أيُّها الساعون زحفاً للحسينْ
هل شعرتم بعناءٍ ونَصَبْ
هل تأَفَّفتمْ وأنتم سائرونْ
فوق شوكٍ
أمْ هو الشوكُ لكم صار زرابيّاً
إلى الجنّاتِ ممدوداً
فهيّا للرُّتَبْ
أيها الماشون شوقاً للحسينْ
أهِيَ الأرْجُلُ تمشي
أم قلوبُ الوجْدِ فوق التُّربِ تخطو
وتَخَطَّت كل خوفٍ
أوْجَدَتْ معنى العجَبْ
أيها الإجرام هل ما زلتَ حيّا
والحسينيونَ جنٌّ وجنونٌ
ما رأوا في زحفهم إلاّ جميلا
سحقوا بالأرجلِ الشرَّ
ومنها انْبَجَسَ النهرُ الأَصَبْ
من غبار الزحف نارُ الله تخبو
تستحي أن تلمسَ العشّاق سوءاً
وعليهم من لباس السبط تُربا
لبسوا الحبَّ مع البوغاء ثوبا
يا جمال الثوب بالعزِّ اخْتَضَبْ
أسْمِعوا العالمَ لحْنَ الشوق لمّا
أوترتهُ صرخاتُ الآل في أرض الطفوفْ
حينما ضجّتْ حسيناً
وهو فوق التربِ ممتَدّاً ذبيحْ
واحسيناً وا أبا
شَمِرٌ منا اقتَرَبْ
أسْمِعوا العالمَ لحن الموت من طفلٍ رضيعْ
وهو مذبوحٌ على صدر أبيهْ
وحوارٌ بينهُ والسهمِ لا رحمة فيه
أيها السهمُ تحَنّنْ
لا تكنْ مثل البشَرْ
أوَ تدري أيَّ نحرٍ أنت تفري
إنّهُ نحر النبي المنتَجَبْ
أسْمِعوا العالم ما حلَّ على آل الرسولْ
أَاُسارى من بلادٍ لبلادٍ يُسحبونْ
أمّةٌ تفرحُ في ذبحِ ذراري الأنبياءْ
كيف ترجوها تقودَ الكون والأحقادُ فيها
وهي مازالت ترُدُّ الكيدَ إحساناً
لِمَنْ عزَّ العربْ
أيُّها الماضون زحْفاً للكرامةْ
هل شممتمْ في ثرى الدّرب أريج الأنبياء
يا حسينيون هل لامستُمُ المعنى
وأنتم سائرونْ
هل سألتمْ ما هو المجدُ
ومن كان السببْ
كلُّ هذا العزِّ
نبعٌ من هوى السبط انْسَكَبْ