يتمتع بلدكم الشقيق بمكانة لا تضاهى في قلوب مسلمي العالم اجمع فهو مهبط الوحي ومهد الرسالة حيث الكعبة المشرفة التي يتوجه اليها المسلمون رافعين صلواتهم الى الله تبارك وتعالى الذي دعاهم الى الا يتفرقوا وان يعتصموا بحبله. ولقد لقيت دعواتكم الكريمة الى توحيد كلمة المسلمين ونبذ الشقاق والفرقة فيما بينهم صدى واسعاً وكان لها اثر حميد في نفوس المسلمين كافة.
بيد ان ثمة اصواتا تتعالى بين الحين والحين تذر بذور البغضاء التي نهى عنها رب العزة والجلالة. وكانت الاساءة التي وجهت اخيرا الى اشقائنا في الدين والوطن شيعة العراق وعامة الاخوة الشيعة اسوأ الاثر، فهي تصب في سياق دعوات الفرقة والخصام التي كانت واحدة من عوامل اشعال نيران العنف التي طالت بلادنا وبلادكم وبلدانا وشعوبا اخرى.
ومما زاد من مشاعر الالم والمرارة ان التمادي في التطاول بلغ حد الاساءة الى آية الله العظمى السيد علي السيستاني وهو، علاوة على كونه واحدا من كبار المراجع لدى اشقائنا الشيعة، غدا بالنسبة للمسلمين وعامة اهل العراق رمزا وقدوة في الدعوة الى التسامح والالفة والاخاء، ولقد لعب دورا فائق الاهمية في اخماد نيران الفتن التي حاولت قوى الشر اذكاءها في بلادنا.
ان مثل هذه التجاوزات المرفوضة هي اساءة الى العراقيين جميعا وهي معول هدم وتقويض للاخوة الاسلامية.
ولثقتنا العالية في حكمتكم وحصافتكم فاننا نهيب بكم ان تسعوا الى التنوير بمخاطر دعوات الفرقة والتحريض على الكراهية، والاهابة بالعلماء في بلدكم الشقيق وسائر بلاد الاسلام الى ان تكون فتاواهم وخطبهم لبنات في صرح وحدة المسلمين وحضا على الحوار والبحث عن الجوامع المشتركة وسبل الالفة والتعايش.
ختاما اسال الله العلي القدير لكم موفور الصحة وكامل التوفيق انه سميع مجيب.