العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الثقافي

المنتدى الثقافي المنتدى مخصص للكتاب والقصة والشعر والنثر

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية مريم محمد
مريم محمد
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 36059
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 2,809
بمعدل : 0.50 يوميا

مريم محمد غير متصل

 عرض البوم صور مريم محمد

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي البحث الثالث - جهاد النفس
قديم بتاريخ : 21-04-2010 الساعة : 03:53 PM






بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد






قال الله تعالى : ( بسم الله الرحمن الرحيم ربّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي )

الإنسان لديه امتياز من بين كافة المخلوقات وهذا الامتياز هو أنه ذو بعدين بعد مادي ،والآخر حيواني يسمونه بالفلسفه: الجسم كما يسمى جسم الإنسان في علم النفس باسم الرغبات أو الغرائز ويسمى في الخلائق والعرفان الإسلامي باسم الإتجاه الحيواني ،او البعد الحيواني للإنسان ولذا فهو من هذه الناحيه حيوان بكل معنى الكلمه ولايختلف عن الحيوانات أبداً.

وله بعد معنوي أيضاً، وهذا الجانب جانب ملكوتي ويسمى في الفلسفه " الروح " لذلك يقولون : إن الإنسان مركب من الروح والجسم . العقل والروح والوجدان الأخلاقي ،والقلب والصدر جميعها ذات المعنى واحد وتتجه نحو البعد المعنوي للإنسان ،وإن ارتقاء وتكامل الإنسان ،ويجري عن طريق هذا التركيب وبما أنّ الملائكة يمتلكون البعد المعنوي فقط ،لذلك لم يشاهد ، ولن يشاهد تكامل في الملائكة .

مع أن حضرة جبرائيل ملك مقرب ،وله سعة وجوديه على العالم وكما قال النبي (ص) لو تكمن المرء من استيعاب حقيقة جبرائيل ،فإن له هيمنة على العالم الوجود أيضاً .
إن سعته الوجوديه كبيرة إذ أنه ملك الله المقرب ،كما هو الحال بالنسبة لحضرة عزرائيل ،ولكن ليس هناك تكامل في جبرائيل ، ليس هنالك أدنى فرق بين جبرائيل الحالي وجبرائيل قبل ميليار عام ،مع أنه منهمك في عبادة الله ،وكما قال القرآن الكريم فإن جبرائيل لايخالف ولايعصي ربه وشأنه سائر الملائكة ،لايسير نحو التكامل ،كماأن الحيوانات ليس لها تكامل ،مثلاً دابةً الأرض والنمل هذه الحشرات تعيش بصورة جماعية ،لديها حضارة خاصة،وبالأخص دابة الأرض والنحل والنمل حيث كتب علماء الإسلام كتاباً حولها مثل "الدميري" مؤلف كتاب حياة الحيوان وآخرين مثل مترليغ النمل ودابة الأرض والنحل .




النظام والطريق الحضارية المتبعة في حياة هذه الحشرات تفوق مايتبعه الكثير من البشر ،ولكن على رغم الحضارة التي يمتلكها النحل مثلاً ،إلا أنه لايسير نحو التكامل .

قبل مليار عام كانت دابة الأرض تبني بيتاً راقياً جداً بحيث حازت على إعجاب وتقدير المهندسين في دقةً تصميمها ،ولكنها الآن تبني نفس ذلك البيت .
لم يحدث أي تطور ( تكامل) في بناء البيت أو في النظام لدى النمل لكي تصل إلى حضارة أرقى .

التكامل موجود في عالم الخلقه باسم الإنسان فقط ،لأنه يمتلك بعدين : بعد ملكوتي (ناسوتي) ويسمى الروح ،وبعد حيواني يسمى الجسم ، التركيب أيضاً تركيب عجيب بمعنى أن الطريقة التركيب مجهولة لحد الآن ،ولايمكننا بطبيعة الحال أن ندرك كنهها ،ولايستطيع أي فيلسوف أن يوضح طريقة التركيب بين الروح والجسم .
أنهم يكتفون بالقول : إن طريقة تركيبه طريقة تعليقيه ولكن ماذا يعني طريقة تعليقيه تعليقيه ؟ ماذا تعني حقاً ؟ وماهي طريقتها ؟ تركيب بين ضدين ! ..رواية عن النبي الأكرم في سفره إلى المعراج يقول فيها : رأيت ملكاً في ليلة المعراج ،كان نصفه من نار ونصفه الآخر من الثلج ، الثلج لم يكن يسري إلى النار ،وكذلك النار إلى الثلج .
إذ أردنا أن نفهم هذه الرواية فنحن خير مثال لها .

جميع رغباتنا الروحيه لاتلائم معها جسمنا، وعلى العكس جميع رغباتنا الجسميع تسبب المتاعب والألم لروحنا ،أنتم لايمكنكم أن تجدوا لذة روحيه ترضي الجسم ، كما ترضي بعدكم الحيواني ،مثلاً صفة طلب العلم وصفة البحث عن العلم ،وصفة طلب الحقيقة وصفة التاسمح ،وصفة الإيثار والتضحيه جميع هذه الصفات ترتبط بالبعد الملكوتي والروحي للإنسان .




عندما تحل مسألة ما تستلذ الروح كثيراً ،ولكن نفس هذه اللذه الروحية يعقبها ألم في الجسم بمعنى طالب الحقيقة يسبب المتاعب عند البحث عن العلم ،وطلب العلم تفرض أمور على النفس وعلى البعد الحيواني .

جميه هذه الأمور تسبب الألم والمتاعب لجسمكم ،أما الأكل والشرب وإطفاء الشهوة والإستراحة فهي مستلزمات مفيدة للجسم ،لكن كما يقول مثنوي كلما أعتنيت بهذا الجسم ،تقتل الروح ويسري الكسل والمتاعب لروح ، ماهذا التركيب بين هذا الضدين ؟ التركيب الذي يتكامل الإنسان بواسطته ، لكن أحياناًيركب الجانب الملكوتي والمعنوي الذي أسميناه الروح ،يركب الجانب المادي ، الجانب الناسوتي والحيواني ،ويتحرك إلى الأمام في حركة تكامليه بمعنى أن هذا الجسم يصبح كالحصان بالنسبة لروح ، الروح تهذبه وتروضه وتمتطيه ، إلى أين يذهب ؟ يصل إلى مكان لايعلمه إلا الله .

نظير البراق الذي أمتطاه النبي الأكرم (ص) وصعد إلى الأعلى ،أما كيف كان هذا البراق ؟ وكيف صعد إلى الأعلى ؟ لانعلم ، إن مانعلمه هو أن النبي الأكرم (ص) ذهب مع هذا الجسم إلى الحد الذ اقترب فيه إلى الله حيث يقول القرآن ثم دنا فتدلى ،فكان قاب قوسين أو أدنى ) .

آخر مراتب القرب تكمن في هذه الآية الشريفه . الإنسان أيضاً هكذا يمتطي البراق ،بمعنى انه يسمو فوق هذا الجانب المادي ،وهذه الرغبات والغرائز ،ويسير سيراً صعودياً يتصل في مرتبة الأولى والثانية بعالم الملكوت ، كما يقول القرآن الكريم إن الذين قالوا ربنا الله ثن استقاموا تنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم بها توعدون ،نحن أولياؤكم في الدنيا وفي الآخرة ) .




بمعنى أن الذين يقولون ربنا الله ،أولئك المؤمنون العاملون بإمانهم ،إنهم حقيقة مؤمنون أفبلوا على الله تعالى واستقاموا على الطريقة الإلهية وصمدوا بوجه الشهوات .

يصل إلى مرتبة يأتي الملائكة ويتكلمون معه ،ويرى الملائكة وهم قولون له : نحن أصدقاؤك ننجدك في الدنيا وفي الآخرة ،أنه يتعامل مع الملائكة ،وشيئاً فشيئاً يصل كما يؤكد القرآن وروايات أهل البيت ،من حيث التجربه إلى التصرف في عالم الملكوت ويتصرف في عالم التكوين .
إن استيعاب هذا الأمر الصعب وشاهدنا بأن البعض قد حقق ذلك الفعل .

"جابر الجعفري" أحد الأشخاص الذين استطاعوا أن يسيطروا على رغباتهم ويمتطون البعد المادي نحو التكامل الملكوتي ،الرواي يقول :قلت لجابر في الكوفة : لقد اشتقت إلى الإمام الصادق (ع) ،قال: هل تريد الذهاب إليه ؟
فتعجبت وقلت : نعم ،ولكن كيف يمكن الذهاب إلى الإمام الصادق (ع) ؟ .
فذهبنا خارج الكوفه ،ثم قال: أعطني يدك وأغمض عينيك، أعطيته يدي ثم فتحت عيناي، فإذ بي في أزقة المدينة ،فتعجبت .
قال جابر : هذا بيت الإمام الصادق (ع) اذهب هناك حتى آتي ،عندما مررت في الأزقة سألت نفسي قد يكون هذا ضرباً من السحر ،أين أنا من الكوفه ؟ الأفضل أن أضع مسماراً في الحائط ،وفي العام القادم عندما آتي إلى مكة والمدينة سأرى هل المسمار موجود أم لا يقول : بينما كنت على هذه الحال وإذ بجابر الجعفري قادم فأعطاني مسماراً وصخراً وقال : اضرب المسمار في الحائط .

يقول: ذهبت عند الإمام الصادق (ع) ولكني كنت خائفاً جداً ،فرأيت جابراً قادماً وانفرد بالإمام (ع) أحياناً كان الإمام الصادق (ع) يناجيه وأحياناً كان هو يتحدث إلى الإمام – خلوة العاشق بالمعشوق – جلست عند الإمام (ع) مدة وبعد ذلك خرجنا سوية ،فرآني جابر وقد أصبت بالذهول فقال: هل تريد أن تذهب إلى الكوفه .





لاتستغربوا إن هذه الأمور لها جذور قرآنيه .ناهيك عن العرفاء والتجربة وتاريخنا ،فإذ لم تكن هذذه الأمور ذات جذور قرآنيه ماكنت قد تحدث لكم عنها ، نقرأ في تفسير القرآن الكريم حول " آصف بن برخيان " أحد تلاميذ حضرة سليمان : عندما جاءوا بالخبر ،كان هو يعلم بالخبر بأن بلقيس تحكم في اليمن ،وإن الناس هناك يعبدون الأصنام .

قال حضرة سليمان : من الذي يستطيع أن يأتي بعرش بلقيس؟ القرآن يقول : ( قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ...) ثم يقول : ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك ) .

قال :إئذن لي بأن آتيك بعرش بلقيس في لمح البصر ،أغمض عينيك ثم افتحها سيكون العرش جاهزاً ( قبل ان يرتد إليك طرفك ) فأذن له .
فجاء آصف بن برخيا بالعرش في لمح البصر ،القرآن يقول أنه جاء به ،ماهذا العلم ياترى .

كيف يمكن للإنسان أن يدرك هكذا؟
إذ أراد ان يدرك ،هذا هو السبيل عليه أن يسير في الملكوت، وأن يسيطر على النفس وأن يهذب البعد الحيواني وأن يلجم هذا الحصان الجامح ويمتطيه ،حينذاك يصبح جابر الجعفي وآصف بن برخيان .

هذا الموضع طرحته بصورة عريضه ،ولم أقد ان اتناوله بهذا الشكل، الأمر الذي أود أن أسترعي أنباهكم نحوه وأعلم انكم تعانون من نقص شديد في هذا المجال ،هو ان تتعاملوا مع القرآن ،القرآن فيه أشياء كثيرة كلما تريدونه في حياتكم موجود في القرآن وللأسف نحن لانتعامل مع القرآن ،إذ أردتم نور بصيرة والعلم وان تسخروا عالم الملكوت وسلامة الدنيا والآخرة ،عليكم بالتعامل مع القرآن .




الإمام السجاد (ع) يقول : إذ ماتت الدنيا وبقيت مع القرآن ،فلن أخشى شيئاً ،بمعنى لن أخشى أحداً مادمت مع القرآن ،هذه الآية الشريفه تصف القرآن بمايلي :
(قال الذي عنده علم من الكتاب) أولئك الذي درسوا الأدب وهم الآن موجودون في مجالسنا يعلمون بأن كلمة "علم" قد جاءت بصورة نكرة وتدل على القلة وتنوينها تنوين التنكير ويدل على القله حيث يصبح معناها هكذا " اي آصف بن برخيا " كان عنده علم قليل من القرآن استطاع أن يقوم بهذا العمل ،يقول الصادق (ع) : "علم آصف بن برخيا " بالنسبة إلى القرآن وبالنسبة لنا كقطرة في البحر .

وحسب رواية الإمام الصادق (ع) وحسب القرآن وبالذات ،كانت لديه قطرة من علم القرآن وتمكن من أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى الشام بلمح البصر ،هذا علم، لذلك قلت :لاتظنوا بأن جابر الجعفي خرافات التاريخ ،كلا ، إن له جذور قرآنيه ،إن إمتطى الإنسان البراق كما إمتطاه النبي وذهب حيث كان جبرائيل الذي قال :
(لودنوت أنملةٌ لأخترقت) بمعنى أذهب انت فلا مكان لي هناك، ولو أقتربت قيد أنمله لأحترقت ،كما أمتطى النبي (ص) البرق وذهب إلى مكان الذي لانعلم أين هو ، الإنسان أيضاً هكذا هو سياقه التكاملي ،فليس فقط يستطيع أن يسخر الفضاء وعالم المادة بل بإمكانه أن يسخر عالم الملكوت ،ليس فقط عالم الملكوت بل يمكنه أن يصل إلى مكان يجد فيه ربه كما يجد الإنسان الظامىء العطش .

أنتم عندما تشعرون بالعطش كيف تشعرون به ،مرة قد يصل الأمر بأن يسمونه بعالم الفناء ،يقولون بعالم القرب بعالم اللقاء ،لقد تحدثت في واحد وعشرين موضوعاً حول عالم اللقاء وأساساً هذا هو الغاية من خلق الإنسان .

لو استطاع الإنسان أن يسيطر على هذا البعد المادي والبهيمي ،وأن يتغلب البعد المعنوي على البعد المادي يستطيع أن يصل إلى أي مكان يشاء ، من العبث أن يقول إنسان ما لاأستطيع ،إذ لم يستطع فإنه لايريد الحركة بإتجاه التكامل ،إذ أراد الإنسان كل شيء فذلك ممكن ، ويستطيع الإنسان أن يحققه وهذا هو معنى الآية الشريفه : ( إنا عرضنا الأمانه على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الإنسان وحده إنه كان ظلوماً جهولاً )

إلا أن هذا الإنسان الذي قبل الأمانة ،يمارس الظلم والجهل بحق نفسه ،القرآن يقول: ( ظلوماً جهولاً ) مستعملاً صيغة المبالغة ،وهذه الحقيقة إن الإنسان يمارس الظلم والجهل بحق نفسه بصورة مستمرة .






الإنسان يجهل نفسه وهذا هو مصدر متاعبنا الراهنه ،الغرب والشرق ،الحضارة والعلم لم يعرفوا الإنسان ،ولأنهم لم يعرفوه نرى كافة النظريات التي قدمها فلاسفة الغرب ولاسيما علماء الأخلاق تفتقر إلى معرفة الإنسان .
كتاب " إسلوب البحث عن الأصدقاء " يتحدث حول الأخلاق ،أخلاق الغربيين ماذا يفعل الكاتب في كافة أجزاء الكتاب الذي طبعت منه ملايين النسخ منه وهو كتاب جيد إنه يقول : إذا كنت خلوقاً ستجذب المزيد من الزبائن . يضرب عدد من الأمثلة للبائعين ...إذ كنت بشوشاً ودمث الخلق ستكون محبوباً ،يضرب بعض الأمثله للمعلمين ،وبعض الأمثله لمديري المعامل وحتى نهاية الكتاب ،يفترض الكاتب الإنسان كحيوان آحادي الأبعاد ، الكل يحسبون الإنسان آحادي الأبعاد ،يتصورون أنه لايفهم إلا مصدر كافة المتاعب يمكن في عدم معرفتهم وجود دور الإنسان ،مهندس ألماني يريد أن يزن قيمة الإنسان وبعد المحاسبة توصل إلى قيمة عشرون ماركاً (80) توماناً لماذا؟ يضيف المهندس الألماني : الإنسان يملك 4 كيلو من الكلس وكان قد قدر ذلك من الناحية الفزيائية والكميائية ،وكذلك 5 كيلو حديد ،3 كيلو سكر ....إذاً سعر الإنسان الواحد 80 تومان ،حين قرات هذه الجملة سخرت من هذا المنطق الهزيل .

أمير المؤمنين يؤكد في أحد الروايات نفس هذا الموضوع
" من كان همه بطنه فقيمته مايخرج منها "
إذ أراد الإنسان أن يصب جل إهمامه على بطنه ، فليس له أية قيمة إطلاقاً ،قيمته مايخرج من بطنه حقاً إن هذا الإنسان لجهول، بمعنى أنه لم يعرف نفسه ، عالم اليوم لايعرف الإنسان ،نحن لم نعرف أنفسنا لذلك ننسج كدودة القز حول انفسنا حتى نكاد نختنق ،ليل نهار من أجل البطن ،من أجل حب الدنيا ،والرئاسة ،لانمضي فقط بل نذنب أيضاً من أجل ذلك .

يعتبر هذا كدودة تتخبط في المزبلة كما تؤكد ذلك الروايات
هذه هي قيمة الإنسان الذي يفكر في بطنه ويهتم بالجانب المادي ،الإنسان الذي لايعلم إلى أي مدى يمكنه أن يصل،الذي لايعلم أنه قد يصل إلى مرحلة أن يقول له جبرائيل: أنا خادمك ،الإنسان الذي يستطيع أن يصل إلى القرب الإلهي ،يهوي إلى القاع بسبب حب الدنيا والذنوب .

نقرأ في الروايات: أن البعض في يوم القايمة لديهم منازل وغرف من اللؤلؤ ،لاأعلم ماذا تعني ؟ ثم يقول : ( فأنظر إليهن سبعين مرة وأكلمهم ،من الحي الذي لايموت إلى الحي الذي لايموت ) .





يتبــــــــــــــع >>


توقيع : مريم محمد

من مواضيع : مريم محمد 0 اللطف والشدة بين المرأة والرجل
0 عزيزي آدم الزوج
0 الوريث
0 افتتاح أعلى مطعم في العالم في دبي
0 سفرة ام البنين

الصورة الرمزية مريم محمد
مريم محمد
عضو ذهبـي
رقم العضوية : 36059
الإنتساب : May 2009
المشاركات : 2,809
بمعدل : 0.50 يوميا

مريم محمد غير متصل

 عرض البوم صور مريم محمد

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : مريم محمد المنتدى : المنتدى الثقافي
افتراضي
قديم بتاريخ : 21-04-2010 الساعة : 03:53 PM




أني أتكلم ومن ضمن كلامي أقول: دع أهل الجنة مع أطعمة الجنة وحور العين ،ولكن ليكن طعامكم كلامي ولذتكم التحدث معي .
هذه الأمور تحتاج إلى ذوق أرقى لذةٍ للعاشق هي أن يختلي بالمعشوق ،هذه ذروة اللذه .
لايمكنه أن يتذوق لذة أخرى ،الأكل والشرب لاقيمة لهما بالنسبة له والأرقى من ذلك حديث العاشق والمعشوق ،والأرقى من ذلك أن يتحدث المعشوق إلى العاشق ،هذه اللذة اللذة الذي يحظى بها العاشق من المعشوق لذةٍ معنوية ،بمعنى أنه مستعد ان يتخلى عن اللذة المادية وماهو حيواني ،وكذلك كل ما في الدنيا ،من أجل أن يقول لمعشوقه : أحبـــك .

هذا مايقوله القرآن الكريم : ( ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي ).
يامن تمكنت من أن تسيطر على نفسك وجانبك الحيواني ،يامن وجدت جانبك الناسوتي وضالتك ونفسك المطمئنة ،تعال ،تعال ،إلى أين ؟ ( إرجعي إلى ربك ) تعال ، تعال ، تعال نحوي .

لايقول : نحو الجنة ،لأن الجنة لاتساوي شيئاً للإنسان ،الإنسان خلق لذهاب إلى الجنة ،خلق ليتخلى عن الدنيا والجنة من أجل معشوقه : ( إرجعي إلى ربك راضية مرضية ) المعشوق الحقيقي يقول : أيها العبد ،أنا راضٍ عنك ،أحبك أنا راضٍ عنك .

هذا الإنسان من وجهة نظر القرآن الكريم إنسانٍ راقٍ جداً.
ولكن لو حدث العكس بمعنى أنه إنجرف نحو السقوط وتم تركيب بعده المعنوي حيث تغلب بعده الناسوتي ،حينها يهيمن البعد الحيواني ويمتطي الروح مثل معاوية الذي يمتطي عقله.

العقل يعمل لحسابه ،أنه يتحرك أيضاً ولكن أية حركة ؟ حركة نزولية ،لايمكن للإنسان أن لايتحرك ولا يتكامل ،ولكن أي تكامل ؟ هنالك حرب دائمة تدور رحاها بين الروح والجسم ،ذلك هو الجهاد الأكبر .

الإنسان في حركة مستمرة ،تراة في حركة صعودية يصل فيها إلى الله : (إرجعي إلى ربك ) وأخرى حركة نزوليه ، القرآن يقول إن الإنسان في الحالة الأخيرة يصبح أرذل من أي مكروب : ( إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ) أرذل من أي مكروب ،مامدى الضرر الذي يلحقه مكروب السرطان بالمجتمع والفرد ؟
يصبح أدنى من مكروب الجذام : القرآن يقول : إن الإنسان الذي ليس له عقل أو فكر قد مات الجانب المعنوي فيه وقضي عليه ،فإنه مضاره النفسيه أكثر من مكروب السرطان .

أيهما يلحق ضرراً أكبر بالعراق مكروب الكوليرا أم صدام ؟
إذ هيمنت إحدى الغرائز على الإنسان ،فهذا الإنسان لاشيء يسد نهمه ،وإذ تورط في الجريمة يصل إلى ماوصل إليه الحجاج بن يوسف الثقفي عندما حان وقت الغداء يأتي بأحد شيعة علي (ع) ويقطع رأسه ثم يتركه ينازع الموت ويرفس برجليه ، كان يتلذذ برؤية هذا المنظر البشع ،كان يؤكد مامضمونه :إني أستلذ حين أقتل شيعة علي . كهذا لديه حركه ،ولكن إلى أين ؟ القرآن يقول : إلى جهنم .





هناك رواية عن النبي الأكرم (ص) مفادها : أن النبي (ص) كان جالساً مع جبرائيل فسمعا صوتاً مدوياً ،هذا الصوت يسمعه جبرائيل والنبي ،فسأل النبي (ص) :ماهذا الصوت ؟ قال :هذا الصوت صخرة ألقيت منذ سبعين سنة في أحد آبار جهنم ووصلت لتواً إلى قعر البئر .

لقد فسر لنا أستاذنا الكبير قائد الثورة العظيم (قدس سره) في بحثه الأخلاقي هذه الرواية ،إذ قال معنى ذلك أن الذي يأتي إلى الدنيا وبدلاً من أن ينتج حركة صعودية ينتهج طريق إلى جهنم ويتقدم ،وبدلاً من أن يقوي يوماً بعد يوم علاقته مع الله يقوم بتوثيق علاقته مع الشيطان ،وبدل من أي يقوي الروح تتقوى رغباته وغرائزه ،فأعلموا أن أياً من هذه الرغبات التي تقدمتم بها تستشري يوماً بعد يوم ،وشخصاً كهذا قد إنتهج طريق جهنم وهو ميت الآن وبعد مرور سبعين سنة وصل إلى قعر جهنم .

هنالك حديث شائع يقول : إن أحداً وقع من الأعلى إلى الأسفل ،فرأوه في المنام ،وسألوه كيف حالك ياسيد ؟ قال : يكفي أن أقول إن كل مايقوله الروحانيون حول مجيء النكير والمنكر ،في ليلة القبر الأولى كذب في كذب ،فأنا عندما سقطت من الأعلى ،وقت في وسط جهنم مباشرة ،لقد كان صادقاً في كلامه لأنه لامنكر ولانكير لهؤلاء ،ويذهبون إلى وسط جهنم مباشرة .
الرواية تعني نفس الشيء لقد فسرها قائد الثورة العظيم تفسيراً حسناً .

حركته النزوليه إلى وسط جهنم (إليه الرجعى) ذلك يسير بإتجاه الله وهذا يتجه نحو جهنم ،وذلك يصل إلى الجنة والآخر إلى جهنم ،أما الفرق فهو أن : الذي يصل إلى جهنم ستكون حركته حركة ختاميه وكماله سيكون الإحتراق ،ولكن ذلك الذي كانت حركته السير في ذات الباري عز وجل فإن لذته لذة عاشق من معشوق ،لذة العبد من المولى ،ولايصل إلى النهاية لذلك إلى معرفة النفس .




إمير المؤمنين يقول :" كفى بالمرء جهلاً أن لايعرف قدر نفسه " ونحن لانعرف أنفسنا .
الراوي يقول : كنت في خدمة أمير المؤمنين (ع) عندما كان يحفر قناتاً وسط النخيل ،فخرج من القناة ظهراً ،وصلى صلاة الظهر والعصر ،ثم قال : هل هنالك طعام للأكل ؟ قلت : لدينا قرع مطبوخ ،قال : هتهِ ،يقول : جئت بقدر من القرع المطبوخ لعلي (ع) فغسل يديه الكريمه من ماء كان يخرج من بين الرمل وبدأ يأكل ،كان يناجي نفسه وأحياناً يقول : لعنة الله من دخل جهنم بسبب البطن . حقاً لتكن لعنة الله على شخص كهذا ،وكذلك لعنة الله على كل من يستغيب الناس حسداً وطلباً للجاه ويمارس القذف والنميمة ،ويصبح جهنمياً ،ولعنة الله على من يذهب إلى جهنم بسبب البطن ،ثم يقول : تناول طعام الغداء ثم ذهب إلى القناة وقام بالحفر بالمعول فأصاب بمعولهِ صخرةً ففار الماء بحيث غمر الماء العكر محاسن أمير المؤمنين (ع) ولم يستطع الإستمرار في العمل ،فخرج من القناة أما الأطفال والأقارب فجاءوا لرؤية علي(ع) ليشاهدوا الماء الوفير ويبدو أنهم فرحوا بذلك كثيراً .

وفي الوقت الذي لم يكن علي (ع) قد خرج بعد من القناة ، كانت إحدى قدميه على حافة القناة والقدم الأخرى على الحافة الأخرى ،قال : أعطوني قلماً ودواةً ،لقد كان عمله طيلة السنوات الخامسة والعشرين أنه أوقف أربعاً وعشرين نبعاً وقناةً ومزرعة للفقراء والضعفاء والمساكين ،يقول في تلك القناة كتب كتاب الوقف ،ثم قال : ياأولادي ،وياأقربائي ،لاتطمعوا في هذه القناة ،إنها ملك للفقراء والمساكين .
ماذا تقول لنا هذه الجملة ؟ علي إنسان لم تكن لذته مرتبطة بوجود القرع المطبوخ أو فقدانه فهي لذة حيوانيه .

لذة مولانا أمير المؤنين (ع) هي ان يتمكن من حفر القناة ويعثر على ماء ليزرع النخيل للفقراء والمعوزين ،إن هذه هي لذة علي (ع) وهذه هي الإنسانية .
الإنسان هو الذي تكون لذته معنوية أن يستلذ بالعثور على العلم وطلب العلم ،والبحث عن الحقيقة والإيثار والتضحية ،ان يسعد رفيقه ويحزن لحزنه ، هذا الشخص يسمى إنساناً .
قد يكون لدينا مايربو على خمسين رواية عن الإمام علي (ع) يقول فيها : أحب ماتحب لنفسك ومالا ترغب فيه لاترغبه للآخرين وإلا فلست بمسلم .






أيها السادة الكرام ،وأيتها الأخوات الفاضلات لو أقتديتم من الآن بهذه الرواية فستصلح جميع الأمور .
هل تحبذون أن يستغيبكم أحد؟ كلا . إذاً لاتستغيبوا أعراضكم انتم الذين لاترغبون أن ينظر احد نظرة شهوانية إلى أعراضكم،فلا تنظروا بها لأعراض الآخرين . لاتريدون أن يقذفكم أحد ويريق ماء وجهكم ، فإذا كنتم حقاً مسلمين فلا تقذفوا أحداً ، أنتم تريدون أن ينجدكم أحد عند الحاجة ؟ نعم . إذاً يجب أن تفكروا بالمعوزين .
أتريد أأن يحترمك الناس ،وأن لايهجمونك ؟ إذاً عليك دائماً أن تحترم شخصية الآخرين . هذا هو المسلم .

تعالوا نقتدي بهذه الرواية منذ الآن وخلاصة البحث هي : أنا إنسان ،لدي جانب ملكوتي ،أصل به إلى أي مكان أريده ،أستطيع أن أصل إلى مرحلة أرفض الدنيا وزخارفها حين أواجه الذنوب ،إذاً من الأحرى أن يعمر بعدي الملكوتي . هنالك حرب بلا هوادة بين البعد الملكوتي والمادي ،كل واحد يريد أن يصرع الآخر . تعالوا نترك الذنوب في حياتنا . لتكن هذه الرواية قدوتكم في الحياة ،لكي تكونوا منتصرين دائماً في هذه المنزلة التي سماها النبي الأكرم (ص) : " الجهاد الأكبر"
إن لم تكن هكذا ،فالذنوب أحسن غذاء وقوة للبعد المادي .
الذنوب يمكنه أن يزيل إنسانية الإنسان ،إذاً الذنب يجعل الإنسان أرذل من أي حيوان ،يغطي العقل ويحجب القلب والوجدان الأخلاقي ،وأخيراً فإن الذنب يولد الفظاظة للإنسان ويقتل الوجدان الأخلاقي ويصل إلى مدى يقول القرآن عنه :
( أولئك كالأنعام بل هم أضل ) أولئك ليسوا بشراً ،إنهم حيوانات بل أدنى من الحيوان . البحث لم يكتمل بعد ،أرجو أن :

1/ تتمعنوا في هذا الكلام ، إذا كان لديكم انتقاد أو أي شيء آخر فسنتحدث حوله لاحقاً إن شاء الله لذلك راجعوا أنفسكم في كل ماتحدثنا عنه .

2/ إذا تقرر أن تشاركوا في الجلسات بنظم أموركم لأنكم انتم العاملون في المجال التربيه والتعليم ويجب أن تجسدوا النظام أمام الآخرين .





مع تحيــــــــــــــــــــات فراشـــــــــــــــات الزهـــــــــــــــــــــراء






توقيع : مريم محمد

من مواضيع : مريم محمد 0 اللطف والشدة بين المرأة والرجل
0 عزيزي آدم الزوج
0 الوريث
0 افتتاح أعلى مطعم في العالم في دبي
0 سفرة ام البنين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 04:07 PM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية