بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
عن جابر الانصاري قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول لعلي بن ابي طالب (عليه السلام) قبل موته بثلاث سلام عليك يا ابا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك.
فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال علي (عليه السلام) : هذا احد ركنيَّ الذي قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
فلما ماتت فاطمة (عليها السلام) قال علي (عليه السلام ) : هذا الركن الثاني .
ولمنزلتها الكريمة عند الله تعالى وجليل قدرها أنها (أي فاطمة) اول شخص يدخل الجنة سلام الله عليها .
عن الامام الباقر (عليه السلام ) قال : لفاطمة (عليها السلام ) وقفة علي باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار
فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً فتقول:
الهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار ووعدك الحق وانت لاتخلف الميعاد فيقول الله عز وجل صدقت يا فاطمة اني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار ووعدي الحق وأنا لا اخلف الميعاد، وانما أمرت بعبدي هذا الى النار لتشفعي فيه فاشفّعك فيتبيَّن لملائكتي وانبيائي ورُسُلي وأهل الموقف موقعك مني ومكانك عندي فمن قرأت بين عينيه مؤمنا أو محباً فخذي بيده وادخليه الجنة.
وبعد زواج فاطمة (عليها السلام ) قال عليٌ قالت فاطمة لأبيها:
يا أبة لا طاقة لي بخدمة البيت، فأخدمني خادماً تخدمني وتعينني على أمر البيت فقال لها:
يا فاطمة أولا تريدين خيراً من الخادم؟ فقال عليٌ: قولي بلى
قالت : يا أبه خيراً من الخادم فقال : تسبحين الله عز وجل في كل يوم ثلاثاً وثلاثين مرة وتحمدينه ثلاثاً وثلاثين مرة وتكبرينه أربعاً وثلاثين مرة فذلك مائة باللسان وألف حسنة في الميزان يا فاطمة انك ان قلتها في صبيحة كل يوم كفاك الله ما أهمك من أمر الدنيا والاخرة .
وعن ام سلمى امرأة ابي رافع قالت : مرضت فاطمة فلما كان اليوم الذي ماتت فيه
قالت : هيئي لي ماءً فصببت لها فاغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل
ثم قالت : ائتيني بثياب جدد فلبستها ثم اتت البيت الذي كانت فيه فقالت : أفرشي لي في وسطه ثم اضطجعت واستقبلت القبلة ووضعت يدها تحت خدِّها وقالت اني مقبوضة الان فلا اكشفن فاني قد اغتسلت قالت وماتت .
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ان دفن الزهراء (سلام الله عليها) من كلامٍ له مخاطباً رسول الله (صلى الله عليه وآله ) :
السلام عليك يا رسول الله عني و عن ابنتك و زائرتك والبائنة في الثرى ببقعتك، و المختار الله لها سرعة اللحاق بك.
قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري و رقّ عن سيدة نساء العالمين تجلّدي الا أنّ في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد وسّدتك في ملحودة قبرك و فاضت نفسك بين نحري و صدري.
بلى وفي كتاب الله لي أنعم القبول، انا لله و انا اليه راجعون، قد استرجعت الوديعة و أخذت الرهينة و اختُلِست الزهراء فما أقبح الخضراء و الغبراء.
يا رسول الله أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهّد وهمٌّ لايبرح من قلبي، او يختار الله لي دارك التي انت فيها مقيم، كمد مقيَّح و هم مهيّج، سرعان ما فرق بيننا، و الى الله أشكو .
و ستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فاحفها السؤال و استخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد الى بثه سبيلا و ستقول و يحكم الله و هو خير الحاكمين و السلام عليكما سلام مودِّع لا قالٍ فان أنصرف فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين .
واهاً واها والصبر أيمن و اجمل ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاماً معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية.
فبعين الله تدفن ابنتك سراً، و تهضم حقها قهراً، و يمنع ارثها جهراً و لم يتباعد العهد و لم يخلق منك الذكر و الى الله يا رسول الله المشتكى و فيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك و عليها السلام والرضوان .
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
السلام على بضعة المختار
السلام على مهجة الكرار
السلام على ام الائمة الاطهار
السلام على طهر الاطهار
السلام عليك يا سيدتي فاطمة الزهراء
اختي العلوية الكريمة بارك الله فيك على هذا العطاء الزاخر والقلم النابض بالحب والموالاة لأل البيت ( عليهم السلام) ووفقك بالزهراء روحي لها الفداء