كان هناك رجلاً جالسًا في مجلس عبد الملك بن مروان، وحينما رأى رأس مصعب «قائد الجيش اللعين الذي قتل المختار رضوان الله عليه» وكان الرأس موضوعًا أمام عبد الملك بن مروان فقال له:
أعيذك بالله من هذا المكان!
قال عبد الملك بن مروان: ولم؟
قال: إني كنت في هذا القصر، فرأيت (رأس) الحسين أمام ابن زياد..
ثم رأيت (رأس) ابن زياد أمام المختار في نفس هذا المكان..
ثم رأيت (رأس) المختار أمام مصعب في نفس هذا المكان..
والآن أرى (رأس) مصعب أمامك في هذا القصر .. فاحذر أن تدور الدائرة ويُرى رأسك أمام إنسان آخر.
فتأثر عبد الملك بن مروان بهذا الكلام وقام من مجلسه وأمر بهدم القصر.
تعليق:
- ظن الطاغية عبد الملك بن مروان أن الذنب ذنب القصر ولذا أمر بهدمه ، ولو كان له عقل لكان عليه أن يعدل ، ويرجع الحق إلى نصابه ، حتى يحفظ نفسه من غضبة المصلحين ، فلم يفطن إلى أن الحجارة والجص والخشب لم تكن دخيلة في ذلك الأمر.
- قطع المجرمون رأس الإمام الحسين عليه السلام وحاله معلوم كحال المختار حيث كانا داعيان إلى الصلاح ، أمـّا ابن زياد ومصعب فقد نالا بعض جزاء ما فعلا من الأعمال البشعة مما سوّدا بها التاريخ.
- سنّ الأمويون سنـّة قطع رؤوس الناس ، والطواف بها في البلاد ، فتبعهم في هذه السنــّة بنو العباس ، ولا يخفى أنهم بهذا سوّدوا صحائف التاريخ إلى جانب أمثلة عديدة من الأعمال البشعة، التي يندى لها جبين الإنسانية.
الحمد لله خالق الخلق جاعل الملائكة رسلا أولي بئس شديد
أكرمنا بحب أهل بيت النبوة وجعلنا لهم برحمته لنا من التابعين
وصلاة وسلاما عليهم أجمعين إلى قيام يوم الدين