قصيدة الشيخ عبد المهدى مطر انشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبى الذى اهداه بعض الايرانيين لمقام أمير المؤمنين فى النجف سنة 1373:
ارصف بباب على ايها الذهب
و اخطف بأبصار من سروا و من غضبوا
و قل لمن كان قد اقصاك عن يده
عفوا إذا جئت منك اليوم اقترب
لعل بادرة تبدو لحيدرة
ان ترتضيك لها الأبواب و العتب
فقد عهدناه و الصفراء منكرة
لعينه و سناها عنده لهب
ما قيمة الذهب الوهاج عند يد
على السواء لديها التبر و الترب
ما سره أن يرى الدنيا له ذهبا
و فى البلاد قلوب شفها السغب
و لا تضجر اكباد مفتتة
حتى يذوب عليها قلبه الحدب
أو يسقط الدمع من عينى مولهة
اجابها الدمع من عينيه ينسكب
تهفو حشاه لانات اليتيم بلا
ام تناغى و لا يحنو عليه أب
هذى هى السيرة المثلى تموج بها
روح الوصى و هذا نهجه اللحب
فاحذر دخول ضريح أن تطوف به
الا بإذن على أيها الذهب
باب به ريشة الفنان قد لعبت
فأودعته جمالا كله عجب
تكاد لا تدرك الابصار دقته
مما تماوج فى شرطانه اللهب
كأن لجة أنوار تموج به
خلالها صور الرائين تضطرب
سبائك صبها الابداع فارتسمت
روائع الفن فيها الحسن منسكب
يدنو الخيال لها يوما لينعتها
وصفا فيرجع منكوسا و ينقلب
أدلت بها يد فنان منمقة
تعنو لروعتها الجيال و الحقب
ملء الجوانح ملء العين رهبتها
و مربض الليث غاب ملؤه رهب
يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة
من بعد ما طفحت كأس بمن هربوا
بابان لم ندر فى التبريح ايهما
اشهى اليك حديثا حين يقتضب
باب من التبر ام باب يقومه
مسماره و جذوع النخل و الخشب
هذا يشع عليه التبر ملتهبا
و ذاك راح بنار الحقد يلتهب
حتى إذا جاءت الدنيا مكفرة
عما جنته و جاء الدهر يتهب
شادت عليك ضريحا تستطيل على
هام السماء به الاعلام و القبب
و تلك عقبى صراع قد صبرت له
و ذا فدينك مظلوما هو الغلب
بلغ معاوية عنى مغلغلة
و قل له و أخو التبليغ ينتدب
قم و انظر العدل قد شيدت عمارته
و الجور عندك خزى بيته خرب
تبنى على الظلم صرحا رن معلوه
بجانبيه وهدت ركنه النوب
ابت له حكمة البارى بصرختها
ان لا يخلد مختال و مرتكب
قم و انظر الكعبة العظمى تطوف بها
حشد الالوف و تجثو عندها الركب
تأتى له من اقاصى الأرض طالبة
و ليس الا رضا البارى هو الطلب
قل للمعربد حيث الكأس فارغة
خفض عليك فلا خمر و لا عنب
سموك زورا أمير المؤمنين و هل
يرضى بغير (على) ذلك اللقب
هذا هو الرأس معقود لهامته
تاج الخلافة فأخسا أيها الذنب
يا اب (حطة) سمعا فالحقيقة قد
تكشفت حيث لا شك و لا ريب
مواهب الله قد و افتك مجزية
ما كنت تبذل من نفس و ما تهب
هذى هى الوقفات الغر كنت بها
للدين حصنا منيعا دونه الهضب
هذى هى الضربات الوتر يعرفها
ضلع بها انقد أو جنب بها يجب
هذى هى اللمعات البيض كان بها
عن وجه خير البرايا تكشف الكرب
هذى هى النفس قد روضت جامحها
فراق للعين منها عيشها الجشب
فلا الخوان لها يوما ملونة
منه الطعوم و لا ابرادها قشب
لا تكتسى و فتاة الحى عارية
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب
نفس هى الطهر ما همت بموبقة
و ليس تعرف كيف الذنب يرتكب
هذى التى انقادت الأجيال خاشعة
لهديها و ترامت عندها النجب
تعيفوا و ركبنا فى سفينته
فميز اللج من عافوا و من ركبوا
و ساوموا فاشترينا حب حيدرة
و لا نبيع و لو أن الدنا ذهب
يا فرصة كنت للاسلام ضيعها
حقد النفوس وابلى جدها اللعب
شجوا برغمك امرا أنت تعصبه
فى ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا
فرحت تنفض من هذا الحطام يدا
إذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب
تكالب عنه قد نزهت محتقرا
له و عندك ما يشفى به الكلب
فاستنزلوك عن العرش الذى ارتفعت
بك القواعد منه فهو منتصب لو انصفوك لفاض العلم منتشرا
فى الخافقين و سارت بالهدى كتب
و لا زدهى باسمك الاسلام دوحته
فينانة و فناه مربع خصب
و لا بتنيت عليه من سماء علا
ما ليس تأفل عن آفاتها الشهب
لله أنت فقد حملت من محن
ما لم يطق صابر فى الله محتسب
امر به ضاقت الدنيا بما رحبت
و لم يضق عنه يوما صدرك الرحب
جاءتك «فارس» باسم الباب يجذبها
لك الولاء على شوق فتنجذب
أن يبعدوا عنك بالوطان نائية
فكم لهم قربات باسمها قربوا
هم فى المحاريب اشباح مقوسة
و فى الحروب ليوث غابها اشب
اعيان الشيعه ج 1 ص 558
بسم الله الرحمان الرحيم
جزاكم الله خير الجزاء على القصيدة التي رحلت بنا لهنيهة من الزمان في رحاب للمكان المطهر للإمام علي عليه السلام
فلا حرمنا الله من زيارته وزيارة قتيل العبرات عليهم السلام أجمعين
التوقيع
تبكيكـ عيني لا لأجل مثوبة لكنما عيني لأجلكـ باكية ..!
وآتشح آلعـآلم بآلسوآد لكبر مصآبك يآ حسين ..!
“لا يومَ كَيومكَ يا أبا عبدالله الحسين”