وصلنا فيما سبق مما بينه الامام علي عليه السلام ، ان الوصول الى معرفة الله عز وجل هي تتحقق من خلال المعرفة النورانية للامام ع ، وهي اقامة الولاية*
القران الكريم يرسم هذا الاعتقاد العظيم في وجود الانسان وغايته المنشودة من خلال قوله تعالى ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )*
اي ان الغاية الحقّة من خلق الجن والانس هي ان تتحق لديها العبادة ( الحقيقية ) لله*
وحيث ان هذه العبادة الحقيقية الخالصة لله لا تكون الا بمعرفة الامام الحق عليه السلام ( المعرفة النورانية كما يعرفها الامام امير المؤمنين عليه السلام )
هنا والعلم عند الله ، ليس نفي اصل الايمان عنهم ، بل نفي خلوصه ،،، بمعنى لا يؤمنون تمام الايمان وكماله إلا بالتسليم المطلق للرسول / الامام / الحجة وهذا هو نفس التسليم التام الخالص لله . فتامل*
اذا فهمنا هذا ، نعلم اهمية يوم الظهور المبارك للامام الحجة ع ، لاقامة الوعد الإلهي ، وهو دولة العدل والحق التي يعبد الله فيها وحده ولا يشرك به احدا*
فان ذالك اليوم ولتتحقق العبادة الخالصة لله ويتحقق دين التوحيد ، لا بد من استاصال كل عقيدة منحرفة عن الدين الحق
والدين الحق يستلزم تكوينا ومن ثم تشريعا الايمان بالولاية ، لانها السبب والوسيلة لمعرفة الله ( الضرورية لاقامة دولة العدل والحق والتي تتحقق بها غاية البشرية من العبادة الحقّه )
ولهذا شياطين الجن والانس تحارب الولاية ، لانها الحد الفاصل بين الهداية والضلال .
واخر امام مذخور للبشرية هو الامام المهدي ع . وهو امام اخر الزمان . وهو حجة الله ووليه . ولذالك يكون النداء الجبرائيلي المعجز ( الا ان امامكم محمد بن الحسن قائم ال محمد فاسمعوا له واطيعوا )
نعم ، امامكم الحجة بن الحسن فعليكم الايمان به ( حتى تتحقق عقيدة الولاية الضرورية لمعرفة الله كما بينها الامام امير المؤمنين )
ونعم ، فاسمعوا له واطيعوا ( لانه اذا لم تسمع وتطيع فانك لن تسلّم له ولن تسلّم لله ، وهذا يعني نفي الايمان الخالص الذي يراد منه وبه الوصول لمعرفة الله )
لذالك نرى ان النداء الجبرائيلي بصيغته التي وردت في الروايات هي تحاكي مسالة عقدية دقيقة في الايمان والاعتقاد الحق . ولا بد ان تسلك البشرية هذا الطريق الصعب لتحقيق العبادة الحقّه التي وعد الله ان ينجزها بخلافة المؤمنين من عباده .
والله اعلم
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 10-02-2015 الساعة 11:52 AM.