|
عضو نشط
|
رقم العضوية : 29997
|
الإنتساب : Jan 2009
|
المشاركات : 243
|
بمعدل : 0.04 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العلمي والتقني
ظاهرة البلوغ المبكر حول العالم
بتاريخ : 06-08-2010 الساعة : 02:37 AM
فهد عامر الاحمدي
مقارنة بالأمم القديمة لم يعد الناس هذه الايام يعيشون لأعمار طويلة؛ فقد عاش آدم 960عاماً، وشيث 912عاماً، أما نوح (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً). أما بعد الطوفان فعاش سام 600عام، وصالح 442عاماً، وإبراهيم 275عاماً، وأيوب 217عاماً!!
وهذه الأعمار تجعلنا نفترض ان النساء (في زمن صالح وسام) كن يتجاوزن سن الاربعمائة بسهولة؛ وان المرأة منهن كانت تعيش 100عاماً كـ(طفلة) ولا يأتيها الحيض إلا في سن المائة والعشرين!!
.. هذه المفارقة خطرت ببالي وانا اقرأ مجددا عن الانخفاض المستمر لسن البلوغ لدى فتيات العالم؛ فمن الملاحظ ان سن الطمث انخفض من حوالي 17سنة في القرن التاسع عشر، ثم إلى 13سنة في بداية القرن العشرين، ثم إلى 12سنة في عقد الخمسينات ثم إلى عشر سنوات في السبعينات واليوم إلى سن الثامنة فقط!
وهذه الظاهرة تثير حيرة الأطباء حاليا ولا يعرفون عند اي حد ستتوقف؛ ففي آخر دراسة خرجت من بريطانيا اتضح ان فتاة (من كل ست) تصل لسن البلوغ في سن الثامنة، في حين كانت النسبة لا تتجاوز فتاة (من كل مائة) في جيل الامهات. كما اتضح ان ولداً من بين كل 14يصل لسن البلوغ في سن الثامنة، في حين لم تكن النسبة في جيل الآباء تتجاوز طفلاً من بين 150(حسب صحيفة الابزيرفر).
أما في أمريكا فتصل فتاة سوداء (من كل اثنتين) إلى سن البلوغ في سن الثامنة. وفي عمر التاسعة ترتفع هذه النسبة لدى السود إلى 77% ولدى البيض إلى 33%. أما في المناطق النائية في الهند وتايلند فيتم حاليا تزويج الفتاة في سن التاسعة وتنجب معظمهم في سن العاشرة..
وما يزيد من حيرة الأطباء ان علامات البلوغ لدى الفتيات تتبلور هذه الايام منذ سن السابعة (اي في الصف الأول ابتدائي). ومؤخراً حاولت لجنة من نيويورك الاستفادة من خبرات السلطات الصحية في بورتوريكو حيث تبرز الاثداء في سن الثانية والثالثة فقط. وقد حاولت السلطات هناك علاج هذا الخلل بتوزيع حقن خاصة على المدارس تدعى Lupron..
ويعتقد الاطباء في بورتوريكو ان السبب يعود إلى تشبع الاطعمة (واللحوم خصوصا) بهرمونات انثوية تحرض على البلوغ؛ وهو رأي لا يبتعد كثيرا عن الفرضية الثانية التي تتهم السمنة بظاهرة البلوغ المبكر؛ فمعدل السمنة لدى الاطفال ارتفع كثيرا في العشرين سنة الأخيرة. وفيما أصبح الاولاد أكثر طولا أصبحت الفتيات أكثر سمنة ووزناً. وكلما زادت السمنة زادت قدرة الجسم على تحويل الهرمونات الكظرية إلى استروجين (وهو هرمون انثوي يعجل بالبلوغ المبكر)!!
ايضا هناك فرضية ثالثة (بجانب السمنة والهرمونات المضافة) تتهم إفراطنا في استعمال الاضاءة الاصطناعية؛ وقد يبدو هذا الاتهام غريبا ولكنه ليس مستبعدا؛ فساعتنا الداخلية تعتمد على الضوء في كثير من مهامها العمرية واليومية.. فكل إنسان مبرمج للبلوغ، وتوقف النمو، والدخول في الشيخوخة في سن معينة. كما ان نشاطنا وخمولنا ورغبتنا في النوم (خلال اليوم) تعتمد على إحساسنا بضوء النهار وتفاعلنا معه. وحتى فترة بسيطة كان المرء يشعر بالنعاس بمجرد غروب الشمس - وبالكاد ينتظر صلاة العشاء-. أما هذه الأيام فأدى الافراط في استعمال الاضواء الاصطناعية إلى (خداع) ساعتنا البيولوجية فأصبحنا نشعر بالنشاط طوال الليل. ويعتقد بعض العلماء ان عيشنا في ضوء دائم (في الليل بعد النهار) يسرع ساعتنا الداخلية ويجعلها تظن ان الوقت قد حان للبلوغ والاستعداد للإنجاب.. وهذه الفرضية تثير القلق لأنها تعني ايضا وصولنا إلى سن الشباب والفتوة - ثم الشيخوخة والعجز في سن مبكرة عن الاجيال السابقة!!
على اي حال اياً كانت الفرضية الصحيحة فجميعها موجودة في مجتمعنا المحلي. وظاهرة البلوغ المبكر كما هي ملاحظة حول العالم ملاحظة حتى لدينا - واسألوا الأمهات عن بناتهن
|
|
|
|
|