|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 76917
|
الإنتساب : Jan 2013
|
المشاركات : 164
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
ابومحمد العلوي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-09-2013 الساعة : 09:43 PM
مع ابن تيمية
بل لو رجعتم إلى منهاج السنّة لوجدتم عبارات ابن تيميّة مشحونة بالبغض والعداء والتنقيص والطعن في علي (عليه السلام)، لاقرأ لكم بعض عباراته يقول:
كان النبي كلّما سافر في غزوة أو عمرة أو حجّ يستخلف على المدينة بعض الصحابة، حتّى أنّهم ذكروا استخلاف رسول الله ابن أُم مكتوم في بعض الموارد، ولا يدّعى لابن أُم مكتوم مقام
لاستخلاف النبي إيّاه في تلك الفترة.
يقول ابن تيميّة: فلمّا كان في غزوة تبوك، لم يأذن في التخلّف عنها وهي آخر مغازيه، ولم يجتمع معه الناس كما اجتمعوا معه فيها، أي في المغازي الاُخرى، فلم يتخلّف عنه إلاّ النساء والصّبيان أو من هو معذور لعجزه عن الخروج أو من هو منافق، ولم يكن في المدينة رجال من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم، كما كان يستخلف عليهم في كلّ مرّة، الباقون عجزة وأطفال وصبيان ونسوان، هؤلاء الباقون في المدينة لم يكن حاجة أنْ يستخلف عليهم رسول الله رجلاً مهمّاً وشخصيّةً من شخصيّاته الملتفّين حوله، بل كان هذا الاستخلاف أضعف من الاستخلافات المعتادة منه (صلى الله عليه وسلم)، أي استخلاف علي في تبوك كان أضعف من استخلاف ابن أُم مكتوم في بعض الموارد التي خرج من المدينة المنوّرة فيها.
يقول: لانّه لم يبق في المدينة رجال كثيرون من المؤمنين أقوياء يستخلف عليهم، فكان كلّ استخلاف قبل هذه يكون على أفضل ممّن استخلف عليه عليّاً، فلهذا خرج إليه علي يبكي ويقول: أتخلّفني مع النساء والصبيان ؟ فبيّن له النبي أنّي إنّما استخلفتك لامانتك عندي، وأنّ الاستخلاف ليس بنقص ولا غضّ، فإنّ موسى استخلف هارون على قومه، والملوك وغيرهم إذا خرجوا في مغازيهم أخذوا معهم من يعظم انتفاعه به ومعاونته له، ويحتاجون إلى مشاورته والانتفاع برأيه ولسانه ويده وسيفه، فلم يكن رسول الله محتاجاً إلى علي في هذه الغزوة، حتّى يشاوره أو أن يستفيد من يده ولسانه وسيفه، فأخذ معه غيره، لانّهم كانوا ينفعونه في هذه القضايا.
يقول: وتشبيه الشيء بالشيء يكون بحسب ما دلّ عليه السياق، ولا يقتضي المساواة في كلّ شيء، ألا ترى إلى ما ثبت بالصحيحين من قول النبي في حديث الاُسارى لمّا استشار أبا بكر فأشار بالفداء، واستشار عمر فأشار بالقتل، قال: سأُخبركم عن صاحبيكم، مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم، ومثلك يا عمر مثل نوح، فقوله (صلى الله عليه وسلم) لهذا مثلك مثل إبراهيم وعيسى، وقوله لهذا مثلك مثل نوح وموسى أعظم من قوله: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى.
هذا كلام ابن تيميّة، أي: قطعة من كلامه، وإنّا لنسأل الله سبحانه وتعالى أنْ يعامل هذا الرجل بعدله، وأن يجازيه بكلّ كلمة ما يستحقّه.
وهنا ملاحظات مختصرة على هذا الكلام:
أوّلاً:
إذا لم يكن لعلي في هذا الاستخلاف فضل ومقام
، وكان هذا الاستخلاف أضعف من استخلاف غيره من الاستخلافات السابقة، فلماذا تمنّى عمر أنْ يكون هذا الاستخلاف له ؟ ولماذا تمنّى سعد بن أبي وقّاص أن يكون هذا الاستخلاف له ؟
ثانياً:
قوله: إنّ عليّاً خرج يبكي، هذا كذب، علي خرج يبكي لعدم حضوره في تلك الغزوة، ولما سمعه من المنافقين، لا لانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خلّفه في النساء والصبيان.
وبعبارة أُخرى: قول علي لرسول الله: أتخلّفني في النساء والصبيان، كان هذا القول قبل خروج رسول الله في الغزوة، قبل أنْ يخرج، وبكاء علي وخروجه خلف رسول الله والتقاؤه به وهو يبكي، كان بعد خروج رسول الله وإنّما خرج ـ وكان يبكي ـ لما سمعه من المنافقين، لا لانّ هذا الاستخلاف كان ضعيفاً، فالقول بأنّه لمّا استخلف مع النساء والصبيان جعل يبكي ويعترض على رسول الله هذا الاستخلاف، افتراء عليه.
وثالثاً:
ذكره الحديث الذي شبّه فيه رسول الله أبا بكر بإبراهيم، وشبّه فيه عمر بنوح، وقوله: هذا الحديث في الصحيحين، هذا كذب، فليس هذا الحديث في الصحيحين، ودونكم كتاب البخاري ومسلم، ويشهد بذلك كتاب منهاج السنّة، هذه الطبعة الجديدة المحقّقة التي حقّقها الدكتور محمّد رشاد سالم، المطبوعة في السعوديّة في تسعة أجزاء، راجعوا عبارته هنا، واستشهاد ابن تيميّة بهذا الحديث ونسبة الحديث إلى الصحيحين، يقول محقّقه في الهامش: إنّ هذا الحديث إنّما هو في مسند أحمد، ويقول محقّقه ـ أي محقّق المسند الشيخ أحمد شاكر في الطبعة الجديدة ـ: هذا الحديث ضعيف.
وهو أيضاً في مناقب الصحابة لاحمد بن حنبل، المطبوع في جزئين في السعودية أخيراً، فراجعوا لتروا المحقق يقول في الهامش: إنّ سنده ضعيف.
فالحديث ليس في الصحيحين، ليعارض به حديث المنزلة الموجود في الصحيحين، وإنّما هو في بعض الكتب، وينصّ المحققون في تعاليقهم على تلك الكتب بضعف هذا الحديث.
وكأنّ ابن تيميّة ما كان يظنّ أن ناظراً ينظر في كتابه، وأنّه سيراجع الصحيحين ... وأمّا ما في كلامه من الطعن لأمير المؤمنين، فكما ذكرنا، نحيل الامر إلى الله سبحانه وتعالى، وهو أحكم الحاكمين.
مع الاعور الواسطي
ومثل كلمات ابن تيميّة كلمات الاعور الواسطي، هناك عندهم
يوسف الاعور الواسطي، له رسالة في الرد على الشيعة، يقول هذا الرجل: لو سلّمنا دلالة حديث المنزلة على الخلافة، فقد كان في خلافة هارون عن موسى فتنة وفساد وارتداد المؤمنين وعبادتهم العجل، وكذلك خلافة علي، لم يكن فيها إلاّ الفساد، لم يكن فيها إلاّ الفتنة، ولم يكن فيها إلاّ قتل للمسلمين في وقعة الجمل وصفين.
وهذا كلام هذا الناصبي الخبيث.
وبعدُ، إذا لم يكن لاستخلاف أمير المؤمنين (عليه السلام)في تبوك قيمة، ولم يكن له هذا الاستخلاف مقاماً، بل كان هذا الاستخلاف أضعف من استخلاف مثل ابن أُم مكتوم، فلماذا هذا الاهتمام بهذا الحديث بنقل طرقه وأسانيده، وبالتحقيق في رجاله، وبالبحث في دلالاته ومداليله ؟
إذا كان شيئاً تافهاً لا يستحق البحث، وكان أضعف من أضعف الاستخلافات، فلماذا هذه الاهتمامات ؟
ولماذا قول عمر: لو كان لي واحدة منهنّ كان أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس ؟
وقول سعد: والله لانْ تكون لي إحدى خلاله الثلاث أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ؟
ولماذا استشهاد معاوية بهذا الحديث أمام ذلك الرجل الذي
سأله مسألةً، وكان معاوية بصدد بيان مقام علي وفضله ؟
ولماذا كلّ هذا السعي لإبطال هذا الحديث وردّه ؟
ألم يقل الفضل ابن روزبهان ـ الذي هو الاخر من الرادّين على الاماميّة واستدلالاتهم بالاحاديث النبويّة ـ ما نصّه: يثبت به ـ أي بحديث المنزلة ـ لأمير المؤمنين فضيلة الاُخوّة والمؤازرة لرسول الله في تبليغ الرسالة وغيرهما من الفضائل.
وهكذا تسقط المناقشة الثانية.
الجواب عن المناقشة الثالثة:
والمناقشة الثالثة كانت دعوى اختصاص حديث المنزلة بغزوة تبوك.
نعم لو كان الحديث مختصّاً بغزوة تبوك، ولو سلّمنا بأنّ سبب الورود وشأن النزول مخصّص، لكان لهذا الاشكال ولهذه المناقشة وجه.
ولكن حديث المنزلة ـ كحديث الثقلين وكحديث الغدير ـ كرّره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواطن كثيرة، وهذه كتب القوم موجودة بين أيدينا، والباحث الحرّ المنصف يمكنه العثور على تلك الروايات، وتلك المواطن الكثيرة التي ذكر فيها رسول الله هذا الحديث.
مواطن ورود حديث المنزلة
وأنا أذكر لكم بعض تلك المواطن ومصادر ورود حديث المنزلة فيها، وأُحاول أن أختصر:
المورد الاول: قصة المؤاخاة
قال ابن أبي أوفى: لمّا آخى النبي (صلى الله عليه وسلم) بين أصحابه، وآخى بين أبي بكر وعمر، قال علي: يا رسول الله ذهب روحي، وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت ما فعلت بأصحابك غيري، فإن كان هذا من سخط عَلَيّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله: «والذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتك إلاّ لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي»، قال: ما أرث منك يا رسول الله ؟ قال: «ما ورّث الانبياء من قبلي»، قال: ما ورّث الانبياء من قبلك ؟ قال: «كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم»، وأنت معي في قصري في الجنّة، مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، ثمّ تلا رسول الله قوله تعالى: (إخْوَاناً عَلَى سُرُر مُتَقَابِلِينَ) .
ذكر هذا الحديث الحافظ جلال الدين السيوطي في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى: (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ)( سورة الحج: 75) ، ولاحظوا المناسبة بين هذا الحديث وبين الآية: (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) .
يروي السيوطي في الدر المنثور هذا الحديث: عن البغوي، والباوردي، وابن قانع، والطبراني، وابن عساكر(الدر المنثور 6/76 ـ 77) .
وهو أيضاً: في مناقب علي لأحمد(فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): 142 رقم 207) ، وفي الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشرة(الرياض النضرة 3/182، قطعة منه) ، وفي كنز العمال أيضاً عن مناقب علي(كنز العمال 9/167 رقم 25554 و13/105 رقم 36345) .
المورد الثاني: في حديث الدار ويوم الانذار
ففي رواية أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير ذكر هذا اللفظ: «فأيّكم يقوم فيبايعني على أنّه أخي ووزيري ووصيّي ويكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي ؟»( تفسير الثعلبي: مخطوط) .
المورد الثالث: في خطبة غدير خم
وقد تقدم في بحث حديث الغدير.
المورد الرابع: في قضية سد الابواب
وقد أشرنا إليه، وفي رواية هناك يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «وإنّ عليّاً منّي بمنزلة هارون من موسى»، هذه الرواية رواها الفقيه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين(مناقب الامام علي (عليه السلام) للمغازلي: 255 ـ 257) .
المورد الخامس:
هو المورد الذي قرأناه عن عمر بن الخطّاب عن مصادر كثيرة قال عمر: كفّوا عن ذكر علي... إلى آخره.
المورد السادس: في قضية ابنة حمزة سيّد الشهداء
وذلك لمّا أتت من مكة، وقدمت المدينة المنورة، تخاصم فيها علي وجعفر وزيد، في هذه القضية تحاكموا إلى رسول الله، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي: «أمّا أنت يا علي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة».
روى هذا الخبر ابن عساكر في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/368 رقم 409) ، والخبر موجود: في مسند أحمد(مسند أحمد 1/185 رقم 933) ، وفي سنن البيهقي(سنن البيهقي 8/6) ، وغيرهما من المصادر، لكن بدل حديث المنزلة: «أنت منّي وأنا منك».
المورد السابع: في حديث عن جابر
قال: جاء رسول الله (صلى
الله عليه وسلم) ونحن مضطجعون في المسجد قال رسول الله: «أترقدون بالمسجد ! إنّه لا يرقد فيه»، فحينئذ خاطب عليّاً وكان علي فيهم قال: «تعال يا علي، إنّه يحلّ لك في المسجد ما يحلّ لي، أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ النبوّة».
وهذا أيضاً في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/290 رقم 329).
المورد الثامن:
«يا أُم سلمة، إنّ عليّاً لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».
وهذا الحديث أيضاً في تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/365 رقم 406.) .
وهناك موارد أكثر، وأنا تتبعت تلك الموارد وسجّلتها، ولكن أكتفي بهذا المقدار لغرض الاختصار.
فاندفعت المناقشات كلّها، وتمّت دلالة حديث المنزلة على خلافة أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
خلاصة دلالة حديث المنزلة على الخلافة
وتتلخص وجوه الدلالة على الخلافة، أي على كون الحديث نصّاً في الامامة، تتلخص في:
أوّلاً: تمنّيات بعض أكابر الاصحاب.
ثانياً: تكرار النبي هذا الحديث.
ثالثاً: القرائن الداخلية في هذا الحديث وفي ألفاظه
المختلفة، وأقرأ لكم عدّةً من تلك القرائن:
منها قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الحديث في حديث المنزلة: «لابدّ أنْ أُقيم أو تقيم»، ممّا يدلّ على أنّه لا يمكن أن ينوب أحد مناب رسول الله في أمر من الاُمور غير علي، ولهذا نظائر كثيرة، منها إبلاغ سورة براءة إلى أهل مكة.
ومن القرائن الداخلية أيضاً: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «خلّفتك أنْ تكون خليفتي».
وهذا أيضاً قد تقدّم.
ومنها: قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ـ إلى آخره ـ فإنّ المدينة لا تصلح إلاّ بي أو بك».
أخرجه الحاكم في المستدرك قال: صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
ومن القرائن أيضاً: قوله لعلي: «لك من الاجر مثل مالي ومالك من المغنم مثلما لي».
رواه صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة(الرياض النضرة 3/119.) .
وفي حديث أيضاً من أحاديث المنزلة يقول رسول الله: «إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي».
وهذا الحديث صحيح قطعاً، وهو موجود: في مسند أحمد(مسند أحمد 1/545 رقم 3052.) ، وفي مسند أبي يعلى، وفي المستدرك(مستدرك الحاكم 3/133 ـ 134) ، وفي تاريخ دمشق(ترجمة الامام علي (عليه السلام) من تاريخ دمشق 1/209 رقم 251) ، وفي تاريخ ابن كثير(البداية والنهاية المجلد 4 الجزء 7/338) ، وفي الاصابة لابن حجر(الاصابة لابن حجر 4/270 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت) ، وغيرها من المصادر.
ومن القرائن قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى وأنت خليفتي في كلّ مؤمن بعدي».
وهو أيضاً بسند صحيح في خصائص علي للنسائي(خصائص النسائي: 49 ـ 50.) .(انتهى)
خامسا : خاتمة المطاف
قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسيره الامثل(ج 5 ص 198ـ .../ 5ـ حدث المنزلة ):
..لو درسنا ـ بموضوعية وتجرّد ـ هذا الحديث، وتجنَّبْنا الأحكام المسبَّقة والتحججات الناشئة من العصبية، لاستفدنا من هذا الحديث أنّ عليّاً(عليه السلام) كان له ـ بموجب هذا الحديث ـ جميع المنازل التي كانت لهارون في بني إسرائيل ـ إلاّ النّبوة ـ لأنّ لفظ الحديث عام، والاستثناء (إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي) يؤكّد هو الآخر هذه العموميّة، ولا يوجد أيّ قيد أو شرط في هذا الحديث يخصصه ويقيّده.
وعلى هذا الأساس يمكن أن يستفاد من هذا الحديث الأُمور التالية:
1 ـ إنّ الإمام علياً(عليه السلام) أفضل الأئمّة بعد النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان لهارون مثل هذا المقام.
2 ـ إنّ علياً وزير النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ومعاونه الخاص وعضده، وشريكه في قيادته، لأنّ القرآن أثبت جميع هذه المناصب لهارون عندما يقول حاكياً عن موسى قوله: (واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي، أشدد به أزري واشركه في أمري)( سورة طه / الآيات من 29 الى 32.).
3 ـ إنّه كان لعلي(عليه السلام) ـ مضافاً إلى الأخوة الإِسلامية العامّة مقام الأخوة الخاصّة والمعنوية للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم).
4 ـ إنّ عليّاً(عليه السلام) كان خليفة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)، ومع وجوده لم يكن أي شخص آخر يصلح لهذا المنصب. (انتهى)
الى هنا اتوقف بحول الله وقوته واذنه ومشيئته , سائلا الباري العطوف ان يسامحني عن كل قصور وتقصير في النقل وفي العرض ...
واشكر الله الشكور مليء الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش وسعة الكرسي وفوق ذلك بما لا اتمكن من تعقله , على توفيقه لي بهذا الشرف وغيره من نعم الله التي لاتعد ولا تحصى , وما تم عرضه من صوره لحديث المنزلة المقدس جهد جهيد شارك فيه جمع غفير من العلماء والمحققين ...جزاهم الله وحسب نواياهم خير الجزاء
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير الخلق محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين المعصومين .
|
|
|
|
|