|
بــاحــث مهدوي
|
رقم العضوية : 65883
|
الإنتساب : May 2011
|
المشاركات : 1,191
|
بمعدل : 0.24 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
(( الإمامُ الحُسَينُ (عليه السلام) يكتبُ قصته الأخيرة في يوم عاشوراء))
بتاريخ : 05-12-2011 الساعة : 07:09 PM
(( الإمامُ الحُسَينُ (عليه السلام) يَكتبُ قصته الأخيرة في يوم عاشوراء ))
==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
ها قد ولَِدَ اليومُ العاشرُ من المحرم الحرام لسنة 61 / للهجرة.
يوم الدم والجهاد والشهادة واللقاء والمصير الى الله تعالى.
وها هو عمربن سعد بن ابي وقاص اللعين
يعدُُّ جيشه ويُعبّىء قواته لقتال ابن بنت رسول الله /ص/ (الإمام الحسين/ع/)
بينما نرى الامام الحسين /ع/ قد تأهب للدفاع المقدس عن شرعة الله ورسوله /ص/ وعن نفسه وعياله
فشرَعَ /ع/ في تحصين مخيمه الذي
يضم اهله وعياله .
وأمرَ/ ع/ بحفر خندق يُحيط بظهر المخيم واضرم فيه النار ليمنع هجوم الاعداء عليه
ثم وقف الحسين /ع / خطيبا وراح يُذكّر الاعداء
بكتاب الله وسنة نبيه /ص/
ويبين لهم أنه /ع/ ابن الكتاب والسنة ورفع /ع/ كتاب الله ونشره على رأسه الشريف .
ولكن لم يستجب له احد من معسكر الاعداء بل على العكس
كان عمر بن سعد هو اول من بدأ القتال ضد الحسين /ع/
فرمى اول سهم
على معسكر الحسين /ع/ وقال:
(إشهدوا لي أني اول من رمى ).
إنظر/الأرشاد/المفيد/ج2/ص101.
فمن هنا بدأت ملحمة عاشوراء المقدسة
حيث رأينا أنّ معلمها الاول الحسين /ع/ كيف بث دروسه على اصحابه الخلص ليحفظوها عنه
ولتبقى في ذاكرة التاريخ الانساني الحي الى الابد.
ومن هذه الدروس المقدسة ::
أنّ الحسين /ع/ عندما راى الجيش الزاحف من معسكر الاعداء تأمل به طويلا ولم يزل /ع/ كالجبل الشامخ
وهوابن علي /ع/
فقد اطمأنت نفسه بذكر الله وتصاغر جيش الاعداء امامه فلم يخف ابدا.
فهذه مناجاته الملكوتية تدوي في اسماع الاحرار والعارفين عبر اثير العشق والحب الالهي
فيقول /ع /:
( أللّهُم أنت ثقتي في كل كرب وأنت
رجائي في كل شدة وأنت لي ّ في كل امر نزل بي ثقة وعدّة كم من هم يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت
فيه العدو انزلته بك وشكوته اليك رغبة مني اليك عمن سواك ففرجته عني فأنت وليّ كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة)
إنظر/ الإرشاد: للمفيد: 2: 96.
وهنا طرح الامام الحسين /ع/ ضرورة الارتباط بالله تعالى الذي يدافع عنه /ع /
ومن اجل اعلاء كلمة الله العليا .
حيثُ قال تعالى:
{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]
فالرجوع الى الله تعالى امر لامفر منه
ولا خيار للانسان الممتحن إلاّ أن يرجع الى ربه بوجه ابيض وقلب سليم ونفس راضية مرضية
مهما كان عظم البلاء والمحنة.
وهذا ما صنعه الحسين /ع/ في مفردات دعائه (اعلاه)
حيث أكّد /ع/ على أهمية الثقة العالية بالله تعالى وأنّ الفرج الحقيقي من الله تعالى .
إنّ واقعة الطف الاليمة جسدت حقيقةًً مظلومية اهل البيت المعصومين /ع/ يوم كربلاء
حيث رأى الحسين /ع/ صورا مروعة من المظلومية التي حلت به وبأهل بيته /ع/ واصحابه
فمن تساقط الشهداء من الاصحاب (رض) ومن إستشهاد آل عقيل (رض)
وآل علي /ع/ في ارض الطف المنكوبة.
هذا من جهة ومن جهة اخرى استمرار واصرار اعداء الحسين /ع/ من معسكر عمر بن سعد الباغي على احراق الخيام الحسينية
وارعاب النساء والاطفال ومنعهم من شرب الماء
وقتلهم الطفل الرضيع /ع/.
حيثُ::
قالت أم كلثوم : يا أخي إن ولدك عبد الله ما ذاق الماء منذ ثلاثة أيام فاطلب له من القوم شربة تسقيه
فأخذه /ع/ ومضى به إلى القوم
وقال/ع/ :
يا قوم لقد قتلتم أصحابي وبني عمي وإخوتي وولدي ، وقد بقي هذا الطفل ، وهو ابن ستة أشهر
يشتكي من الظمأ فاسقوه شربة من الماء
فبينا هو يخاطبهم إذ أتاه سهم فوقع في نحر الطفل فقتله
إنظر/ينابيع المودة لذوي القربى /القندوزي /ج3/ص79.
ولكن مع هذا كله
وقف الحسين /ع/ كالطود العظيم لم يتزعزع
بل راح يجمع الدم بكفيه ويرفعه شاكيا الى الله راميا به نحو السماءمناجيا.
ربه ويقول /ع/:
( هونّ عليّ ما نزل بيّ إنه بعين الله )
إنظر/ بحار الأنوار/المجلسي: 45: 46.
وهذه مقولة مقدسة تكشف عن عمق الذات الحسينية المتعلقة بالله والصُلبة في امتحانه
ولم يمض إلاّ وقت يسير حتى قدّمَ الحسين /ع/ أخيه العباس بن علي /ع/.
ذلك البطل الوفي والذي ترك اثاره وبصماته على ارض كربلاء
لتبقى شاهدا وموثقا على الفداء
قدّمه الحسين /ع/ ليحمل الماء الى القلوب الحرى والاكباد الملتهبه من آل محمد /ع/.
فحالت جموع الاعداء دون العباس /ع/ .
فكانت للعباس /ع/ الشجاع القوي صولة خلدها التاريخ الى الابد طارت فيها رؤوس البغي وتساقطت فيها فرسان البغي والعدوان.
ولكن لله مصائر الامور
فوقع العباس /ع/ في نهاية المطاف شهيدا بالغيلة والغدر .
إنظر/الأرشاد/المفيد/ص240.
وبعد شهادة العباس /ع/ الاخ البار لاخيه الحسين /ع/
بدأت المصيبة الحقيقية ...........
فالعباس كان رافع اللواء .....والسند المنيع ......
واليد الحديدية الضاربة التي ارعبت معسكر عمر بن سعد ...
ومضت المقادير......
فهاهو الحسين /ع/ يرى نفسه وحيدا
لا اهل بيته /ع/
ولاعباس ولا علي الاكبر ولا اصحابه ؟؟؟؟
يالها من محنة ؟ إنها الغربة المقيتة .
الكل مضرجون بالدماء ....صرعى ...... في محراب الشهادة
بل رغم تلك القواهر والجراحات العميقة ...
هتف الحسين /ع/ بصوت الثورة والجهاد والقوة التي لاتلين واخذ يردد كلمات العزة والاباء
سأمضي وما بالموت عارُ على الفتى
اذا ما نوى حقا وجاهدا مسلما
فنهض /ع/ وحده يحمل سيف رسول الله /ص/
وبين جنبيه قلب علي /ع/
وفي عينيه صورة الزهراء /ع/
وبيده رايةالحق وفي وجدانه اخته
زينب /ع/
وما سيجري عليها وعلى لسانه كلمة التقوى .
بكل هذا وقف /ع/ امام جموع الاعداء المجرمين الذين كان كل همهم قتل الحسين /ع/
إمام وقتهم والتمثيل بجسده الشريف ,.
وفي الختام الاليم حدث ما حدث .
فعانق الحسين /ع/ صعيد الطف واسترسل جسده الطاهر ممتدا على بطاح كربلاء
وراح اللعين الشمر بن ذي الجوشن يحمل سيف الجريمة
ويتجه نحو الحسين /ع/ ليفصل الرأس الشريف عن الجسد المقدس .
ثم يأتي اللعين ابن سعد لتطأ خيله جسد الحسين /ع/ بحوافرها
والانكى من ذلك تبقى الجثث الطواهر ثلاثة ايام ملقاة على رمضاء كربلاء قبل أن يدفنها الامام علي السجاد /ع/ وجماعة من بني اسد .
ولم يكتف القتلة المجرمون بذلك بل حملوا آل الرسول من النساء والاطفال سبايا الى الكوفة ثم الى الشام ويتقدمهم رأس الحسين /ع/.
والى هنا تنتهي احداث الطف في وقتها ولكنها بقيت ذكرى في القلوب والعقول الواعية للاعتبار بها .
إنها قصة مقدسة لن تنتهي فصولها الهدفية لقداسة اشخاصها ولمنهجهم القويم
. >السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك، عليكم مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله الله آخر العهد من زيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين صلوات الله عليهم أجمعين<.
والحمد لله رب العالمين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي::النجف الأشرف::
|
|
|
|
|