العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى العقائدي

المنتدى العقائدي المنتدى مخصص للحوارات العقائدية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

المحب للمسلمين
عضو متواجد
رقم العضوية : 23558
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 90
بمعدل : 0.02 يوميا

المحب للمسلمين غير متصل

 عرض البوم صور المحب للمسلمين

  مشاركة رقم : 11  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-10-2008 الساعة : 12:04 PM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم البضعه [ مشاهدة المشاركة ]
بحث تأريخي

لسماحة آية الله العظمى

السيد محمود الحسني

(دام ظله الشريف)

سماحة السيد محمود الحسني (دام ظلكم)

الاستفتاء :

لماذا لم يبقِ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) معاوية والياً على الشام برهة من الزمن وهو في هذه الحالة سوف يخضع ويبايع , وبعد هذا يكون بامكانه استبداله أو تغييره بأي شخص آخر بعد ان يكون قد استقطب كل اطراف الدولة وتتم له البيعة في كل ارجاء العالم الاسلامي وبها يكون قد امكنه تصفية كل هؤلاء الفجرة ورجوع كل الثروات المسلوبة إلى بيت المال .

علماً ان هذا الأمر صحيح ومعقول من الناحية الفقهية لأنها دائماً تقرر ان الواجب إذا توقف على مقدمة محرمة وكان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة فلابد ان يقدّم الواجب على الحرام حسب قانون التزاحم ؟

بسمه تعالى :

الجواب على هذا السؤال فيه عدة مستويات اذكرها باختصار :



المستوى الأول

ملاكات الأحكام الشرعية

ان ملاكات الأحكام واهميتها الله سبحانه وتعالى هو اعلم بها بل هو العالم , فمن اين علمت ان ملاك الواجب أقوى من ملاك الحرمة , هذا لو سلمنا بوجود الملاكات .



المستوى الثاني

التعامل بالظاهر والله يتولى السرائر

ورد عن أهل البيت(عليهم السلام) عن جدهم الصادق الامين (صلى الله عليه وآله وسلم) , من انهم يتعاملون بالظاهر والله يتولى السرائر , فكيف يتم تصفية اولئك بعد ان خضع وبايع ظاهراً , بل حتى من لم يبايع فإنه في امان ما دام لم يشهر السيف ولم يعتدِ على الانفس والاعراض والاموال , كما يشهد التاريخ العديد من الحالات في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) , ونفس الموقف كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع المنافقين .

ويشهد لهذا ما ورد في كتب التاريخ وغيرها :

1- منها (لما دعي سعد بن أبي وقاص إلى البيعة , تمنّع منها تضامناً مع الامويين , وقال لعلي(عليه السلام) : ما عليك من بأس .... فتركه أمير المؤمنين(عليه السلام) ولم يسمح للثائرين ان يستعملوا معه العنف).

2- ومنها (لما دعي اليها عبد الله بن عمر بن الخطاب , وامتنع منها , طلب الإمام علي(عليه السلام) منه كفيلاً بأن لا يشرك مع احد في عمل ضده , ولما امتنع عبد الله بن عمر عن تقديم الكفيل تركه الإمام (عليه السلام) وقال للناس : خلّوه فأنا كفيله) .

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء

تقصد للكذب بقيه

من مواضيع : المحب للمسلمين 0 من على الحق
0 مصادر الشيعه

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 12  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 01-11-2008 الساعة : 12:40 AM


المستوى الثامن

القدوة والمثل الأعلى

لقد مثّل أهل البيت القدوة والمثل الأعلى في كل المجالات فكان الحق يدور اينما داروا , وقد جسدوا ذلك بأسمى وانبل درجة لا تعتريها أي شائبة اخلاقية أو عقلائية أو شرعية , فليس من منهجهم (عليهم السلام) الغاية تبرر الوسيلة , فالغاية هي الحق والعدالة والانصاف أما الرئاسة والسلطة فهي عبارة عن وسيلة للوصول إلى تلك الغاية والهدف , ولهذا يرى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان اقرار معاوية على منصبه وعمله اقرار للباطل وللضلالة وللظلم وهذا خلاف الهدف المنشود

1- وقد اثبت التاريخ صدور نفس الاقتراح والطلب الموجود في هذا الاستفتاء , حيث اشار ابن عباس والمغيرة بن شعبة على أمير المؤمنين(عليه السلام) بأن يقر معاوية على ولاية الشام ولو لفترة قصيرة , فأجاب (عليه السلام) : (ما كنت لأتخذ المضلين عضدا) .

2- وقد اشار(عليه السلام) إلى منهجه وهدفه الاخلاقي والشرعي في مقابل ابراز منهج المنكر والخداع والكفر والباطل المتمثل في معاوية , حيث قال (عليه السلام) : (والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر , ولولا كراهية الغدر لكنت من ادهى الناس , ولكن كل غدرة فجرة , وكل فجرة كفرة , ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة , والله ما استغفل بالمكيده , ولا استغمز بالشديدة ) .

وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 13  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
Unhappy
قديم بتاريخ : 01-11-2008 الساعة : 12:45 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحب للمسلمين [ مشاهدة المشاركة ]
تقصد للكذب بقيه


اهلا وسهلا بك اخي المسلم ((المحب للمسلمين)) جعلنا الله واياكم من المحبين الصادقين للمسلمين
وعلماء المسلمين
وائمة المسلمين
وان هذا البحث وغيره لهو الحجه البالغه على كل مسلم يبحث عن الحق


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 14  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 04-11-2008 الساعة : 06:22 PM



المستوى التاسع

المحك والقسيم

الثابت عقلاً وشرعاً ان تمام النعمة كان بولاية الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) واهل بيته المعصومين(عليهم السلام) وان تمام الأعمال وحصول الثواب انما يحصل ويقع بعد الايفاء لله سبحانه وتعالى ولرسوله(صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يحصل الإيفاء إلا بمودة ذوي القربى(عليهم السلام) .

فالمحك والقسيم بين قبول الأعمال وعدمها وبالتالي دخول الجنة والنار هو حب وولاية الإمام علي واهل بيته (عليهم الصلاة والسلام) , ومن الواضح ان تصدي أهل البيت للرئاسة والقيادة الفعلية العامة المطلقة , والتي تحصل عند غيرهم دائماً أو غالباً بتصفية الحسابات واللجوء إلى المكر والخديعة ومخالفة العهود حسب الظاهر , فمثل هذا الحال سيلغي إلى حد كبير دائماً أو غالباً ثمرة المحك والقسيم (أي الولاية) لأن المنتفعين والمنافقين يعطون ولائهم للوالي الفاسق الظالم , فبالأولية القطعية انه سيعطي ولائه للإمام المعصوم (عليه السلام) بعد عدم وجود البديل لان الأمر انعقد إليه فعلاً وبصورة عامة ومطلقة بحيث لا يوجد معسكر يقابل معسكر الحق يلتجئ إليه المنتفع والمنافق حسب الفرض وتطبيقاً للقانون الالهي المتمثل بعدة مقدمات منها , قوله تعالى : ( أحسب الناس ان يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) سورة العنكبوت / آية 2 .

ومنها قوله تعالى : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) سورة الرعد / آية 11 .

وتطبيقاً لهذا القانون سوف لن يتصدى الإمام (عليه السلام) للخلافة والرئاسة ( إلا إذا اضطر إلى ذلك) حتى يغير الناس ما بانفسهم ويصبح المجتمع على استعداد فكري ونفسي واخلاقي يستحق ان يكون الإمام (عليه السلام) معه وهو يتصدى بصورة مباشرة وفعلية للخلافة الإلهية , ويشهد لهذا الاحتمال رفض أمير المؤمنين (عليه السلام) الخلافة عندما جعلها عمر شورى بين الستة بالرغم من وجود الطريق (الشرعي) كالتورية مثلاً يمكن سلوكه في ذلك الموقف لكنه (عليه السلام) لم يفعله ولم يفعل غيره من الطرق وكذلك رفضه الخلافة بعد مقتل عثمان حتى اضطر إلى القبول , وكذلك موقف الإمام الرضا (عليه السلام) ورفضه الخلافة حتى اضطر إلى قبول ولاية العهد ولا اقل من كون هذا الاحتمال في هذا المستوى ينفي الوجوب المدعى في السؤال .

واليك بعض الموارد الشرعية التي تشير بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى ذلك القانون الالهي أو إلى مقدماته والتي تشير إلى الترابط والتلازم بين فعل الخيرات واطاعة وامتثال الأحكام والتحلي بمكارم الاخلاق وبين نعم الله وفضله وتسديده ومن الواضح ان افضل النعم والطفها وجود السلطان والإمام العادل (عليه السلام) وهو يطبق احكام الله وينشر العدل والامان , وبخلاف ذلك ينتشر الظلم والفساد والنقمة والعذاب وفي بعضها اشارات إلى ان الدنيا دار اختبار وابتلاء فيها يمحص الانسان ويعرف الصالح من الطالح , فتكون الحجة تامة على المكلف من التنجيز والتعذير :


وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 15  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 09-11-2008 الساعة : 01:18 AM



1- ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ايها الناس .... لقد كنت امس اميراً فأصبحت اليوم مأموراً وكنت امس ناهياً فأصبحت اليوم منهياً ,

وقد احببتم البقاء وليس لي ان احملكم على ما تكرهون ) .

2- وعنه (عليه السلام) : (اللهم اني مللتهم وملّوني , وسئمتهم وسئموني , فابدلني بهم خيراً منهم , وابدلهم بي شراً مني , اللهم مثّ قلوبهم كما يماث الملح في الماء ) .

3- وعن امام المتقين وامير المؤمنين (عليه السلام) : (اخذ الباطل مآخذه , وركب الجهل مراكبه , وغطمت الطاغية , وقلت الداعية , وصال الدهر صيال السبع العقور , وهدر فنيق الباطل بعد كظوم , وتراخى الناس على الفجور , وتهاجروا على الدين , وتحابوا على الكذب , وتباغضوا على الصدق , فإذا كان ذلك , كان الولد غيضاً والمطر قيضاً , وتفيض اللئام فيضاً , وتغيض الكرام غيضاً ,

وكان أهل ذلك الزمان ذئاباً , وسلاطينه سباعاً واوساطه اكالاً , وفقداؤه امواتاً ,

زغار الصدق , وفاض الكذب , واستعملت المودة باللسان , وتشاجر الناس بالقلوب , وصار الفسوق نسباً , والعفاف عجباً , ولبس الاسلام لبس الفرو مقلوباً) .

4- وقال (عليه السلام) : (ألا فتوقعوا ما يكون من ادبار اموركم , وانقطاع وصلكم , واستعمال صغاركم ,

ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن اهون من الدرهم من حله,

ذاك حيث يكون المعطى اعظم اجراً من المعطي ,

ذاك حيث تسكرون من غير شراب , بل من النعمة والنعيم , وتحلفون من غير اضطرار , وتكذبون من غير احراج , ذاك إذا عضكم البلاء كما يعض القتب غارب البعير , انما مثلي بينكم مثل السراج في الظلمة يستضيء به من ولجها , فاسمعوا ايها الناس وعوا , واحضروا آذان قلوبكم تفهموا) .

5- ومنها قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : (ان الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات , وحبس البركات , واغلاق خزائن الخيرات , ليتوب تائب , ويقلع مقلع , ويتذكر متذكر , ويزدجر مزدجر ,

وقد جعل الله سبحانه وتعالى الاستغفار سبباً لدرور الرزق ورحمة الخلق فقال تعالى : (استغفروا ربكم انه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً , ويمددكم بأموال وبنين)

فرحم الله امرئً استقبل توبته , واستقال خطيئته وبادر منيته) .


6- وقال (عليه السلام) : (ان الله بعث رسولاً هادياً بكتاب
ناطق وأمر قائم , لا يهلك عنه إلا هالك , وان المبتدعات المشتبهات هن المهلكات إلا من حفظ الله منها , وان في سلطان الله عصمة لأمركم , فاعطوه طاعتكم غير ملومة , ولا مستكره بها , والله لتفعلن أو لينقلن الله عنكم سلطان الاسلام , ثم لا ينقله اليكم ابداً حتى يأرز الأمر إلى غيركم) .

7- وقال (عليه السلام) : (احمد الله على ما قضى من امر وقدّر من فعل , وعلى ابتلائي بكم ايها الفرقة التي إذا امرت لم تطع , وإذا دعوت لم تجب , أم امهلتم خضتم , وان حوربتم خرتم , وان اجتمع الناس على امام طعنتم .... فو الله لئن جاء يومي , وليأتيني , ليفرقن بيني وبينكم , وأنا لصحبتكم قالٍ , وبكم غير كثير ...

وان أحب ما إنا لاقٍ إليّالموت) .



وللحديث بقيه
ونسالكم الدعاء


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 16  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
قديم بتاريخ : 10-11-2008 الساعة : 04:07 PM



8- وقال (عليه السلام) : (فلا تعتبروا الرضا والسخط , بالمال والولد , جهلاً بمواقع الفتنة والاختبار في مواضع الغنى والاقتدار , وقد قال سبحانه وتعالى (أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون) فإن الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في انفسهم بأوليائه المستضعفين في اعينهم ,) .

9- وقال (عليه السلام) : (ولقد دخل موسى بن عمران ومعه اخوه هارون (عليهما السلام) على فرعون , وعليهما مدارع الصوف وبأيديهما العصي فشرطا له : ان اسلم بقاء ملكه ودوام عزه ,

فقال : (ألا تعجبون من هذين يشرطان لي دوام العز وبقاء الملك وهما بما ترون من حال الفقر والذل , فهلاّ القي عليهما اساورة من ذهب)

اعظاماً للذهب وجمعه واحتقاراً للصوف ولبسه ,

ولو اراد الله سبحانه بانبيائه حيث بعثهم ان يفتح لهم كنوز الذهبان , ومعادن العقيان , ومغارس الجنان , وان يحشر معهم طيور السماء ووحوش الارض لفعل ,

ولو فعل لسقط البلاء , وبطل الجزاء , واضمحلت الانباء , ولما وجب للقابلين اجور المبتلين , ولا استحق المؤمنون ثواب المحسنين ولألزمت الاسماء معانيها , ولكن الله سبحانه جعل رسله أُلي قوة في عزائمهم , وضعفة فيما ترى الاعين من حالاتهم , مع قناعة تملأ القلوب والعيون غنى , وخصاصة تملأ الابصار والاسماع اذى ,

ولو كانت الانبياء أهل قوة لا ترام وعزة لا تضام , وملك تمتد نحوه اعناق الرجال , وتشد إليه عقد الرحال لكان ذلك اهون على الخلق في الاعتبار وابعد لهم في الاستكبار , ولآمنوا عن رهبة قاهرة لهم أو رغبة مائلة بهم , فكانت النيات مشتركة والحسنات مقتسمة ,

ولكن الله سبحانه اراد ان يكون الاتباع لرسله , والتصديق بكتبه , والخشوع لوجهه , والاستكانة لأمره , والاستسلام لطاعته اموراً له خاصة لا تشوبها من غيرها شائبة , وكلما كانت البلوى والاختبار اعظم كانت المثوبة والجزاء اجزل) .

10- وقال (عليه السلام) : (ألا ترون ان الله سبحانه اختبر الاولين من لدن آدم (صلوات الله عليه) إلى الآخرين من هذا العالم , باحجار لا تضر ولا تنفع , ولا تبصر ولا تسمع , فجعلها بيته الحرام الذي جعله للناس قياماً ,

ثم وضعه بأوعر بقاع الارض حجراً واقل نتائق الارض مدراً , واضيق بطون الاودية قطراً , بين جبال خشنة , ورمال دمثة , وعيون وشلة, وقرى منقطعة , لا يزكوبها خف ولا حافر ولا ظلف ,

ثم امر آدم وولده ان يثنوا اعطافهم نحوه , فصار مثابة لمنتجع اسفارهم , وغاية لملقى رحالهم , تهوى إليه ثمار الافئدة من مفاوز قفار سحيقة , ومهاوي فجاج عميقة وجزائر بحار منقطعة , حتى يهزّوا مناكبهم ذللاً يهلون لله حوله , ويرملون على اقدامهم شعثاً غبراً له , قد نبذوا السرابيل وراء ظهورهم , وشوّهوا باعفاء الشعور محاسن محاسن خلقهم ,

ابتلاء عظيماً وامتحاناً شديداً واختباراً مبيناً , وتمحيصاً بليغاً , جعله الله سبباً لرحمته ووصلة إلى جنته ,

ولو اراد سبحانه ان يضع بيته الحرام ومشاعره العظام بين جنات وانهار , وسهل وقرار , جم الاشجار , داني الثمار , ملتف البُنا , متصل القرى , بين برة سمراء , وروضة خضراء , وارياف محدقة , وعراص مغدقة , ورياض ناضرة , وطرق عامرة ,

لكان قد صغر قدر الجزاء على حسب ضعف البلاء ,

ولو كان الاساس المحمول عليها , والاحجار المرفوع بها بين زمردة خضراء , وياقوتة حمراء , ونور وضياء , لخفف ذلك مسارعة الشك في الصدور , ولوضع مجاهدة ابليس عن القلوب ولنفى معتلج الريب من الناس) .

11- وقال (عليه السلام) : (لكن الله يختبر عباده بانواع الشدائد ويتعبدهم بانواع المجاهد , ويبتليهم بضروب المكاره , اخراجاً للتكبر من قلوبهم , واسكاناً للتذلل في نفوسهم , وليجعل ذلك ابواب فتحاً إلى فضله , واسباباً ذللاً لعفوه) .

12- وقال (عليه السلام) : (وتدبروا احوال الماضين من المؤمنين قبلكم كيف كانوا في حال التمحيص والبلاء , ألم يكونوا اثقل الخلائق اعباء , واجهد العباد بلاء , واضيق أهل الدنيا حالاً , اتخذتهم الفراعنة عبيداً فساموهم سوء العذاب , وجرعوهم المرار , فلم تبرح الحال بهم في ذل الهلكة وقهر الغلبة , لا يجدون حيلة في امتناع ولا سبيلاً إلى دفاع ,

حتى إذا رأى الله جدّ الصبر منهم على الاذى في محبته والاحتمال للمكروه من خوفه جعل لهم من مضايق البلاء فرجاً , فأبدلهم العز مكان الذل , والامن مكان الخوف , فصاروا ملوكاً حكاماً , وائمة اعلاماً , وبلغت الكرامة من الله لهم ما لم تبلغ الامال إليه بهم) .

13- وقال (عليه السلام) : (فانظروا كيف كانوا حيث كانت الاملاء مجتمعة , والاهواء متفقة , والقلوب معتدلة , والايدي مترادفة, والسيوف متناصرة , والبصائر نافذة , والعزائم واحدة , ألم يكونوا ارباباً في اقطار الارضين , وملوكاً على رقاب العالمين ,

فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر امورهم حين وقعت الفرقة , وتشتت الالفة , واختلفت الكلمة والافئدة , وتشعبوا مختلفين , وتفرقوا متحازبين , قد خلع الله عنهم لباس كرامته , وسلبهم غضارة نعمته , وبقي قصص اخبارهم فيكم عبراً للمعتبرين) .

14- وقال (عليه السلام) : (فاعتبروا بحال ولد اسماعيل وبني اسحاق وبني اسرائيل (عليهم السلام) , فما اشد اعتدال الاحوال , واقرب اشتباه الامثال , تأمّلوا أمرهم في حال تشتتهم وتفرقهم ليالي كانت الاكاسرة والقياصرة ارباباً لهم , يجتازونهم عن ريف الافاق , وبحر العراق , وخضرة الدنيا , إلى منابت الشيّح , ومهافي الريح , ونكد المعاش , فتركوهم عالة مساكين اخوان دبر ووبر , اذل الامم داراً , واجدبهم قراراً , لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها , ولا إلى ظل الفة يعتمدون على عزها ,

فالاحوال مضطربة والايدي مختلفة , والكثرة متفرقة , في بلاء ازل , واطباق جهل , من بنات موؤدة , واصنام معبودة , وارحام مقطوعة, وغارات مشنونة ,

فانظروا إلى مواقع نعم الله عليهم حين بعث اليهم رسولاً , فعقد بملته طاعتهم , وجمع على دعوته الفتهم , كيف نشرت النعمة عليهم جناح كرامتها ..... فهم حكام على العالمين , وملوك في اطراف الارضين , يملكون الأمور على من كان يملكها عليهم , ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم ....

ألا وانكم قد نفضتم ايديكم من حبل الطاعة , وثلمتم حصن الله المضروب عليكم باحكام الجاهلية ,

ثم تقولون النار ولا العار , كأنكم تريدون ان تكفئوا الاسلام على وجهه , انتهاكاً لحريمه , ونقضاً لميثاقه الذي وضعه الله لكم حرماً في ارضه وامناً بين خلقه , وانكم ان لجأتم إلى غيره , حاربكم أهل الكفر,

ثم لا جبرائيل ولا ميكائيل ولا مهاجرون ولا انصار ينصروكم إلا المقارعة بالسيف .....

فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين ايديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي , والحلماء لترك التناهي) .





والله العالم و المستعان

محمود الحسني

7 / شوال /
1422

من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

علي الفاروق
عضو فضي
رقم العضوية : 22289
الإنتساب : Sep 2008
المشاركات : 1,941
بمعدل : 0.33 يوميا

علي الفاروق غير متصل

 عرض البوم صور علي الفاروق

  مشاركة رقم : 17  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 10-11-2008 الساعة : 04:23 PM


موضوع قيم

بارك الله بكم جميعا

توقيع : علي الفاروق
اللهم صل على محمد وآل محمد
من مواضيع : علي الفاروق 0 شرح كافية ابن الحاجب ـ الرضي الاسترآبادي
0 الإمامة والخلافة الإلهية ـ الشيخ حبيب الأسدي
0 فلسفة الشعائر الحسينية ـ الشيخ محمد السند
0 مشاهد الفداء والفناء
0 حركة تصحيحية لمنهج السيد كمال الحيدري ـ الشيخ أحمد سلمان

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 18  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
قديم بتاريخ : 12-11-2008 الساعة : 11:00 AM


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علوي الصمود [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع قيم

بارك الله بكم جميعا

شكرا لك اخي العزيز على المرور

ونسلك الدعاء


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 19  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-11-2008 الساعة : 01:51 AM


اللهم صلي على محمد وال محمد..................وعجل وفرج قائم ال محمد


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))

خادم البضعه
مــوقوف
رقم العضوية : 23744
الإنتساب : Oct 2008
المشاركات : 136
بمعدل : 0.02 يوميا

خادم البضعه غير متصل

 عرض البوم صور خادم البضعه

  مشاركة رقم : 20  
كاتب الموضوع : خادم البضعه المنتدى : المنتدى العقائدي
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-11-2008 الساعة : 04:18 PM


اللهم صلي على محمد وال محمد..................وعجل وفرج قائم ال محمد


من مواضيع : خادم البضعه 0 العبادة وتكامل الفرد والمجتمع
0 الى كل من تعدى على حرمة العلماء
0 **آراء المرجعيات ... حول الانتخابات **
0 عصمة السيده الزهراء **عليها السلام **
0 صلح الإمام الحسن ((عليه السلام*)) ((بحث مفصل))
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 01:40 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية