جلست علي أول مقعدٍ خشبي وجدته أمامي لم أهتم بأي شيءٍ أخر سوي الجلوس وإلتقاط الأنفاس ولو قليلاً وأستنشاق الهواء النقي الخالي من عوادم السيارات للشعور بالإرتياح فنظرت أمامي فوجدت سفح الماء يتلألأ وكأنه بُذربقطعٍ من ماس أو كأنها قطعة كبيرة من سطح مرآة مسطحة لانهاية لها تنعكس عليها قليل من الأشعة المتسللة من قرص الشمس من بين قطع متلاصقة متماسكة من السحب السوداء التي تكسو السماء كالرداء
!!.
تنفست الهواء بعمق شديد شعرت حينها وكأني أترك المقعد وأحلق عالياًَ أخذت أستنشق أكثر وأكثر وكأني إما مصاباً بضيقٍ صدري أوأن رئتاي بهما ثقب فلا يبقى فيه الهواء
"لحظات هكذا ثم فجأه أكتفيت…
إنهمرت قطرات الماء علي سروالي وعلى يداي بغزاره فأعتقدتُ أنها أمطرت مما كان يبدو علي السماء حينذاك ويظهر على هيئة السحب أيضاً وخاصةً لأننا في فصل الشتاء وقد تمطر في أي وقت فنظرت إلى السماء علي الفور وكانت المفاجأه…
فالسماء جافه لم تمطر إذا من أين تلك القطرات ألتفت حولي فالناس تمشي ليس هناك إرتباك فنظرت فوق رأسي قد تكون الشجرة مبتله وهي التي تسقط تلك القط..
كانت أول مرة أراك فيها كنت حينها فتاه صغيره يرافقك أبيك أو أخيك لم أكن أعرف أيهم لاحظت حينذاك أنها ليست أول مرة تمرين من ذلك الطريق وبالأخص من أمامي لكن هو شئ عادي فهو طريق واحد لا يوجد غيره للمارين كنت دائماً ما تنظرين إلي لم أكن صغيرا ً أو في مثل سنك لكن كنت ابتسم فتبتسمين وقد كنت فتاً من الممكن ان يكون الفارق خمس عشر سنوات أو أقل من ذلك ليس بكثير .
كان وجهك يتسم بالبياض الناصع به بريق لامع يشبه الضياء ترتسم عليه علامات طفولية جميلة ونظرة شديدة الصفاء وعينيك بهما برائة عجيبة تمنحك نقاء فنعتك بوجه القمر .
لم يمنعني الخجل حينها من النظر إليك فكثيرا ً ما أنظر للصغار بإبتسامه تحمل حبا ً وحنواً قد يكون هذا تأثيراً لحبي الشديد للأطفال هذا لما بهم من برائة وجمال وإرتقاء طبيعي لا يطغو عليها الزمن تجعلها في أبهي طلعة وأعلي بهاء .
هذا سبب النظر إليك لكن العجيب في الأمر هي أن نظرتك كانت تسبق نظرتي وكأنه يشبه النداء
فتمر الأيام وتأخذني الدنيا بزينتها بشرها وخيرها وحلوها ومرها .
فيال هذا الأمر فأنستني الحياة تلك النظرة ولم ألقي لها بالاً كما يحدث مع الكثير من الأطفال فكل الأطفال ينظرون إلي أيضاً ولست بالوحيدة كما جميعهم يجذبون انتباهي للحظة ثم تنتهي لكن أحيانا والأغرب من ذالك هناك شئ عجيب فكثيرا ً ما تنجذب نظرات الأطفال إلي وليس العجيب هو الأنجذاب اليهم وحبي لهم فأي شخص لا يحب الأطفال لا يكون إنساناً .
لكن كان هناك دائماً شئ جديد مختلف تماماً فالأطفال لا تدوم نظراتهم إليّ كثيراً إلااك فكنت عندما تمرين إياباً وذهابا ً وأيضا ً وأنت عائدة من مدرستك من البداية حتي النهاية كنت أشعر في كل مرة ٍ بسكون غريب بداخلك هدوء يطفو علي ملامحك غموض في نظرات عينيك إستمرار عجيب في نظرتك وكأن عيناك تريد قول شيئاً لكن يمنعها حيائك وخجلك .
إزداد الأمر يوماً بعد يوم جعلني تواقاً لمرورك أترقب ظهورك بدأت أحث نفسي علي الأنتظار لكن كنت دائماً ما أخبر نفسي بالحقيقه أقول لها إنها مجرد نظره عابرة ليس إلا لكنها ليس في كل مرة مجرد نظرة فلولا شدة حيائي وخجلي أيضاً لكنت استوقفتك وسئلتك لكني في كل مره يمنعني حيائي .
لم يكن الأمر سهلاً في كل مرة لكنه جعلني متعمداً لإستراق النظر فأجد لمحة سريعة متخفية من عينيك وكأنك تحاولين منعها لكن العين لا تستطيع تلبية إرادتك فأرها تشعرك بالحرج فتلتهب وجنتاك من الخجل وتنكسر عينيك لأسفل
ولدت ملاكاً صغيراً بريئاً, جميلاً كما يقول الأخرون حين ينظروا للطفل ِ عندما تدب فيه الحياة ُ لأول مرةٍ فترى عيناه شعاع من النور بعد ظلمةٍ من إحدي ظلمات ثلاث كان يكمن فيها وكأي طفل بدأت حياته بالإعتراض والصراخ لا يدركه الأخرون سوى أنه صراخ لكنه في الحقيقة إعتراضاً فيتسائل الكثيرون كيف يكون هذا إعتراضاً وهو لم يري من الحياة سوى شيئين أيدٍ إلتقطته وهذا الشعاع الصادر من ذالك المصباح , فأجيبهم من أجل ذالك كان هذا الصياح.
علي العموم فقد خرجت للحياة وما كان في خروجي إختيار وقد حاباني الله بنعم كثيره لا أستطيع أن أحصي منها سوى جسداً بما يحوي وقلباً وعقلاً وديناً وعلماً وذالك شئٌ لا فيه جدال المهم أني وجِدّتُ في تلك الحياة وهذا هو الشيء الذي ليس فيه فصال .
بعدئذٍ صرت أنمو شيئاً فشيئاً وينمو معي مايسمى بالجدار بناه والداي مع بداية فرض الحصار إفعل كذا ولاتفعل هذا وقل كذا ولاتقل ذالك إلي أن أعتدت الأمر الذي كاد أن يكون ليل نهار كل ذالك ولم أتجاوز محيط البيت أو حدود اليد أو هذا الحصار , لم يذهب الإعتراض بل تحول من صراخ إلي بكاء وفي بعض الأحيان كان في صورة إمتناع ورفض بعض الأشياء لم أعلم حينها أن ذالك الإعتراض لم يكن سوى ما يسمى بالإرادة البشرية التي تولد معه وتكبر يوماً بيوم.
إلي أن شبّبتُ وخرجت للعالم الخارجي دون سابق خبرة أو أي معرفة سوى ماتعلمته من والداي ومن قرآة بعض الكتب وسماع القصص والحكايات وبالطبع ما لايجعلني قادراً علي إمتطاء رياح الأمواج العاتية التي تجتاح الحياة دون سابق إنذار.
فألتقتطتني أيدٍ عديدة أيدٍ ملائكية لطيفة رقيقة علمتني الحقيقة والرحمة والحب والصدق والحرية الشريفة , وأيدٍ شيطانية جنية وإنسية كانت كالنسور والصقور التي تتكالب بمخالبها علي الفريسة فتتصارع وتتقاتل عليها فتمزقها لقطع ٍ وأجزاء متناثره فعلمتني الغضب والقسوة والجفاء وحولت الحب من العطاء إلي الأنانية وحب الذات.
بحثت عن الجدار فوجدته قد ظل علي حاله لم يعلو أويتطور وبذالك لم يصمد كثيرا ضد هذا التيار , تحول الإعتراض حينها من الرفض إلي التمرد والعصيان كما تحول الطفل الصغير من ملاك ٍ إلي إنسان.
سبب التمرد الحيرة والشتات في كل مكان بحثت عن الجدار ِالذي ظنّتُ أنه الحماية والأمان فوجدته مجرد أحجاراً صغيرة وأطلالاً قد عفى عليها الزمان , فتهت في طريق لم أجد فيه رحمة ولا شفقة ولا عطف أو إحسان ,فلجئت لأبواي لكى أستريح من هموم هذة الدنيا الفانية وهذا العناء ..
بهذة الكلمات كانت تتحدث عن قصة هدايتها من طريق السفور الى طريق العفة والطهارة والعلوه والسماوه ..
كانت تراه أنشغال الزوج بقراءة أحد الكتب التى يحرص على الاحتفاظ بها دائما" فى رحالاتة .. وسفره أينما كان بينما أكتفت زوجته بالنظر الى السماء فى الافق البعيد وسرحت ببصرها وففكرها فى هذا الكون البعيد ..
وفجأة رأى الزوج زوجته وقد دمعت عيناها ثم بدأت الدموع تنهمر وتزيد حتى أخذت منديلا" وضعته على عينها عساها تدارى دموعها , ولكن هيهات ,, فوضع الزوج الكتاب الذى يقرؤة فى حقيبته وقال لها فى لهفه :
ماهذه الدموع , ماذا حدث , اسف أن كنت قد شغلت عنك بالقراءة , سامحينى ..
لا عليك , لاشىء , استمر فى القراءة فالامر لا يتعلق بقرائتك من عدمها ..
أذن ماذا حدث , لم كل هذة الدموع يا زوجتى الحبية ؟ نحن لازلنا فى بداية شهر العسل !!
لاتقلق يا زوجى الحبيب , انها زكريات تذكرتها وانا أنظر الى السماء أتفكر فى هذا الوقت الحبيب الى نفسى , وقت الغروب !!
لا بد أنها ذكريات أليمة أو محزنة هى التى ألمت بكى وجعلتك تبكين هذا هذة الدموع المنهمرة !!
لا ابدا" , بل العكس أنها ذكريات تدخل على القلب الفرحه والسرور ..
أذن هى دموع الفرح ..
نعم هى كذلك يا زوجى الحبيب .
فلماذا تذكرت اذن , أحكى لى فأنا أحب أن اسمع منك ..
نعم سوف أسرد لكى هذة الحكاية الان ..
ثم سكتت قليلا" وانهمرت دموعها ثانية , فقال الزوج فى حنان ولهفة ..
هدئى من روعك , أنا اسف لن الح فى السؤال مرة أخرى , أعذورينى ..
لاتتأسف على شىء , وساحكى لك كل شىء , فأنا متأكدة أنى سارتاح اذا حكيت لك , ولا تنسى أنك ذكرت كل شىء عن حياتك وطفولتك ومراحلة الجامعة وعملك ... حتى كل عيوبك ذكرتها لى ونحن فى فترة الارتباط والخطوبة ...
وأنا لا اريد الا راحتك ..
كنت فى السنة الاولى فى كلية الزراعة , وكنت حريصة على التفوق والانتظام فى المحاضرات , وكانت صداقاتى فى الكلية قليلة الى حد ما ..
وفى أحد الايام وبعد أنتهاء المحاضرة الاولى واثناء الراحة والانتظار للمحاضرة الثانية دار حوار بين زميلتين كان يبدوه ساخنا" , وكان صوت أحدهن مسموعا" فوقفت أستمع لهما ..
أنا ليست مقتنعة بما تقولين , ثم انى لست على استعداد أطلاقا" أن اترك مظهرى الانيق وأن اترك زينتى واتخل عنها , الانسان يعيش مرة واحدة وعليه أن يستمتع بكل ما انعم الله عليه ويستغل الفرضة فى الحرية المطلقة التى اعطاها لى والدى , فيجب أن أتمتع بشعرى ومظهرى وملابسى الانيقة ..
لا اقول أن تمشى بملابس مرقعة أو ملابس غير متناسقة , ان الله جميل يحب الجمال , ثم أنه يجب أن تظهر اثار نعمته على عبده , ما المابع أن تكون ملابسك كمحجبة طيبة المظهر مناسبة الالوان ومع ذلك تؤدى غرضها فلا تكون فتنه أو مسببة لفتنة , أم شعرك ومظهرك وملابسك الانيقة فلا تجعليها للغرباء وسارقى النظر من لصوص الشهوات من المحدقين بكل مظهر اثيم , أترضين أن يصفك كل منهم فى نفسه وفى مجالسة الخاصة ويطمع فيك حتى من لا يراك بناء على وصف صديقه لك ؟
ما رايك أن يكون شعرك ومظهرك واناقتك مصدر اعجاب صديقاتك , ومحارمك من الرجال بدلا" من الغرباء , ولا اطلب من الغريب ان يصف المحجبة باكثر من كلمة وأحدة ( أنسانة محترمة ومحتشمة )...
بدأت كثر من الزميلات فى الالتفات حول هذة المناقشة التى دارت فى المدرج بين زميلة محجبة أسمها( فاطمة) وزميلة ليست محجبة اسمها( زينب ) وانتظرت لأسمع أراء الطرفين , فقد كنت مثل الكثيرات لم احدد موقفى بعد من هذة القضية و وكنت اقرا على صفحات الجرائد والمجالات أراء علماء الدين ..والمفكرين , والكتاب والصحفيين بين مؤيد ومعارض ومتحفظ ..
وكنت انا شخصيا" أرى ان الحجاب حرية شخصية وليست اكثر من ذلك , لذا وجدتها فرصة طيبة لاطلع على المزيد من الاراء المختلفة , وقررت أن ادخل المناقشة لعرض مايجول فى ذهنى من تحفظات واسلة وبعض الاستفسارات سمعتها من زميلات لى لم يتحجبن مثلى , وقطع تكفيرى صوت ( زينب) المميز : هذا اكلام جميل ولكن المهم الجوهر وليس المظهر , فالأعمال بانيات والله تعالى الذى يحاسب الناس يحاسبهم على نياتهم وليس على مظهرهم , ممكن أن أتحجب ولكن نيتى وسريرتى تكون خبيثة , وقد نرى هذا كثرا" فالمسألة ليست الحجاب بل بطهارة القلب ..
فاطمة :: من الذى قال يا اختى الحبيبة أن الاعتناء والحرص على ان يكون المظهر وفق ماشرع الله يكون على حساب الجوهر أو كما قلت لكى على حساب بية الانسان وسريرته التى لا يطلع عليها احد الا الله , ومن قال أن الاسلام بالمظهر فقط لا بالجوهر , الاسلام يهتم بالاثنين معا" , الله تعالى يحاسبنا على الثنين معا" , وحجة طهارة القلب هى نفس الحجة التى تقوليها تاركة الصلاة : ( الدين ليس بالصلاة اليدن فى القلب !! فاذا كان الدين ليس بالحجاب ولا بالصلاة ولا بالزكاة ولا بالحج , فماذا بقى من الدين ) ؟؟؟
الحق يا اختاه أن الدين كل لا يتجزاء : ظاهر , وباطن , اسلام وايمان و قول وعمل , ولا يجب أن نترك الظاهر أو نهمله على حساب الباطن , والعكس صحيح , والله تعالى أمرنا بأن نترك ظاهر الاثم وباطنة , فقال فى كتابة الكريم ( وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ ۚ ) ( الانعام 120 )...
فلنطهر باطننا بسلامه النيه وطيب القصد ولنطهر ظاهرنا بستر ما يكون مصدر فتنة لغيرنا حتى ولو كان من غير قصد , ثم ان الله تعالى ارم المسلمة بحسن النية وصفاء القلب هو الذى أمر المسلمة بالحجاب , والله تعالى يقول : ( أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (( البقرة 85 ) ..
ويقول سبحانه أيضا" : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ) البقرة (208) ..
والسلم هو الاسلام و كافة اى كل الاسلام , وماعلينا الا الاستسلام الكامل لاوارم الله الذى خلقنا والذى يعلم ما يصلح لنا وما ينفعنا ..يقول الله تعالى : ( ) سورة الملك الاية 14 ..
عند هذا الحد نظرت للزميلات من حولى واذا بى ارى أن الجميع قد انقسم الى فرقتين , كل فرقة تؤيد وتؤازر المتحدثة باسمها المعبرة عن ارائها ..
وهنا تدخلت زميلة من فرقة (فاطمة) وقالت فى صوت هادىء _ موجهة حديثها الى ( زينب ) _ :
يا أختاه راجعى ماقلته : انما ااعمال بانيات , الاعمال وليست الاقول , اذن هنا عمل يتم تقيمة وحسابه من الله على اساس النية , ولا يصح أن نوقل انما الاعمال بالنيات ونحن جالسون لانعمل شيئا" لله , لانطيعه ولانعبده ونلتمس الاعزار بأن ما بداخيانا صافيا" ونقيا" , لابد أن تريحم ذلك الى عمل فحين سئل الرسول محمد(ص) عن الايمان قال ( ما وقر فى القلب وصدقة العمل ) ثم أن كثيرا" من أيات القرأن الكريم يقترن فيها الايمان بالعمل الصالح ( أن الذين امنوا وعملوا الصلحت) الايه .. النية الصالحة يا اختاة ملازمة للعمل الصالح , صفاء القلب ملازم لاداء الوجبات والعبادات سواء بسواء ,وصدق الله القائل ( الصف 2,3) الاية .
زيبن : ولكن أنا اتكلم عن واقع نعيشة ونراه ونسمع عنه , أن كثيرا" من المحجبات يتخفين وراء الحجاب لاقتراف الرذائل والفواحش , وعروف عنهن السمعة السيئة , والبعض الاخر كل غايتة من الحجاب أن يقال عنها انها تقية وصالحة , ثم هى تفعل ما بدا لها فى الخفاء !!
فاطمة :: أختى الحبيبة أسمحى لى أن اتعرض لنقطتين كلا" على حده :
أولا" : أظن أنك تتفقين معى أنه قد مضى ذلك الزمان أوهذا العهد الذى يلزم فيه المجتمع جميع نسائه بارتداد الحجاب أو اى زى محتشم أخر فلا تجد المرأة غير الشريفة فرصة اخرى للتخفى غير لباس الحجاب , ومضى ايضا" ذلك الزامن الذى يحارب فيه المجتمع الفاحشة او يستنكرها أو حتى يتفق على المهنى الصحيح للفاحشة او الرزيلة .
أننا اليوم نرى الفاحشة والحرام يحرسهما المجتمع ويؤيدهما ويباركهما ..
لقد أصبحنا نعيشى فيما اخبره به الرسول (ص) من انه سياتى زمان يرة\ى فيه الناس المرعوف منكرا" والمنكر معروفا" بل واشد من ذلك أنه سؤمر بالنكر وينهى عن المعروف.
وبالنسبة للنقطة اثانية ... وهنا تدخلت زميلة لتعضد رأى فاطمة بعد أن اعتذرت عن مقاطعة حديثها وقالت :
قديما قال أمير المؤمين ( على بن ابى طالب..(ع) .. _ لا يعرف الحق بالرجال ولكن أعرف الحق تعرف الرجال :::...
ماذكرته زينب منذ قليل وما يفعله كثيرا" من الناس هو تقييم الاشياء بالميزان الخطاء , نحن نقيم افعال الناس على اساس بعدها أو قربها من شرع الله .. الله عزوجل قال ( وأقيموا الصلوة) وهذا يصلى اذن عمله هنا وفق شرع الله , وندعوا الله أن يقبله منه , وليس العكس ...
فلان لا يصلى اذن الشرع هو عدم الصلاة , ,اذا طبقنا قاعدة زينب فأن علينا أن نترك الصلاة لان بعض المصلين غير شرفاء , ونترك الزكاة لان البعض يتخفى وراءها , ونترك الحج لأن بعض الحجاج مثلا" يسرقون وهكذا ..
حتى لا تبقى شريعة من شرائع الاسلام مطبقة , وبنفس المنطق لماذا تترك الفتاة المتبرجة التبرج لان بعض المتبرجين غير شريفات , انا لا ادافع عن ذها النطق لأن نظرة الاسلام فى التزام الحق لاتتأثر بتطبيق الاخرين ولابسؤ تطبيقهم له و لقد كان على عهد الرسول الاكرم محمد(ص) منافقون , فهل ترك احدا" الاسلام بسببهم ؟ فكل منا سيحاسب وحده , ويقف أمام الله وحده و انها المؤالية امام الله يوم القيامة . يقول الله تعالى ( المائدة .. 105 ) الايه .. ويقول ايضا" ( الطور 21 ) الاية ..
أما تلك الفتاة التى تلبس الحجاب حتى يقال عنها تقية وصالحة فستندم أشد الندم يوم لاقامة , ولن تقبل منها طاعة , وسيرد الله عليه ما تفعله أن كان مقصدها الرياء والسمعة , ولا تنسى زميلتى الحبيبة أن فى كل مجتمع صالحات وطالحات سواء سافرات أو محجبات , ابحثى أنت عن الصالحات وحسنى صلتك بهن وأحرصى أن تكونى من الناجيات من عذاب الله الطامعات فى رحمته ومغفرته , ولا يمنعك مانع من الالتزام بالحق والاقبال على طاعة الله , وكذلك نهج أمنا البتول (فاطمة) بينت محمد (ص) وكذلك نساء عترة ال البيت عليهم السلام , أو ازواج الرسول محمد أمهات المؤمنين المنتجبات عليهم السلام , وتجنب عصيان الله عزوجل لتفوزى بسعادة الدنيا والاخرة , وتكونى ممن رضى الله عنهم ورضوه عنه , وحتى تنالين شفاعة ال محمد (ص) والائمة الاثنى عشر المهدين المهتدين (ع) ..
بدأت كلمات فاطمة وزميلتها تدخل قلبى سيئا" فشيئا" , لكن مع ذلك لازال فى ذهنى الكثير من الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع , وبنما أنا أفكر فى سؤال اطرحه تقدمت زميلة من فريق زينب وقالت :
قبل أن تسترسلن فى الكلام حول الحجاب ,أركنه تتحدثين عن فروعيات قبل أن تتبينوا صحة الأصل فى الحجاب .
فاطمة :: ممكن توضحى كلامك أكثر من ذلك لأنى لا افهم ما تقصدينة .
فقالت الزميلة :: لقد قرأت مقالات لمفكر قومى مستنير خلص فيه أن الحجاب عادة ( فارسية) ظهرت فى عهد الدولة الفاطمية ؟؟ ولا اصل له فى القرأن ولم يعرفه الاسلام ابدا" ؟؟ وهذا الكتاب موضع أحترام وتقدير من الدولة ويكتب فى صفحنا القومية بأنتظام ؟؟ فما قولكن زميلاتى العزيزات ؟؟..
وما ان أنتهت الزميلة المتحدثة من كلامها واستفسارها حتى رايت الدماء تغلى فى عروق زميلات ( فاطمة) وقلت فى نفسى لقد رجعنا بالموضوع الى بدايتة الاولى , وكان يجب أن يكون هذا السؤال مقدما" على كل ما سبق من اسئلة واستفسارات , لأنه أن كان صحيحا" فلا حاجة على الاطلاق لباقى تفاصيل هذا الامر , ورايت الزميلات من فريق فاطمة على غير عادتهن , كل واحدة تريد أن ترد هى على صاحبة السؤال , ولكن العصبية تبدو عليهن جميعا" بأستثناء ( فاطمة) التى أمسكت نفسها ولم يبد عليها أى تغير , فقالت وهى تحاول أن تبتسم بعد ان استأذنت زميلاتها فى الرد ::
أن الذى قاله هذا الكاتب والمفكر القومى الذى تكرمه الدولة هو محض أفتراء على الله ورسوله والاسلام وعترة البيت (ع) والحجاب , ولن اتحدث عنه شخصيا" ولا عن فكره وكتاباته عن الاسلام , وسارد متجاهلة كل ذلك لأن الامر أن شاء الله بسيط وفى غاية البساطة وهو ::
أنه لو فرض أن الحجاب ظهر فى عهد الدولة الفاطمية أرتباطا" وثيقا" بأهل فارس المسلمين الذى كان من عاهدة نسائهم الحجاب كما تقولين , فأن هذا يفترض امرا" لا ثانى له وهو أنه لايوجد فى القرأن الكريم ما يدل على وجوب الحجاب وكذا سنة شيعة ال البيت (ع) ما يدل على وجوب الحجاب بطلت الحجة , وهذا ايضا" رد على من يزعم أن الحجاب لا اصل له فى القرأن أو أحاديث الرسول الاعظم (ص) , ولنأخذ القرأن أولا" , وأمسكت المصحف وقلبت صفحات ثم التفتت الينا وقالت : ماذا تقلن فى قوله تعالى ..( النور .. 31 الاية )
وقال تعالى ( الاحزاب 32 33 الاية )
وكذلك قولة تعالى ( الاحزاب 59 ) الاية ..
هذا يكفى من القرأن الكريم لم تزعم ويفترى على الله الكذب بانه لم ترد اية واحدة فى القرأن بفرضية الحجاب ..
أما عن الاحاديث التى رويت عن أهل البيت عليهم السلام ..
الرويات التى تتحدث عن فرضية الحجاب ..
( سرد الرويات ؟؟؟)
هذا هو موقف النساء المؤمنات مما شرع الله لهن , موقف المسارعة الى تنفيذ ما امر وأجتناب ما نهى بلا تردد ولا توقف ولا انتظار , ولم ينظرن يوما" أو يومين أو اكثر حتى يشترين الملابس الجديدة التى تلائم غطاء الراس وتغطى الصدر , بل أى كساء وجدن .. أى لون تيسر .. طالما أدى الغرض فأن لم يوجد قطعن من ثيابهن وشددنها على رؤسهن غير مباليات بمظهرهن الذى يبدو ..
أسفة أن كنت أطلت فى الاستطرد , ونعود الى الموضوع مرة أخرى , وهنا قاطعتها زميلة أخرى كانت تسمع باهتمام قائلة :
أسف لقطع حديثك ايتها الزميلة الفاضلة , ولكن أنا اعتقد أم ما قالته الاخت هو ما يعنينا نحن ( مسلمات العصر) طول الامل وعدم سرعة تطبيق ما أمرنا الله به : كلما تكلمت مع أحدى الزميلات أو أحدى القريبات عن سبب عدم أرتدائهن للحجاب وجدت الاجابة : انى أنتظر أن اتزوج أولا" , وأنا مقتنعة به ولكن مازال فى العمر بقية , اذا أمدنى الله بالعمر حتى اصل الى الاربيعن سوف أتحجب !!! أوليس قبل ليلة العمر !!
أريد الاستمتاع وأمتاع أمى بمنظرى ومظهرى وشكلى فى فستان الزفاف الابيض , وأغرب ما سمعت كان منذ يومين حين قالت أحدهن : انما الاعمال بخواتمها , ولذا قررت أن البس الحجاب وأصلى واطيع ربى فى نهاية عمرى , وانما الاعمال بالنيات .
سبحان الله !!! وهل تضمن احدنا حياتها أو حتى أن تعيش ساعة وأحده أخرى . ولو توفاها الله وهى غير محجبة غير مطيعة لما امرها الله به من ستر مابدى منها سوى وجهها وكفيها بم ستجيب الله تعالى حين يسالها ؟؟ وكيف ستدفع عن نفسها عذاب يوم عظيم ؟
يا اخواتى , مشكلتنا أننا نعيش وكأننا سوف نخلد أبدا" , علينا بذكر هادم اللذات , ذكر الموت , وهى وصية الرسول (ص)
( وضع أحاديث زكر الموت ...........)؟؟
ونحن يا ويلنا نخطط للعام القادم , ونستحضر للاجازات لغد وبعد غد , ومايدرينا أن سنكون على الارض , أم تحتها , ومن الكلمات الجميلة التى قالها الصحابة الجليل ( سلمان الفارسى..ع) فى هذا الموضوع ( ثالثة أعجبتنى حتى أضحكتنى : مؤمل الدنيا والموت يطلبه و وغافل وليس يغفل عنه , وضاحك ملء فيه ولا يدرى اساخط رب العالمين عليه أم راض ) صدقت يا سيدى سلمان (ع) ..
أيات هادم اللذات , وكذلك التى تحض على تجبن اننا على ايمان من عند الله ؟؟