لقاء خاص مع الكاتبة و الاديبة خولة القزويني حول"حجابكِ عفافكِ"
بتاريخ : 01-06-2010 الساعة : 08:23 PM
هي أسوة للأمهات وقدوة000000يترسم القمر المنير خطاها
لما شكا المحتاج خلف رحابها 00000رقت لتلك النفي في شكواها
جادت لتنقذه برهن خمارها 00000يا سحب أبن نداك من جدواها
نور تهاب النار قدس جلاله 00000ومنى الكواكب أن تنال ضياها
بنور الزهراء المنبعث في الأرجاء وبطرف خمارها علقنا آمالنا وانطلقنا بهدف واحد وهو خدمتها وإحياء ليلة ميلادها المباركة
وفي مسيرنا نحو الهدف استوقفتنا محطة نيرة
قررنا التجوال بين أركانها لنحظى بما يخدم مولاتنا الطاهرة
طرقنا الباب
وأي باب كان ... باب للفكر والأدب
باب طالما استمعنا بما خطت صاحبته من روايات
فرحنا بأفراح شخصياتها وبكينا لما يلم بهم من أحزان
تأثرنا بقلمها الرائع وجذبنا اسمها واصبحنا نتتبع جديدها
هو باب للأديبة الرائعة خولة قزويني
فتح الباب وبعد الترحيب قمنا باخبارها إننا سنقدم برنامجاً خاصاً لخدمة الزهراء البتول فهل نجدك معيناً لنا
فحضينا بالقبول والإستجابة
فكم هي رائعة أديبتنا بأخلاقها السامية و بقلمها المتألق
نترككم مع حورانا واسئلتنا للأخت الفاضلة وإجاباتها :
س1/ ما هو الحجاب الشرعي الذي يجب أن ترتديه كل فتاة؟
ج1: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد أشرف الخلق وسيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى سيدة الطهر والعفاف بضعة المصطفى وأم المعصومين فاطمة الزهراء عليها السلام.. وبعد..
قال الله سبحانه في سورة الأحزاب المباركة آية 59
"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين".
وفي آية أخرى "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" سورة النور آية 31
الحجاب الشرعي هو غطاء الرأس أو الخمار الذي يغطي الشعر لأنه
أحد الجمالين كما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينبغي أن
يغطي الخمار ذقن المرأة بحيث لا يرى إلا قرص وجهها ويشترط في
الجلباب أن يكون فضفاضا حتى لا يحسر تقاطيع جسد المرأة فيبرز
تفاصيله المنحوته وتضاريسه الجاذبة للرجل ولهذين النقطتين من اللباس شروط هامة هي:
أ- أن لا تكون بألوان ملفتة للنظر.
ب- أن تكون مصنوعة من قماش سميك بحيث لا تشف على الجسد.
ت- أن تكون متناغمة مع مظهر الحجاب الشرعي لذلك المجتمع حتى
لا تشتهر الفتاة في ثيابها المختلفة أو المتميزة عن غيرها من النساء والفتيات.
س2/ وما هو الحجاب من وجهة نظرك سيدتي؟
ج2: الحجاب في مفهوم الشرع له بعدان البعد المادي والبعدالمعنوي
فأما البعد المادي قد ذكرته في السؤال الأول وهو الحجاب
الشرعي الذي يغطي شعر المرأة والجلباب الواسع الفضفاض والذي استعضنا عنه بالعباءة في مجتمعاتنا الخليجية لأنها تؤدي ذات الغرض.
نأتي إلى البعد المعنوي وهو جوهر الحجاب والمراد به العفة كمعنى
وقيمة أخلاقية فالمرأة لا تتستر عن الرجل بالمظهر الشكلي فحسب
بل هناك نظام خُلُقي وروادع نفسية تحجبها عن مخالطة الرجال إلا
للضرورة وفي بيئة إيمانية صالحة وهناك قضايا تدخل ضمن إطار الحجاب منها:
1- غض البصر:
قال الله تعالى في سورة النور المباركة الآية 31
"قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها..".
فالعين مرآة الروح تعبر عما بداخلك من مشاعر وعاطفة وبمجرد أن تقع عينا المرأة في عيني الرجل تنقدح شرارة الرغبة التي تستدرجهما إلى علاقة آثمة تحت عنوان الحب المزيف أو الصداقة.
2-الزينة:
مثل لبس الخواتم والأساور أو الماكياج كالاكتحال وزج الحاجبين بشكل مثير فإنها أدعى إلى لفت الأنظار وإثارة الفتنة.
3- صوت المرأة
يقول الخالق عز وجل في سورة الأحزاب المباركة الآية 32
"فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض"
إن صوتك الناعم والمتغنج والذي تدخل فيه طاقتك العاطفية لهو
عامل محرض لشهوة الرجال فاختصري الحديث مع البائع، مع ابن
العم، مع الجار، مع طالب الجامعة، واتخذي نوعاً من الجدية
والرزانة حتى لا تنزلقي إلى الفتنة فإن الميوعة ولحن القول وتنغيم النبرة
والمزاح تورث قساوة القلب وتجرفك دون وعي إلى مستنقع الذنوب والآثام.
4- العطر:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أيّما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية". ميزان الحكمة الحديث 11034
احذري التطيب بالعطر فإنها محفزة لرغبات الرجال ومثيرة لشهواتهم
وقد يكون العطر من أخطر وسائل الغواية الشيطانية فاجتنبيها إذا
خرجت إلى مجمع من الناس، سوق أو جامعة، أو شارع فإنك قد تتعرضين إلى الملاحقة المؤذية.
5- المشية المتزنة:
للأسف بعض الفتيات يتمايلن في غنج ودلال بغية لفت الأنظار سواء
في أروقة الجامعات أو في الطرقات ويحاولن تقليد العارضات
والفنانات ويتلفتن بطريقة مريبة ويغمزن ليجذبن الرجال ولا يعلمن
أنهن يهدرن كرامتهن ويتنصلن عن التهذيب وينسلخن عن ثوب
العفة... فالمشية المتزنة الوقورة تكللك بمهابة وشموخ وتفرض احترام
الآخرين وتكسبك جمالاً سماوياً وألقاً نورانياً قد لا تشعرين به لكنهم يشعرون به ويتأثرون به تماماً.
6- لا تتقدمي الرجال:
خدعوكِ حينما قالوا لكِ (السيدات أولاً) فإن المرأة العفيفة هي التي
تمشي خلف الرجل، وتذكري ابنة شعيب وسلوكها المهذب مع النبي
موسى عليه السلام حينما جاءته تمشي على استحياء تسأله العون
وهي مطرقة ثم مشت خلفه ناحية بيت أبيها، فالرجل هو من يتقدم
المرأة ليدرء عنها الأخطار، فليس من اللائق أن يستدبر الرجل
المرأة فتقع عيناه على محاسنها.
وإن اضطرت المرأة أو الفتاة أن تتعامل مع الرجل بمقتضى العمل أو
الدراسة ينبغي أن تحرص على وضع مسافة أو حاجز إن أمكن كما
يقول البارئ عز وجل "وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء
حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" سورة الأحزاب آية 53
7- الخلوة بالأجنبي
قال رسول الله (صلى) " ما اختلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".
فإن الخلوة بالرجل الأجنبي مفسدة لها تداعيات سلبية على باطن
الإنسان والذي سيرتع ويعشعش فيه الشيطان فيبرر له كل ما تهواه نفسه.
8- الاختلاط:
الاختلاط الغير متحشم في الأسواق والمجمعات التجارية وعلاقات
الصداقة والحب والمخالفات الأسرية والمزاح مع ابن العم وابن الخال
كلها أجواء تُسيء إلى حياء الفتاة وتنخر في عفتها النفسية
وتستدرجها إلى هاوية الضنك والشقاء فيوقعها الشيطان بشباكه فإذا بها للحجاب مستنكرة ومن العفة نافرة.
س3/ لكل بلد عادات وتقاليد في الحجاب.. فهل لك أن تذكري لنا نماذج للحجاب مرت عليكِ؟ وما رأيك في كل نموذج؟
ج3: أعتقد حجاب بعض أخواتنا المصريات المتدينات فيه جانب
كبير من الشرعية فالجلباب واسع والخمار يغطي رأسها وينحدر حتى خصرها فلا ملامح من جسدها بارزة.
"في الخليج" ترتدي المؤمنات العباءة وهي الأستر والأفضل وفي بعض المناطق يرتدين النقاب والبوشية.
"في إيران" المتدينات نجدهن أكثر تشدداً في الحجاب لأنهن لا
يظهرن وجوههن إلا الجزء القليل بحيث لا يمكنك أن تتعرف على
ملامحهن بشكل جيد حرصاً منهن على التستر وإذعاناً في العفة وفي
لبنان وسوريا تتفاوت النساء والفتيات في حجابهن فلكل مجتمع له
ظروفه المناخية ووضعه الاجتماعي وتقاليده وكلها في ظني نماذج جيدة
طالما كانت ساترة للمرأة وفي سياق المعايير الشرعية.
س4/ لماذا أوجب الإسلام الحجاب على الفتاة إذا بلغت سن التكليف؟
ج4: لأن الفتاة تنضج كالثمرة الشهية التي يُخشى عليها من أذى
العابثين فهي آية في الجمال الإلهي بتقاطيعها الرقيقة بجسدها الفاتن
وبصوتها الأنثوي الحالم... هي بحق جوهرة ثمينة يتدفق منها ذلك
الإشعاع الوضاء فهل تترك دون ساتر فتتناهبها الأنظار ويتخطفها
سُراق العفة إذ يدرك رب العباد أن حجابها غلاف من نور يردع أذى
الذئاب المتربصة لها في الطرقات والشوارع ومهابة تصون أنوثتها من الابتذال.
فكم من فتاة اغتصبت وانتهكت بسبب تبرجها الصارخ واستخفافها بأمر العفة والحجاب فعاشت في شقاء وعذاب.
س5: ما هو تأثير الحجاب على الفتاة؟
ج5: الحجاب يصون الفتاة ويحميها من التحرش ويردع عنها الأذى.. ويضفي عليها هالة وقار ونور مهابة فلا تجد في حراكها
اليومي حينما تخالط مجتمعها أي ضيق أو قيد إنها حرة أكثر من
السافرة لأن العيون تترصدها وتلاحقها وتتابعها فتنطلق بأريحيتها وبكامل ثقتها بنفسها.
س6: هل العفة مرتبطة ارتباط كلي بالحجاب؟
ج6: كما قلت في البداية الحجاب كثوب أو لباس مادي لا يكفي
ما لم يرتبط بأخلاق الحجاب وتبعاته السلوكية المتمثلة بغض البصر،
عدم التزين، الوقار، الاتزان إلخ هناك روادع داخلية لا يطلع عليها
إلا الله سبحانه والمتمثلة بنية الإنسان وضميره فالفتاة العفيفة لها
حارس في باطنها يردعها عن فعل فاحشة أو نظرة محرمة أو حركة
س7/ لقد بدأ الغرب في الآونة الأخيرة في هجمة على الإسلام بمنع المسلمات اللاتي يعشن في بلادهم من ارتداء الحجاب.. ما هو رأيكِ بفعلهم؟ وبما تنصحين المسلمات اللاتي يتعرضن لهذه الهجمة؟
ج7- أولاً: هذا دليل قاطع أن الغرب يدرك جوهر ومضمون
الحجاب و أثره الكبير على المجتمع لأنه قد فهمه بالمنظور الاجتماعي
والفكري فالحجاب هوية تجسد سلوك و معتقد اسلامي له أثر خطير
على مجتمعاتهم ولهذا حارب الحجاب وضغط على المحجبات المسلمات
وضايقهن رغم أن الكثير من المفكرين والكتاب الغربيين أعجبوا
بالحجاب وأشادوا فهذا هتشكوك المخرج الانجليزي الراحل الذي
يبدي إعجابه بستر المرأة الشرقية الذي حفظ أنوثتها وكرامتها وينتقد
البعض ممن يقلدن المرأة الغربية التي تفتقد إلى هذه الأنوثة والجمال بسبب انحلالها وتبرجها.
ونتساءل هنا على هامش هذا الموضوع أين هي الحرية التي ينادي بها الغرب ويتبجح وقد تسربل في التناقضات والازدواجية؟!
وأشد على أيادي أخواتي وبناتي المجاهدات اللاتي قاومن هذه
ونفتخر بهن جميعا ونقول لهن نحن معكن في هذا المعترك حتى ينتصر دين الله وتعلو كلمته فوق كل الأمم والبلدان.
س8: هل تستطيعين أن تصفي لنا حجاب الزهراء عليها السلام؟
ج8: الزهراء عليها السلام كانت جليسة دارها لا يدخل عليها رجل
إلا سلمان الفارسي بحكم حالته المعروفة وهي التي قالت خير للمرأة
أن لا يراها رجل ولا ترى رجل، فكانت تنجز أعمالها من باب
دارها حتى داخل البيت والإمام أمير المؤمنين من باب الدار وحتى
خارجه وكل منهما يقوم بأدواره ومهامه لكنها كانت عالمة وهي في دارها
رفدت من معين النبوة أصفى الشمائل وأنقى الخُلق وحينما تعرضت إلى
الظلم واغتصب حقها وانحرفت المسيرة خرجت لتخاطب جمهور
المسلمين كانت في كامل سترها وحجابها فذكر الرواة أن مشيتها كانت
تشبه مشية رسول الله وقاراً واتزاناً واعتدالاً، ولا يرى لها أثر
ظاهر من بدنها، ورداءها كان يخط الأرض وحينما انتهى بها المقام
عند جمهرة النساء ضربوا لها حاجباً وساتراً بينها وبين الرجال عند
ذلك ألقت خطبتها الشهيرة التي عبرت عن هويتها، هوية الإسلام الراسخة الصادقة.
من هنا نفهم أن كثرة خروج المرأة من دارها غير مستحب ومستقبح اللهم إلا للضرورة. والضرورة هنا كما في مشهد الزهراء فضح المؤامرة
على الدين وكان لابد لبضعة المصطفى أن تفسد هذه المؤامرة وتكشف المخطط الآثم رغم ثكلها وعناءها...
فالروح العقائدية العملاقة هي الحجاب المعنوي الملازم لحجابها
وخدرها فبهذا الحضور المهيب أذلت أعناق الرجال ونكست رؤوسهم
فالزهراء تضرب لنا مثلاً في الشخصية الإيمانية المتعففة التي لم يقف حجابها عائقاً لحراكها الجهادي.
س9/ هل للسيدة زينب عليها السلام دور في الحفاظ على هذا الحجاب؟
ج9: بالتأكيد فالحجاب الزينبي كان ثورة قيم في وجه النظام الفاسد
الذي أدخل الفسق والفجور في المجتمع المسلم، ورسالة قيم ناصعة
للمرأة التي غيب وعيها حكم يزيد ورسالة السيدة المجاهدة زينب
أمانة في عنق كل مسلمة فحواها أن الحجاب قوة، قوة العفة التي
يخشاها الجبابرة والطغاة على مر التاريخ، الحجاب الذي يترجم قوة
العقيدة والإصرار على الدين، كان حجاب زينب في يوم عاشوراء
عنوان ورمز نسوي يقف إلى صف الرجل في خط متوازٍ، في ملائمة
وانسجام جبهة الإيمان الرافضة للظلم والتزوير والخداع.. فكانت بأبي
وأمي مخدرة، خفرة، لها منطق أبيها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
لم يرَ رجل ظلها أبداً لكنها خرجت من الخباء نصرة لإمام زمانها
وأخيها الحسين (ع) فكانت بحق نموذجاً مماثلاً لأمهـا الزهـراء (ع).
س10/ أين بنات الزهراء في حجابهن اليوم من حجابها سلام الله عليها؟
ج10: بنات الإسلام يتعرضن إلى غواية الغرب الذي تسلط
بثقافته و عولمته البغيضة على قيمنا وهويتنا فاتخذ من المرأة هدفاً
ووسيلة لاختراق عقيدتها ومعتقداتها فهو لم يأتيها مباشرة ويطلب
منها أن تنزع الحجاب بل ميّع الحجاب كفكرة، ميّع الحجاب كلباس
محتشم حتى استنكفت الكثيرات منهن الحجاب وأدخلن عليه رتوشاً
و تفانين، و تجملن باسم الحجاب وهن في الواقع يمارسن سلوكاً مريباً
يسيء إلى العفة والحياء ويحسبن أن ما يفعلنه تمدن وتقدم وفي الحقيقة
هن ينتقصن من كرامتهن وينسلخن عن هويتهن فعشن مضطربات
ومتذبذبات لا هن سافرات ولا هن محجبات تمزقهن الصراعات
النفسية والأهواء الشيطانية فإذا بالسعادة والرضا سراب لأنهن
س11/ بدأت العباءة القديمة الواسعة تتلاشى تدريجيا وكلما مر زمن ازداد ضيق العباءة وتفصيلها.. وأصبح الكثير من الفتيات يستخدمن الألوان الملفتة مضاف إليها الإكسسوارات المغرية.. فما رأيكِ بتأثير
التطور على العباءة وسترها؟ وما رأيك بما يحدث من زبرجه وزينة
مبالغ فيها من قبل بعض الفتيات؟ رسالة تبثينها إليهن عبر الموقع؟
ج11: الإسلام دين الحياة، يتناغم مع فطرة الإنسان وينسجم مع ظروفه الاجتماعية.. والفتاة بطبيعتها تميل إلى الزينة والتجمل وهذا
أمر فطري وفي سياق حقوقها الإنسانية لكن يا حبذا لو كان هذا
الجمال في إطار شرعي كحفلة خاصة تضم نساء وفتيات أو في مناخ
عائلي نقي، إذ بإمكان الفتاة أن تنفس عن رغبتها وميلها في التزين
دون قيد أو شرط لكن عندما تخرج إلى الشارع، إلى الجامعة، إلى
وظيفتها ينبغي أن تتستر لتصون هذا الجمال، ولتحفظ هذا الرونق
حتى لا يكون مبتذلاً ورخيصاً يتمعن به القاصي والداني الوضيع والسافل. ولا تفترسها العيون النهمة فتهين كرامتها وكبريائها فلو شبهنا
الأمر ببضاعتين بضاعة ثمينة كالذهب أو الماس وبضاعة رخيصة كأي ثمر يباع ويعرض في السوق.. نلاحظ أن الذهب يحفظ ويصان بكل
حرص وحذر لأنه ثمين، نفيس، بينما البضاعة الأخرى تعرض مكشوفة أمام الناس وفي متناول اليد لأنها رخيصة! ولو أدركت
حكمة الله عز وجل وغايته في تشريع الحجاب لسجدت له شاكره
ليل نهار لعظيم فضله سبحانه عليكِ لأنه يدرك أن الحجاب ما هو إلا تقدير لأنوثتك الثمينة والتي يعمل أعداء الإسلام على تشويه
معناها الحقيقي وإضفاء بريقاً مزيفاً من خلال التجمل الظاهري والذي
يعكس ثقافة سطحية لا تكشف عن الباطن الجميل والروح العذبة
والحياء الساحر فيك، أرادوا تسويق الابتذال من خلال مظاهر خداعة تلهيك عن العمق والمضمون.. فالفتاة المستورة المتحفظة هي الأوقع في قلب الشاب السوي الذي فطر على حب العفة والحجاب. ربما لا تعرفين كيف تستهلك هذه الزينة هالتك ورونقك وسحر
جاذبيتك، إنها كنوز مدفونة لا يريد الخالق عز وجل إلا ليسترها،
ليحفظها حتى لا تطاردين كالفريسة، حتى لا تخسرين كرامتك
والعباءة تاج المهابة والهوية التي تجعلك واقفة أمام التبرج والسفاهة
شامخة أبية، فخورة عزيزة انظري إلى المرأة اليابانية كيف تعتز بزي
الكومينو لأنه رمز لحضارتها وتراثها، والهندية التي تحتفظ بالساري
كهوية لقوميتها فلما تأنفين من العباءة وتميعين صورتها الفخمة والمنيعة
فهي التي تردع عيون الذائب وتردها خاسئة مدحورة، إن الله عز
وجل جميل ويحب الجمال لكن اعرفي أين تتجملين ومع من تتجملين
لا ترمي سهمك في قلب الحسين لا ترشقي زينب بحجر العصيان والضلال.. فما قتل الحسين إلا من أجل أن يحفظ الشريعة، قدم
دمه قرباناً كي نسعد حينما نطبق تعاليمه، ما خرجت زينب إلا لتحفظ
لا تقفي عنيدة في معسكر يزيد لا تنتهجي نهج بني أمية فهم من حرفوا
الدين وميعوا الشريعة.. عاهدي الحسين، عاهدي زينب أن
العفاف أمانة والحجاب عهد وميثاق والعباءة ستر وهدى..
وتأكدي أن مفكري الغرب يدركون أن الستر الشرعي قداسة
واحترام لإنسانية المرأة وهذه شهادة من كاتب أمريكي كتب في كتابه
"بين البرقع والبكيني – فسوق المرأة الأمريكية يقول:
"لستُ خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً
مما لا يدعوني للدفاع عن البرقع هنا- لكني أدافع عن بعض من القيم
التي يمثلها البرقع"
بالنسبة لي فالبرقع هو–التستر- يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها فهم فقط يرونها وذلك تأكيد لخصوصيتها".
تركيز المرأة منصب على بيتها العش الذي يولد أطفالها، هي الصانعة
المحلية، هي الجذر الذي يبقى الروح للعائلة، تربي وتدرب الأطفال،
تمد يد العون لزوجها وتكون ملجأ له... على النقيض ملكة الجمال
الأمريكية وهي ترتدي البكيني فهي تختال عارية تقريباً أمام الملايين
على شاشات التلفزة وهي ملك للعامة، تسوق جسدها إلى المزايد
الأعلى سعراً، هي تبيع نفسها بالمزاد العلني كل يوم،في أمريكا المقياس
الثقافي لقيمة المرأة’ – هو- جاذبيتها وبهذه المعايير تنخفض قيمتها
بسرعة، هي تشغل نفسها وتهلك أعصابها للظهور"!
هذه هي الحقيقة التي يشهدها الغرب لأنه عاش كوارث التبرج
والسفور فوجد أن ستر المرأة حصانة للمجتمع وكرامة لإنسانيتها فلا
يخدعنك بريق التبرج فتستخفين بالحجاب والعفة وتذكري أن عصيان الله عز وجل ضلال وعذاب.
قال الله عز وجل "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله
أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضلّ ضلالاً مبينا" سورة الأحزاب آية 36.