|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
نووورا انا
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
بتاريخ : 25-06-2010 الساعة : 03:33 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
الأوّل: حق الوجود:
كما في توقيع الإمام المهدي عليه السلام المروي في الإحتجاج: (فإنا صنايع ربنا والناس بعد صنايع لنا).(12) ويحتمل الحديث عدة معان:
المعنى الأوّل: ما روي في الاحتجاج. انه اختلف جماعة من الشيعة في أن الله عز وجل فوّض إلى الأئمّة صلوات الله عليهم أن يخلقوا ويرزقوا.
فقال قوم: هذا محال، لا يجوز على الله تعالى لأن الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عز وجل, وقال آخرون: بل الله عز وجل أقدر الأئمّة على ذلك وفوّض إليهم فخلقوا ورزقوا، وتنازعوا في ذلك نزاعاً شديداً.
فقال قائل: ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان, فتسألونه عن ذلك ليوضح لكم الحقّ فيه فإنه الطريق إلى صاحب الأمر، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلّمت وأجابت... إلى قوله... فكتبوا المسألة وأنفذوها إليه فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته: إن الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسّم الأرزاق لأنه ليس بجسم ولا حال في جسم ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. وأمّا الأئمّة عليهم السلام فإنهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألون, فيرزق، إيجاباً لمسألتهم وإعظاماً لحقهم.(13)
حيث يشير هذا التوقيع الشريف الصادر من الناحية المقدسة وبصراحة إلى وسائطية أهل البيت عليهم السلام في إيصال الفيوضات الإلهية إلى سائر المخلوقات, وإلى هذا تضمنت الإشارة أيضاً في دعاء الندبة: (أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ).(14) ونسبة الفعل إلى السبب والواسطة كثيرة جداً في العرف واللغة.
المعنى الثاني: إنه العلة الغائية والغرض الحقيقي من خلق جميع ما أنشأه وأبدعه الله تعالى من عالم الإمكان. ومما يؤيد هذا المعنى _ بأنهم عليهم السلام العلة الغائية للخلق _ الكثير من الروايات منها حديث الكساء المشهور.(15)
ونكتفي في بيان هذا الحقّ على هذا القدر ونعتقد بأنه يفي للتدليل على أن من حقّه عليه السلام على الخلق هو (حق الوجود). الثاني: حق البقاء:
إضافة إلى أن حق الوجود هو من حقوق الإمام والحجة علينا فإن استمرارية الوجود وبقاء عالم الإمكان مرتبط بالحجة، والحديث في الكافي الشريف بسند صحيح عن الوشاء قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: (لا), قلت: إنا نروي أنها لا تبقى إلاّ أن يسخط الله عز وجل على العباد. قال: (لا تبقى إذاً لساخت).(1)
وفيه أيضاً عن أبي عبدالله عليه السلام: (لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت)(2) ومن الواضح انه ليس المقصود بالأرض هي مجرد هذا الكوكب الذي نعيش عليه بل هو مجرد مثل للحياة, والمقصود أن منبع الحياة سوف ينضب باعتبار أن الأرض هي مركز الحياة والخلافة الإلهية.
وجاء في غيبة النعماني عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهما السلام: (واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل ولكن الله سيعمي خلقه عنها بظلمهم وجورهم وإسرافهم على أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة لله لساخت بأهلها).(3) الثالث: حق القرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ففي سورة الشورى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)(4) وفي حديث نداء القائم عليه السلام حين ظهوره في مكّة يسند ظهره الشريف إلى الكعبة ويكلم الناس ويقول: (وأسألكم بحقّ الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وبحقي فإن لي عليكم حقّ القربى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).(5) الرابع: حقّ المنعم على المتنعم وحقّ واسطة النعمة:
ففي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من أتى إليكم معروفاً فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتّى تعلموا أنكم كافأتموه)(6)وقد اجتمع الحقّان لمولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركات إمام زمانهم عليه السلام كما جاء في الزيارة الجامعة: (وَأَوْلِيَاءَ النِّعَم).(7)
وفي كتاب بصائر الدرجات عن أبي حمزة عن عليّ بن الحسين عليهما السلام: (يا أبا حمزة لا تنامنّ قبل طلوع الشمس فإني أكرهها لك إن الله يقسّم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها).(8)
وفي الكافي الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الله خلقنا فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه وخزانه في سمائه وأرضه, بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار وبنا ينزل غيث السماء وينبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله).(9) الخامس: حقّ الوالد على الولد:
فإن الشيعة مخلوقون من فاضل طينتهم عليهم السلام كما أن الولد مخلوق من صلب والده، ففي الكافي الشريف عن الرضا عليه السلام: (الإمام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق).(10)
وفيه أيضاً عن أبي عبد الله عليه السلام: (إن الله خلقنا من عليين وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم قلوبهم تحن إلينا).(11)
وفي إكمال الدين عن عمر بن سالم صاحب السابري قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن هذه الأية (أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ).(12)
قال: (أصلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفرعها أمير المؤمنين عليه السلام والحسن والحسين ثمرتها وتسعة من ولد الحسين أغصانها والشيعة ورقها. والله إن الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة).(13) وإلى هذا المعنى يشير الشاعر (أبو يعقوب النصراني) بقوله:
يا حبذا دوحة في الخلد نابتة
ما مثلها نبتت في الخلد من شجر
المصطفى أصلها والفرع فاطمة
ثمّ اللقاح عليّ سيد البشر
والهاشميان سبطاه لها ثمر
والشيعة الورق الملتف بالثمر
هذا مقال رسول الله جاء به
أهل الرواية في العالي من الخبر
إني بحبهّم أرجو النجاة غداً
والفوز مع زمرة من أحسن الزمر(14)
السادس: حقّ الإمام على الرعية:
في الكافي الشريف بإسناده عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام: ما حقّ الإمام على الناس؟
قال عليه السلام: (حقه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا).(15)
وفي خطبة أمير المؤمنين عليه السلام المروية في روضة الكافي, قال عليه السلام: (أما بعد فقد جعل الله تعالى لي عليكم بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عزّ ذكره بها منكم... ) إلى أن قال: (فأعظم ما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حقّ الوالي على الرعية).(16)
وكما قلنا, فهناك الكثير من الحقوق لا نذكرها طلباً للاختصار ويمكن مراجعتها في مظانها من الكتب المختصة.
إلى هنا نكتفي بالعنصر والطريق الأوّل من عناصر الوصول والارتباط بالإمام المهدي عليه السلام وهو المعرفة بالمقام أوّلاً ثمّ بالحقوق لننتقل إلى الطريق والعنصر الثاني من عناصر الارتباط والتعلق .
|
|
|
|
|