بعض من المواقف البطلة لعقيلة الطالبيين الحوراء زينب(ع)
سوف نستعرض في هذا الموقف المواقف التي تعرضت لها بطلة كربلاء أم المصائب سيدتي مولاتي الحوراء زينب(ع) التي كان لها الدور الفريد من النساء في حفظ سلالة نبينا الأكرم محمد(ص) وذراريه وأيضاً الموقف البطل أمام أبن مرجانة ويزيد(لعنهم الله)وكشف زيفهم وغدرهم وإماطة اللثام عن الحق والكشف عن الباطل الذي كانوا يرتدونه بني أمية.
وذلك بمناسبة اليوم الأول من صفر والذي يصادف وصول السبايا من آل بيت الرسول إلى دمشق.
1 ـ الموقف الأول عند استشهاد علي الأكبر(ع)وبعض الكتاب من الأنعام والدواب الذي أسميهم يقولون أن سيدي مولاي أبا عبد الله الحسين لم يستطع حمله لكبر سنه وكذلك المحن والمصائب المتوالية عليها وهذه المقولة هي مغايرة لحقيقة والواقع فسيدي ومولاي الحسين(ع) كان مثالاً للصبر والشجاعة وتحمل المصاعب إلا يقول الحجة المهدي(عجل الله فرجه الشريف) ((لقد تعجبت ملائكة السماء من صبرك)) في زيارته إليه ولكن أن الأمر عندما أمر بحمل على الأكبر بعد استشهاده شاهد أخته العقيلة زينب قد خرجت من خيمتها وشبكت يدها على رأسها بعد سماع استشهاد علي الأكبر عند ذلك ذهب أليها أخوها يعزيها ويواسيها ويطلب منها الدخول إلى خباءها لأنها فخر المخدرات وهذا هو أهل بيت النبوة لا ينسون حدود الله في الستر والعفة لآل بيتهم ونسائهم ويتركون كل شيء في سبيل عدم تعطيل حدود الله.
2 ـ الموقف الثاني عندما استشهاد الطفل الرضيع الذي طلب له الماء له الحسين من معسكر الكفر والطاغوت فقد أتى به الحوراء زينب(ع) ولم يأخذه إلى أمه الرباب لكي هي تخبر أمه التي ثكلت بابنها الرضيع الذي لا ذنب له أنه تم طلب الماء من قبل أبيه وقتلوه وله من العمر أربعة أشهر.
3 ـ وإلحاقا بالنقطة السابقة وبعد انتهاء ملحمة الطف وهبوط الليل في ليلة أحدى عشر من محرم أمر المجرم عمر بن سعد باسقاء النساء والعيال من معسكر الحسين(ع) وفي الليل لم تجد عقيلة الطالبيين الرباب فقامت للبحث عنها وخرجت من خيمتها ووجدت رجلاً واقف فقالت له ((من أنت؟)) فقال لها (سيدتي أنا من معسكر بن سعد أمرني الأمير بحراستكم)هنا أشاحت بوجهها نحو المشرعة وقالت لأخيها ((أما من بعدك الدنيا العفا!فأين كفيلي الذي كان يحرسني ويسهر علي))وسألته عن مشاهدته لامرأة مرت عليه فقال لها(سيدتي شاهدت خرجت في جوف الليل ونحو ساحة المعركة)فراحت تبحث عنها ووجدتها عن أبنها الرضيع عبد الله وقالت لها (سيدتي لقد در لبني بعد أن سقونا الماء وأن صدري قد وجعني من الحليب وأردت أن أرضع أبني من هذا الحليب عسى أن أجد فيه الروح)وهذا هو قلب الأم الذي يرجو الحياة لأبنها.
4 ـ الموقف الرابع عند خروج سيد الشهداء الحسين(ع) إلى المعركة فأخذ يوصيها بالعيال وبالحفاظ على عليل كربلاء علي زين العابدين(ع)والذي كان لها الدور الرائد في الحفاظ على ذراري رسول الله والحفاظ على زين العابدين (ع) من جور الظالمين وقتله والحفاظ على نسل رسول الله(ص) الذين كانوا يود المجرمون باستئصاله.
عند ذلك بكت روحي لها الفداء وقال لها الحسين ((تأسي بالله أخيه شاء الله أن يراني قتيلاً وشاء الله أن يراكنَّ سبايا))وعند ركوبه الجواد وخروجه نادت عليه فرد إليها ثم طلبت كشفت أن يكشف عن جيده فكشفه فقبلته وقالت لأمها فاطمة ((أماه!أمانة ردت أليك))وكانت أمها فاطمة قد أوصتها أنه عندما يكون وحيداً في عاشوراء قبليه من نحره.
5 ـ ثم نكمل معها المصائب فنلاحظ أنها كانت تراقب أخيها الحسين(ع) من التل الزينبي وعند اشتداد الهجمة على أبي الأحرار روحي له الفداء وسقوطه من على ظهر الجواد وقام الجواد بالمدافعة عنه لأنه جواد أصيل من جياد رسول الله(ص) ولكن هجموا على الجواد بأمر من الملعون أبن سعد ورجع الحصان إلى معسكر الحسين قامت الحوراء روحي لها الفداء وسكينة بالعويل والبكاء واعتناق الجواد فكانت على الشعر ناشرات وعلى الخد لاطمات عند ذاك وعندما قام اللعين شمر بحز رأس الحسين(ع) الشريف هنا قالت أم المصائب ((الآن مات جدي محمد وماتت أمي فاطمة ومات أبي علي ومات أخي الحسن الآن مات خامس أصحاب الكساء الآن أنكسر ظهري يا آخر الآخرين وثملة الباقين)).
6 ـ الموقف السادس وهو عند مجيء الأمر من عبيد الله بن زياد(لعنة الله عليه) بجلب السبايا إلى الكوفة أمر بن سعد اللعين باقتياد أهل البيت رسول الله(ص) سبايا وعلى أقتاب الإبل وعند صعود الأطفال والعيال والنساء بقت أم كلثوم وزينب هنالك قالت زينب(ع) لأختها فلأركبك الجمل فقالت لها((إذا أنت أركبتني فمن يركبك على جملك)) وهناك أشاحت بوجهها نحو المشرعة ولأخيها العباس(ع) كفيلها وناحت وبكت وقالت ((أنت الذي أخرجتني من داري وأنت الذي أركبتني على هودجي فأين أنت يا أبن والدي)).
7 ـ وقام المجرم عمر بن سعد اللعين بمسير قافلة السبايا في ساحة المعركة وهذا ما كانت لا تألفه العرب لأنهم يستحيون من مرور النساء والأطفال على جثث قتلاهم وقد عابوا الجند ووبخوا بن سعد على الفعل الدنيء وعندما شاهدوا أهل بيت النبوة مصارع قتلاهم علا العويل والصياح وهناك نظرت الحوراء زينب على جثة أخيها الحسين(ع) بلا رأس هناك هوت منجملها مباشرة على الجسد الشريف لأخيها وقالت ((اللهم تقبل منا هذا القربان))ثم وأغلب الروايات تؤكد ذلك أن جدها قد تراءى لها وكلمته ((يا جداه هذا الحسين بالعرا محزوز الرأس من القفا مسلوب العمامة والردا محمول الرأس على القنا)).
8 ـ ثم نذكر الموقف الأخير وهو عندما كانوا في الكوفة وفي اليوم الثالث وعندما ذهب السجاد(ع)لدفن الشهداء وطويت له المسافات ورجع بعد ذلك فسألته أين كان فقال لها (ع) ((ذهبت ودفنت أبي مصارعنا))فوجد عمته تصلي صلاة الليل من الجلوس فقال لها (ع) ((عمة أراك تصلين من جلوس)) فقالت له ((أي والله لقد أتعبني سبي الجنود لي وكثرة السياط التي جلدوها على ظهري فصليت من جلوس)).
فلاحظوا أخوتي وأخواتي مقدار التزام أهل البيت بالصلاة والنوافل والتي لا يتركونها ولو في أشد الظروف قساوة وكأن علي زين العابدين(ع) يستفسر عن سبب صلاتها بالجلوس وهو يعرفها مقدار تعبدها وتنسكها أليس هوالذي يقول لها ((يا عمة أنت عالمة غير معلّمة وفاهمة غير مفّهمّة)).
وأن الكتابة عن عقيلة الطالبيين يحتاج إلى وقفات عديدة لأنه لا يمكن الإحاطة بهذه المرأة الجليلة الحوراء زينب(ع) وسوف نتابع في مقالات أخرى سيرة حياتها هذه الشخصية الفذة روحي لها الفداء أنشاءالله إن كان لنا في العمر بقية.
ونسألكم الدعاء والمسألة.