اعطت المرأة الحسينية اعظم النماذج من واقعة الطف الخالدة فمن
بذل الدماء الى بذل الأزواج والاخوة والابناء ومازالت تلك النسوة امثولة عظيمة تعطينا اشرف المعاني ..
ان الله اشترى من المؤمنين رجالا ونساءا انفسهم وان اختلفت التكاليف ولكن للتاريخ نساءٌ
وضعن بصماتهن عليه وتبقى خالدة تلك البصمات بخلود ثورة كربلاء ..
....
دوّن تاريخ عاشوراء على يد قائد همام و ثلاثة وسبعين نفراً. لكن يجب أن لا نغفل عن الدور المهم - في هذه الواقعة الحية و الثمينة التي جرت أحداثها في سنة 61 هـ - لنساء فدين الإسلام بأنفسهن و أزواجهن و أفلاذ أكبادهن فنال بعضهن الهدف المنشود ألا و هو الشهادة في سبيل الله. دونت أسماؤهن بافتخار و عزة و عظمت و إيمان في تاريخ نهضة أبي عبد الله الحسين (ع).
نريد في هذه المقالة أن نأتي على ذكر أسمائهن اللامعة حسب الترتيب التاريخي و نبين دورهن البارز مستذكرين ما قمن به في نهضة عاشوراء المباركة
فانتظروا الحلقة الاولى
من نساء حُسينيات خالدات ..
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 19-12-2009 الساعة 05:28 PM.
التي سجلت اسمها الصالح و للأبد بعملها الثابت على صفحات التاريخ الإسلامي بعد أن كان مجهولاً.
يقول رجل من بني فزارة أنني أرجعت مع زهير بن القين "دلهم"
من مكة متخذين طريق العراق، لكن كنا نتحاشا ملاقاة الحسين بن علي (ع)
في أي مكان نزلناه، و قد عزمنا على أنه كلما تحرك الإمام الحسين (ع)
نزلنا، و كلما نزل تحركنا، لكنه اتفق أن نزلنا متجاورين معه و خيمتنا كانت بجانب خيمته.
عندما كنا نتناول الطعام وصل فجأة رسولُ الإمام (عليه السلام فسلم)
علينا و قال: "يا زهير بن القين إن أبا عبد الله يريدك"
، استولت علي الحيرة عند سماعي لهذا الخبر، ولم أنتبه إلى اللقمة التي كانت بيدي كيف سقطت، أمَّا
"دلهم" أخت عمرو قالت لزهير: "ابن رسول الله يرسل في طلبك وأنت تتأسف في إجابته!
سبحان الله ما المانع في أن تتشرف بلقائه وتسمع خطابه ثم تعود".
لقد أثر كلام هذه المرأة في زوجها وجعل اسمه يسجل في سجل عظماء التاريخ الإسلامي، فقرر زهير الذهاب إلى الإمام (ع) و التشرّف بملاقاته دون تردد وحيرة و بوجه مشرق و عزيمة فذة. فرجع إلى خيمته و أمر ببيعها مشترياً بذلك ولاية المآب مع الإمام الحسين (ع) "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور". و أمّا زوجته فرجعت إلى أهلها بعد أن آثر هو الشهادة إلى جانب إمامه.
الأمر الآخر الذي رفع من قيمة هذه المرأة و شهد التاريخ لها به، ما جاء في كتاب تذكرة السبط أنه حينما استشهد زهير قالت لغلامه اذهب وكفن سيدك، و عندما وصل الغلام رأى الإمام (ع) بدون كفن، فقال: أأكفن سيدي و أترك الإمام الحسين (ع) ملقاً هكذا! و الله لن أفعل هذا فكفن جسد الإمام المقدس ثم كفن زهيراً بكفن آخر.
فلتكن لناالقدوه الحسنة تلك المراة المؤمنة
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 19-12-2009 الساعة 04:44 AM.
أمَّ وَهَبْ : هي بنت نمر بن قاسط و زوجة عبد اللّه بن عمير الكلبي
و قصتها هي أن زوجها عندما
رأى الناس يستعدون و يتجهَّزون بالنخيلة للذهاب إلى قتال سبط رسول الله الحسين بن علي ( عليه السَّلام )
عَزَمَ على الذهاب لنصرته و مقاتلة هؤلاء الناس ، قائلاً : و اللّه لقد كنت على جهاد أهل الشرك حريصاً ،
و إني لأرجو ألاّ يكون جهاد هؤلاء الذين يغزون ابن بنت نبيهم أيسر ثواباً عند اللّه من ثوابه ايّاي في جهاد المشركين .
و عندما أخبر زوجته أم وهب و أعلمها بما يريد أن يفعله ، قالت هذه المرأة الرشيدة و المؤمنة : أصبت ، أصاب اللّه أرشد امورك ، افعل و أخرجني معك .
فخرج بها ليلاً حتى اتى الحسين ( عليه السَّلام ) بكربلاء [1] فاقام معه ، حتى صار يوم عاشوراء [2] ، فلما برز يسار و سالم من جيش عمر بن سعد ، قام عبد اللّه بن عمير الكلبي ، فقال مخاطباً الحسين ( عليه السَّلام ) : أبا عبد اللّه رحمك اللّه ائذن لي في الخروج اليهما .
فقال الحسين : إني لاحسبه للاقران قتّالاً ، اخرج إن شئت .
فخرج اليهما مرتجزاً و تقاتل معهما فقتلهما جميعاً بعد تراشق بالالفاظ .
عندها أخذت ام وهب عموداً و أقبلت نحو زوجها و هي تقول له : فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد ، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه و هي تقول : إني لن أدَعَك دون أن اموت معك .
فناداها الحسين ( عليه السَّلام ) و قال: جزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك اللّه إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال .
و عندما قتل زوجها خرجت أم وهب تمشي إليه حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب و هي تقول : هنيئاً لك الجنة .
فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فضرب رأسها فشدخه فقتلت رحمها اللّه ، و هي أول إمرأة استشهدت في كربلاء مع الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) .
و رُوِيَ أن أم وهب هذه هي التي أمرت إبنها وهب [3] بنصرة الحسين ( عليه السَّلام ) حيث قالت لابنها يوم عاشوراء : قم يابني فانصر ابن بنت رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال : أفعل يا أماه و لا أقصّر .
فبرز إلى المعركة مرتجزاً فلم يزل يقاتل حتى قتل منهم جماعة ، فرجع إلى امّه و امرأته ، فوقف عليهما فقال : يا أماه أرضيت ؟
فقالت أم وهب : ما رضيت أو تقتل بين يدي الحسين .
فقالت له امرأته : باللّه ، لا تفجعني في نفسك .
فقالت أمّه : يابني لا تقبل قولها و ارجع فقاتل بين يدي ابن بنت رسول اللّه ، فيكون غداً في القيامة شفيعاً لك بين يدي اللّه .
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قَتل تسعة عشر فارساً و اثني عشر راجلاً ، ثم قطعت يداه .
فأخذت أمه عموداً و أقبلت نحوه و هي تقول : فداك أبي و أمي ، قاتل دون الطيبين حرم رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) .
فرجع وهب إلى ساحة القتال فقاتل حتى قتل ( رضوان اللّه عليه ) .
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 19-12-2009 الساعة 04:35 AM.