|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 82198
|
الإنتساب : Aug 2015
|
المشاركات : 1,134
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
جيل بيتا (gen beta) الشيعي! الفرَص والتحدّيات..
بتاريخ : يوم أمس الساعة : 08:34 PM
مَن هم جيل بيتا؟
مصطلح "جيل بيتا" يُطلق عالميًا على الجيل الذي يولد منذ بداية عام 2025م.
هذا الجيل الذي جاء دوره بعد "جيل ألفا" و"جيل Z"، يمتاز بخصائص فريدة؛ كونه ينشأ في عصر تتصدّر فيه التكنولوجيا الحديثة، والذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي، والاتصالات السريعة.
يُعرف أبناء هذا الجيل غالبًا بإمكانيتهم للوصول السريع إلى المعلومات، وتفكيرهم النقدي، والوعي بشأن أنواع التغيّرات العالمية.
ما الذي يميّز جيل بيتا عن الأجيال السابقة؟
1. النشأة في عالم رقمي بالكامل:
على عكس الأجيال السابقة التي مرّت بمرحلة انتقالية من العالم التناظري(Analog) إلى الرقمي(Digital)، يعيش جيل بيتا بشكل كامل في البيئة الرقمية.. الأمر الذي يجعل حياتهم اليومية، تعليمهم، وتواصلهم و... متأثّرًا بشدّة بالتكنولوجيا المتجدّدة.
2. رؤى مختلفة:
بسبب وصولهم الواسع إلى كمّية هائلة من أنواع المعلومات، يتمتّع هذا الجيل بوجهات نظر متنوّعة ذات انفتاح كبير تجاه القضايا الاجتماعية، السياسية، والدينية.. الأمر الذي قد يكون إيجابيًا وسلبيًا في آن واحد؛ إذ من المحتمل جدًا أن يسبّب ذلك تعرّض أبناء هذا الجيل للارتباك أو الشك في المبادئ الثابتة والأصول الأساسية للدين!
3. التركيز على الفردية:
يميل هذا الجيل إلى التركيز على فهم الذات والهوية الشخصية، وقد يظهر أقل التزامًا بالنشاطات الجماعية التقليدية.
قدرات جيل بيتا الشيعي:
1. إمكانات الإبداع:
يوفّر العالم الرقمي فرَصًا غير مسبوقة لإظهار إبداع هذا الجيل، من إنتاج المحتوى الإسلامي بصبغة شيعية أصيلة عبر عالم الإنترنت إلى تقديم حلول مبتكرة لقضايا المجتمع.
2. الوعي وحب الاستطلاع:
الوصول إلى مصادر متنوّعة من المعلومات، يجعل هذا الجيل قادرًا على طرح الأسئلة بفعّالية؛ فإن تمّ توجيه هذه الرغبة بشكل صحيح، يمكن أن يؤدّي ذلك إلى فهم أعمق للمعارف الشيعية.
3. العلاقة مع التكنولوجيا:
استخدام التقنيات الحديثة في نشر الدين، تطوير أسلوب الحياة الدينية، وحل المشاكل الاجتماعية بنشاطات حديثة.. من أهم الفرص الكبيرة التي يمتلكها شباب هذا الجيل لخدمة الشيعة والتشيّع.
تحدّيات جيل بيتا الشيعي:
1. تهديد الهوية الدينية:
قد يؤدّي التعرّض المستمر للمعلومات والأفكار المتناقضة في الفضاء الإلكتروني إلى أزمة هويّة وابتعاد عن القيَم الدينية.
2. الاعتماد التام على التكنولوجيا:
الانغماس في العالم الرقمي قد يمنع أو يقلّل الاهتمام بالمعارف والسلوك والشعائر الدينية والقيم الإنسانية العميقة.
3. الشك في مصادر تلقّي الدين:
بسبب النمو في بيئة مفتوحة متعدّدة الأصوات، قد يثق هذا الجيل بشكل أقل بالمرجعيات المعنوية والفكرية المتعارفة بصورة عامّة، والمؤسّسة الدينية بصورة خاصّة!!
4. التغيّر السريع في القيَم:
سرعة التغييرات في العالَم الحديث قد تؤدّي إلى تلوّن عجيب في القيَم الأخلاقية والمبادئ الدينية بين أبناء هذا الجيل!
الحلول لإدارة الفرَص والتحدّيات:
1. خلق مساحة حرّة للحوار الديني:
من خلال توفير بيئة لطرح الأسئلة والشبهات الدينية، والإجابة عليها بلغة مفهِمة مقنِعة؛ لتوجيه هذا الجيل نحو فهم أعمق للدين والمذهب، وإيمان واعٍ، والتزام عن بصيرة.
2. استخدام أدوات وبرامج الإعلام الحديثة:
إنتاج المحتوى الديني المؤثّر الذي يعتمد على العقائد الشيعية الأصيلة بوسائط؛ مثل: الفيديوهات القصيرة، حلقات البودكاست، الكتب الصوتية المختصرة، الرسومات الحديثة، و ... .
3. تعزيز نمط صحّي للحياة الرقمية:
تعلّم إدارة الوقت، استخدام التكنولوجيا بشكل هادف، وتحقيق التوازن بين العالَم الافتراضي والواقعي.. يعد من الاحتياجات الأساسية لهذا الجيل.
4. تقديم نماذج جذّابة:
تقديم نماذج دينية ناجحة تجمع بين الالتزام بالشريعة والعقيدة الشيعية من جهة، والريادة في العالَم الحديث من جهة أخرى، يمكن أن يشجّع جيل بيتا على الاقتداء بها بشكل إيجابي.
كلمة أخيرة:
جيل بيتا، بكل قدراته وتحدّياته، هو صانع مستقبل المجتمع الشيعي!
إذا استطعنا توجيه هذا الجيل - باستخدام الأدوات الحديثة وما يتناسب مع خصائصه - نحو العقيدة الحقّة والشرع الحنيف، وإذا اهتمّ أهل الحل والعقد - بل كلّ منّا بما يتمكّن منه - بتنمية وعي هذا الجيل، وتحفيزه لتحمّل المسؤولية كفرد مؤمن من أفراد المجتمع الشيعي؛ فسيكون بالإمكان أن نتوقّع نهضة عالمية كبيرة للمجتمع الشيعي مستقبلًا، وإلاّ... .
: الشيخ علي الحسون
من العتبة الحسينية المقدسة
|
|
|
|
|