[الباحث الطائي]

بسمه تعالى
السلآم عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتبس التالي :
فقول الجني : اتيك به قبل ان تقوم من مقامك هذا , يعني مقدار الزمن الذي يستغرقه سليمان ع للقيام من مقامه وهو مقدار قيام اي انسان من جلوسه وهو عدة ثواني


اقول :
اولا - قول العفريت ( قبل ان تقوم من مقامك ) ليس المقصودبه كما ذكرت ، بل كما اشرنا اليه ومقداره تقريبا نهار يوم ، فكان النبي سليمان ع يجلس في مقامه العام الذي يدبر به شؤون بلاده ويقضي في احوال مملكته مقدار نهار عمل يوم ، فاذا انتهى من شؤنه قام من مقامه وانتهى تدبير عمل يومه .
ولذلك قدر عفريت الجن حاجته من الزمن اللازم لجلب عرشها بمقدار زمن مكوث سليمان ع او قل ( اكثر دقتا ) حتى ينتهي ما بقي من يوم عمله في مقام مجلسه لان الهدهد وما جرى من احداث اول اليوم حتى وقع الطلب ( من ياتيني بعرشها ) اخذ وقتا مناسبا من اول اليوم ، وايضا فان عفريت الجن يظهر انه يعلم ( بطريقته او قابلياته ) محل عرشها وهذا يدفع احتمال ضياع وقت في البحث وبالتالي تأخر رجوعه حتى ينتهي يوم عمل النبي سليمان ع يصب اكثر في صالح بعد المسافة كاستنتاج منطقي قابل للتوكيد اكثر او التضعيف بحسب الادلة والفهم .


ثانيا : ( وهو الاهم ) تعلم جنابكم ان النبي سليمان ع هو ابن النبي داوود ع ووارثه وخليفته
والنبي داوود كان بعد النبي موسى ع
والنبي موسى ع مات هو واخوه النبي هارون في التيه ( صحراء سيناء المصرية اليوم ) وهذا معلوم من الروايات وتفاصيل احداث القرآن لبني اسرائيل الذين وعدهم الله الارض المقدسة
انظر : *( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ )

فالارض المقدسة كما معلوم عندنا هي ارض فلسطين في الشام ، ولكن قوم موسى خالفوا وخافوا الدخول اليها كون كان فيها القوم الجبارين ( العماليق كما تذكر بعض الاخبار ) ، فاصابهم غضب الله ونالوا عقوبته وحرمت عليهم 40 سنة .
حتى اذا جاء لاحقا ( بعد زمان التيه ) النبي داوود ع ، بعث الله اليهم ملك كما اخبرهم داوود ع ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ) ثم استمرت الاحداث وما حصل من معركة قوم بني اسرائيل مع طالوت ضد جالوت وانتصارهم بقتل جالوت ( وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ ) ودخولهم الارض المقدسة واقام مملكته .

فلما مات النبي داوود ورثه ابنه سليمان ع ( مملكة ابيه داوود ) وجعله الله خليفته على بني اسرائيل واقام مملكته الإلهية وملكه الذي لم يؤت احد مثله في ارض الله المقدسة في نفس وتمام ارض فلسطين / الشام كما كتب الله بني اسرائيل وبذلك تحقق لاحقا كما كتب الله لبني اسرائيل بدخولهم الارض المقدسة على عهد النبي داوود وازدهرت وتوسعت كثيرا في عهد سليمان ع . ولكن هذا الذي كتبه الله لهم بدخولهم الارض المقدسة انتفى لاحقا عنهم بما كسبت ايديهم من ظلم وانحراف فاصابتهم من الله عقوبة التشرد في بقاع الارض ( وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا ) اي سيعودون اليها فيآخر الزمان مرة اخرى وسيفسدون وتكون محل اجتماعهم والقضاء عليهم ، فتامل

والله اعلم