معركة هرمجدون .. معركة ستنشب في آخر الزمان بين (المؤمنين) و(الكافرين) وتفصل نهائياً بين الحق والباطل، وتتفق الديانات السماوية الثلاث على حتمية وقوعها.. وهي معروفة جيدا لدى المسيحين واليهود، حيث جاء ذكرها في التوراة والانجيل باسم هرمجدون (اسم موقع في فلسطين). ويعتقد المسيحيون أنها ستقع تحت قيادة عيسى المسيح عليه السلام الذي سينزل فيقتل الكافرين ويعود بالأخوة الضالين (اليهود) الى المسيحية..
أما اليهود فيعتقدون أنها ستقع بقيادة المسيح المنتظر الذي ينزل لاول مرة ويخلصهم من (الكافرين) ويبني دولة تسود العالم انطلاقاً من فلسطين..
وتخبرنا الاحاديث النبوية الشريفة بوقوعها بقيادة المهدي المنتظر عليه السلام (الذي سيشهد نزول المسيح بعد انتهاء المعركة وفتح روما
ومن المعروف أن ظهور المهدي عليه السلام المنتظر من علامات القيامة الكبرى وقال فيه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً مني أو من آل بيتي يواطئ اسمه اسمي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).
وقال عنه ابن كثير في الفتن والملاحم هو ... من ذرية فاطمة وقيل من ولد الحسين بن علي عليه السلام.
والمهدي عليه السلام يخرج من المدينة المنورة وتقدم عليه جيوش المسلمين مبايعة من الشام والعراق ودول المشرق. وبعد ان يتوطد ملكه يحارب غير المسلمين في شرق آسيا ويحالفه في تلك الفترة الروم (أو الغرب المسيحي هذا الايام). ولكن ما ان تنتهي المعارك في الشرق حتى ينقض الغرب الهدنة فتقوم بين الطرفين معركة عظيمة قال فيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم: (ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغدون انتم وهم من ورائكم منتصرين وتفتحون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول (ويعتقد انه هرمجدون) فيرفع رجل من النصرانية الصليب ويقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقتله فعند ذلك تغدر الروم وتجتمع الملحمة).
وقد وصف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المعركة بـ (الملحمة) لكثرة القتل فيها وتحالف أمم الغرب ضد المسلمين (حيث قوله صلى الله عليه وآله وسلم: فيأتونكم تحت ثمانين راية) اذ تستمر لعدة أيام يعاني فيها المسلمون كثيرا ويستمر تدفق جيوش الغرب ويستعينون بأسلحة فتاكة (تجعل الطير يخر من السماء) ويكاد جيش المسلمين يتقهقر حتى ينصره الله بمدد من الموالي (وهم مسلمو الشرق)؛ فقد جاء عن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم قوله: (إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثاً من الموالي هم أكرم الناس فرسا وأجودهم سلاحا يؤيد الله بهم الدين). وبعد هزيمة الغرب يواصل جيش المسلمين زحفه على اوروبا فيغزو ايطاليا ويدخل الفاتيكان ويستخرج المهدي عليه السلام الانجيل الحقيقي وعصا موسى كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا فتحتم رومية (روما) فادخلوا كنيستها الشرقية فأعقدوا (أي عدوا) سبع بلاطات ثم اقتلعوا الثامنة فإن تحتها عصا موسى والانجيل طرياً وحلي بيت المقدس).
بقي أن أشير الى أن إيمان الغرب المحافظ بضرورة تجمع اليهود في فلسطين (استعداداً لمعركة هرمجدون وعودتهم للمسيحية) هو سبب مساندتهم لإسرائيل. والأدهى من هذا أن بعض رؤساء أمريكا - ناهيك عن رؤساء التيار المحافظ - يؤمنون بحتمية هذه المعركة ويعبرون عن رؤيتهم المشتركة مع اليهود بعبارات من قبيل (علاقتنا المصيرية) و(مستقبلنا المجيد) و(مصيرنا المشترك مع اسرائيل).. هذا المصير الذي عبر عنه الرئيس ريغان عام 1991لصحيفة معاريف الصهيونية بقوله: (هناك دلائل قوية تشير الى وقوع معركة هرمجدون في زماننا هذا.. وأنا شخصيا لا أستبعد وقوعها قبل وفاتي)!!.
لقد روي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قام خطيباً في بداية النهار فذكر ما سيكون الى قيام الساعة ولما قَرُبت الشمس للغروب في آخر النهار قال صلى الله عليه وآله وسلم: -(وأن ما بقي من الدنيا مما مضى منها مثل ما بقي من يومكم مما مضى منه ...) وهذا الحديث النبوي مهم جداً في تحديد الزمن التقريبي للدنيا بأسرها.
وعندما سُئل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (متى الساعة؟) قال عليه السلام: (وماذا أعددت لها؟) أي أن المهم هو الإعداد وليس معرفة الوقت.. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ }.