|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 81637
|
الإنتساب : Sep 2014
|
المشاركات : 31
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
مرتضى علي الحلي
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الامام أحمد الیماني ع هو الخضر،معلم موسی ع،العبد الصالح
بتاريخ : 09-10-2014 الساعة : 05:44 PM
الامام أحمد الیماني ع هو الخضر،معلم موسی ع،العبد الصالح
بسم الله الرحمن الرحیم
الی الأخ الطائي
کتب الاخ الطائي:
{ 3- نعم لعل هناك احتمال واحد ، وواحد فقط يمكن ان يتلبس / ينطبق على شخصية اليماني وهو ما طرحناه سابقا في اطروحة مستقلة قد تفسر شخصيته ع بلا جزم ) ، وهو ان يكون اليماني هو العبد الصالح الخضر ع ،
وهذا ليس بمستبعد عقليلا ولا دينيا ، وكذالك نعلم من القران كبير منزلته ومقامه وهو صاحب العلم اللدني ، اضافة اى انه له دور وغاية في القضية المهدوية واحداث الظهور كما وصل الينا بعضها بما يتعلق بالخضر ع ، وهنا يحتاج اصحاب دعوات شخصية اليماني ان يخرجون لنا شخصية الخضر ع ليطرحوها ويبنون عليها ومن ثم واذا ارادوا اظهارها قبل اوانها المعهود في الروايات ، فعليهم تقديم ادلة وبراهين ان الذي في الخارج ويدعي انه اليماني هو الخضر ع }انتهی.
أقول:
هنا أحب أن أزیدک یا أخي من علم الذي لا یوجد شخص غیره ع ادعی النص القرآنی في معلم موسی ع ،الخضر ع و ثبته من القران و الروایات ، و هو صاحب الدعوة المهدوية الیمانیة الإمام الوصي المعصوم الطاهر ابن الطاهر أحمد الحسن ع و اتحدی أن تأتي و لو بروایة واحدة تقول أن شخص من أولاد فاطمة س و علي ع،أدعی أنه معلم موسی ع، الخضر ،غیر السید أحمد الحسن ع:
{
أما الذين خاضوا في هذه القصة القرآنية(1) فقد تعثروا بالعبد الصالح وعظم عليهم تصور عبد لم يصرح القرآن بهويته أو اسمه أن يكون أعلم من موسى النبي وهو من أولي العزم من الرسل ، كما لم يعلموا أن العبد الصالح إنسان نزل إلى هذا العالم الجسماني لتعليم موسى وزمانه لم يحن بعد ، بل وحثهم على الانتقاص من العبد الصالح وغمط حقه القرآني الواضح الجلي بأنه أعلم من موسى ورود تسميته بالخضر في بعض الروايات دون أن يلتفتوا أن الخضر صفة وليست اسم ويمكن أن تطلق على أكثر من شخصية إلهية باعتبار أنهم يخلفون الأرض خلفهم خضراء ، أي من الدين أي أنهم ينشرون الدين ، فاللون الأخضر يشير للدين ...}انتهی.
1()-قصة العبد الصالح الخضر ع و موسی ع.
الروایات التي تثبت أفضلیة الخضر ع علی موسی ع و أذکر أن لا اختلاف بین القرآن و الروایات و لا حتی بین الروایات فأرجوا من الأخ الطائي لا یأتي بروایات تناقض القرآن صریحا و لا یمکن إثباتها من أي وجه من الوجوه أن موسی ع أفضل من الخضر ع الذي جاء لیعلم موسی ع و أذکر أن لیس کل إسم الخضر یعني هو معلم موسی ع،بل کما قالها سیدي و مولاي أحمد الحسن ع أن یمکن إنطباقها علی أکثر من شخصیة من خلفاء الله المعصومین ع.
و أرید أن أزیدک من علم یماني آل محمد ع في تحدید شخصیة الخضر أو العبد الصالح أو الذي کان أعلم من موسی ع:
{
مَنْ هو العبد الصالح ؟
ولماذا هو دون غيره اختير ليلتقي موسى ؟
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ :
موسىع مهتم جداً بهذه الرحلة .
أهمية هذا اللقاء بالنسبة لموسىع كبيرة حيث قرر أنه إما أن يجد العبد الصالح، أو يبقى هائماً على وجهه حتى يهلك .
اهتمام موسى ع الكبير بهذه الرحلة يكشف لنا أهمية لقاء العبد الصالح وأهمية العلم والمعرفة التي سيتلقاها موسىع في هذا اللقاء بالنسبة لموسى ع .
أمر مهم جداً في هذه الكلمات لكل إنسان سائر إلى الله سبحانه وتعالى وهو أن موسى ع ردّد بين أمرين هما :
الأول : أن يبلغ مجمع البحرين .
والثاني : هو أن يمضي حقباً .
ولو لم يكن الاحتمال الثاني ممكن الوقوع لما كان من الحكمة أن يورده موسى ع كاحتمالٍ ممكن الوقوع ومساوق للاحتمال الأول ، أي أن موسى ع خرج ليبلغ مجمع البحرين ، ولكن هناك احتمال أن لا يبلغ مجمع البحرين ، فلا يوجد أمر مقطوع لموسىع أنه سيبلغ مجمع البحرين ، وكان بلوغ موسى ع إلى مجمع البحرين يعتمد على إخلاص موسىع، أي أنّ امتحان موسىع لم يبدأ عندما التقى العبد الصالح ، بل هو بدأ منذ أن وجّهه الله إلى أن يجد العبد الصالح ويتبعه ليتعلم منه ، وهذا يفسر لنا بوضوح الحدث الأول في الرحلة وهو : إن موسىع مر بالعبد الصالح أو بمجمع البحرين وتجاوزه ثم عاد إليه ، ومع أنّ العبد الصالح كان يعرف موسى ع وينتظره في هذا المكان ولكنه لم يصرح له بأنه هو عندما مرّ بقربه ، بل تركه يتجاوزه دون أن يتكلم معه ؛ لأن موسىع ممتحن بمسألة الوصول إلى العبد الصالح ع ومعرفته ، ولهذا كان قول موسىععندما حصلت الآية : ﴿ نَسِيَا حُوتَهُمَا ﴾ التي دلته على العبد الصالحع﴿ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ﴾ ، فكان الذي دل موسى ع على العبد الصالح ع هو إخلاصه الذي أهّله لسماع كلمات الله حتى في فقد سمكة ، إخلاصه الذي ظهر جلياً قبل ذلك بقوله ع : ﴿أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً﴾ .
﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً * فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً * فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً * قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً * قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً * فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ﴾ :
موسىع هدفه مجمع البحرين .
وموسى ع يسير ويصل مجمع البحرين ، ولكن مع هذا لا يلتفت إلى أنه وصل ويتجاوزه ثم يرجع إليه .
إنّ كون هدف موسى هو ع مجمع البحرين) وتضييعه ع لهذا الهدف يحتاج إلى تدبر ؛ لأنك لا تضيَّع ملتقى دجلة والفرات مثلاً إن تتبعت أحدهما نزولاً فكيف ضيَّع موسى ويوشع بن نون عليهما السلام مجمع البحرين إن كان هو مجرد مكان وملتقى نهرين ؟! وكيف غفلا عن أنهما وصلا إلى مجمع البحرين مع أن كليهما معصوم ؟!
إذن ، لابد أن يكون مراد موسى من مجمع البحرين أمراً يمكن أن يضيَّع وليس مجرد ملتقى نهرين ، بل ولابد أن تكون الغفلة عنه أمراً لا يوصف صاحبه بضعف الإدراك أو السفه ، والحقيقة إنه عادة أقل ما يقال في إنسان يغفل ويتجاوز ملتقى نهرين معين جاء في طلبه بأنه ضعيف الإدراك . إذن فلا يمكن أن يكون مجمع البحرين مكاناً معيناً ؛ وإلا لكانت غفلة موسى ع عنه تقدح في إدراكه فضلاً عن عصمته . ولابد أن يكون الالتفات إلى مجمع البحرين وتذكره ومعرفته ابتداءً يحتاج إلى درجة عالية من الإخلاص والعصمة المترتبة عليه يفوق درجة إخلاص موسى عوعصمته المترتبة على إخلاصه لكي لا تكون غفلة موسىع ويوشع ع عن هذا الأمر الذي كلّف الله موسىع الوصول إليه منافية لعصمتهما عليهما السلام .
بل إن موسى بيّن منذ البداية بقوله:﴿أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾أنّ مجمع البحرين أمر يمكن أن يضيع ويحتاج إلى درجة عالية من الإخلاص لمعرفته ، فلم يكن مراد موسىu من مجمع البحرين المكان بل العبد الصالح الذي كان امتحان موسى ع الأول هو الوصول إليه ومعرفته، ومع أن موسى ع لم ينجح في الوصول إلى العبد الصالح ع ومعرفته ابتداءً، ولكنه أيضاً لم يفشل مطلقاً في الوصول إلى العبد الصالح بل هو وصل إليه في النهاية ، وهذا هو التعليم الأول الذي حصل عليه موسى ع في هذه الرحلة .
وليتبين أكثر مراد موسى ع بمجمع البحرين في هذا الموضع من القرآن الكريم لابد أن نرجع إلى موضع آخر في القرآن ذُكر فيه البحران ومجمعهما ولكن بصورة أخرى ربما تكون أكثر وضوحاً وجلاءً للمتدبر ، هذا الموضع موجود في مطلع سورة الرحمن ، قال تعالى : ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [1]).
هذه الآيات لا أريد تفسيرها وتأويلها فالروايات التي جاءت عنهم ع في تفسيرها وتأويلها تكفي لبيانها وبيان معناها بجلاء ووضوح ، ولكن فقط أوجّه من يريد أن يتدبرها ليعرف المراد منها وبها إلى أن يقرأ قوله تعالى : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾ ليتبين له أن كل ما سبق هاتين الآيتين هو تفصيل لوجه الله الباقي وذكرٌ لوجه الله الباقي بالصفة الملائمة لكونه وجه الله الباقي ، وهي : العلم ، ولا أظن أن كون الماء والبحر في الملكوت هو العلم أمراً خفياً . وأيضاً لا أظن أن بقاء علم العلماء في هذه الحياة الدنيا حتى بعد رحيلهم أمراً خفياً بل هو باق بعد فنائها، وهذا ما جاءت الآية لتبينه وتؤكده وتعرف الناس به ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، هذا الوجه الذي واجه به الله الخلق وهو العلم والمعرفة والعقل الكامل ، وهو الماء وهو البحران ، وهو ما يخرج منهما وما يجري فيهما ، وهو محمد وآل محمد ع، والأنبياء والأوصياء ع ، وأولياء الله سبحانه وتعالى .
أما الروايات التي بينت أن البحرين هما علي وفاطمة وأن ما يخرج منهما وما يجري فيهما هم الأئمة والمهديين ع فهي كثيرة ، وهذه منها :
·عن أبي عبد الله عقال في قول الله تبارك وتعالى: ﴿مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ ، قال : ع علي وفاطمة بحران عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه ، ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ﴾ قال : الحسن والحسين عليهما السلام )2]).
·قال علي بن إبراهيم في قوله ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ﴾ : أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام ، ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ﴾ الحسن والحسين عليهما السلام ، وقوله : ﴿ وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ﴾ قال : كما قالت الخنساء ترثي أخاها صخرا )[3]).
·ومن طريق المخالفين لآل محمد ع: ما رواه الثعلبي في تفسير قوله تعالى: ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ﴾ يرفعه إلى سفيان الثوري ، في هذه الآية ، قال : ع فاطمة وعلي عليهما السلام ، ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ﴾ قال: الحسن والحسين عليهما السلام ) .
قال الثعلبي : وروي هذا عن سعيد بن جبير ، وقال : ﴿ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ﴾ محمد ع)[4]).
·وعن جابر عن أبي عبد الله قال عفي قوله عز وجل: ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾ قال : علي وفاطمة ، ﴿ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ﴾ قال : لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي ، ﴿ يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ﴾ الحسن والحسين ع)[5]).
·وكان رسول الله ع يرحب بهما فيقول ع : ع مرحباً ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان ) .
ويوجد غيرها[6]).
وضح جلياً الآن من تدبر الآيات ومن الروايات عن محمد وآل محمد ع أن البحرين هما : علي وفاطمة عليهما السلام وأنّ الناتج من لقائهما هم الأئمة والمهديون ع .
إذن، فالناتج من لقائهما عليهما السلام أو مجمع البحرين في قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾إنسان ، وهو من آل محمد ع ومن ذرية علي وفاطمة عليهما السلام ، وهذا لا يمنع من وجود مجمع بحرين عنهرين) يجد موسى عنده مجمع البحرين الحقيقي الذي جاء في طلبه ، وفي المكان آية أيضاً يعرفها أهلها .
علمنا مما تقدم أن العبد الصالح هو نفسه مجمع البحرين ، والبحران هما علي وفاطمة عليهما السلام، وبالتالي فهو أحد الأئمة أو المهديين ع ، ويبقى أن نعرف من هو؟ ولماذا هو بالذات يلتقيه موسى ع ؟ حيث أن تخصيصه بالذات دون غيره لابد أن يكون لسبب ، والحقيقة إن العبد الصالح هو قائم آل محمد ، وسبب التقاء موسى به بالذات لأن موسى ع تمنى مقامه وتمنى أن يكون هو قائم آل محمد ع ، والآن موسى بعد أن التقاه علم انه لا يمكن أن يكون قائم آل محمد بعد أن لمس فشله معه مرة بعد أخرى ، فكان جواب الله لموسى ع على سؤاله عملياً وهو بالتقائه من تمنى مقامه ليعرف ويلمس موسى ع عجزه وقصوره وتقصيره .
عن سالم الأشل ، قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر u يقول: ع نظر موسى بن عمران في السفر الأول إلى ما يُعطى قائم آل محمد من التمكين والفضل ، فقال موسى : رب اجعلني قائم آل محمد . فقيل له : إن ذاك من ذرية أحمد . ثم نظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك ، فقال مثله ، فقيل له مثل ذلك ، ثم نظر في السفر الثالث فرأى مثله ، فقال مثله ، فقيل له مثله )[7]).
وأيضاً كان للقاء موسىع بقائم آل محمد بالذات فائدة كبرى لموسى ع حيث أن القائم هو من ينشر العلم والمعرفة والتوحيد الناتجة عن اجتماع البحرين علي وفاطمة عليهما السلام أي السبع والعشرين حرفاً ، ومع أن أي واحد من الأئمة والمهديين ع من ولد علي وفاطمة عليهما السلام يمكن أن يسمى مجمع البحرين ولكن لقائم آل محمد ع خصوصية مع هذا الاسم كونه من ينشر بين الناس علم التوحيد والمعرفة الناتج من اجتماع البحرين علي وفاطمة عليهما السلام ؛
عن أبي عبد اللهع قال: ع العلم سبعة وعشرون حرفاً فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين حرفاً فبثها في الناس وضمّ إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفاً )[8]).
وقضية موسىع التي وجّه بسببها إلى لقاء العبد الصالح هي قضية معرفية وعلمية ، وبالتالي فيكون خير من يلتقيه موسى u هو من ينشر علم التوحيد بين الناس ، علم التوحيد والمعرفة الناتجة من اجتماع بحري العلم والمعرفة علي ع وفاطمة عليهما السلام وقد روي عنهم ع ؛
في تفسير القمي: ج2 ص38 : ع ....... لما أخبر رسول الله ع قريشاً بخبر أصحاب الكهف قالوا : أخبرنا عن العالم الذي أمر الله موسى ع أن يتبعه وما قصته، فأنزل الله عز وجل ﴿ وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ .
قال : وكان سبب ذلك أنه لما كلم الله موسى تكليما وأنزل عليه الألواح وفيها كما قال الله تعالى : ﴿ وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ رجع موسى إلى بني إسرائيل فصعد المنبر فأخبرهم أن الله قد أنزل عليه التوراة وكلمه قال في نفسه : ما خلق الله خلقاً أعلم مني فأوحى الله إلى جبرئيل أن أدرك موسى فقد هلك وأعلمه أن عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجلاً أعلم منك فصر إليه وتعلم من علمه ، فنزل جبرئيل على موسى ع وأخبره فذل موسى في نفسه وعلم أنه أخطأ ودخله الرعب وقال لوصيه يوشع بن نون : إن الله قد أمرني أن أتبع رجلاً عند ملتقى البحرين وأتعلم منه ، فتزود يوشع حوتاً مملوحاً وخرجا فلما خرجا وبلغا ذلك المكان وجدا رجلاً مستلقياً على قفاه فلم يعرفاه ......... ونسيا الحوت وكان ذلك الماء ماء الحيوان فحي الحوت ودخل في الماء فمضى موسى ويوشع معه حتى عشيا فقال موسى لوصيه : ﴿ آتِنا غَداءَنا لَقَدْ لَقِينا مِنْ سَفَرِنا هذا نَصَباً ﴾ أي عناء فذكر وصيه السمك فقال لموسى : إني نسيت الحوت على الصخرة ، فقال موسى : ذلك الرجل الذي رأيناه عند الصخرة هو الذي نريده ، فرجعا ﴿ عَلى آثارِهِما قَصَصاً ﴾ أي عند الرجل وهو في صلاته ، فقعد موسى حتى فرغ من صلاته فسلم عليهما ) .
وعن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله ع قال: ع إنما مثل علي ع ومثلنا من بعده من هذه الأمة كمثل موسى ع والعالم ، حين لقيه واستنطقه وسأله الصحبة ، فكان من أمرهما ما اقتصه الله لنبيه ص في كتابه ، وذلك أن الله قال لموسى : ﴿ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وَبِكَلامِي فَخُذْ ما آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ ، ثم قال :﴿ وَكَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَ تَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾.
وقد كان عند العالم علم لم يكتب لموسى في الألواح ، وكان موسى يظن أن جميع الأشياء التي يحتاج إليها في تابوته ، وجميع العلم قد كتب له في الألواح ، كما يظن هؤلاء الذين يدعون أنهم فقهاء وعلماء ، وأنهم قد أثبتوا جميع العلم والفقه في الدين مما تحتاج هذه الأمة إليه ، وصح لهم عن رسول الله ع وعلموه وحفظوه ، وليس كل علم رسول الله ع علموه، ولا صار إليهم عن رسول الله ع ولا عرفوه ، وذلك أن الشيء من الحلال والحرام والأحكام يرد عليهم فيسألون عنه ، ولا يكون عندهم فيه أثر عن رسول الله ع ويستحيون أن ينسبهم الناس إلى الجهل ، ويكرهون أن يُسألوا فلا يجيبوا فيطلب الناس العلم من معدنه ، فلذلك استعملوا الرأي والقياس في دين الله ، وتركوا الآثار ، ودانوا الله بالبدع ، وقد قال رسول الله ع : كل بدعة ضلالة .
فلو أنهم إذا سئلوا عن شيء من دين الله فلم يكن عندهم منه أثر عن رسول الله ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم ، لعلمه الذين يستنبطونه منهم - من آل محمد ع- والذي منعهم من طلب العلم منا العداوة والحسد لنا ، لا والله ما حسد موسى ع العالم - وموسى نبي الله يوحي الله إليه - حيث لقيه واستنطقه وعرفه بالعلم ، ولم يحسده كما حسدتنا هذه الأمة بعد رسول الله ع على ما علمنا وما ورثنا عن رسول الله ع ، ولم يرغبوا إلينا في علمنا كما رغب موسى ع إلى العالم وسأله الصحبة ليتعلم منه ويرشده .
فلما أن سأل العالم ذلك علم العالم أن موسىع لا يستطيع صحبته ، ولا يحتمل علمه ، ولا يصبر معه ، فعند ذلك قال العالم : ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾ ، فقال موسى ع له وهو خاضع له يستعطفه على نفسه كي يقبله : ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ صابِـراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْـراً ﴾ ، وقد كان العالم يعلم أن موسى ع لا يصبر على علمه .
فكذلك - والله ، يا إسحاق بن عمار - حال قضاة هؤلاء وفقهائهم وجماعتهم اليوم ، لا يحتملون - والله - علمنا ولا يقبلونه ولا يطيقونه ، ولا يأخذون به ، ولا يصبرون عليه ، كما لم يصبر موسى ع على علم العالم حين صحبه ورأى ما رأى من علمه ، وكان ذلك عند موسى ع مكروهاً ، وكان عند الله رضاً وهو الحق ، وكذلك علمنا عند الجهلة مكروه لا يؤخذ ، وهو عند الله الحق )[9]).
عن أبي عبد اللهع قال : ع إن موسى صعد المنبر وكان منبره ثلاث مراق فحدث نفسه أن الله لم يخلق خلقاً أعلم منه ، فأتاه جبرئيل فقال له : إنك قد ابتليت فانزل فإن في الأرض من هو أعلم منك فاطلبه ، فأرسل إلى يوشع أني قد ابتليت فاصنع لنا زادا و انطلق بنا ... )[10]).
الروايات توضح أن قضية موسىع معرفية علمية حيث كما يتبين لمن يقرأ الروايات أن موسى ع حدث نفسه إنه عالم فكان هذا اللقاء جواباً له ، وهو أراد بالعلم والمعرفة أنه حارب نفسه وتمكن من الأنا في داخله وخصوصاً بعد أن جاهد نفسه وكلّمه الله ونجح في الامتحان ولم يعتبر نفسه حتى خير من كلب أجرب ، وليس كما يتصور من يجهلون الحقائق إنه وقع في نفسه أنه أعلم بالشريعة فقط ، وفي الرواية الأخيرة بيان إن المسألة متعلقة بالارتقاء والكمال ع إن موسى صعد المنبر وكان منبره ثلاث مراق ).
[1]- الرحمن: 19 - 27.
[2]- تفسير القمي: ج2 ص244.
[3]- تفسير القمي: ج2 ص344.
[4]- البرهان: ج27 مج 7 ص 389.
[5]- بحار الأنوار: ج24 ص97، البرهان:ج27 مج 7، ج7 ص 387، تأويل الآيات: ج2 ص635.
[6] - انظر: الملحق 1.
[7] - كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني: ص 246 - 247.
[8] - بحار الأنوار: ج52 ص336.
[9] - البرهان: ج16 مج 5 ص 54.
[10] - العياشي: ج2 ص 332.
}انتهی
|
|
|
|
|