نود ان نبين هنا ان ليس كل مهاجر هاجر في الاسلام كان عن اخلاص وايمان وان لم تكن هجرته لله سبحانه فهي غير مقبولة منه ولايحصل منها سوى المشقة والتعب فعن رسول الله صلوات الله عليه واله قال :
إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امريء مانوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة ينكحها ، فهجرته إلى ما هاجر إليه ) .
رواه البخاري و مسلم
وبعد هذا تبين ان بعض المهاجرين لم يكن لغاية للدين بل لمصلحة شخصية يتبعها فكيف يكون داخلا في الاية الكريمة فهذا مهاجر ام قيس
ذكره بعض العلماء أن قصة مهاجر أم قيس سبب لورود حديث إنما الأعمال بالنيات
- روايات قصة مهاجر أم قيس :
نقل الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16)
أن سعيد بن منصور رواها بإسناده فقال :وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور قال : أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن عبد الله هو بن مسعود قال : من هاجر يبتغي شيئا فإنما له ذلك ، هاجر رجل ليتزوج امرأة يقال لها أم قيس فكان يقال له : مهاجر أم قيس .ا.هـ.
وقد رواها أيضا الطبراني في المعجم الكبير (9/103) فقال :
حدثنا محمد بن علي الصائغ ، ثنا سعيد بن منصور به .ا.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16) :
ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس .ا.هـ.
يتبع ...
وخرجها الحافظ ابن حجر في الإصابة (13/270) فقال :
خرج ابن منده ، وأبو نعيم ، من طريق إسماعيل بن عصام بن يزيد قال : وجدت في كتاب جدي يزيد الذي يقال له : حَبر ، حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن بن مسعود قال : كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها : أم قيس ، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر ، فهاجر فتزوجها ، فكنا نسميه مهاجر أم قيس ، قال ابن مسعود : من هاجر لشيء فهو له ، قال أبو نعيم تابعه عبد الملك الذماري عن سفيان انتهى . وهو يدفع إشارة أبي موسى أنه من أفراد حَبْر .ا.هـ.
وهذه القصة صحيحة من جهة الإسناد .
قال المزي في تهذيب الكمال (16/126) بعد أن ذكرها :
هذا إسناد صحيح .ا.هـ.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء (10/590) عند ترجمة سعيد بن منصور بعد إيرادها :
إسناده صحيح .ا.هـ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (2/101) :
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح .ا.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1/16) :
وهذا إسناد على شرط الشيخين .ا.هـ.