من تكون عائشة لكي تقارن بالسيدة الزهراء عليها السلام ؟!
بتاريخ : 20-04-2012 الساعة : 03:31 PM
اللهم صل و سلم على محمد و آله الأطهار
من هي عائشة لكي يضع لها مقارنة مع سيدة نساء العالمين ؟
عائشة فقط تسمى أم المؤمنين و هن كثيرات فما هي أفضليتها بهذا اللقب ؟
و لم يأتي في حقها أي فضيلة تميزها عنهن !
و لكن السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي :
بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم
بضعة رسول الله
أم ابيها ( خير خلق الله و أفضل البشر و الانبياء )
سيدة نساء العالمين
سيدة نساء أهل الجنة
سيدة نساء المؤمنين
أمها ( السيدة الطاهرة خديجة أم المؤمنين أول المؤمنين سيدة نساء أهل الجنة و سيدة نساء العالمين )
ابناها سيدا شباب أهل الجنة ريحانتي رسول الله صلى الله عليه و له و سلم
و زوجها هو الميزان بين الإيمان و الكفر
/
فلماذا يقيم أهل السنة المفاضلة بين أمير المؤمنين علي سلام الله عليه و بين غيره بقولهم أفضل الأمة بعد نبيها ابوبكر وعمر
و حين تأتي المفاضلة بين عائشة و بين سيدة نساء العالمين يحتار الجميع فلا يدرون كيف يجيبون ؟! و يمتنع الوهابي الاموي عن الرد و يكتفي بالترضى فقط !
و أغلبهم يميلون الى تفضيل صاحبة مجزرة الجمل !
فائدة التفضيل بين عائشة وفاطمة
الخلاف في كون عائشة أفضل من فاطمة أو فاطمة أفضل إذا حرر محل التفضيل صار وفاقا فالتفضيل بدون التفصيل لا يستقيم فإن أريد بالفضل كثرة الثواب عند الله عز و جل فذلك أمر لا يطلع عليه إلا بالنص لأنه بحسب تفاضل أعمال القلوب لا بمجرد أعمال الجوارح
وكم من عاملين أحدهما أكثر عملا بجوارحه والآخر أرفع درجة منه في الجنة وإن
(3/682)
أريد بالتفضيل التفضل بالعلم فلا ريب أن عائشة أعلم وأنفع للأمة وأدت إلى الأمة من العلم ما لم يؤد غيرها واحتاج إليها خاص الأمة وعامتها وإن أريد بالتفضيل شرف الأصل وجلالة النسب فلا ريب أن فاطمة أفضل فإنها بضعة من النبي وذلك اختصاص لم يشركها فيه غير إخواتها وإن أريد السيادة ففاطمة سيدة نساء الأمة وإذا ثبتت وجوه التفضيل وموارد الفضل وأسبابه صار الكلام بعلم وعدل
وأكثر الناس إذا تكلم في التفضيل لم يفصل جهات الفضل ولم يوازن بينهما فيبخس الحق وإن انضاف إلى ذلك نوع تعصيب وهوي لمن يفضله تكلم بالجهل والظلم مسائل متنوعة في التفضيل
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن مسائل عديدة من مسائل التفضيل فأجاب فيها بالتفصيل الشافي فمنها أنه سئل عن تفضيل الغني الشاكر على الفقير الصابر أو العكس فأجاب بما يشفي الصدور فقال أفضلهما أتقاهما لله تعالى فإن استويا في التقوى استويا في الدرجة ومنها أنه سئل عن عشر ذي الحجة والعشر الأواخر من رمضان أيهما أفضل فقال أيام عشر ذي الحجة أفضل من ايام العشر من رمضان والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة وإذا تأمل الفاضل اللبيب هذا الجواب وجده شافيا كافيا فإنه ليس من ايام العمل فيها أحب إلى الله من أيام عشر ذي الحجة وفيهما يوم عرفة ويوم النحر ويوم التروية وأما ليالي عشر رمضان فهي ليالي الاحياء التي كان رسول الله يحييها كلها وفيها ليلة خير من ألف شهر فمن أجاب بغير هذا التفصيل لم يمكنه أن يدلي بحجة صحيحة
ومنها أنه سئل عن ليلة القدر وليلة الإسراء بالنبي أيهما أفضل فأجاب بأن ليلة الإسراء أفضل في حق النبي وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة فحظ النبي الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من حظه من ليلة القدر وحظ الأمة من ليلة القدر (3/683)
بدائع الفوائد
المؤلف : محمد بن أبي بكر أيوب الزرعي أبو عبد الله