منذ اليوم الأول لسقوط النظام الديكتاتوري في العراق وتيار شهيد المحراب يتبنى ثوابت وغايات مهمة على الصعيد الأمني والسياسي والاقتصادي في بناء المعادلة العراقية الجديدة التي تعبر عن هموم المواطن العراقي التي سببها النظام البائد , فامتلاكه رؤية عميقة للواقع السياسي والإحداث الجارية في البلاد والمنطقة , والقابلية على متابعة الأمور والإحداث بأدق تفاصيلها وجزئياتها ودقائقها وربطها مع بعضها البعض وحدس المتوقع واستنباط النتائج والإفرازات المتنوعة والمتعددة , والنظر إلى جميع ذلك من عدة اتجاهات ومستويات وبعين ثاقبة لا تخلط بين الأبيض والأسود ولا تتوهم في تحليل الحوادث وتفكيكها , هذه الميزة والقدرة التي امتلكتها قيادات تيار شهيد المحراب هي النهج ذاته الذي وضعه وارسي دعائمه شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس) وسار عليه من بعده عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم(طاب ثراه) في طريق الكفاح والجهاد , فتحققت لدى قيادات تيار شهيد المحراب القدرة الكبيرة على التعاطي مع مجمل ما تشهده الساحة العراقية وما يعتريها من مطبات وهزات بعقلية منفتحة لا تكاد تخطئ وتستوعب دائما الأمور وتضعها في نصابها الصحيح وتتعامل مع مجمل المواقف بمهنية سياسية عالية وإمكانية نادرة في حل شفرات الأزمات وإيجاد الحلول الناجعة لها والخروج دوما بما هو ممكن من الأهداف المرجوة لمسيرة العملية الديمقراطية وغاياتها , فأصبحت هذه القيادات تمتلك حنكة سياسية تؤهلها باستمرار لقيادة المجتمع نحو بر الأمان والحياة الحرة الكريمة بعيدا عن أي تجاذبات غير نافعة أو حسابات خاطئة , وما ثبت بلا مزايدة إن أطروحة تيار شهيد المحراب والتي جاءت على لسان زعيمه السيد عمار الحكيم بدعوة القوائم الفائزة في الانتخابات البرلمانية بالجلوس إلى الطاولة المستديرة من اجل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية ووضع برنامجها , قد بلغت من الاتزان والواقعية والنضوج بما لا يسع لأحد إنكاره , وان حرصها على المصلحة العامة لأبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته الدينية والاثنية , وتوجهاته السياسية لايتقاطع أبدا مع حرصها على وحدة الصف الشيعي كمكون من المكونات العراقية الهامة , حيث يعد توحيده وتقارب وجهات نظر أبناءه مؤشرا ايجابيا في الواقع ككل .. ولذا لم يعد للتقييمات الانفعالية والنزقة التي تصف تيار شهيد المحراب وزعيمه بالطائفية من مكان , لان تأكيد الانتماء للطائفة شئ والطائفية شئ آخر , فتأكيد الانتماء هو حق طبيعي يمارسه الجميع سواء بإظهار اعتزازهم بانتماءاتهم دينية كانت أو قومية أو سياسية , ولا ضير في ذلك أبدا , في حين إن الطائفية هي استعداء الآخرين وتسويغ ظلمهم وتبرير قتلهم واستمراء الاستحواذ على ممتلكاتهم وهذا هو المرفوض شرعا وعرفا , وهذا لم يكن ضمن توجهات تيار شهيد المحراب لاسابقا ولا لاحقا وليس له من مكان في أدبياته وخطاباته ولم يرد مطلقا على لسان قادته بل لم يكن من ثقافته , ذلك لان عمق التجربة وسمو الهدف والإيمان بحق الآخر قد خلق مزاجا عاما بعيدا عن الانفعالية قادرا على التحكم بالعواطف , ولعل ماثبت من خلال المراحل السابقة من وعي إسلامي أصيل وانقياد تام للمرجعيات الدينية يدفعنا للاطمئنان بان تيار شهيد المحراب سيحقق الأهداف المرجوة التي أسس لها شهيد المحراب الخالد وقدم لتجربة وطنية مميزة وكبيرة بإبعادها ,وارسي دعائم صرح تيار فكري يقوم على أسس الشراكة الوطنية والعدالة والمساواة بين مكونات الشعب العراقي من دون تهميش أو إقصاء أو استبعاد لأي طيف من أطياف الشعب العراقي وبناء دولة المؤسسات والقانون وهو الشعار الذي ناضل من اجله شهيد المحراب واعتبره الهدف الأسمى والمقياس لنجاح الجهود والتضحيات التي قدمها العراقيون طيلة سنوات الجهاد والمواجهة ضد نظام البعث, أما قيادات تيار شهيد المحراب فقد انتهجت ذات النهج الذي اختطه شهيد المحراب وحققت خلال الفترة الماضية مكانة متميزة وكبيرة وشكلت معادلة واضحة لها ثقلها في الساحة السياسية وأثبتت أنها الرقم الصعب الذي لايمكن تجاوزه أو تجاهله وهي التي سمحت لها أيضا بان توظف مكانتها السياسية تلك وحضورها الاجتماعي في بلورة مشاريع ومبادرات وطنية وسياسية تقرب المسافات بين الجميع وتعمل على تذويب الخلافات بين أطراف العملية السياسية , ومن هنا كان واضحا دور قيادات تيار شهيد المحراب في الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية من اجل تشكيل حكومة الشراكة الوطنية , ومنح العملية السياسية زخما ودفعا واضحا والخروج برؤية موحدة تجاه الكثير من القضايا وتسرع من حركة العمل باتجاه إقرار القوانين والإسراع في مناقشتها ,في الوقت الذي يواجه فيه تيار شهيد المحراب العديد من الحملات الإعلامية المشبوهة والمخطط لها سلفا والمدعومة من قبل جهات وأجندات خارجية هدفها النيل من مكانته لدى أبناء الشعب العراقي وتحطيم صورته وتشويهها بهدف إزاحته عن مكانته والمجئ بقوى سياسية تكون الأداة بيد هذه القوى من اجل تنفيذ أجندتها , ألا أنها لن تفلح في تحقيق أهدافها فتيار شهيد المحراب الآن في موقف أقوى من أي وقت ومكانته الجماهيرية تتعزز يوما بعد آخر ولن تنال منها هذه القوى المشبوهة وغيرها.