|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 68264
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 6
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
من سيرة الإمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام)
بتاريخ : 09-10-2011 الساعة : 09:45 AM
بقلم: الباحث والخطيب الحسيني
الشيخ فاضل البهادلي
بسم الله الرحمن الرحيم
كانت فترة إمامة الإمام الرضا(عليه السلام) عشرين عاما، عشرة أعوام منها كانت في عهد هارون، وخمسة في عهد محمد الأمين والخمسة الأخيرة منها في عهد عبد الله المأمون.
وكان الإمام مقيما في المدينة المقدسة حتى بداية عهد المأمون وبعد أن تقلد الخلافة استدعى الإمام إلى خراسان وفي النهاية استشهد الإمام في شهر صفر من عام 203 من الهجرة وهو في (55) من العمر، ودفن هناك(1).
الإمام(ع) في عهد هارون:
منذ سنة 183ھ وهي السنة التي استشهد فيها الإمام الكاظم(ع) مسموما في سجن بغداد بأمر من هارون، انطوت فترة عشرة أعوام من إمامة الإمام الثامن في عهده.
وتعد هذه الفترة في ذلك العصر المفعم بالاضطهاد والاستبداد على يد هارون فترة الحرية النسبية والنشاط الثقافي والعلمي للإمام، لان هارون لم يتعرض له فيها بشيء وكان الإمام يقوم بنشاطاته بحرية، ولذلك كان كل ما حققه الإمام من تربية الطلاب ونشر العلوم والمعارف الإسلامية المستقاة من تعاليم القران الكريم إنما كان في هذه الفترة. ولربما كان السبب في قلة الضغط من قبل هارون هو قلقه من عواقب قتله للإمام موسى بن جعفر(عليهما السلام) لأنه وعلى الرغم من محاولاته الكثيرة لإخفاء هذه الجريمة غير أنها انكشفت في النهاية، وتسببت في استنكار الناس وشجبهم لها وحاول أن يبرئ نفسه منها.
حرية الإمام(ع) النسبية في عهد الأمين:
ولم يلحظ في التاريخ أبان حكم الأمين وفي السنوات التي تخللت بين موت هارون وخلافة المأمون أية مواجهة بين الإمام ورجال الحكم العباسي ومن الواضح إن الفرصة لم تسنح لجهاز الحكم العباسي أن يضطهد العلويين عامة والإمام الرضا(ع) بشكل خاص في تلك السنوات القصيرة التي انشغلوا فيها بالصراعات الداخلية والنزاعات التي جرت بين الأمين والمأمون وخلع الأخير من ولاية العهد ومنحها موسى ابن الأمين. ويمكن أن تعتبر هـذه السنوات(193- 198ھ) هي فترة الحرية النسبية للامام والفرصة المناسبة لنشاطاته الثقافية(2).
الإمام الثامن(ع) في عهد المأمون:
ما أن تسنّم المأمون كرسي الخلافة بدأت صفحة جديدة من حياة الإمام(ع). تلك الصفحة التي عانى الإمام فيها الكثير من الآلام والأحزان لسنوات عديدة.
وكان غاصبو الخلافة – سواء الأمويين منهم أو العباسيين- أكثر ما يخافونه ويرعبون منه هم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) أصول الكافي ج1 / ص 486.
(2) سيرة الأئمة / ص 423.
1
العلويين وآل علي(ع) أولئك الذين يرى الناس – أو الكثير منهم على الأقل – أنهم أحق بالخلافة وإنهم كانوا يرون فيهم الفضيلة بكل أنواعها ولهذا كان أولاد علي الكرام مضطهدين معذبين من قبل الحكام والخلفاء دائما ومستشهدين على أيديهم في النهاية.
قرر المأمون أن يستدعي الإمام إلى(مرو) مركز حكمه ويفتح معه صفحة صداقة وود مضافا إلى الإفادة من مكانته العلمية والاجتماعية أن يجعله تحت مراقبته بشكل كامل.
استدعاء الإمام(ع) من قبل المأمون إلى خراسان:
وقد استدعى المأمون الإمام باحترام في البداية ودعاه أن يأتي مع سادة آل علي إلى مركز الخلافة.
امتنع الإمام من قبول دعوته وأصر المأمون كثيرا على ذلك وتبودلت الكتب والرسائل بينهما إلى أن تحرك الإمام في النهاية مع مجموعة من آل أبي طالب باتجاه مرو(1).
وقد أمر المأمون الجلودي أو رجاء بن أبي الضحاك على قول الذي تولى إحضار الإمام ومرافقة قافلته بان لا يأل جهدا في إكرام الإمام وخاصته، غير إن الإمام كان يبدي انزعاجه من هذه الرحلة وذلك توعية للناس.
قال مخول السيستاني: بينما هو (عليه السلام) كذلك تقدمت إليه وسلمت عليه وهنأته، فقال: (ذرني فاني اخرج من جوار جدي، وأموت في غربة، وادفن في جنب هارون)(2).
عرض وتحليل:
هناك أدلة واضحة تثير الشكوك حول صدق المأمون وإخلاصه في عقد ولاية العهد للإمام الرضا(ع) لأنه لو كان صادقا وفي منح الخلافة للإمام إيمانا بذلك واعتقادا:
فلماذا لم يفعل ذلك لما كان الإمام في المدينة؟ ولمَ احضره إلى مرو وهو كاره تحت حراسة جلاوزته؟
لماذا أمر المأمون بان يحضروا الإمام على طريق البصرة والأهواز وفارس – ويحتمل اتخاذ طريق الصحراء لوت وصولا إلى خراسان – دون طريق الكوفة وقم؟ في حين انه كان سيستقبل بحفاوة أكثر ويكون الظرف مساعدا جدا لهدفه لو كان يسلك ذلك الطريق؟
لماذا جعل المأمون نفسه وليا للعهد في المرحلة الأولى من مفاوضاته مع الإمام وعرضه الخلافة عليه وقد كان المفروض أن يعقد ولاية العهد بعد الإمام الرضا(ع) لابنه الجواد(ع) أو على الأقل يترك ذلك للإمام؟
كون الإمام(عليه السلام) وليا للعهد وبشرط أن لا يتدخل الإمام في أي عمل من أعمال الدولة فإلى كم يستطيع ذلك أن يقرب الأمة الإسلامية من الواقع؟
ولو كان المأمون صادقا في عمله وانه بادر بذلك إيمانا واعتقادا فلماذا راح يهدد الإمام عندما رفض اقتراحه ويجبره على قبول ولاية العهد؟
ولماذا لم يعقد ولاية العهد للإمام الجواد(ع) عندما استشهد الإمام الرضا(ع) وقد كان يتظاهر بنفس ما تظاهر به من الحب لأبيه؟
ولماذا منع الإمام من الصلاة في قضية صلاة العيد الشهيرة ورفض أن يتوجه الناس إليه ويلتفون حوله؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
(1) كشف الغمة / الجزء 3 / ص 65.
(2) سيرة الأئمة / ص 423.
2
|
|
|
|
|