رسالة اليك مولاي في ذكرى انتصارالدم على السيف والاسلام يستغيث
كلما أوجعت الإنسان سياط الظلم، وأرهقته عهود الجور والطغيان، وسلبت كرامته ظروف الفساد والانحراف.. شحّ بصره واشرأب عنقه تجاه الإمام المنقذ صاحب العصر والزمان.. وتوجه إليه من أعماق نفسه، وأطلق آهات الاستغاثة.. ورفع أنات الشكوى وآهات الألم.. يستعجل ظهور الإمام المنقذ..
وكلما شاهد المؤمن مظاهر الكفر والنفاق، ورأى تكاتف أنظمة الجور على سحق مبادئ الإسلام، وأزعجته معاملة الكبت والإرهاب التي يعيشها المؤمنون المخلصون في ظل سلطات الانحراف…
كلما حدث ذلك التجأ المؤمن إلى اللَّه يدعوه ويطلب إليه الإسراع في خروج أمل الإنسانية وإمام الحق صاحب العصر والزمان..
فتارة تكون آهات الاستغاثة على شكل دعاء يتوجه به المؤمن إلى ربه الحكيم جلّ وعلا لينجز وعده بإظهار دين الحق والعدل وخروج إمام العصر والزمن:
( اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا -صلواتك عليه وآله- وغيبة إمامنا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا، وتظاهر الزمان علينا، فصلِّ على محمد وآله محمد، وأعنا على ذلك بفتح منك تعجله، وضرّ تكشفه، ونصر تعزه، وسلطان حق تظهره، ورحمة منك تجللناها، وعافية منك تلبسناها برحمتك يا ارحم الراحمين )
وفي دعاء آخر تمتزج فيه مآسي الواقع بآمال المستقبل المشرق ويختلط فيه الطلب من اللَّه بالاستثارة المباشرة للإمام المنتظر..
( هل إليك يا بن أحمد سبيل فتلقى؟
هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى؟
متى نرد مناهلك الروية فنروى؟
متى ننتجع من عذب مائك فقد طال الصدى؟
متى نغاديك ونراوحك فتقرّ منا عيوننا؟
متى ترانا ونراك وقد نشرت لواء النصر؟
أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ وقد ملأت الأرض عدلاً وأذقت أعداءك هواناً وعقاباً، وأبرت العتاة وجحدة الحق وقطعت دابر المتكبرين واجتثثت أصول الظالمين،
اقول
قَدْ رَأَيْتُ الكَوْنَ قَبْراً ضَيِّقاً******* خَيَّمَ اليَاْسُعَلَيْهِ وَالسُّكُوتْ
يَا نِدَاءً كُلَّمَا أَرْسَلْتُهُ***********رُدَّ مَقْهُوراً وَبِالحَظِّارْتَطَمْ
وَهُتَافاً مِنْ أَغَاريْد المُنَى******* عَادَ ليوَهْوَ نُوَاحٌ وَنَدَمْ
إِرْتَمَى اللَّحْنُ عَلَيْهِجَاثِيَاً******* لَيْسَ يَدْرِي أَنَّهُ حُسْنٌ أَصَمْ
يَا لَمَنْفِيَّيْنِ ضَلاَّ في الوُعُورْ***** دَمِيَا بِالشَّوْكِفيْهَا وَالصُّخُورْ
كُلَّمَا تَقْسُو اللَّيَالي عَرَفَا***** رَوْعَةَاللآلامِ في المَنْفَى الطَّهُورْ
طُرِدَا مِنْ ذَلِكَ الحُلْمِ الكَبِيْرْ****** لِلْحُظُوظِ السُّودِ واللَّيْلِ الضَّريْرالاصم
][