة هارون عن موسى فتنة وفساد وارتداد المؤمنين وعبادتهم العجل، وكذلك خلافة علي، لم يكن فيها إلاّ الفساد، لم يكن فيها إلاّ الفتنة، ولم يكن فيها إلاّ قتل للمسلمين في وقعة الجمل وصفين.

وهذا كلام هذا الناصبي الخبيث.

وبعدُ، إذا لم يكن لاستخلاف أمير المؤمنين (عليه السلام)في تبوك قيمة، ولم يكن له هذا الاستخلاف مقاماً، بل كان هذا الاستخلاف أضعف من استخلاف مثل ابن أُم مكتوم، فلماذا هذا الاهتمام بهذا الحديث بنقل طرقه وأسانيده، وبالتحقيق في رجاله، وبالبحث في دلالاته ومداليله ؟

إذا كان شيئاً تافهاً لا يستحق البحث، وكان أضعف من أضعف الاستخلافات، فلماذا هذه الاهتمامات ؟

ولماذا قول عمر: لو كان لي واحدة منهنّ كان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ؟

وقول سعد: والله لانْ تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ؟

ولماذا استشهاد معاوية بهذا الحديث أمام ذلك الرجل الذي

سأله مسألةً، وكان معاوية بصدد بيان مقام علي وفضله ؟

ولماذا كلّ هذا السعي لإبطال هذا الحديث وردّه ؟

ألم يقل الفضل ابن روزبهان ـ الذي هو الاخر من الرادّين على الاماميّة واستدلالاتهم بالاحاديث النبويّة ـ ما نصّه: يثبت به ـ أي بحديث المنزلة ـ لأمير المؤمنين فضيلة الاُخوّة والمؤازرة لرسول الله في تبليغ الرسالة وغيرهما من الفضائل.

وهكذا تسقط المناقشة الثانية.

الجواب عن المناقشة الثالثة:

والمناقشة الثالثة كانت دعوى اختصاص حديث المنزلة بغزوة تبوك.

نعم لو كان الحديث مختصّاً بغزوة تبوك، ولو سلّمنا بأنّ سبب الورود وشأن النزول مخصّص، لكان لهذا الاشكال ولهذه المناقشة وجه.

ولكن حديث المنزلة ـ كحديث الثقلين وكحديث الغدير ـ كرّره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواطن كثيرة، وهذه كتب القوم موجودة بين أيدينا، والباحث الحرّ المنصف يمكنه العثور على تلك الروايات، وتلك المواطن الكثيرة التي ذكر فيها رسول الله هذا الحديث.

مواطن ورود حديث المنزلة

وأنا أذكر لكم بعض تلك المواطن ومصادر ورود حديث المنزلة فيها، وأُحاول أن أختصر:

المورد الاول: قصة المؤاخاة

قال ابن أبي أوفى: لمّا آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه، وآخى بين أبي بكر وعمر، قال علي: يا رسول الله ذهب روحي، وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري، فإن كان هذا من سخط عَلَيّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله: «والذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي»، قال: ما أرث منك يا رسول الله ؟ قال: «ما ورّث الانبياء من قبلي»، قال: ما ورّث الانبياء من قبلك ؟ قال: «كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم»، وأنت معي في قصري في الجنّة، مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، ثمّ تلا رسول الله قوله تعالى: (إخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ) .

ذكر هذا الحديث الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)( سورة الحج: 75) ، ولاحظوا المناسبة بين هذا الحديث وبين الآية: (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) .

يروي السيوطي في الدر المنثور هذا الحديث: عن البغوي، والباوردي، وابن قانع، والطبراني، وابن عساكر(الدر المنثور 6/76 ـ 77) .

وهو أيضاً: في مناقب علي لأحمد(فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): 142 رقم 207) ، وفي الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة(الرياض النضرة 3/182، قطعة منه) ، وفي كنز العمال أيضاً عن مناقب علي(كنز العمال 9/167 رقم 25554 و13/105 رقم 36345) .

المورد الثاني: في حديث الدار ويوم الانذار

ففي رواية أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير ذكر هذا اللفظ: «فأيّكم يقوم فيبايعني على أنّه أخي ووزيري ووصيّي ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟»( تفسير الثعلبي: مخطوط) .

المورد الثالث: في خطبة غدير خم

وقد تقدم في بحث حديث الغدير.

المورد الرابع: في قضية سد الابواب

وقد أشرنا إليه، وفي رواية هناك يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى»، هذه الرواية رواها الفقيه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين(مناقب الامام علي (عليه السلام) للمغازلي: 255 ـ 257) .

المورد الخامس:

هو المورد الذي قرأناه عن عمر بن الخطّاب عن مصادر كثيرة قال عمر: كفّوا عن ذكر علي... إلى آخره.

المورد السادس: في قضية ابنة حمزة سيّد الشهداء

وذلك لمّا أتت من مكة، وقدمت المدينة المنورة، تخاصم فيها علي وجعفر وزيد، في هذه القضية تحاكموا إلى رسول الله، فقال

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: «أمّا أنت يا علي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة».

روى هذا الخبر ابن عساكر في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/368 رقم 409) ، والخبر موجود: في مسند أحمد(مسند أحمد 1/185 رقم 933) ، وفي سنن البيهقي(سنن البيهقي 8/6) ، وغيرهما من المصادر، لكن بدل حديث المنزلة: «أنت منّي وأنا منك».

المورد السابع: في حديث عن جابر
قال: جاء رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) ونحن مضطجعون في المسجد قال رسول الله: «أترقدون بالمسجد ! إنّه لا يرقد فيه»، فحينئذ خاطب عليّاً وكان علي فيهم قال: «تعال يا علي، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة».

وهذا أيضاً في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/290 رقم 329).

المورد الثامن:

«يا أُم سلمة، إنّ عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

وهذا الحديث أيضاً في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/365 رقم 406.) .

وهناك موارد أكثر، وأنا تتبعت تلك الموارد وسجّلتها، ولكن أكتفي بهذا المقدار لغرض الاختصار.

فاندفعت المناقشات كلّها، وتمّت دلالة حديث المنزلة على خلافة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.

خلاصة دلالة حديث المنزلة على الخلافة

وتتلخص وجوه الدلالة على الخلافة، أي على كون الحديث نصّاً في الامامة، تتلخص في:

أوّلاً: تمنّيات بعض أكابر الاصحاب.

ثانياً: تكرار النبي هذا الحديث.

ثالثاً: القرائن الداخلية في هذا الحديث وفي ألفاظه

المختلفة، وأقرأ لكم عدّةً من تلك القرائن:

منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحديث في حديث المنزلة: «لابدّ أنْ أُقيم أو تقيم»، ممّا يدلّ على أنّه لا يمكن أن ينوب أحد مناب رسول الله في أمر من الاُمور غير علي، ولهذا نظائر كثيرة، منها إبلاغ سورة براءة إلى أهل مكة.

ومن القرائن الداخلية أيضاً: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «خلّفتك أنْ تكون خليفتي».

وهذا أيضاً قد تقدّم.

ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ـ إلى آخره ـ فإنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك».

أخرجه الحاكم في المستدرك قال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.

ومن القرائن أيضاً: قوله لعلي: «لك من الاجر مثل مالي ومالك من المغنم مثلما لي».

رواه صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة(الرياض النضرة 3/119.) .

وفي حديث أيضاً من أحاديث المنزلة يقول رسول الله: «إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي».

وهذا الحديث صحيح قطعاً، وهو موجود: في مسند أحمد(مسند أحمد 1/545 رقم 3052.) ، وفي مسند أبي يعلى، وفي المستدرك(مستدرك الحاكم 3/133 ـ 134) ، وفي تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/209 رقم 251) ، وفي تاريخ ابن كثير(البداية والنهاية المجلد 4 الجزء 7/338) ، وفي الاصابة لابن حجر(الاصابة لابن حجر 4/270 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت) ، وغيرها من المصادر.

ومن القرائن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى وأنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي».

وهو أيضاً بسند صحيح في خصائص علي للنسائي(خصائص النسائي: 49 ـ 50.) .(انتهى)

خامسا : خاتمة المطاف

قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل(ج 5 ص 198ـ .../ 5ـ حدث المنزلة ):

..لو درسنا ـ بموضوعية وتجرّد ـ هذا الحديث، وتجنَّبْنا الأحكام المسبَّقة والتحججات الناشئة من العصبية، لاستفدنا من هذا الحديث أنّ عليّاً(عليه السلام) كان له ـ بموجب هذا الحديث ـ جميع المنازل التي كانت لهارون في بني إسرائيل ـ إلاّ النّبوة ـ لأنّ لفظ الحديث عام، والاستثناء (إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي) يؤكّد هو الآخر هذه العموميّة، ولا يوجد أيّ قيد أو شرط في هذا الحديث يخصصه ويقيّده.

وعلى هذا الأساس يمكن أن يستفاد من هذا الحديث الأُمور التالية:

1 ـ إنّ الإمام علياً(عليه السلام) أفضل الأئمّة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان لهارون مثل هذا المقام.

2 ـ إنّ علياً وزير النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومعاونه الخاص وعضده، وشريكه في قيادته، لأنّ القرآن أثبت جميع هذه المناصب لهارون عندما يقول حاكياً عن موسى قوله: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي، أشدد به أزري واشركه في أمري)( سورة طه / الآيات من 29 الى 32.).

3 ـ إنّه كان لعلي(عليه السلام) ـ مضافاً إلى الأخوة الإِسلامية العامّة مقام الأخوة الخاصّة والمعنوية للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم).

4 ـ إنّ عليّاً(عليه السلام) كان خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومع وجوده لم يكن أي شخص آخر يصلح لهذا المنصب. (انتهى)

الى هنا اتوقف بحول الله وقوته واذنه ومشيئته , سائلا الباري العطوف ان يسامحني عن كل قصور وتقصير في النقل وفي العرض ...

واشكر الله الشكور مليء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش وسعة الكرسي وفوق ذلك بما لا اتمكن من تعقله , على توفيقه لي بهذا الشرف وغيره من نعم الله التي لاتعد ولا تحصى , وما تم عرضه من صوره لحديث المنزلة المقدس جهد جهيد شارك فيه جمع غفير من العلماء والمحققين ...جزاهم الله وحسب نواياهم خير الجزاء

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين .


من مواضيع : ابومحمد العلوي 0 أصحاب الإمام الحسين(عليه السلام)
0 اقوال في الامام محمد الباقر(عليه السلام)
0 حديث الدار (حديث الانذار)
0 حديث المنزلة
0 قالوا في الامام جعفر الصادق(ع)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنزلة, حديث


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 07:25 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية