بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم وزد وبارك على محمد وآله الاطهار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عظم الله اجوركم بمصاب الامام الحسين وأولاده وأصحابه
السلام عليكَ يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلَّت بفنائك
عليك منِّي سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليلُ والنهار ولا جعله
الله آخر العهد منّي لزيارتكم السلام على الحسين وعلى علي
ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
عن رسول الله صلى الله عليه وآله إذا عنت لكم غضبة فأدوها بالعفو، إنه ينادي مناد يوم القيامة: من كان له على الله أجراً فليقم، فلا يقوم إلا العافون، ألم تسمعوا قوله تعالى (فمن عفا وأصلح فأجره على الله).
الغضب هو رد فعل كل موجود حي في قبال الحوادث التي تمنعه من تحقيق متطلباته. ومن هنا يُعلم أنها صفة ليست سيئة دائمةً، ذلك لأن الإنسان لا يستغني أحياناً عن رد فعل قوي تجاه الموانع، هذه صحيح إلا أنه في أحيان كثيرة يتخذ هذا الموقف عندما يدافع عن دينه ونفسه وماله وعرضه وبواسطة الغضب يرفع تلك الموانع من طريقه، والمجتمع أيضاً يمتلك حالة الفرد هذه فمتى ما واجه المجتمع عاملاً يهدد وجوده وسعادته فإنه يغضب ويعمل بقوة الدفاع عن وجوده وإلا فإنه مجتمع ذليل ومخذول وخائف تبقى وصمة العار عليها على مدى العصور.
وهكذا يمكننا اعتبار أن عزة الأمة وصمودها ومقاومتها يرتبط إلى حد بعيد جداً بكيفية استثمارها الصحيح لغريزة الغضب.
إذن الغضب حالة مزدوجة فإذا أوجه التوجيه الصحيح واستعمل بالمقدار المتوازن وفي محلّه المناسب عاد وسيلة للسعادة والصلاح والكمال ولكنه إذا ترك وشأنه فإنه يوجب الويل والشقاء، والضابط للغضب هو قوة الإيمان والعقل.
فعن الإمام علي عليه السلام أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته فمن ملكهما علت درجته وبلغ غايته.
وما مثله شبله الإمام الحسين بن علي عليه السلام في واقعة الطف في أرض كربلاء أروع مثال وأفضل توجيه للاستثمار الصحيح لملكة الغضب.
فعندما رأى الباطل والانحراف الذي سار فيه الأمويون كما خطبته يصفهم بأنه أظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالغئ الجامعة للظلم والعدوان وبذلك غضب لأمر الله سبحانه وتعالى وقام بثورته الكبرى ليغير مجرى التاريخ ويقلب الموازين فهي ثورة الإسلام التي تترفع عن مستوى الأفراد والأشخاص والغايات الدنيوية، لذلك باتت رمزاً للاستشهاد في سبيل الحق تعيش في ضمير الإنسان ووجدانه ما بقي في الكون حق وباطل.
وهو مع تلك الشجاعة ورباطة الجأش ومع خصاله الحميدة في كظم الغيظ تراه يفكر في خلاص أعدائه الذين يريدون قتله وذلك في تأسفه على هؤلاء القوم الذين يجلبون غضب الله على أنفسهم بقتل ابن بنت نبيه.
وتراه مع ذلك حتى آخر لحظة ينصحهم ويرغبهم في التوجه والرجوع إلى أمر الله ويرهبهم من عذاب الله ونقمته.
لكن الله طبع على قلوبهم فيالها من عظمة وسعة صدر تتسع حتى للأعداء
فالسلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الارواح التي حلت بفنائك .
ونسألكم الدعاء
بوابة عاشوراء 1428هـ