اللهم أحينا حياة محمد وآل محمد
ورد في زيارة عاشوراء العبارة التالية : (اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي ممات محمد وآل محمد)
لماذا ندعو بأن تكون حياتنا حياة محمد وآل محمد؟.. وما هي حياتهم عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام؟..
نجيب على ذلك من خلال ما جاء في الزيارة الجامعة : (اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار، لجعلتهم شفعائي إليك). إذن، فمحمد وآل محمد هم الأقرب إلى الله عز وجل، لذلك نحن نرجو من الله العلي القدير أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم.
وأما الإجابة عن السؤال الثاني - ما هي حياتهم عليهم السلام - فلا يمكننا الإحاطة بها علما، خاصة وأننا في زمن الغيبة الكبرى، حيث لم نتصل بهم، ولم نتعرف على حياتهم عن قرب، إلا أننا نستطيع أن نتعرف على شيء منها، من خلال سيرتهم وحياتهم عليهم السلام التي وصلتنا عبر التاريخ والرواة. وهي قطعاً نفس القرآن الصامت فهم عليهم السلام القرآن الناطق، فإننا نستنطق القرآن الكريم من خلالهم عليهم السلام، ولما كانوا عليهم السلام القرآن الناطق، فهم يمثلون الإسلام بأجلى صوره وأوضحها، بل أعلى من ذلك، إنهم مظاهر لأسماء الله تعالى الحسنى، فأنى يحاط بهم؟!.. وكيف يمكن أن تكون حياتنا حياتهم عليهم السلام؟!.. إنه تعالى جل شأنه لا يكلف أكثر من الوسع والطاقة.
وبهذا نستطيع أن نتعرف على كيفية أن تكون حياتنا حياتهم، ومماتنا مماتهم عليهم السلام، بأننا حينما نسير وفق منهج حياتهم، وحينما نتخلق بأخلاقهم عليهم السلام، وحينما نبتعد عن أخلاق أعدائهم، فإننا نقترب منهم شيئا فشيئا، وبذلك تصطبغ حياتنا بمثل ما هي عليه حياتهم، ولو بأدنى صورها ؛ وبذلك نتحقق في السير تكاملا وصولا إلى ما يرضي الله تعالى ؛ لأنه الغاية القصوى من اتباعهم واقتفاء آثارهم عليهم السلام.