التمييز الطائفي في المملكة لم يسلم منه حتى الأموات في قبورهم، ففي حين يتمتع المواطن السني بدُور للعبادة يمارس طقوسه الدينية في حياته فيها ، و إذا ما ارتحل عن هذه الدنيا ، يتم تجهيز جثمانه وفق معتقده الى مثواه الأخير.
يبقى المواطن السعودي الشيعي تلاحقه لعنة التمييز إلى ما بعد وفاته.
الشيعة في محافظتي الخُبر و الدمام يعيشون حياتهم ممنوعون من إقامة طقوسهم الدينية داخل بيوت عبادتهم (مساجد وحسينيات) وإذا ما عاجلته المنية تبدأ رحلة المئة والستين كيلوا متر مع أهله ومحبيه.
يجب على الشيعة في المحافظتين حمل فقيدهم الى محافظة الأحساء على بعد مئة وستين كيلو متر ليواروه الثرى.
ولماذا؟
لأن السلطات المحلية ترفض إعطاء الموتى صك براءة من التمييز الطائفي ، وتأبى هذه السلطات إلا أن تلاحق الميت الشيعي إلى قبره.
ممنوع منعاً باتاً إعطاء الشيعة في المحافظتين ترخيص تشييد مقبرة خاصة بهم ، ليقيموا مراسم الجنازة وفق معتقدهم ، وإن حرية المعتقد لا مكان لها ما دامت تتعلق بمواطن سعودي مشكلته أنه شيعي المعتقد.
أقول أما آن للسلطات المعنية إخراج الموتى من اللعبة الطائفية.