كما نعرفها؛ المرأة في هذه الحياة الدنيا من آيات الله العظيمة، فقد أشغلت العالم الذكوري عن مجرد التحدث عن حقوقه كمفهوم!
وحتى حقوق الأبناء، والآباء والأمهات - إلا ما رحم ربي- وذلك لما أودعه الله فيها من عجائب قدرته! فأصبح العالم وبالذات الغربي ينظر ثم يروج لمصطلح (حقوق المرأة) ويقحمه في مختلف المجتمعات البشرية باسم العولمة وسيادة الثقافة والحضارة الغربية البشرية..
فيا ترى ما هي الحقوق، ومن هي المرأة؟
قبل أن نتحدث عن الحقوق نحاول الإجابة على السؤال الآتي: ماذا تعني لنا كلمة امرأة لأول وهلة نسمع فيه هذا اللفظ العام؟
عندما نتحدث عن المرأة يخطر لنا عادة معنيان مترادفان: الأول المرأة كونها جنساً أو نوعاً آخر غير الرجل.
والمعنى الآخر كون المرأة زوجة، ذلك لأننا نتحدث عنها بعد مرحلة الطفولة (كرجل يحتاج لزوجة يسكن إليها)، وهو أمر فطري.
وهذان المعنيان قد لا يعكسان بالتفصيل حقيقة أدوار المرأة بالذات في مجتمعنا الإسلامي.
أما فيما يخص الحقوق فقد أوضحت شريعة الإسلام (المستمدة من الكتاب الكريم والسنة المطهرة) حقوقها كزوجة مقابل حقوق الرجل، وكرم الإسلام جنسها بالتعريف به وبمواقعه الأسرية والمجتمعية الأخرى، وما لها وما عليها من واجبات وحقوق، وعلى أثر ذلك سطر التاريخ أمجاداً مشرفة لها.
فبينما هي زوجة لها حقوق كما عليها، وأخت لها حقوق كما عليها، ستكون أماً لها حقوق -عظيمة - كما عليها.
وقبل هذا وذاك كانت بنتاً لها حقوق كما عليها أيضاً. وقل إن شئت هي الخالة والعمة والجدة، التي تحتل مكانة وتقدير واجبين من أرحامها.
وهذا هو منهج الخالق عز وجل في تحديد من هي المرأة، وما لها وما عليها، الذي يعلم من خلق وما يصلح له وما يضره، قال الله تعالى: }أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ{.
وفي نفس الوقت هي نصف المجتمع، الذي ينتظر منه الكثير والكثير للتنمية والتطوير والإبداع والتفكير في كثير من مجالات الحياة، طالما أنه ليس هناك محذور شرعي.
فالأنثى مكملة للذكر في منهج الكتاب الكريم، وسنة خير البشر من عدة مواقع وتعدد شخصيات واختلاف مسؤوليات، فأكرم بها من امرأة وأنعم بها من مكانة.
إن ما يزيد المشكلة تعقيداً في ترويج مصطلح حقوق المرأة الغربي – المشبوه - من خارج مجتمعنا، هو تقصيرنا الواضح في إعطائها حقوقها الشرعية من مواقعها الأسرية والاجتماعية المختلفة، وإعانتها على أداء ما عليها من حقوق.
حتى أصبح بعض من (النساء والرجال) مع الأسف، ينظرون بأمل لـهذا المصطلح المسـتورد - غير المعرف - لتأخذ المرأة شيئاً من حقوقها (المفقودة) ويستأنسوا بمن يزعم أنه يهتم بها، وهو يقبل بوجه كالسراب وما بعده حياة!
نعم قصر الكثير من الرجال خاصة (كرعاة)، ومن النساء في مجتمعنا في التفقه في الحقوق الأسرية تعلماً وتطبيقاً ويقينا، ولم نقتدِ بخير البشر صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وكيف كانوا يتعاملون مع نسائهم من مواقعهم المختلفة بالحب والاحترام والتوجيه والصبر مع الدعاء -على مبدأ انصر أخاك ظالما أو مظلوما- في حين أننا كذكور نكاد في الغالب نأخذ كل شيء لنا، فنوصف بالمجتمع الذكوري تارة أو لا نوضح ما ينبغي أن يكون لنا فنوصف بالتفريط تارة.
ومن جملة تلك الأمور ضعف التوجيه والتربية والتدريب من خلال مؤسسات المجتمع ذات العلاقة فيما يخص هذا الجانب، وبذلك قد تختلط الأمور وتزيف الحقوق لا قدر الله.
وجملة القول إن كان يزعم أن للمرأة حقوقاً - غير معرفة - من موقع واحد فإننا نؤكد أن لها حقوقاً - موثقة- من عدة مواقع كما عليها.