بسم الله الرحمن الرحيم
بحث "فقه الآل بين دعوى الإهمال وتهمة الانتحال"
هو من تأليف أفقر الورى لمولاه أمين بن صالح هران الحداء
وقد عمد الباحث فيه إلى محاولة استقراء فقه آل البيت رضوان الله عليهم من أمهات مصادر أهل السنة الحديثية كمصنفي ابن أبي شيبة وعبد الرزاق، وسنن البيهقي والدارمي وابن منصور وشرح معاني الآثار للطحاوي، إضافة لما ذكرته الأمهات الست من آثار عن آل البيت.
إضافة إلى ما حكته أمهات مصادر أهل السنة الفقهية التي تُعنى بذكر أقاويل السلف ومذاهبهم الفقهية كإشراف ابن المنذر وتمهيد واستذكار ابن عبد البر، ومحلى ابن حزم، ومجموع النووي، ومغني ابن قدامة، وبداية ابن رشد.
وكان الهدف من ذلك الاستقراء هو محاولة الإجابة العلمية الموَّثقة على سؤالين:
الأول: هل أهمل أهل السنة فقه أهل البيت؟
الثاني: هل انـتحل الشيعة فقه أهل البيت؟
والداعي للإجابة عن هذين السؤالين ودراستهما بهذا البحث المضني الذي استمر قرابة سنتين هو محاولة التعرف على مدى صحة:
ـ دعوى الشيعة: إهمال أهل السنة لآل البيت.
ـ وتهمة السنة: بانتحال الشيعة لفقه آل البيت.
ولا يخفى أهمية تمحيص هاتين التهمتين، لما ترتب ويترتب عليهما من مواقف وأحكام عند الفريقين.
وقد كانت حصيلة ذلك الجمع هو اجتماع أكثر من ألف ومائة مسألة فقهية،حوت أكثر من ثلاثة آلاف رواية أو نقل، تعكس جلياً مدى اهتمام أهل السنة بفقه الآل، ومدى حضوره في عمد مصادرهم:الحديثية والفقهية بما لا يدع مجالاً لتهمة إهمال أهل السنة للآل، وبهذا تسقط إحدى التهمتين السابقتين، وأما التهمة الثانية وهي: انتحال الشيعة لفقه الآل، فبعد جمع فقه الآل من مصادر أهل السنة تمت مقارنته بما ينسبه الشيعة إليهم من فقه، بغرض التعرف على مدى مصداقيتهم في العزو، وأمانتهم في النقل، وذلك للوصول إلى مدى واقعية تهمة انتحال الشيعة لفقه الآل رضوان الله عليهم.
وقد كانت نتيجة تلك الدراسة المقارنة هي موافقة ما نسبه السنة لما نسبه الشيعة في( 1071) مسألة، ومخالفتهم في (46) بينما حصل توافق في(12)مسألة من وجه ومخالفة من آخر.
لتكون نسبة تصديق مصادر السنة للشيعة في الفقه 96% وتكذيبهم لهم 4% تقريباً.
مما يظهر ـ بما يغلب على الظن ـ براءة الشيعة من انتحال فقه الآل.
وقد عرض البحث على جمهرة كبيرة من مشائخ أهل السنة في العالم الإسلامي، وقدم له بعضهم من أمثال: القاضي العمراني، والدكتور حسن الأهدل، والحبيب عمر بن حفيظ، والشيخ علي سالم بكير، ومن سوريا: الدكتور رجب ديب، والدكتور: الحسن البغا، ومن الأردن: الدكتور عداب الحمش.
وقد سبق أن طبع البحث طبعة تجريبية أولى ووزع على أهل العلم وطلبته بغية الاستفادة من ملاحظاتهم، وكان البحث قد انتشر عند كثيرين بصوره الأولى، وهذه هي صورته المعدلة الكاملة، وضعها هنا للاستفادة وقد أباح لكل من أراد أن يطبع الكتاب طباعة مجانية أن يفعل ذلك، ولا يجوز لأحد طباعته طباعة ربحية.
قاله مؤلف البحث الفقير إلى مولاه: أمين الحداء طالباً من إخوانه ومشائخه الفضلاء الدعاء بالتوفيق والقبول والنصح بالتي هي أحسن على عناوينه الموجودة في نهاية البحث.