أما شبهة عدم جواز الصلاة إلاّ على الأنبياء عليهم السلام أجمعين فتلك دعوى مردودة يقول الشهيد الثاني رحمه الله : وقد جرت العادة باختصاص الصلاة والسلام بالأنبياء وينبغي أن يجعل ( أي الكاتب أو المتكلم ) للأئمة عليهم السلام أجمعين السلام وإن جاز خلاف ذلك كله بل يجوز الصلاة على كلّ مؤمن كما دلّ القرآن والحديث ( منية المريد : 347 ) كيف ؟
قال تعالى : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون } ( سورة البقرة : الآية 156-157 )
وقال تعالى : { .. وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم } ( سورة التوبة :103 )
ومن الحديث : ما رُوي في ( جامع الفوائد ) المطبوع في أوّل ( إيضاح الفوائد : 1\6 ) و ( تفسير ابن كثير : 2\400 ) و ( صحيح مسلم : 2\757 ) و( غوالي اللآلي : 2\39 ، 232 ) من أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( اللهم صلِّ على آل أبي أوفى )) .
وفي ( سنن ابن ماجه : 1\ 572 ح 1796 ) : كان رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) إذا أتاه الرجل بصدقة ماله صلّى عليه . وفي ( فيض القدير : 5\ 88 ح 6527 ) : إذا أتاه الرجل قوم فصدقتهم قال : (( اللهم صلِّ على آل أبي فلان )) . وفي ( سنن أبي داود : 2\ 88 ح 1533 ) : إن امرأة قالت للنبي صلّى الله عليه ( وآله ) وسلم : صلِّ عليّ وعلى زوجي فقال : صلّى الله عليكِ وعلى زوجكِ . ( كذلك أخرجه أبو داود في الخبر : 1533 من سننه ورواه الجهضميّ القاضي المالكيّ ( 199- 282 ه ) في كتابه ( فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) 69 ح 77 ) .
قال المحدّث الجزائريّ في ( الجواهر الغوالي في شرح العوالي ) : لم يجوّز العامّة الصلاة على آل محمد وحده مع جواز آحاد المؤمنين وعلى آل أبي أوفى والعذر ما قاله الزمخشري : إنه صار شعاراً للرافضة فلا ينبغي التشبّه بهم ( هامش غوالي اللآلي : 2\40 ) .
وقال الشيخ محمد حسن النجفي : حتى جاء عن بعضهم قوله : إن الصلاة على الآل – وإن ثبتت بالنص متضمّنةً إلى النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم – إلا أن الرافضة لما اتخذتها شعاراً فنحن نتركه والترك أولى . ( جواهر الكلام : 10 \ 262 )
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين
اللهم ألعن كل من يعادي محمد وآل محمد عليهم السلام أجمعين