بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ، وفرجنا بفرجهم.
إكمال الدين: الدقاق، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن علي ابن أبي حمزة، عن يحيى بن أبي القاسم قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام عن قول الله عز وجل " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب " فقال: المتقون شيعة علي عليه السلام، والغيب فهو الحجة الغائب وشاهد ذلك قول الله عز وجل: " ويقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل إنما الغيب لله فانتظروا إني معكم من المنتظرين " (1).
فأخبر عز وجل أن الآية هي الغيب، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك قول الله عز وجل " وجعلنا ابن مريم وأمه آية " (2) يعني حجة.
بيان: قوله وشاهد ذلك كلام الصدوق رحمه الله. (3)
(1)*يونس: 20، وعند ذلك ينتهى الخبر، راجع كمال الدين ج 2 ص 10 وقد أخرجه المصنف فيما سبق كذلك راجع ج 51 ص 52.
(2)*المؤمنون: 51.
(3) بل هو من كلام الصادق عليه السلام وإنما يبتدئ كلام الصدوق من قوله: فأخبر عز وجل الخ.
**********************
اقـــول : ما بعد بيان المعصوم ع بيان ، ولا كحجته واستدلاله ياتي افضل حجة منه واستدلال.
اذن : الغيب في حقيقته واحد مراتبه/ مصاديقه الحقّة ، يؤوّل بالحجة ع ( الامام الحجة بن الحسن ، المهدي ع)
وذالك الكتاب الذي لا ريب فيه سيكون هدى " للمتقين " الذين من صفاتهم بنص القرآن يؤمنون بالحجة ع ( الغيب = الحجة ع كما اسلفناه ) .
فمن لا يؤمن بالحجة ع لا يوصف " بالتقوى " ولا هو من المؤمنين بالغيب ( الغيب الضروري الايمان به لاصالته ، من اصول الدين الايمان بالامامة ) .
لذالك يقول الامام كما في الحديث اعلاه : المتقون شيعة علي عليه السلام .
وهذه في الفهم القرآني : هي داخلة في شروط حق التقوى وتكوين حقيقتها. فتأمّل
ولكن كيف نفهم الايمان بالغيب الذي هو الايمان بالحجة ع ( كاحد مصاديق حقيقته/ مراتبه وكل الأئمة العترة الاطهار مصاديق ) .
1- الايمان*
الايمان بالشيء هو العلم به ولكن مع ظهور اثره ، لان العلم الذي لا يظهر اثره على عالمه لا نفع له في تكوين صفته التي تطلق على صاحبه
وعدى ذالك فلعل ابليس هو من اعلم الموجودات ولكن لا نفع لعلمه اذا لا اثر لهذا العلم في ذاته لعصيانه وجحوده وتمرده ومخالفته
بينما المؤمن الحقيقي هو الذي يعلم ما يعلم من الحقائق ويظهر اثرها في ذاته ومن ثم تظهر من سلوكه في اقواله وافعاله ، فأفهم !
2- الغيب
الغيب : خلاف الشهادة الغَيْبُ ، كلُّ ما غاب عن الإِنسان ، سواء أَكان مُحَصَّلاً في القلوب أَم غير مُحَصَّل .
وعليه الغيب كل ما غب عن حواس الانسان وعلمه.
لذالك فإن الايمان بالغيب الذي هو الايمان بالحجة ع سيكون :
هو الايمان/ العلم بالحجة ع ذالك العلم الذي يظهر منه اثر الايمان/ العلم في ذات المؤمن من ايمان واتباع للحجة ع ( مقام الامامة المعصومة النتخبة من الله تعالى)
وحيث أنّ الحجة ع = الغيب
فهنا سيكون هذا الايمان من نوع الايمان الغيبي والذي هو اصعب وادق الايمان على قلوب المؤمنين والممتحنين به وبالتالي هو اشرف وافضل واعلى درجات الايمان عند الله. فتأمّل.
ولكن كيف يؤمن المؤمن بالغيب ، والايمان فرع العلم ( الايمان = العلم) ، ولا طريق للمؤمن ان يعلم الغيب ذاتا.
هنا تدخل دور النبوة والرسالة ، والتي هي الواسطة بين الله والناس
وبالنبوة والرسالة التي يحملها العباد المصطفون ، واخبارهم عن الله ما غاب عنهم ، بعد ان أثبتوا للناس نبوتهم
وعليه قوله تعالى : ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ..... الخ
سيكون : ذالك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين آمنوا بالغيب ( الذي هو الحجة ع وكل العترة مصاديق لحقيقته ) الذي اخبرهم به الصادق المٌصدق وهو الرسول محمد ص .
فمن اخذ منه وصدق به وآمن كما اسلفنا في استظهار حقيقة الايمان ، فقد وصل وظفر وهو حق صفة المتقين ، وهو من ينال الهدى الحقيقي التكويني والتشريعي.
والله اعلم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 25-08-2014 الساعة 04:20 AM.