ما علاقة ذلك بالغيرة وما هي الغيرة وأثرها في حياة الأطفال والكبار؟
إن ولادة طفل جديد تحدث الكثير من التغيرات في الأسرة وعلى الآباء والأطفال أن يرتبوا حياتهم على هذا الواقع الجديد حتى ولو لم يريدوا ذلك.
وفي حين يشعر الآباء بالارتياح والسعادة لقدوم مولود جديد، فإن الأطفال غالباً ما يشعرون بالاستياء والامتعاض ويخشون أن يفقدوا الاهتمام والعناية والرعاية التي كانوا يتمتعون بها بعدما انصبت جميعها على المولود الجديد وباختصار تبرز هنا مشكلة نفسية خطيرة تقلق الطفل وربما تنمو وتكبر معه وتتأصل فيه لتصبح عند الكبر مصدر قلق وعدم استقرار له ولمن حوله
«إنها الغيرة».
والغيرة شعور مقيت، خليط من المرارة والخوف وعدم الاستقرار وفقدان الشعور بالأمان والطمأنينة إضافة إلى عدم الثقة والميل إلى القلق.
فالطفل يولد وقد غرز في جبلته دافع الغيرة من الآخرين والتي ربما تطورت فيما بعد ووصلت إلى حد الرغبة في إيذاء الآخرين وإصابتهم بالضرر،
وهناك كثير من القصص عبر التاريخ تشير إلى ذلك وتؤكد أنه كانت هناك دائماً صعوبة في التعامل مع المصابين بالغيرة. إلاّ أنه بالنسبة للأطفال، وبالرغم من إنها قد تقض مضجعهم وتقوض سعادتهم وسعادة الأسرة، فهي تتلاشى في النهاية ويصل الأخوة والأخوات إلى المرحلة التي يحبون فيها بعضهم البعض ويجدون متعة في التعايش معاً.
وتقسم مظاهر الغيرة إلى ثلاثة أنواع:
جسمية،
ونفسية،
واجتماعية.
وهذه المظاهر متداخلة ولا تتعارض مع بعضها البعض، ولا تظهر منفصلة.
وأهم المظاهر الجسمية التي تتبدى لدى الشخص حال احتدام الغيرة
هي احمرار الوجه وارتعاش اليدين وزيغان البصر وتصبب العرق وحدوث رعشة في الصوت أو اصابة بالتلعثم أو اضطراب بالتنفس أو دقات القلب أو حدوث ارتفاع ضغط الدم..
وفي الطفولة يعمد الطفل إلى الرفس برجليه أو تمزيق ممتلكاته وممتلكات الآخرين، وقد ينخرط بالبكاء أو يمتنع عن الطعام،
وفي بعض الحالات قد يؤذي نفسه بشكل مباشر كأن يضرب رأسه بالحائط فينزف دماً أو قد يفقد الوعي نتيجة الضعف الشديد أو قد يمرض أو يتلبس هستيريا بالأشكال المرضية المتباينة.
أمّا المظاهر النفسية
وهي مرتبطة إلى حد بعيد بالمظاهر الجسمية والاجتماعية فإنّ من أهمها ما قد ينخرط فيها الطفل من أحلام مخيفة أو أحلام يقظة ترفع من شأنه في خياله وتحله محلاً رفيعاً عالياً.
ومن المظاهر النفسية أيضاً الانطواء الشديد على النفس أو الإصابة باللجلجة بالكلام وحدوث اضطرابات بالتفكير وجنوح الخيال على الواقع.
أو قد تأخذ هذه المظاهر السلوك العكسي فيأخذ الطفل الطريق الانبساطي المبالغ فيه.
وبالنسبة للمظاهر الاجتماعية
فإنها تتبدى في العدوانية وحب الأذية .
متى نعلن عن قدوم المولود الجديد ؟؟؟؟
1 ـ ويفضل الإعلان عن قدوم المولود الجديد في الوقت المناسب. فإذا كان الطفل كبيراً يمكن إعلامه في فترة الحمل وتهيئته لانتظار المولود مسبقاً.
2 ـ أمّا إذا كان الطفل صغيراً فإن ذلك ربما يثير القلق عنده ويفضل إعلامه في الأشهر الأخيرة وإخباره بأن الأم ستضع مولوداً جديداً وإطلاعه على الترتيبات بوضوح بحيث يتعرف من سيتولى الاعتناء به ورعايته في تلك الفترة.
3 ـ ولا مانع من أخذه إلى المستشفى كي يتخيلها فيما بعد عندما تكون الأم فيها بعيدة عنه.
4 ـ وعلى الأم فيما بعد عند حضوره لمشاهدة المولود أن تتجاهل المولود وتركز عليه،
5 ـ ويحبذ أن تقدم له هدية باسم المولود الجديد، لأن ذلك يساعد كثيراً على تقديم المولود له مع التأكيد على احتفاظه بمكانته الغالية والاستمرار في معاملته بنفس الأسلوب من الحب والحنان والاهتمام.
6 ـ إن فترة تغذية المولود هي فترة الاختبار، وفيها تبدأ طلبات الطفل الكثيرة واللامنتهية، فهو إما يريد الأكل أو الشرب أو يرغب بالذهاب إلى الحمام أو الاستماع إلى قصة أو أنه قد يرمي بنفسه عن المقعد ويأخذ بالصراخ والبكاء.
في هذه الحالة لابد من الصبر قدر الإمكان والتأكد من تحضير كل ما يطلبه وتحقيق رغباته، ويفضل عدم الضغط عليه والتروي لاستيعابه والإكثار من اللعب والهدايا لأنها تساعد كثيراً في هذه المرحلة.
أفعال وردود
تختلط ردات فعل الأطفال تجاه المولود الجديد ويغلب على الطفل الشعور بالغضب
وتنتابه الغيرة رغم أنه يمكن أن يظهر أحياناً مشاعر من الحب والشغب نحوه.
والمهم هنا استمرار التأكيد له أنه ما زال المفضل وأن له مكانة خاصة، فإذا شعر الطفل بأنه ذو قيمة ومحط الاهتمام والحب فإنه بدوره يصبح قادراً على حب المولود الجديد وتقبله.
مع ذلك قد يتغير سلوك الطفل ويصر على إثارة المشاكل وتتبدى المظاهر التي سبق ذكرها.
لا عجب أن يصبح الطفل منطوياً وغير مستقر فالأمور تبدلت بالنسبة له، ولن تعود إلى سابق عهدها. ولابد هنا من إغراق الطفل بالمحبة والعاطفة والتأكيد على دوره ومكانته وانتهاج الروتين السابق في التعامل معه، وينصح أن يتدخل الآباء والأجداد ويحاولوا إفهام الطفل وتعويضه عن بعض الحب والحنان الذي يمكن أن يكون بحاجة إليهما.
وليس بعيداً أن يتراجع الطفل عن الذهاب إلى الحمام مثلاً ويرغب بالعودة إلى الحفاظات وقد لا يحافظ على نظافته الشخصية أحياناً.
لا حاجة للقلق في مثل هذه الأحوال ولابد من مضاعفة الاهتمام وتقديم المكافأة وإطراء الطفل عندما يسلك سلوكاً صحيحاً.
وقد يعود الطفل أيضاً إلى طلب الرضاعة أو يبدي رغبة في أن يحمل وأن يعامل معاملة المولود وكثيراً ما يجهش الطفل بالبكاء قائلاً:
«ما زلت صغيراً» ولابد بالطبع من فهم ذلك في مثل هذه الظروف.
ويفضل تقبل تصرفاته وعدم تأنيبه بل معانقته والتأكيد له بأنه الطفل الأول ومكانته لم تتبدل.. «فالكل يمكن أن يكون طفلاً أحياناً حتى الكبار».
كما يلجأ الطفل إلى المشاغبة والقيام بأعمال لافتة للانتباه وقد يمشي في أثناء نومه أو يحدث نفسه، وكل ذلك بهدف التأكد مما إذا كان الأهل ما زالوا على حبهم له.
وهنا لابد من تحصينه واحتضانه وجعله يحس بالحب والحنان وتجنب سلوك الغضب منه وعدم التفهم لأنه لا ينفع في هذه الحالات.
والأخطر من ذلك أن الطفل قد يسعى إلى إيقاع الأذى بالمولود الجديد متظاهراً بحبه وذلك كأن يربت عليه بقوة أو أن يهز السرير قاذفاً به على الأرض..
في هذه الحالة يجب إفهام الطفل أن الأذى ممنوع ولا يسمح به، لكن مع مراعاة شعور الغضب والتهديد الذي قد ينتابه.
وارى من خلال محيطي كل اخواتي واقاربي يهيئون ويطلعون اطفالهم على حملهم وحتى موعد ولادتهم
واني شخصيا اهيئ اطفالي لهذا الشيء واخليهم يستعدون لاستقبال اي اخ او اخت جديدة
وهذه المهمة تسهل علي تفهمهم لغيابي في المستشفى و لوضعي الجديد وانشغالي بتهيئة الجو وتقبل انسان اخر وحتما هذا الشخص سيغير بقدومة تشكيلة العائلة من جميع جوانبها المادية والنفسية ..