اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم
نبارِك لكل فتاة متزوجة أن رزقها الله زوجاً تلجأ إلیه وتسکُن إلیه وتحمد الله على هذه النعمة التی حُرم منها الکثیر مِن بنات جِنسها،
ونسأل الله أن یُسعدها وأن یهدي زوجها إلیها وأن یرزُقَها حُبه ویرزقه حُبها، فإن لَم یجعل الله فی قلبِهما حُب بعضهما لَم یسعَدا.
فالحُب هو الرکیزة الهامة فی الحیاة الزوجِیة، ولتعلَم الزوجة أن الحُب والسعادة لا یأتیان من أول الزواج فِی أغلب الأحیان،
ففي حیاتهما الأولى قَد یصادِفا بعض المواقف المُزعجة ولکنها ستکون جمیلة لأنها ستبقى ذکرى یتذکرانها ویتسامرانِ بِها بعد مضي أعوام على زواجِهما بإذن الله، وقد یجدا ما یُعکِّر صفوهما لأن طَبِیعة الإِنسان لا یجد السکینة ولا ینعم بِالثقة إلا بعد مُضی وقت من الزمن وهذا غالباً ما یحدث من الزوج، فالزوج لا یثق بِزوجته ولا یُحس بالأمان إلا بعد فترة. نحن لَم نذکر الفتیات بِهذه الأُمور لکی نزیدهن خوفاً ولکي نثنیهن عن التقدُّم، لا بل لکي نوصل هذه القواعد الهامَّة لکي یکنّ على درایة ومعرِفة بِها، فَکم من الزوجات لا یعرِفن هذهِ الأُمور فَلما تَزوجن وأحسسن بِعدم الحُب فِي البِدایة، طَلبن الطلاق فَتطلقن...!! وهذه الفئة کثیرة من الجنس اللطیف، وهذا سبب من أسباب کثرة الطَلاق فِي مُجتمعاتنا الإسلامية
.
وخُلاصَة القول:
"قَد یحتاج الزوجان إلى وقت کي یُحِسُّان بِالحُب والأمان والثِقة
ثانِیاً: تتصرف الزوجة بِحکمة وهُدوء في بِدایة الزواج وتحذرِ أن تُطلِع شَرِیکها على أُمور سریة حصلت لها قَبل الزواج؛ لأن الزوج کما ذکرنا لَم یجِد الثقة إلى الآن ویعتَبِرها فتاة غرِیبة، فهو بِدورِة یُرید أن یکتشف شخصیتها ویعرِف ماهیتها وأخلاقِه، فیبدأ بِسرد مواقِفهِ الماضیة وأسراره رغبةً منهُ أن تفصحِ هي عن شخصِیتها وتُظهِر حقیقتها، یُرِید أن یعرِف عنها الکثیر کي یُحس بالأمان.
فلتحذر الزوجة من أن تقُوم بِالإفصاح عن نفسها وما تعرِفه فِي أُمور تُحِس أن زوجها ستغمُره نوبة من الشك بعدها. فالفتن التِي یراها مُعظَم الشباب والأخلاق السیئة التِي یرونَها من کثیر من الفَتیات قَتلت عندهم رُوح الثِقة وبدأوا یشکُّون حتى بِأخواتهم
ثالثاَ: لا تکُون الزوجة غامضة أمامه، قُلنا فِي البِدایة تحذر الزوجة من الإفصاح عن ماضیها ولکِن هذا لا یعني أن تتکلم عنه، لأن الشخص المُقابِل لَن یعیش مع إنسانة غامضة خائِفة. لا، لتکُن واثقة ولکن لکُل شيء خُطوط حمراء یجب أن تتوقف عندها، تتکلم عن حیاتها وعن مواقفها ولکن بِحذر
رابِعاً: تکُون الزوجة مُستعدَّة للاختبار فکثیر مِن الأزواج یُحاوِلون فِي بِدایة الزواج أن یکتشفُوا حقِیقة زوجاتهم فیبدءون بِاستخدام وسائل لاختبار الزوجة، فلتکُن ذکیة عاقلة فاهمة واعیة مُدرکة للأُمور
خامساً: لعلم الفتاة أن کُل زوج لا یُرید أن یرى زوجته کالنساء اللواتي یراهُن فِي السُوق..! ولا یُرید أن تکون زهرة فوَّاحة، الکُل یَرى روعتها ویَشتم من رائحتها الزکیة..! بل یُریدها أن تکُون له فقط، وهذه هي طبیعة الرَجُل التي خلقهُ الله علیها، الغیرة على محارِمه مهما حاول أخفاء هذا الأمر، ویُرید من زوجته وشرِیکة عُمره أن تکون أهلاً للثقة وأُمّاً صالحة تُربي أبناءه على الأخلاق الحمیدة وتجعل اسم أبیهم مرفُوعاً في هامة السماء بِالتربیة الصالحة لأبنائه
سادساً: تکُون الزوجة مُرتبَة مِن البِدایة: کُل إنسان یأخُذ الإنطباع الأول الذی یراهُ على غیره من البِدایة، ومهما حاولت التغییر یبقى الإنطباع الأول مرکوزاً في قرارةٍ الشریك، ولتعلم أن الرجُل لا ینسى، فالمرأة تنسى المواقف والانطباعات القدیمة، أما الرجُل تبقى في ذاکرته العدید والعدید من المواقف والشخصیات القدیــمة. لذا تحاوِل أن لا یرى زوجها في بدایة الزواج أي أمر یجعلهُ یأخذ انطباعا خاطئأ عنها وإن تعبت في البِدایة سترتاحِ في النهایة بإذن الله.
سابعاً: تنبِه لحجابها: تهتم بِحجابها وتحاول أن تُحافِظ علیه، فالمرأة لا تکُون عظیمة في قلب زوجِها إلا عندما تکُون عظیمة فِي حجابها. ولا تُحاول أي فتاة أن تُنکر هذه الرکیزة في قلب الرجُل، فَقد وضعها الله فطرة موجُودة عند کُل رجُل. الکثیر من الفتیات في بدایة الزواج یتساهلن کثیراً فِي حجابهن بُغیة أن یکُنّ فاتِنات أمام شرِیك حیاتهن، ولا یعلمن أنهن یجعلن أزواجهن یستَصغروهن، لأنهُم ملّوا مِن کثرة ما یرونه في الأسواق من بعض الفتیات المُتساهلات فهُم یحتَقِروُهن ولا یُریدون أن تکُون زوجاتهم مِثلهُن
ثامناً: تتجاهَل الفتاة بعض النصائح: کثیراً مِن النساء یُرِدن الإفساد بین الزوجِین بِغرض التَفرِقة، فَکما یعلم الکثِیر أن الحَسد والغِیرة والحِقد مُنتشرة بِشکل کبِیرة جداً للأسف في مجتمعنا الحالِي، لذا فلتنتبِه الزوجة أن تأخذ النصائح المُوجهة إلیها قبل الزواج وبعده من کل أحد... التي قد تهدم بیتها