بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
نظرية عدالة الصحابة متهافتة بالمنطق العقلي
الامور تقسم بحسب الادراك العقلي الى اقسام تحصرها بكليتها تماما . وبما ان الفرد يستدل على الاشياء عقليا لارتباط الشعور به وامتناع تفسير الاحساس في غيابه فالحال يقضي سيطرة الدليل لا التقليد <للعاقل> اما من عطل العقل فلا يعنينا طرح الفكرة عليه لانه ليس من الحكمة بمكان طرح امر من جنس المادة على مادتها المعطلة او المتعطلة
يستقبل المرء معطيات البيئة المحيطة فيعمل العقل على الاستحواذ عليها وتقريرها او نفيها
فما استقر به احاله للعقل اللاواعي ليربطه بانطباعات معينة تفسر بالاحاسيس البسيطة او المركبة
اما الامور العقلية فهي اقسام
قسم يقره العقل وهي الامور التجريبية المحسوسة والمعطيات الاولية وغيرها
قسم لا يقره العقل وهي الامور المنافية لقوانين الادراك الاساسية والتي تصنف بحكم المحال والمستحيلات
قسم لا يدركه العقل وهي الامور الغيبية ذات الجوهر الذي يبقى فوق مستوى العقل
نظرية عدالة الصحابة
ذهب جمهور مذهب اهل الجماعة الى اقرار ان كل من شاهد النبي هو صحابي <بل زاد بعضهم قولا مضحكا يحيل الرعيل الاول كله للتصنيف ساعرض عنه ابتغاء الفائدة> ولم يرتبط مفهوم الصحبة بالمعاشرة والمخالطة الدائمة وبناء على ما الزموا به انفسهم اقول
قرنوا الصلاة على الرسول الاعظمصلى الله عليه واله بلفظ وصحبه اجمعين
وهنا مربط الفرس
النظرية مفادها ان كل صحابي يشارك الرسول بصلاة الله عليه فيكون عادلا وذلك باطل عقلا بغض النظر عن النقل الذي اثبت بطلان ذلك ايضا
الاسباب العقلية هي غايتي في مقامي هذا وساسردها بهدوء و اناة
الله عز وجل ارسل الانبياء مذ خلق الدنيا والبشر لغاية هداية الناس وانقاذهم من جهلهم وغيهم رغم قدرته المطلقة على خلقهم بدين واحد وايمان واحد بل حتى عدم خلق الشر فيهم اي ببساطة هو قادر على فرض ما يريد عليهم في اي حين لكنه عز وجل اراد منهم اعمال العقل وذلك لعدة اسباب منها ما يدرك واغلبها لديه بحكمته وعلمه لاندرك كنهه
اول من اعمل عقله بالباطل هو ابليس اللعين الذي قاس وحسد اي انه من حيث لا يدري عطل المنطق فسقط في ظلمه لنفسه لان المنطق يقول ان الصانع ادرى بصنيعته واعلم فما بالك باعظم الصانعين الخالق القادر؟
بدات المعركة بين ابليس اللعين واعوانه ضد انصار الله ولا يمكن القول انها ضد الله لانه لو كان كذلك لما بدات من الاساس فهو قادر على الانتصار بلا مناقشة وبلا اعوان وبلا وقت وزمن
هذه المعركة مستمرة حتى نهاية الايام والقران الكريم يؤكد ذلك وهذي هي النقطة الاساس
وبما ان الصحابة بشر فان الامور المتعلقة بهم تدرج ضمن اطار يستثني الامور الغيبية التي لا يدركها العقل فهي اما يقرها العقل او ينكرها
الصحابة عدول اي لا يظلمون ويحكمون بالعدل ويشتركون مع النبي في ان الله يصلي عليهم وهم بررة قديسون هذا ما يفيده معنى النظرية
لو كان ذلك حقا فلماذا ارسل الله لهم اعظم الرسل على الاطلاق ؟
هناك احتمالان لذلك
اما ان الله عز وجل لا يعلم ماهية القوم وعدالتهم والعياذ بالله
او انه يريد ان يصنع امة جبارة تتكون بمجملها من اشباه رسل
وبما ان الاحتمال الاول باطل بكل المقاييس فنناقش الثاني
اذا كان اشباه الرسل في مكان معين وزمان واحد هم الوف مؤلفة ينساقون الى الهدى بسلاسة لانه مستقر بينهم الا يكفي فقط رسول عادي ليس من اولي العزم او حتى مفكر فذ ليقودهم بالهام الهي بل ان المنطق يقول ان اشارة تكفيهم لان اللبيب من الاشارة يفهم
ودليل ذلك ماجرى مع الرسل الشداد اولي العزم
فابراهيم قليل امن به ورماه قومه في النار
ونوح لم يؤمن به الا قليل جدا حتى لعنهم الله لكثرة اذاهم واغرقهم بالطوفان
وموسى غدروا به وكادوا ان يقتلوا اخاه هارون وعبدوا العجل
والمسيح وصل الامر بهم الى ضربه واذيته حتى كادوا يصلبوه لولا وعد الله وعهده للانبياء
ومحمد اعظم ما خلق الله اذوه وغدروا به بل وقتلوه ثم حاربوا آله عليهم السلام وقتلوهم
فمن المستحيل ان يرسل الله رسولا بين رسل ذلك لا يقره عقل بل المنطق يقول ان الرسول الاقوى يرسل للناس الاشد كفرا ونفاقا
العرب قوم معروفون بالذكاء فهم اما دهاة يتفجر الذكاء لديهم في الخبث
او نساك مؤمنون يعملون عقولهم بالحق
السؤال هو
اين ذهب دهاة العرب الذين عاصروا النبي ؟ثم بعد انتصاره عليهم الا يوجد ولو احتمال واحد بانهم اندسوا ليخربوا البيت من داخله؟ واصبحوا منافقين ارسل الله سورة باسمهم؟
من قال انهم كلهم اسلموا وباتوا عدولا فقد سحق العقل سحقا فلا يعقل ان يدعي احد ان الاف من الكفار اسلموا ولم يضمر منهم الا واحد او اثنان النفاق وهو لم يشق قلوبهم
ثم اين ذهب الشيطان اللعين واعوانه؟استقروا بالجانب الاخر من العقل؟ ومن المنطق ان يعرض السارق عن البيت الخرب ليسطو على قصر
محمد هو اعظم الرسل واعظم ما خلق الله مطلقا من كل العوالم وقد خصه الله بصلاته عليه واله فقال
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه
الذين امنوا الم يكونوا من الصحابة؟؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟
ولابطال ماذهبتم اليه فقد نص الرسول كيفية الصلاة بان تقولوا
اللهم صل على محمد وال محمد
اي انهم هم فقط العدول المعصومون
صحيح أن الصحابة رضي الله عنه كانوا بشراً ، وليسوا بالمعصومين ، لكنهم كانوا في القمة ديناً وخلقاً ، وصدقاً وأمانة ، والذين قالوا : إن الصحابة عدول ، لم يقولوا قط إنهم معصومون من المعاصي ، ولا من الخطأ والسهو والنسيان ، وإنما أثبتوا لهم حالة من الاستقامة في الدين تمنعهم من تعمد الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
حتى الذين أقيم عليهم حدُُّ أو قارفوا ذنباً وتابوا منه ، لا يمكن أن يتعمدوا الكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهؤلاء قلة نادرة لا ينبغي أن يغلب شأنهم وحالهم على حال الألوف المؤلفة من الصحابة ، الذين جانبوا المآثم والمعاصي لا سيما الكبائر منها
ونحن حينما نصف صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما هم له أهل ، فإنما نريد صحابته المخلصين الذين أخلصوا دينهم ، وثبتوا على إيمانهم ، ولم يغمطوا بكذب أو نفاق ، فالمنافقون الذين كشف الله سترهم ، ووقف المسلمون على حقيقة أمرهم ، والمرتدون الذين ارتدوا في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بعده ، ولم يتوبوا أو يرجعوا إلى الإسلام ، وماتوا على ردتهم ، هؤلاء وأولئك لا يدخلون في هذا الوصف إطلاقاً ، ولا تنطبق عليهم هذه الشروط أبداً ، وهم بمعزل عن شرف الصحبة ، وبالتالي هم بمعزل عن أن يكونوا من المرادين بقول العلماء والأئمة : " إنهم عدول " ، وفي تعريف العلماء للصحابي ما يبين ذلك بجلاء ، حيث عرفوه بأنه من لقي - النبي صلى الله عليه وسلم - مؤمناً به ومات على ذلك
ولقد كان بينهم من المحبة والوئام والألفة قدر كبير وجليل مع ما حدث بين بعضهم من القتال إلا أن المحبة في قلوبهم لبعضهم كالجبال الرواسي ، وهذا من أعجب العجب ، ولكنه يزول حين نعلم أن أولئك هم تلاميذ محمد بن عبدالله ، يأتي أحدهم إلى علي بن أبي طالب فيقول ما تقول فيمن قاتلوك ( يعني معاوية وطلحة والزبير ومن كان معهم من الصحابة ) فيقول : إخواننا بغوا علينا .
ويروي لنا أبو نعيم في الحلية عن أبي صالح قال: " دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له :صف لي عليا ؟ فقال : أو تعفني يا أمير المؤمنين ؟ قال :لا أعفيك قال :أما إذا ولا بد فإنه كان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ويحكم عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما جشب ، كان والله كأحدنا يدنينا إذا أتيناه ، ويجيبنا إذا سألناه ، وكان مع تقربه إلينا وقربه منا لا نكلمه هيبة له ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين ، لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارة نجومه ، يميل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه الآن وهو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ، ثم يقول للدنيا إلي تغررت ؟ إلي تشوفت ؟ هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا ، فعمرك قصير ، ومجلسك حقير ، وخطرك يسير ، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق ، فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال معاوية رضي الله عنه : كذا كان أبو الحسن رحمه الله ، كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج " .
هكذا كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فحق لأمة أن تفخر بهم وتباهي سائر الأمم :
أولئك أصحاب النبي وحزبُه *** ولولاهم ما كان في الأرض مسلم
ولولاهم كادت تميد بأهلها *** ولكن رواسيها وأوتادُها هم
ولولاهم كانت ظلاما بأهلها *** ولكن هم فيها بدور وأنجم[1]
اللهم اجمعنا بهم في أعالي الجنان واغفر لنا ولهم أجمعين والحمد لله رب العالمين،،،
فوكفت دموع معاوية على لحيته ما يملكها وجعل ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال معاوية رضي الله عنه : كذا كان أبو الحسن رحمه الله ، كيف وجدك عليه يا ضرار ؟ قال : وجد من ذبح واحدها في حجرها لا ترقأ دمعتها ولا يسكن حزنها ثم قام فخرج "
ولكن ايها الاخ هناك كتب مليئه واحديث متواتره علي اساءة معاويه
اقتصرها برويتين ..
1) روى مسلم في صحيحه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أباتراب؟ فقال: أما ماذكرت ثلاثاً قالهنّ له رسول الله (ص) فلن أسبه... . صحيح مسلم بشرح النووي 15/175.
(2) وروى مسلم أيضاً عن سهل بن سعد قال: استعمل على المدينة رجل من آل مروان, قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم علياً, قال: فأبى سهل, فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا تراب... صحيح مسلم بشرح النووي 15/182.
ابطال نظرية عدالة الصحابة عقليا <تحدي عقلي للسنة>
هو صحابي <بل زاد بعضهم قولا مضحكا يحيل الرعيل الاول كله للتصنيف ساعرض عنه ابتغاء الفائدة> ولم يرتبط مفهوم الصحبة بالمعاشرة والمخالطة الدائمة وبناء على ما الزموا به انفسهم اقول
قليل امن به ورماه قومه في النار
العرض العادي
