مقدمة كلمة السيد حسن نصر الله القادمة حول علامات الظهور
بتاريخ : 30-10-2014 الساعة : 09:04 AM
صرح السيد حسن نصر الله في خطابه الليلة الخامسة من محرم الحرام الأربعاء 1436هـ / 2014م بأن الموضوع التالي في خطابه سيكون حول علامات الظهور - و هذا يشكل نقلة نوعية في خطابات السيد - مما يشدنا الى أهمية القضية المهدوية و ربطها بالواقع.
و هذا هو ملخص الخطاب ( و هذا العمل منقول)
------------------------
كلمة سماحة السيد حسن نصر الله في الليلة الخامسة من محرم الحرام الأربعاء 1436هـ / 2014م (3)
اللهم صل على محمد وآل محمد
هنالك عالمان.. عالم الغيب.. وعالم الشهادة..
عالم الغيب هو العالم الذي لا نعلمه لأننا لم نمر به.. وعالم الشهادة هو العالم الذي نمر به ونحياه..
مثلاً ما يحدث عند الميت من نزع الروح والمرور بالبرزخ وقيام القيامة.. كل ذا يُسمى "عالم الغيب".. نسمع به لكننا لم نعشه أو نمر به..
لكن عندما نموت.. وتخرج روحنا ونمر بالبرزخ.. هنا نكون في "عالم الشهادة".. وهو العالم الذي نعيشه ونمر به..
نحن نؤمن بالغيب.. ولا ننكر وجوده..
السؤال هو: من يعلم الغيب..؟ هذا المستقبل على مستوى الدنيا والكون.. أو ما بعد الدنيا.. أو الماضي.. من يعرفه..؟
حتى نسأل المعني بالأمر ولا نُضيع الوقت في سؤال هذا وذاك.. فمثلاً المريض يذهب للطبيب ويسأله.. والذي يريد أن يعمر بيت يذهب للمهندس ويسأله.. وهكذا.. ونحن كذلك.. من نسأل عن الغيب حتى لا نُضيع وقتنا وجهدنا في سؤال من لا يعرف عن ما لا يعرف..؟
هنا يجب تركيز الحديث في نطاق من يعرف المستقبل المنوط بالغيب..
إسلامياً.. لا يعمل الغيب إلا الله.. ونحن لا ندعي شيء آخر.. ولا ندعي لأي مخلوق من بشر أو ملائكة أو جن بأنهم يعلمون الغيب..
الله سبحانه وتعالى.. برحمته وإرشاده وهدايته.. قد يُطلع بعض عباده على بعض غيبه.. أو على بعض علمه.. وليس على كل علمه.. وذا لحكمة عند الله عز وجل.. فهذا العلم.. علم الغيب.. اختص الله به نفسه.. وهنالك غيب لم يطلع عليه أحد.. وهنالك غيب أطلع البعض على جزء منه..
هنا نتساءل : مَن يُطلعه الله على علم الغيب..؟
الجواب: بعض عباده..
نتساءل: من هؤلاء العباد...؟
الجواب: مثلاً بعض الأنبياء و الرسل.. مثلاً بعض الملائكة..
هؤلاء يعلمون بحدود ما أطلعهم الله إياه.. ولا يدعون خلاف ذلك.. أو أكثر من ذلك..
الله عز وجل يعطي علمه لمن يشاء من عباده.. هنا نرى بأن مقدار وحجم المعرفة يتباين ويتفاوت ما بين عباده.. خاصة بما هو كائن ويكون إلى يوم القيامة..
الله عز وجل هو الذي يُحدد الكم.. والنوع.. والمدى أو الفترة الزمنية.. هذا كله منوط بالله عز وجل الذي يُحدد ويُقرر لحكمة إلهية..
هذا فيما يخص علم المستقبل الذي يعود منشأه إلى رب العزة جل وعلى الواحد الأحد..
نحن نؤمن بأن القرءآن الكريم كتاب الله عز وجل.. أنزله على نبينا محمد صلى الله عليه وآله..
نحن نؤمن بأن هذا القرءآن الكريم يحوي علم الأمم الماضية وفيه علوم عديدة.. كلها وضعها رب العزة..
نحن نؤمن به وهو يحوي علم المستقبل وفق ما وضحه وبينته التفاسير المعتبرة.. فهو من عند الله عز وجل..
هذه المقدمة مدخل للموضوع الذي سوف نتطرق لجزء منه اليوم.. والجزء الآخر في الليلة المقبلة..
من قبيل التعاطي مع أخبار آخر الزمان والمهدي المنتظر والأحداث القادمة..
وهنا نبدأ هذه الليلة باستعراض وسائل اعتمدها الناس طوال التاريخ لمعرفة المستقبل والغيب.. من البدايات.. اعتمد الناس وسائل عديدة نذكر منها الوسائل الآتية :
أولاً: التنجيم أو علم الفلك.. هؤلاء يقولون بأنهم يعرفون الغيب من خلال حركة النجوم ومطالعها..
ثانياً: الضرب بالرمل..
ثالثاُ: التبصير.. من قبيل قراءة الكف.. أو كما تفعل النساء قراءة الفنجان خلال جلساتهن الصباحية..
رابعاً: علم الأرقام والحروف والجمل.. يضع الحروف في قبال الأعداد.. ويحسب عدد الحروف ويجمعها ويخرج له المجموع ويتنبأ الغيب من الأحداث وغيرها..
خامساً: تسخير الجن..!! هنا يكون الموضوع من خلال استحضار جن ويخبرونهم بالغيب..
هنا نقول بأن الجن لا يعرفون الغيب.. في سورة سبأ تحدث القرءآن الكريم عن نبي الله سليمان عليه السلام.. الذي كان مسيطراً على الجن ويُشغلهم.. ولما مات نبي الله سليمان عليه السلام لم يعرفوا بموته.. إلا عندما أتت دابة الأرض وأكلت العصى التي يتوكأ عليها.. ثم خر جسده.. عندها علم الجن أن سليمان عليه السلام قد مات..!!!
من خلال هذه القصة.. نستدل نحن البشر أن الجن لم يعلموا الحاضر الماثل بين أيدهم.. فما بالنا بالغيب..
وهذا درس لبني الإنس قبل الجن لأن الجن يعرفون أنهم لا يعلمون الغيب.. وعليه على الإنسان أن ينتبه..
سادساً: تحضير أرواح الأموات.. هذه صرعة موجودة في الغرب في الآونة الأخيرة بكثرة.. وأيضاً موجودة عندنا.. وطريقتها كالآتي:
يأتي شخص بخشبة.. ويكتب عليها آيات وأحرف أبجدية ويضع فنجان في منتصفها.. ويمسكها بإصبعه في زاوية.. والآخر باصبعه في زاوية أخرى.. وعندها يستحضرون الروح.. وتأتي الروح وتحط في الفنجان.. ويسألون الفنجان الذي يتحرك ويستدير بتجاه الحروف التي يجمعوها ويقرأون الغيب من خلالها..
أنا شهدت هذه الحادثة في أيام النجف الأشرف.. هؤلاء يعتقدون باستحضار روح الميت.. فمثلاً يستحضرون روح هتلر.. أو ابن سينا.. أو جدنا الكبير إلي دفن كنز ونستحضر روحه ليدلنا عليه.. بهذا النمط من التفكير كانوا يتواجدون.. وقد سألنا الشهيد الصدر حول هؤلاء وهذه الطريقة في معرفة الغيب.. فكان جوابه.. :
حركة الفنجان ليست دليل على أن هنالك روح دخلت فيه.. قد يكون جن.. أما دخول روح فيه.. فذا غير صحيح..
مثلاً الشهيد الشيخ الطوسي قضى حياته في علم وعبادة وتعب كثيراً.. ومات كيما يرتاح.. فكيف تخرج روحه من راحتها لأن إثنين حبوا يسهروا ويُحضروا روحه حتى يستأنسوا بها.. ؟؟!!
حتى مع فرضية حضور روح ميت.. هل الميت يعرف الغيب..؟.. الجواب: لا .. !
هذه كلها ظنون وأوهام.. والدليل أن الكثير من أخبار المنجمين والمبصرين ومحضري الجن والأرواح والاحسابات لا تظبط جميعها.. قد يظب معه عشرة أوعشرين.. لكن ذا ليس دليل على أن مصادره صحيح.. أو منهجه علمي.. وطريقه سليم..
الآن أنا وأنتم.. عندما نجلس وأحدنا يقول بأنه سوف تحدث حرب.. والآخر يقول لا لن تحدث .. هنا أحدنا قد يضبط معه الخيار.. والآخر لا.. لكن هذا ليس دليل على نجاح الطريقة التي استُخدمت في معرفة الغيب..
حتى الذين يخرجون على التلفاز ويدعون أن لديهم علم غيب.. هنا نقول بأن هذا الإدعاء حرام.. لأن كل هذه الأمور ظنون..
وكل هذه الطرق غير موصلة لمعرفة الغيب.. وليست المصدر العلمي المُعتبر..
أحد الطرق الذي اعتمده الناس لاستشكاف المستقبل هو المنام.. الحُلم..
واحد شاف منام.. وبناء عليه يفسر المستقبل.. وبشكل جازم.. ومرجعه في ذلك.. منام..!!
كل الذي تتمناه تراه في المنامات.. سياسة .. اقتصاد.. حالة الطقس.. إلخ.. وركيزتهم هي "فلان أو فلانة رأيا منام"..!!
هذا كلام لا يُعتد به..
الخُلاصة في هذا الموضوع..
كلنا نرى منام.. جزء كبير منها أضغاث أحلام.. وجزء منها لا يتذكره الإنسان عندما يستيقظ.. وفي الضِيع يقولون:
أكيد مثقل في العشا..
هنالك جزء من المنامات تكون رؤيا صادقة.. ومنامات الأنبياء جزء من الوحي.. نحن نتحدث عن رؤانا نحن البشر..
هنالك رؤى صادقة.. وغير مشروطة بأن يكون الذي يراها مؤمن وتقي وعادل وعلى أخلاق حميدة.. والقرءآن أشار إلى ذلك من خلال منام فرعون الذي عجز مفسروا الأحلام في زمانه عن تفسيره وفسره نبي الله يوسف عليه السلام.. وصاحبي نبي الله يوسف عليه السلام في السجن.. الأول يعصر خمر.. والثاني تأكل الطير من رأسه..
علم التأويل رب العزة وهبه لنبي الله يوسف عليه السلام..
هنا نلفت الإنتباه إلى أن تمييز الرؤيا الصادقة صعب.. وإن سلمنا بأن الرؤيا صحيحة.. نحتاج لعلماء مختصين بتفسير الأحلام والرؤى.. وهنالك أمر آخر وهو أن تعبير الرؤيا ليس بالسهل أو البسيط..
والخلاصة التي أرغب في أن أُشير لها هنا.. أن المنامات ليست حجة شرعية.. ولا يؤخذ بها.. و
المنامات قد تكون مبشرات.. ولها معانيها.. هذا مبحث مستقل.. لكن إن تساءلنا:
هل المنامات طريق علمي قطعي ينبئ عن المستقبل وبإمكاننا أن نبني عليه..؟
الجواب هو: لا..
المنامات.. وكل الوسائل التي اتبعها الناس لمعرفة الغيب.. كلها لا يُعتد بها..
الله عز وجل سخر الكون للإنسان وفتح له أبواب واسعة للمعرفة.. لكن باب علم الغيب الله عز وجل أقفله.. والسؤال هنا:
لماذا أغلق الله باب علم الغيب..؟
والجواب هو:
أغلقه الله عز وجل لرحمته بنا.. فلو فرضنا بأن فلان الله أعطاه علم الغيب.. علم المنايا.. وصار يعرف أبوه رح يموت في اليوم الفلاني.. وأمه.. وأخته.. و..و..و.. هذا حياته كيف ستكون..؟؟
الإنسان لا يطيق ولا يتحمل أخبار الغيب.. حتى الأنبياء تتفاوت مستوياتهم في تحمل الغيب..
السبب الآخر.. الله عز وجل يريدنا أن نجد ونتعلم ونسعى.. هذه الدنيا ابتلاء الإنسان واختبار استعداداته وإمكاناته..
لما الإنسان يعرف ما يحل به وما يجري عليه.. هنا تتعطل حياته..
إذا أردنا أن نعرف أخبار المستقبل.. الطريق الوحيد الموصل بطريقة سليمة ومطمئنة.. هو الذي جاء من خلال المصدر الإلهي..
وهذا ما سوف نتطرق له في المحاضرة القادمة بإذن الله.
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفناءك..
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار..
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أولاد الحسين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
الأربعاء 29 أكتوبر -تشرين الأول- 2014م
-------------------------------- انتهى النقل جزى الله صاحبه خيرا
تلخيص منقول لكلمة سماحة السيد حسن نصر الله في الليلة السابعة من محرم الحرام الجمعة 1436هـ / 2014م
-----------------------------
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا سيدي ومولاي يا أبا عبد الله الحسين وعلى الأرواح التي حلت بفناءك..
عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار..
ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم..
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أولاد الحسين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الليلة السابقة تحدثنا عن أن الناس في الماضي والحاضر لديهم اهتمام كبير بأخبار المستقبل..
قلنا أن أخبار المستقبل هي من عِلم الغيب الذي اختص الله به نفسه.. وأعطاه بمقدار لمن اختص من عباده..
وقلنا بأن الله حجب هذا العلم كي تستقيم الحياة وتستمر بشكل طبيعي..
النتيجة التي وصلنا إليها أن الطريق الوحيد هو أن يعود الأمر لمن اختُص بعلم الغيب وهو الله عز وجل..
الجزء الثاني من مبحث اخبار المستقبل وأهميتها وانعكاسها علينا..
نحن كمسلمين لدينا مصدران مهمان في هذا الصعيد:
المصدر الأول: القرءآن الكريم (من عند الله عز جل)
المصدر الثاني: الأحاديث والروايات التي وصلت إلينا (على لسان نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله)
المصدر الأول - القرءآن الكريم:
نحن كمسلمين نحن نؤمن بأن القرءآن الكريم قطعي الصدور.. يعني أنه صادر عن الله عز وجل قطعاً ولا مجال للشك في هذا الأمر.. يبقى فهمنا للآيات الكريمة التي بينتها الأحاديث المثبة والصحيحة عن نبي الرحمة..
في القرءآن الكريم هنالك الكثير من أخبار الماضي والمستقبل.. الإخبار عن المستقبل لم يقتصر على أحداث آخر الزمان.. بل تناول أحداث من زمن الرسول صلى الله عليه وآله.. نستعرضها في الشواهد الآتية:
1 - سورة الروم.. نبي الرحمة كان في مكة.. والمشركون كِثرة في مكة.. وحدث قتال ما بين الروم والفرس
الروم نصارى.. الفرس مجوس.. مشركي مكة فرحوا بنصر الفرس كونهم مشركين.. وهذا ينبء بأن مشركي مكة سوف ينتصرون.. في حين أن الآية الكريمة في سورة الروم نزلت تبشر بنصر الروم.. وذا بشرى للمؤمنين بالنصر على المشركين.. الآية تقول :
غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿2﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿3﴾ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾.
هنا الآية الكريمة أنبأت عن نصر الروم خلال بعض سنين.. وكلمة (سيغلبون) تأكيد على أنهم سينتصرون في مدة زمنية قدرها الله عز وجل في لفظة (بضع سنين)
2 - المشركون كانوا يعتزون بكثرتهم.. ويرون بأن الكثرة هي التي تستوجب النصر.. وذا ما رده الله عز وجل ووضحه في آياته وأنبأ به في سورة القمر.. تقول الآية الكريمة:
أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ (44) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ
وهنا كلمة (سيُهزم) إنباء واخبار بالهزيمة المستقبلية..
3 - فتح مكة.. وكيف أن الله أنبأ نبيه بأنه سيدخل مكة في سورة الفتح إذ تقول الآية:
لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ
الجانب الآخر وهو الذي أخبر فيه الله عز وجل عن أحداث المستقبل أي ما بعد زمن الرسول صلى الله عليه وآله.. ومن شواهده:
1 - حول مستقبل الأرض الآية من سورة القصص:
وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ
كلمة نُريد تُعبر عن الجزم والتأكيد على أن الأرض مآلها إلى الذين استُضعفوا وأنهم سيكونون الأئمة الوارثين.
2 - وفي آية آخرى يقول الله عز وجل:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ
كلمة وعد تعبر عن أمر قطعي صدر عن الباري عز وجل بأن خلافة الأرض ستكون بإذن الله للذين آمنوا وعملوا الصالحات..
3 - وفي آية آخرى.. يقول الباري عز وجل:
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
الزبور هو الكتاب المنزل على نبي الله داوود.. وهذه الآية تؤكد بأن مستقبل الأرض هو مستقبل الصالحين.. حكومة المستضعفين المؤمنين الصالحين هي الحكومة السائدة في المستقبل..
كلمة كتبنا تعبر عن إثبات ما قدره الله عز وجل
المصدر الثاني : الروايات والأحاديث التي أخبر فيها نبي الله عن المستقبل:
نبي الرحمة تحدث عن المستقبل وآليته.. وذا من خلال الأحاديث والروايات.. نحن نؤمن بأن الوعد الإلهي سيتحقق على يد إثنين في آخر الزمان.. وهما:
المهدي حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله.. وهو من نسل ابنة رسول الله السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام
السيد المسيح عليه السلام .. الذي نؤمن بأن الله رفعه.. وسيعود إلى الأرض
وستبنى على الأرض دولة الأمان والرفاه وكل ما تتطلع له الأرض على يديهما..
النقطة الثانية
في مجال إخبار المستقبل.. وردت مئات الروايات والأحاديث.. وقد تم تأليف كُتب وقد تم وضع باب تحت عنوان:
الملاحم والفتن..
هذا الباب مختص بأخبار المستقبل.. وقد عمل البعض على جمع الأحاديث الخاص بهذه الأمور في كتب مختصة دون تحديد ما إذا كانت الرواية صحيحة أو غيرها.. وعليه تحتاج تنقيح..
اليوم سوف نعتمد 3 تقسيمات كيما تخدم البحث:
القسم الأول: أخبار المستقبل والغيبيات التي وردت ولم تُربط بظهور الإمام عجل الله فرجه..
القسم الثاني: العلامات العام لظهور الأحداث التي تم ربطها بالإمام المهدي عليه السلام
القسم الثالث: العلامات الخاصة.. الأحداث المُتعلقة زمنياً بقيام المهدي عليه السلام
القسم الأول: أخبار المستقبل والغيبيات التي وردت ولم تُربط بظهور الإمام عجل الله فرجه..
في هذا القسم.. ولو حصرنا كل ما خبره النبي صلى الله عليه وآله ما سيحدث عقب وفاته وفي المستقبل.. سنجد الآتي:
تولي بني أمية الحكم.. وزوال بني أمية
خروج الرايات السود.. والخراساني.. وتولي بني العباس.. وزوال بني العباس ..
الزحف المغولي.. الحروب.. الحكومات.. الدول.. العلاقات الإجتماعية..
الخسوف والكسوف والظواهر الكونية.. والزلالز والبراكين..
وغيرها .. وغيرها..
نحن عندما ننظر لهذه الأحاديث نجد أنها تحققت كلها.. وذا له دلالاته التي سنقف عندها..
القسم الثاني: العلامات العام لظهور الأحداث التي تم ربطها بالإمام المهدي عليه السلام
هنا وردت أحاديث وروايات لكن دون رابط زمني.. وبعضها قد تكون أحداث حصلت في الماضي .. وبعضها بعيداً عن قيام المهدي.. نحن لا نعرف الفاصل الزمني.. مثل ما ورد في الروايات من قبيل:
لن ترو ما تحبون إلا كذا وكذا..
قبل قيام المهدي سيكون كذا وكذا..
هنا نرى بأن الرويات جاءت دون رابط زمني.. ولا مانع من أن توجد الروايات في القسم الأول والقسم الثاني.. مثل:
مثل تولي بني العباس .. وزوال بني العباس.. لم يرد رابط زمني..
القسم الثالث: العلامات الخاصة.. الأحداث المُتعلقة زمنياً بقيام المهدي عليه السلام
هذا النوع من العلامات له اتصال زمني بقيام الإمام عجل الله فرجه الشريف.. مثل:
خروج السُفياني..
خروج اليماني.. ( هنا نُوضح بأن كلمة خُروج هي دليل لكن لا نعلم متى يكون.. الحديث هو عن خروجه وليس عن وجوده بمعنى ولادته.. إذ قد يكون مولود ولكنه لم يخرج بعد)
قتل النفس الزكية بين الركن والمقام.. بعض الروايات تقول بأن الذي يُقتل شاب حسني.. أو شاب اسمه محمد بن الحسن..
الصيحة.. هنا نوضح بأن الصيحة ليست كما يحاول البعض تصويرها وفق المفهوم المعاصر أو ما يحدث.. الصيحة هي أن جبرائيل يصيح في السماء بخروج المهدي عليه السلام ويُسميه ويدعوا لنصرته.. وأنه يخاطب كل إنسان بلغته في ذات اللحظة.. فالصيحة تدخل كل إذن في نفس الوقت.. وذا من الإجعاز الإلهي.. هذا الصوت له هزة وله احساس.. كأن يجلس الشخص إن كان واقف.. أو ينهض إن كان نائم.. وغيرها..
الخسف في البيداء.. السفياني عندما يخرج يرسل جيشاً للحجاز.. ويرتكب الأفاعيل في المدينة كما فعل آباءه وأجداده من يزيد بن معاوية في مكة.. هذا الجيش يُخسف في طريقه لملاقة الإمام.. ويبقى منه رجلان.. وهي واردة في كتب السنة أيضاً..
بعض الروايات شبهت الموضوع بالخيط الذي يحوي خرز متسلسلة.. لترابط الأحداث ببعضها البعض..
القسم الثالث:
بعد تقسيم العلامات.. وقبل أن ننتقل لكفية التعامل مع هذه العلامات.. لأن البعض يتعاطى مع هذه الأخبار والعلامات البعض يتعاطى بطريقة صحيحة.. والبعض يتعامل بطريقة خاطئة..ومثل كل شيء.. ممكن الإستفادة منه بشل سليم .. وممكن الإستفادة منه بشكل سيئ..
قبل كل ذا.. علينا أن نتساءل ونتوقف أمام هذا التساؤل المهم..
ما هي فائدة الإطلاع على أخبار المستقبل وخروج المهدي عليه السلام..؟
البعض يقول: لا فائدة.. لأن العلامات والأمور.. إن حدثت سنعلم بها.. وسنعلم ما إذا كانت الرواية صحيحة أو خاطئة.. فلا أهمية لمعرفتها أو حتى الإكتراث لها..
هنا نقول بأن هذا الرأي غير صائب لعدة أسباب.. منها:
أولاً: الحِكمة من إخبار الله عز وجل لنا عن المستقبل..
هل كان يريد الله عز وجل حشو القرءآن الكريم..؟!!
لا.. أكيد في حكمة وفي أهمية وفي غاية ومصلحة من اخبار الناس بما يحدث معهم..
وكذلك الأنبياء والرسل عليهم السلام هنالك غاية وأهمية وحكمة من اخبارهم الناس بالمستقبل..
رب العزة منزه عن اللغو والعبثية وكذلك الأنبياء والرسل.. وعليه قطعاً هنالك فائدة من هذا الإخبار لحكمة إلهية عظيمة نؤمن بها.
ثانياً: الفائدة على المستوى العقائدي.. عندما يأتي النبي ويقول أنا نبي.. يُطالبه الناس بمعجزة كيما يتأكدوا من نبوته..
من جملة المعاجز التي خصه الله بالأنبياء والرسل.. هي "الإخبار بالغيب"..
المسيح كان يخبر بالمغيبات حتى ما موجود في بيوتهم..
لما نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله يُنقل عنه بعد تثبتنا من صحة النقل.. ثم نتحقق من صحة الأخبار.. ثم نقرأ الماضي والحاضر ونحقق ونتيقن من حدوث الأحداث..ألا يزيدنا هذا إيماناً بمكانة نبينا وعظمته وكرامته..؟!!
هذا الإخبار بالمستقبل يعزز اليقين في نبينا ويقوي الإيمان.. يعني يدعم ويُثبت العقيدة..
ثالثاُ: الأمل بالمستقبل.. هذا مهم جداً..
اليوم الضغط أكبر من الماضي.. إذ في الماضي لم يكن يعرف أحد عن أحد شيء.. فما كان يحدث في إيران لا تعرف به أفريقيا.. وما يحدث في الصين لا نعرف عنه.. أما الآن واليوم فإن ما يحدث في العالم لحظة بلحظة كله في وجهنا بسبب وجود الفضائيات والإنترنت ..
في الماضي لم يكن هنالك مشاريع كبيرة.. اليوم في مشاريع اقليمية ودولية وفي تحديات كبيرة وأخطار كثيرة..
غياب الأمل .. غياب الأفق يؤدي إلى احباط.. تخلي عن المسؤوليات..
وجود أمل.. وأمل من عن الله عز وجل.. يغير النظرة للمستقبل.. بحيث أنه ما أن تتطلع لهذا الأمل يحصل عند الإنسان عزم وإصرار للعمل على تحقيق هذا الأمل..
رابعاً: حدث عالمي بهذا الجحم الذي يُسمى "إنهيار الطواغيت والجبابرة في العالم وتولي الصالحين".. ألا يستوجب تهيئة..؟؟!!
هذا حدث عظيم تحتج البشرية لأن تتحضر لهذ الحدث.. وتتهيئ لاستقباله.. وقبل ذا تتهيئ للتمهيد له..
البشر مؤثرون في تحقيق الوعد الإلهي.. والعلامات وظيفتها التمهيد النفسي.. من الشواهد على الإنتظار للوعد الإلهي:
1 - نبوة موسى عليه السلام.. نبوة منتظرة لمئات السنين بعد يوسف عليه السلام.. إذ عاش بنو اسرائيل في عذاب مهين.. واستعبدوا من قبيل الفراعنة..وكانوا يحيون على أمل خروج النبي المنتظر موسى عليه السلام من خلال العلامات التي وصلت لهم.. وكذلك كان فرعون يعرفها.. وبناء عليها كان فرعون في أحد السنين يقتل كل صبي يولد.. خوفاً من أن يولد نبي الله موسى عليه السلام..
2 - المسيح عليه السلام.. أيضاً كان بنو اسرائيل ينتظرونه.. وعندما أتى اتهموا السيد مريم عليها السلام.. ولم يكن فقط بنو اسرائيل من ينتظروه.. بل حتى علماء فارس.. كان هنالك من يتتبعون وينتظرون ولادته..
3 - نبينا محمد صلى الله عليه وآله.. أيضاً كانوا ينتظرونه.. وكانوا ينتظرون العلامات والدلائل والإشارات.. وقد أتى إلى المدينة مجموعة من اليهود والرهبان واستوطنوا المدينة وفتحوا فيها أديرة..حتى سلمان الفارسي أتى من فارس إلى مكة وكان ينتظر خروج نبينا محمد صلى الله عليه وآله..
وعليه.. حدث كبير كعودة المسيح عليه السلام وظهور الإمام المهدي عليه السلام كيف يتم هكذا دون تهئية..؟؟!!
ليس المطلوب أن يخرج المسيح كيما يخذله النصارى.. وليس المطلوب خروج المهدي وخذلانه كما خذلوا جده أبي عبد الله الحسين عليه السلام..
المفروض وجود ممهدين ومصلحين..
هنالك مثل أضربه للأخوة والأخوات في اللقاءات التي تجمعني بهم.. سوف أستخدمه للتدليل على هذه النقطة:
نحن في لبنان لا توجد لدينا مسافات طويلة.. أما في إيران مثلاً نجد بأن هنالك لافته مكتوب عليها المسافة من طهران إلى قم..
لا أذكر المسافة تحديداُ لكن مثلاً يضعون على اللافته مسافة 200 كيلو.. وكل 5 كيلو تمر توضع لافته أخرى عليها 150 كيلو..وهكذا..
قبل الوصول لقم.. الكل يمل والبعض ينعس.. لكن عندما تظهر لافته مكتوب عليها "قم" يدب الحماس والنشاط في الجميع..
عندما نكون موجودين ولا شيء جديد يحدث.. ونتم لفترة طويلة جداً دونما تغيير أو أي دلالة على شيء سيحدث ويغير الوضع.. هنا يحدث احباط..
هذا جانب نفسي وروحي عظيم..
الله عز وجل ونبي الرحمة صلى الله عليه وآله.. وضعوا لنا علامات على طول الطريق.. هنا نرى ثقافة الأمل والتعلق بالمستقبل..
العلامات لا تعني على الإطلاق أننا ننتظرللعلامات.. بل نحن ننتظر انعكاساتها التي تتمثل في مواصلة العمل..
الله عز وجل وضع معطيات وظروف لتحقيق الوعد الإلهي.. جزء كبير يقع على كاهل البشرية..
بحث العلامات والمستقبل يُعطينا رؤيا قد لا تكون دقيقة.. لكنه يعطينا البصيرة والبينة كيما نسير في الطريق الواضح.. ونتهيئ للآتي..
يبقى البحث الأخير.. والذي سوف يكون عن كيف نتعاطى مع هذه العلامات وذا ما سوف نختم به في الليلة القادمة بإذن الله.
في ليلة العاشر.. نستعرض الوضع السياسي في البلد والمنطقة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجمعة 31 أكتوبر -تشرين الأول- 2014م
-------------------------------------- انتهى الاقتباس المنقول
منقول
--------------------------------
اللهم صل على محمد وآل محمد
السلام عليك يا أبا عبد الله.. وعلى الأرواح التي حلت فناءك.. عليكم مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقت الليل والنهار.. ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم..
السلام على الحُسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين.. وعلى أصحاب الحسين..
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
وصلنا إلى النقطة الأخيرة والنتائج التي أردنا أن نصل إليها من خلال الحديث عن كيف نتعاطى ومقاربة الأخبار والأحاديث التي تتناول أخبار المستقبل وصولاً إلى قضية المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف..
أولاً: وجوب التأكد من هذه الأخبار
يعني وجوب التأكد من هذه الأخبار ومصدرها.. يعني نتأكد من رواها.. نحن نحتاج أن نتأكد باستخدام القواعد العلمية وهو عمل ذوي الإختصاص..
ولتبسيط الحديث أكثر وأكثر نظراً لوجود شباب جدد الله يكثرهم.. نقول الآتي
أي حديث له متن.. وله سند.. مثال ذلك حديث سمعته عن أحد أساتذتي يقول:
عن أبي الحسن (أحد الرواة اسمه ) عن أبي الحسن.. عن أبي الحسين.. عن الحسن.. عن الحسن بن علي أنه قال: أن أحسن الحسن.. الخلق الحسن
هنا.. المتن هو نص الحديث وهو (إن أحسن الحسن .. الخُلق الحسن)
وأما السند فهو سلسلة الرواة التي تمثلت في (عن أبي الحسن عن أبي الحسن عن الحسن عن علي بن الحسن)
هنالك اجماع عند المسلمين أن الأحاديث المروية فيها الصحيح وفيها المقبول وفيها المعتبر وفيها المكذوب وفيها الغير مقبول وفيها الغير صحيح وغيرها..
كما وأجمع المسلمين أنه في حياة النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله تم وضع أحادث على لسان الرسول وهي مكذوبة..
وعليه.. ليست كل الأحاديث المروية صحيحة..
وعليه تم وضع عدة علوم للتحقق والتأكد من صحة الأحاديث.. كعلم الرجال الذي يتناول التدقيق والبحث في سلسلة الرواة .. وعلم الحديث وذا للتدقيق في متن ونص الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله.. وعلم الدراية.. وغيرها من علوم في سبيل التحقق من صحة الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله..
هنالك اهتمام بدراسة السند.. من هذا الراوي.. هل هو صادق هل هو كاذب.. مجهول.. معروف.. ثقة.. أو غيرها.. وذا يتكفل به علم الرجال.. ولتبسيط الأمور أكثر.. أضرب لكم مثالاً:
إذا جاء شخص وقال لك : أخوك توفى.. شوف شو بدك تعمل..؟
الآن نسأل : هل تقبل من أي من كان هذا الخبر..؟
لنفرض بأنه إنسان بركب قصص .. كذاب.. أو مجهول.. ألن تتحقق بما يرويه أو ينقله لك..
مثلاً لو جاء مجهول وأخبرك بأنه يجب أن تخرج من الضيعة لأن الحكومة ستأخذ بيتك؟ هل تُصدق كلام المجهول وتخلي منزلك دون التحقق من الخبر ومدى مصداقيته..؟
الأكيد رح تتأكد..وتبحث وتستفسر عن الخبر..
ذا يعني أنك أنت ترفض الكاذبين والمجهولين في نقل الأخبار.. وعليه تلجأ لـ التحقق أولاً ثم التثبت..
عندما نأتي للأحاديث الشريفة.. هذه لها خُصوصيتها.. كونها تتعلق بدينا.. بحياتنا.. بشرعنا.. يجب التحقق من الحديث ورواته.. خاصة بأخبار المستقبل التي وردت تحت باب:
الملاحم والفتن
ويقال عند العلماء المتخصصين في هذا المجال أن أكثر مجالين تم وضع الحديث فيهما هما:
الأول: باب الملاحم والفتن.. الذي يُعنى بأخبار المستقبل
الثاني: باب الفضائل.. لأن السياسة تدخلت في الموضوع.. فصار في فضائل لفلان وعلان وغيرهما..
ثالثاُ: اليهود وأحبار اليهود الذين دخلوا للأسلام.. ونسبوا أحاديث مكذوبة..
وعليه.. سلسلة الرواة يجب التأكد منها.. والخبر ليكون مقبول يجب أن يكون ناقلي هذا الخبر معروفين ظابطين موثوقين صادقين بحيث يمكن اعتماد أخبارهم..
بعدها ننتقل لعلم الحديث أوالمتن..
هنا نوصي الأخوة والأخوات المهتمين بأخبار آخر الزمان بأن ينتبهوا وأن لا يقبلوا أي كتاب يقع بين إيديهم دون التحقق.. إعلموا أن هنالك الكثير من الأحاديث التي لا يمكن التعويل عليها ويجب التحقق منها ومن رواتها ولا يؤخد بها.
نأتي الآن للروايات التي وردت في أخبار المستقبل.. وهنا نلفت إلى أن جموع المسلمين على اختلاف طوائفهم تجمع على الأمور الآتية:
أصل المهدي عليه السلام من المسلمات نحن في المذهب الشيعي نعتقد بأن محمد بن الحسن من ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وولد ويظهر في آخر الزمان
في المذهب السني معتمدين أن المهدي لا خلاف فيه وأنه من نسل النبي صلى الله عليه وآله
السفياني أيضاً في اجتماع عليه كأصل.. أما التفاصيل تختلف الروايات ما بين ضعيفة أو تحتاج لتحقق
خروج اليماني.. الخُراساني أو الرايات هذه أيضاً وردت..
الصيحة أو الفزعة من السماء..
الخسف في البيداء بجيش السُفياني
في بعض الروايات عن سيد حسني يخرج قبل خروج الإمام عليه السلام
الحذر وين؟؟
هذا باب من أبواب الإدعاء الكاذبة.. ولطالما حدثت ادعاءات..والعلم بهذه الأمور سلاح ذو حدين..
المهدي الموعود هو الذي يملأ الأرض قسطاُ وعدلاً.. وهؤلاء المدعون لم يحققوا شيء.. وعليه هنالك الكثير من الإدعاءات المهدوية.. وكثير من المدعين لم يحققوا شيء..
مثال:
في 1979م .. في 20 نوفمبر -تشرين الثاني- 1979م.. يوافق 1 محرم 1400 هجري..
اليوم الأول من السنة الهجرية الجديدة من القرن الأول الهجري
خرجت شخصيتان .. واحد اسمه جُهيمان العتيبي ومحمد بن عبد الله القحطاني..
خرج في مكة وادعا أنه المهدي المنتظر.. وصار يطلب البيعة لمحمد بن عبد الله القحطاني..
وبايعه البعض.. وقد قتل محمد بن عبد الله.. واعتقل جُهيمان ومن ثم شنق..
وهنا بدأ العبض بتطبيق كل الحوادث على أنه مهدي آخر الزمان.. من خروج الرايات وانتصار ايران وغيرها من أمور تم اسقاطها على هذا الأمر..
وقد وردت روايات كثيرة من نبي الرحمة.. من باب الملاطفة أكثر شيء بيخوفوا السياد.. ذو النسل الحسني أو الحُسيني.. وأكثر شيء إذا كان اسمه عبد الله أو محمد..
الإدعاءات صارت وبكثرة.. وفي العراق صار.. وفي إيران صار..على زمن بني أمية صار.. وفي زمن بني العباس صار..
إدعاءات الخُراساني أو السفياني أيضاً صارت..
إدعاءات السًفياني أقل.. لأن هنالك اجماع عند المسلمين أن السفياني رايته ضلال فقليل من يأتي ويدعي
أما الخراساني أو اليماني أو الحسني لأنهم ذو شخصيات طيبة يحدث ادعاءات كثيرة
كل من ادعى لم يقدم أي دليل..
هذا الموضوع لا يكفي فيه الظنون أو الشكوك.. يتطلب دليل.. وللآن لم يتم تقديم أي دليل..
وهذا كان يحصل لاستغلال الناس وعاطفتهم ورغبتهم بالتغيير وغيرها ..
وعليه يجب الحذر في هذا الأمر.
العنوان الثالث هو من أخطر العناوين.. وسوف أكون صريح فيه مع أمثلة معاصرة..
العنوان الثالث: تطبيق العلامات..
قد نقول بأن هذه هي العلامة.. أو أن هذه الشخصية هي فلان.. ونطبق.. هنا الناس تُطبق وهنا الخطر..
مرة واحد يدعي.. هؤلاء انتهينا منهم..
مرة الناس تدعي .. كأن يقول الناس بأن فلان هو الخُراساني.. هنا نحن من نطبق..
في المحاضرة السابقة.. ووفق التقسيم الذي ذكرناه.. نجد بأن
القسم الأول هو الأخبار العامة.. وهو ما أخبر به نبي الرحمة دون ربط بينها وبين خروج المهدي..
ومن الأمثلة بأن آخر الزمان سيكون هكذا من أزياء وناس وشخصيات وغيرها وهذه غير مربوطة بظهور المهدي..
يتزين النساء بزي الرجال.. هذه نجمع عليها
مثلاً زوال دولة بني امية.. هذا تحقق
اختلاف بني العباس في الحكم الدنيوي وزوال بني العباس..
كل هذه الأمور تحققت وصارت.. لأن المتحقق عندنا علم وليس شك أو ظن..
وعلامات القسم الثاني : هي علامات قبل قيام المهدي وغير موصولة بالزمن..وهي ما سميناه العلامات العامة..
وهذه هي العلامات العامة.. مثال :
زوال دولة بني العباس..
العلم ينضب ويختفي من الكوفة.. ويظهر في قم.. وهذا الذي حصل خلال 30 أو 40 سنة..
الأهم القسم الثالث : العلامات الخاصة.. ما ذكر في الروايات كحدث وزمن وهي بشكل خاص:
سفياني .. خراساني .. يماني .. الصيحة.. الخسف في البيداء..
الصحية رجب أو رمضان أو محرم.. قد تكون صحية واحدة أو مرات
الجيش الخارج من المدينة باتجاه مكة .. لاعتقال المهدي عليه السلام وقتله.. يخسف به في البيداء..
هذه العلامات حساسة لأنها هي بداية الوصول لزمن ظهور الإمام..
المشكلة هي في التطبيق..
نحن لا نعرف متى الفترة الزمنية لهذا كله.. لا يمكن لأحد أن يدعي.. إلا رجال خاصون وصلهم علم من عند رسول الله صلى الله عليه وآله..
المشكلة تحصل عندما تُطبق الناس هذه العلامات على الشخصيات الحية..المخاطر أقل في الأقسام الثانية.. لكنها أكثر في القسم الثالث..
عندما أقول بأن فلان هو السفياني .. هنا يعني انتظروا بعد 3 أو 4 أو 7 أشهر خروج المهدي المنتظر..
المشكلة هنا أن التطبيق يتم من خلال تطبيق العناوين على بعض الشخصيات .. لأن هذا خطأ.. والأسباب:
أولاً: تطبيق بلا علم.. هذا ظن.. وإن الظن لا يغني عن العلم شيء..
ثانياً: يؤدي التطبيق لتضليل الناس.. لأنه إذا راية ممدوحة كما لو أنك تقول للناس انصروها.. وإذا كانت راية مذمومة تدعو لخذلانها.. يعني تدعو لنصرة وخذلان بناء على ظن..
ثالثاُ: الأخطر الشك بهذه الأخبار والروايات.. والشك بأصل الإيمان بالمهدوية.. وذلك عندما تطبق على أشخاص ويموتوا.. ولم يكونوا كذلك.. ومرة وراء مرة..
هذه التطبيقات موجودة ومن مخاطرها إستغلال الناس بحيث يريد أن يُضفي مشروعية على شخصيات.. ويروج لها.. ولأجل استمارها كتأليف كتب وبيعها.. وحدثت ونحن صادرناها..
التطبيق خطأ وخطيئة.. وله مخاطر كبيرة ونفسية..أمثلة عن نماذج تطبيق الناس على شخصيات منها:
السفياني:
في مرحلة من المراحل قيل بأن السفياني هو صدام حسين.. عمل كذا.. وفعل كذا.. ومات صدام حسين.. شو نعمل؟؟!!
مثال آخر بعد غزو أمريكا للعراق.. ظهر أبو مصعب الزرقاوي.. كفَّر الناس.. والناس قالوا أن هؤلاء هذا هو.. وقد ثاءب بأن أبو مصعب من منطقة المثلث اليابس وهي مشابه للمنطقة التي يخرج منها السفياني.. لكن ليس هو..!!
البعض الآن يقول بأن أبو عبد الله البغدادي زعيم داعش.. هو السفياني.. هذا قاتل 70 رجل سني من عشيرة البونمر.. أو 300 أو 400 من عائلة البونمر..
الخراساني:
البعض تعاطف مع الأمر.. واعتبروا بأن السيد الخميني هو الخُراساني .. وسلموا بأنه زمن متصل.. لكن الله توفاه.. والبعض اعتقدوا بأن الشيخ المنتظري اعتقدوا بأنه خراساني.. والآن بالتعاطف البعض يعتقد بأن الإمام السيد علي الخامنائي هو الخراساني.. أنا أحب.. لكن هذا ظن وليس علم ويقين..
اليماني:
لما نأتي للعراق فيها أكثر من 3 أو 4 يماني.. وفي لبنان بعض المحبين ادعوا أن حزب الله هو راية اليماني .. وفلان من حزب الله هو اليماني.. يا ريت لكن ما الأساس.. ؟ وعلى أي علم..؟
نحن منهيون عن أنقفوا ما ليس لنا به علم.. وعلينا اجتنابه..
هذه التوقعات مبنية على ظن.. ونحن منهيون عنه لأنه تطبيق على أسس غير سليمة بحيث يكون ضرره أكبر..
والتكرار في التطبيق يقود لخلل في العقيدة..
المشكلة أن البعض يريد أن يضفي نوع من الشرعية والمحبة للإمام القائد فيتخذ من الإمام القائد أنه الخراساني..
يعني هنا تعتمد على ظن لإعطائه شرعية.. وذا خاطئ.. لأن سلوكه وعمله هو من يعطيه الشرعية القائمة على أُسس علمية وواقعية وليس بحاجة لهكذا نوع من الشرعية..
نتكلم بصراحة أكثر.. البعض يقول : أنتم تقاتلون السلفياني في سوريا..
نحن لا نحتاج لهذه النوع من الشرعية أو التعبئة.. نحن نقاتل حماية للبنان والمنطقة من الهيمنة الأمريكية والتكفيريين الذين لو دخلوا لبنان لفعلوا ما يُفعل اليوم بقبيلة البو نمر في العراق..
نحن لا نحتاج لمثل هذه التعبئة لأنها خاطئة..
ندائي الأخير:
نحن عندنا عقل ومنطق ومباني وقرءآن وسنة ومنهج علمي ومنهج استنباط ونبني عليها حركتنا وسلوكنا وتصرفنا الشرعي .. كل هذه السوالف لا نحتاج لها .. نحن عندنا وحي قرءآن وحديث رسول الله وبالتالي علينا أن نكون حذرين ..
الآن كي لا نُغلق الباب كله.. البعض قد يطلع معه احتمالات.. أن تقوله كاحتمال لا إشاكل فيه.. لكن هذه الاحتمالات تُقدم للناس على أنها أمر نهائي .. وتطبع وتوزع وهذا أمر خطير..
رابعاً..: العلامات الخاصة..
العلامات العامة مش مشكلة لأنه لا رابط زمني..
العلامات الخاصة فيها رابط زمني.. نعم سوف يحصل في سنة قيام المهدي وتحقق الوعد الإلهي سوف يخرج اليماني والسفياني وخسف في البيداء..
هذه عندما نقرب منهم ما رح نضيع... لماذا..؟ لأنه :
أولاً: لأنهم مترابطين.. ومتسلسل..
ثانياً: في حال ضيعنا في الخراساني والحسني واليماني والرايات.. في السُفياني ما حد رح يضيع..
وإذا ضيعتوا وهو الصيحة من السماء.. هذه لا أحد يضيعها.. لأنها سوف تدخل لكل بيت من كان نائم سيسمع.. ومن كان مستيقظ سيسمع.. وكل واحد سوف يسمعها بلغته.. وفي ذات الوقت.. وهذا أمر معجز.. لأنه الفيصل بين الحق والباطل.. وهو العلامة الحاسمة.. ما في حدا رح يضيع فيه..
العنوان ما قبل الأخير: التوقيت..
البعض يوقت.. يقول لك: من الآن لستة شهور.. أو يوم الجمعة من شهر ذي الحجة أو صفر انتظروا أيها الناس.. !!! هذا كذب.. ومن يقول هذا فهو كاذب بدون احتياط.. هذا كذب
الأئمة نهو عن ذلك.. ووردت روايات عديدة تنهى عن التوقيت.. منها:
يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت..
وقد قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله: كذب الوقاتون..
يا محمد من أخبرك عنا توقيتنا.. فلا تهابن ان تُكذبه..
العالم لو قال .. لا علم في هذا المجال.. المنامات لا تُؤخذ به.. في روايات وردت أن هذا الأمر من علم الله الذي اختص به نفسه.. ولا أحد يعلم به..
نفي التوقيت.. النهي عن التوقيت.. تكذيب الموقتين.. ما الحكمة من النهي التوقيت..؟
منع التضليل..
النقطة الثانية: شبه توقيت..
مثال: عندما يأتي شخص ويقول: عن جد إنتوا ناطرين.. وهذه قبل 200 سنة ما في شيء..
هنا هذا يُبعد المسافة ويُضلل .. وهذا اشكاله أنه توقيت.. وهو تييئيس..
يعني نبي الرحمة ذكر العلامات وكل جيل شهد علامات.. وغيرنا رآى آخر.. هنا في ثقافة أمل.. لكن عند نفي الأمور تييئسس..
في المقابل من يقرب الأمور ويجعلها الجمعة القادمة.. ذا خطأ وله مخاطر نفسية وعقائدية فقد يؤدي إلى التييئس والاحباط.. أو النكران والضلال
سؤال : ما هو التوجيه السوي ؟
أولاً : في ما جاء به القرءآن.. لدينا يقين وثقة بأن مستقبل الأرض هو دولة عدل وحكمة ورخاء وكل شيء.. وكل ما ناضل لأجله الأنبياء واولياء الله سيتحقق في الدنيا هذا غير الثواب..
ثانياً: ما جاءت به الأحاديث نحن ننتظر ونعيشه ..
التعاطي الصحيح هو أن ننتظر هذا الأمر صباح مساء.. أن لا نستبعده.. لأنه أمر محتمل.. وخاضع لمشيئة الله.. فإذا شاء الله أن يحقق الأمر الليلة.. هل هنالك حدود لحكمته ؟؟!!!! لا .. والزمان بمشيئة الله الذي يتحمل حدوث كل شيء.. وأن نعدوا لله صباح مساء أن يعجله ويقربه..
بعض الاخوة يقولوا: يوجد في الروايات أن هذا الأمر لن يكون إلا بعد الصحية والسفياني والخراساني.. وغيرها..
هنا نقول: بأن الروايات تم تقسيمها إلى محتومة.. وموقوفة.. يعني ممكن تحصل وممكن لا تحصل.. كل شيء قابل خاضع لمشيئة الله.. لا توجد سيطرة على علم الله وعمل الله.. ما هو غير محتوم وموقوق.. يمحوا لله ما يشاء .. ما هو محتوم.. أيضاً يخضع لمحو الله
في روايات وردت في هذا الأمر.. وسؤال.. هل المهدي يخضع ..؟ لا .. لأن المهدي عليه السلام من الميعاد..
عدم وجود مانع هو الذي يتكر الموضوع مفتوح..
نكتفي بهذا المقدار.. لأن هذا الملف حساس جداً في الزمن الحاضر.. إذ يحاول العض الاستفادة منه سياسياً ودينياً وتجارياً ..
الناس الطيبين الذين يتطلعون للمستقبل من أهل الأمل والرجاء .. عليهم أن يحرصوا على أن يكون تعاطيهم مع الموضوع على مستوى عالي من الوعي.. وأن لا نجنح للخرافات.. والأساطير..
الحُسين عليه السلام كان يعرف بكربلاء.. والحسين عليه السلام أخبره جده.. اخبره أبيه عن جده..
والنبي صلى الله عليه وآله أخبر ام سلمة بها.. وكان عندها خبر بواقعة الطف.. وعليه الإمام الحُسين قام بتكليفه الشرعي
وهذا من أهم دروس الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء..
ونحن علينا أن نشتغل بتكليفنا..
في ناس كل شغلتهم لا يشتغلوا ولا بيعملوا.. كل شغلتهم وعملتهم عم يدرسو.. طيب العلماء تخصصهم دراسة الأخبار.. لكن علينا أن نشتغل ونعمل ونقوم بتكليفنا..
الإمام قام بتكليفه.. وكذلك يجب أن نكون..
اللهم صل على محمد وآل محمد
--------------------------------------------- انتهى النقل