إن البعض قد يتوغل في المعاصي، معولاً على مسألة الشفاعة.. وهذا متوقع من الإنسان الذي لم يلم بمقاصد الشريعة، ولم يأنس بما جاء في الآيات والروايات.. نعم، نحن نعتقد بمسألة الشفاعة، ولكن ينبغي أن لا نغفل عن قوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ}.. صحيح، أن هنالك شفاعة، ولكن هي تحت قيد الإذن من الله تعالى.. وأن شفاعة النبي هي من مصاديق رحمته بالأمة، حيث يستعمل وجاهته عند الله تعالى، ويطلب إنقاذ البعض من هذا المصير الأسود -نار جهنم- وقطعاً هو مستجاب الدعوة.. ولكن نحن نعلم بأن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: (إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة).. فإذن، هنالك قواعد أساسية لابد أن يراعيها الإنسان، فالذي يراعي سيره في الحياة، ولا يتعرض لغضب الله -تعالى- عن عمد وإصرار، بلا شك أنه في معرض الشفاعة الإلهية.
إن إيمان العبد بمثابة الجوهرة القيّمة في يده.. وكلما ازدادت (قيمتها) كلما ازداد حرص الشياطين في (سلب) تلك الجوهرة من يد صاحبها.. ولهذا تزداد وحشة أهل اليقين عند ارتفاعهم في الإيمان درجة، لوقوعهم في معرض هذا الخطر العظيم، من جهة من اعتاد سرقة الجواهر من العباد.. ومن المعلوم أن هذا الشعور بالخوف، لا يترك مجالا لعروض حالات العجب والرياء والتفاخر وغير ذلك، لوجود الصارف الأقوى عن تلك المشاعر الباطلة.