بسم الله الرحمن الرحيم
التكبُّرهو حالة نفسانية للإنسان تدفعه للترفُّع والتعالي على الآخرين من الناس الذين يتعامل معهم، ويظهر ذلك في ملامحه الخارجية وأفعاله وأقواله.
والكبرياء من صفات الله جلَّ جلاله التي يختصّ بها، ولا تكون للعباد، بل الكرامة لهم خلاف تلك الصفة، أي التواضع.
رُوي عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أنه قول :
(يقول الله جلَّ وعلا: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فَمَنْ نازعني واحداً منهما ألقيتُهُ في النَّار).
ميزان الحكمة : 8 / 372 .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال :
(ما لابن آدم و الفخر و أوله نطفة و آخره جيفة لا يرزق نفسه و لا يدفع حتفه ). غرر الحكم ج 1 ص 216 .
ولقد جاء عن دور التكبّر في إحباط أعمال الإنسان عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: (لن يدخل الجنّة عبدٌ في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر): ج 2 ص 141 .
فلابد لنا من إخراج حتى هذا المقدار الضئيل من أنفسنا. صحيح أنّ هذا العمل صعب جدّاً، ولكن علينا أن نبذل كل ما بوسعنا، ولنحاول أن نقتل (الأنا) في أنفسنا، هذه الأنا التي تمثّل أساس التكبّر. ولكي نضمن النجاح في هذا العمل العسير، علينا أن نستعين بالله جل وعلا ضدّ هذه الأنانية الذاتية التي يقول عنها القرآن الكريم: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } (الحشر/9)
رُوي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال :
(ما دخل قلبَ امرءٍ شيءٌ من الكِبْر إلاَّ نقُص من عقله مثلُ ما دخله من ذلك، قلَّ ذلك أو كثر).مستدرك سفينة البحار : 10 / 1 .
ولو لم يكنْ في التكبُّر إلاَّ مقتُ الله سبحانه وتعالى لكفى به مفسدةً ورادعاً.
ومن مفاسد التكِبْر: أنَّه صفة من صفات إبليس الذي عصى الله سبحانه وتعالى فتكبَّر.
والتكبر هوأول ذنبٍ أُقترفه إبليس عند ما أبّى وأستكبر ..
قال تعالى
{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ } [البقرة:34].
وكل أنواع الكبر كان أول من سنها هو إبليس الذي أبى واستكبر وكان من الكافرين، وذلك عندما قال:
{ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ } [الأعراف:12].
فألذي يتكبر يكون قد أتبع إبليس ، بل و ليس إتباعاً فحسب ،
بل فعل مثله بإقترافه لأول ذنب و معصية ،
ألا و هـــي الـــــــتـــكبر
والمتكبرون مصيرهم يوم القيامة يجعلهم الله كالذر يدوسهم الناس في المحشر.