فأخبرت الإمام زين العابدين علي السجاد (ع) بذلك , فأخبر الإمام السجاد (ع) الجنود أن الرأس
لن يتحرك قبل العثور على الطفلة .. وحين بحثوا عنها ولم يجدوها ..أشار عليهم الإمام أن يبحثوا
في الجهة التي ينظر إليها الرأس الشريف ,, وحين توجهوا وجدوا الطفلة نائمة تحت فيء نخلة بعد أن أتعبها السير المتواصل , فجاءها أحد الجنود و أيقظها برفسةٍ من رجله ثم ضربها بسوطه , وبعد أن عاد بها احتضنتها السيدة زينب (ع) ومسحت دموعها , وعند ذلك تحرك الرمح من مكانه .
ثم قصة وفاتها .. وهي الأشهر عنها .. وقد كانت خلال ملحمة كربلاء تعالج من المرض
دون علم بما جرى لأبيها الحسين (ع) .
وفي الشام حين شفيت .. قامت بما هي معتادة عليه من إعداد السجادة لوالدها (ع) وقت الصلاة ..
وانتظرته كثيراً دون جدوى ..
فظلت تسأل عنه وهي تبكي .. و نساء أهل البيت في حيرة بما يخبرنها
وحين سمع نداءها يزيد .. سأل عما تطلبه
فأجيب بأنها تطلب والدها الحسين (ع) .
وهنا أرسل لها الرأس على طبق وهو مغطى .. فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: إنه رأس أبيك، فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟
ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها .. وهنا قال الإمام السجاد (ع) لعمته زينب : يا عمة ارفعي رقية عن رأس أبي فقد فارقت الحياة ! .
فلما رأى أهل البيت (عليهم السلام) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.
مما جدد البكاء والحزن على قافلة أهل البيت (ع) ..
فقد بذلك تجديد للأحزان و الآلام ..
ودفنت في مكان وفاتها بالشام .. وقبرها معروف ومشهور ويقصده الآلاف .
ولم يعرف في التاريخ سابقة لتعلق ابنة بوالدها إلا جدتها فاطمة الزهراء (ع) وتعلقها بأبيها رسول الله (ص) ..
وذلك لما تميز به الإمام الحسين (ع) من رحمة وحنو .. على الجميع
وخصوصاً أطفاله .. ونساءه .
زيارة السيدة رقية بنت الإمام الحسين (عليه السلام)
السلام عليك يا أبا عبد الله يا حسينُ بن علي يا ابن رسول الله، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته، أشهد أنك عبد الله وأمينه بلّغت ناصحاً وأدّيت أميناً وقلت صادقاً وقتلت صديقاً فمضيت شهيداً على يقين لم تؤثر عمىً على هدى ولم تمل من حق إلى باطل ولم تجب إلا الله وحده، السلام عليكِ يا ابنة الحسين الشهيد الذبيح العطشان المرمّل بالدماء، السلام عليك يا مهضومة، السلام عليك يا مظلومة، السلام عليك يا محزونة تنادي يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك، يا أبتاه من الذي قطع وريدك، يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر، لقد عظمت رزيّتكم وُجلت مصيبتكم، عظُمت وُجلت في السماء والأرض، فإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، جعلنا الله معكم في مستقر رحمته، والسلام عليكم ساداتي وموالي جميعاً ورحمة الله وبركاته
كما قال الشاعر الفرطوسي
وتراءى الحسين يومالعيني
طفلة عند ساعة الا غفاء
فاستفاقت وطابت بابيها
وتعالى الصراخ بين النساء
فأتوها براسه فأكبت
فوقه مستغيثة بالبكاء
شهقة شهقة فماتت عليه
حين اهوت على صعيد الفناء
حركوها ومابها من حراك
فنعاها السجاد للحوراء
وهي كانت في اصلها حين تنمى
خير بنت لسيد الشهداء