السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
موضوع والتفاته مهمه تشكرين عليها اختنا الفاضلة ....
نتكلم بصراحه .....
الازمات التي تعيشها الامه العربية من مغربها الى خليجها وسنوات الخضوع تحت سلطان العثماني او سنوات الرجعه والضلام كان لها التاثير الكبير على الارث العربي الذي بكل صراحه لا يفتخر به على وجهه العموم - الذي يفتخر به عند العرب فصاحتهم وعلمائهم وطبعا فوق هذا وذيك الرسول واهل بيته واصحابهما المنتجبين - جعل من ابناء الامة العربية تتوق الى الافتخار بمن لا ينتمون لها مثلا في العراق نفتخر ببابلين والسومرين وهم اقوال ليسوا من ملة العرب وكذلك في مصر العزيزه يتفاخرون بالفراعنه وهم ليسوا من ملة العرب والحال سئيان لباقي الشعوب العربية التي لا اعلم لها شي في التاريخ البشري .....
وكذلك الاستغلال الغربي الشعوب العربية بعد خروجها من دهاليز الحكم العثماني وتسليطها الضوء على تاريخهم وانجازاتهم وخاصه وانهم والحق يقال صنعوا المجد لهم من الناحية الواقعيه بحيث هم اهل العلم اليوم وهم اهل الحضارة اليوم وما نحن الا مقلدين لهم في مفاصل عديده من الحياة اليومية - وكلامي هنا بعيد عن واقع الانتماء الديني -
فظهر صنفان من العرب والاثنين مع الاسف لم يفلحوا بان يسيروا مع العالم الغربي
1- قسم حاول تقليدهم في سلبياتهم فلم ياخذ العلم منهم بل اخذ التراكيب الاجتماعيه ولم ياخذ فكرهم بل اخذ لبسهم وقصات شعرهم وموسيقاتهم ووووو
2- قسم حاول ان يتمسك بما اسميتوه بالتراث مثالها حركه طالبان وبعض ما يحدث في شبة الجزيرة العربية بان يرجعوا يحيون حياة القرون الاولى ويرفضون كل علم بدعوى وحجه الشرك والبدعه وخلطوا الحابل بالنابل ولم تسلم منهم حتى الاثار
لهذا من راي الشخصي ان التخلف هو السبب ولست اقصد هنا بالتخلف العلمي فقط بل التخلف السلوكي عند الامه العربية هو السبب فحينما يدركوا الواقع ويعيشوا فيه ويتخلصون من العوالق الذهنيه الجاهليه ان شاء الله يكون لهم شئان في العالم الجديد
والنقطه التي يجب ان تفهم لم ياتي الله بدين الاسلام حتى نعيش الرجعه بالعكس بل يجب ان نرتقي الى اعلى المراتب وهذه هي الغايه من ارسال الله الانبياء والاوصياء .....
واما العولمه - اي حكم العالم بقطب واحد - هذا شي عادي فكل قوة كبيره تريد ان تفرض سطوتها وتاريخنا يشهد بذلك فتلك الدوله العباسية وذلك هارون الرشيد يخاطب الغيوم بانها تمطر وتضلل في ارضه ....
علينا فهم الاسلام جيدا ونبذ ارباب الفتن والتطرف وسنكون على خير ان شاء الله
وارجوا المعذره قد كلامي البعض يعتبره اهانه او اساءة لكن انا تكلمت بلسان الواقع ولا داعي لان نصنع امجاد خياليه لا يعيشها الا نحن بينما العالم يصعد المريخ ونحن ننزل الى القبور
أخ عاشق التراث الشكلي للبنايات والطرق والوسائل النقل بالتأكيد هي تتغير بمرور الزمان
بسبب التقدم العلمي الذي نحن فيه .
أما الأساس لتراث في الفكر والنهج السلوكي هو الذي في صدد حديثنا عنه ومصارعة الأجيال مابين التبديل
والتمسك بالماضي العريق وماهو عليه
وكما ذكر الأخ نجف الأشرف هما ينقسمان إلى قسمين وكلاهما غير ناجح
وفي اطار العمل النقدي الذي يشهده التراث، من قبل بعض الكتّاب العلمانيّين والكتّاب الاسلاميين، يبرز اتجاهان متطّرفإن:
1 ـ اتجاه يقدّس كل ما هو موروث ، ويدافع عن كل ما يحوي التراث.
2 ـ واتجاه يسعى للتقليل من أهمية التراث وقيمته، ويعمل على الغائه، أو التشكيك بقيمته، ويعمل على أن يكون التراث مجرّد افراز الماضي الذي لا ينبغي أن يكون له دور في بناء الحاضر، وبالتالي يسعى للفصل بين ماضي الاُمة وحاضرها، ويُخضع المقبول عنده من التراث لمقاييس يثبتها، ،، والسبب هو عدم الفهم لبعضهما البعض
أو عدم تقبل أحد الأطراف الآخر كما أورد الأخ نجف الخير في رده .
وعن الإختلاف الوارد في كلا الجيلين فبالتأكيد هنالك إختلاف فالإختلاف يوجد في الزمن الواحد
هي فقط عدم الفهم الصحيح للقواعد المفترض المضي بها .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختتم قضيتنا بمقالة من الإستاذ محمد الحداد :
هل تلغي العولمة قضية التراث؟
يبدو أنّ قضية العولمة، المطروحة بحدّة، تعيد إلى ساحة النقاش مواقف قديمة متجدّدة من التراث، بين متحصّن به لإثبات الذات في وجه العولمة، وداعٍ إلى قطيعة نهائية معه لتحقيق حداثة طال انتظارها.
ليس التحصّن بالتراث سبيلاً مضمونة لإثبات الذات، فالسبيل المثلى وعي دقيق بالحاضر وعقلنة للرغبات والطموحات والأدوات والوسائل. على أنّ الدعوة مجدداً إلى القطيعة الجذرية مع التراث لا تخدم قضية الحداثة، وليس عصر العولمة مختلفاً نوعياً عن العصر السابق فيتحقّق اليوم ما لم يتحقّق بالأمس.
من الضروري أوّلاً تحديد المقصود بالموقف، هل هو الموقف الفردي أم الجماعي؟ فعلى المستوى الفردي، يُعتبر حقاً من حقوق كل إنسان يختار موقف القطيعة وأن يعيش ذاتياً هذا الموقف إذا استطاع إليه سبيلاً، لأنّ حضارة العصر حضارة فردانية تقرّ لكل إنسان بكيان مستقل ولا تعامله على أنّه جزء من مجموعة تفرض عليه فكره وسلوكه.
أمّا على المستوى الجماعي فالأمر مختلف. فمَنْ يريد التأثير في مجموعة مضطر أن يرسم معها حدّاً أدنى من جسور التواصل والحوار، لا بمعنى أن يقبل ما تفرضه المجموعة من فكر ومسلّمات وأنماط سلوك، بل أن يأخذ على عاتقه التفكير في ما تعتبره هي مشاكلها، وإعادة صياغة هذه المشاكل صياغة إيجابية. والتراث مشكل من المشاكل الجماعية التي لا يمكن التغاضي عنها، وإنْ ظن الفرد، وهو واهمٌ في ظنه على الأغلب، أنّه يتخلّص منه بجرة قلم. وإذا لم يتحمّل خطاب الحداثة مهمة التفكير في مشكل جماعي، فإنّه يترك المجال مفتوحاً لأصحاب الحلول الأيديولوجية الجاهزة يفرضون الوصاية على المجموعة ويبطلون فيها كل نسمات التفكير، ويستغلّون عواطفها النبيلة في تحقيق غاياتهم المشبوهة.
ليست القضية أن نخنق الاختلاف داخل المجموعة، أو أن ندعو إلى التقية وانفصام الذات بين وحدتها وانخراطها في المجموع. إن تحمّل مهام التفكير في المشاكل الجماعية لا يعني الانخراط في الرؤية الجماعية لهذه المشاكل. الاختلاف شيء والتهمُّش شيء آخر. الاختلاف يفترض الاتفاق في طرح المشكل فلا يبيّن الاختلاف إلا بتعدد الإجابات عن المشاكل الواحد. أمّا التهمّش فغياب عن ساحة الفعل الفكري والجماعي، وهو موقف معبِّر عن الأنانية واليأس لا عن البطولة والتفاؤل بالمستقبل.
سيؤدِّي واقع العولمة إلى تضخم الأطروحات التراثية من موقع التحصن بالماضي أمام الفزع الذي يثيره المستقبل. لكن من الخطأ أن نخلط بين التراث والأطروحات التراثية، الأوّل مشكل حقيقي والثاني توظيفات أيديولوجية للمشكل. ليس الموقف الحداثي انتقالاً من النقيض إلى النقيض ومواجهة موقف التحصن بموقف القطيعة، بل هو تجاوز الأطروحات التراثية إلى المشكل التراثي ذاته لمعالجته في وعي المجموعة لا في خطاب الذين منحوا أنفسهم حق الوصاية عليها وعلى ماضيها وهويتها.
ثمّ إنّنا لسنا مضطرين لأن نعود القهقرى ونستعيد استقطاباً ثنائياً أثبت الماضي القريب عقمه. يتوافر اليوم رصيد من التجربة لم يكن متوافراً للذين حلموا منذ قرن بتحقيق النهضة تواصلاً بالتراث أو قطيعة معه. وإذا أردنا أن نتقدّم خطوة أو خطوات إلى الأمام فلنسائل ذلك الرصيد في اتجاه مسألتين: الأولى، أنّ الانفتاح على العصر لا يمكن أن يتمّ من دون انقلابات ثقافية وإجتماعية يظل تحديد مداها مفتوحاً للنقاش. والثانية إنّ القطيعة التامة مع التراث مستحيلة لأسباب عدة، منها كون اللغة المستقر الأكثر عمقاً لمسلّمات التراث والمخزون الحقيقي لرؤاه، فكيف تكون القطيعة مع اللغة؟ لئن كانت أوروبا قد انتقلت من اللغة اللاتينية التراثية إلى اللغات العامية التي أصبحت قومية حديثة، فأية قطيعة لغوية تتحقّق عندنا، هل باعتماد اللغات الأجنبية التي لا تتقنها إلا النخبة أم باعتماد اللغات العامية الأوسع انتشاراً لكنّها الأقل قدرةً عن التعبير العلمي والفلسفي؟ وإذا بطلت القطيعة مع اللغة فقد بطلت القطيعة مع التراث. ومنها كون العولمة لا تحمل نفس سحر كلمة "مدنية" في آخر القرن التاسع عشر أو "الحداثة" في بداية القرن العشرين. فإيحاؤها السلبي يغالب ما تتطلع إليه من إيحاء إيجابي، بل هي أدعى إلى إثارة التوجس من إثارة الإعجاب. وإذا لم ينجح بريق "المدينة" ثمّ سحر "الحداثة" في حسم قضية التراث، فكيف تنجح في ذلك وقائع عولمة بدت مشبوهة منذ الوهلة الأولى؟
المطلوب أن نواصل البحث عن الحلول من دون عودة إلى ما أصبح مستحيلاً بحكم التجربة، وأن يتعمّق البحث عن الاختلاف من دون أن تتحوّل المناقشة جدلاً حول جنس الملائكة. والأكثر توفيقاً أن نحوّل التراث مادة للاستكشاف بدل استعماله سلاحاً أيديولوجياً، فإذا لم يتحقّق ذلك فلا أقلّ من أن نجعله مادة للاستكشاف إلى جانب توظيفه أيديولوجياً، وذلك الحد الأدنى من الطموح. وليس استكشاف التراث تحقيق النصوص أو طرح مشاريع أيديولوجية أو صورية لقراءته، بل استكشاف التراث يعني إخضاعه لمجموع الإشكالات المطروحة في العلوم التاريخية والإجتماعية ليساهم في مزيد من تحديد تلك الإشكالات كما تساهم هذه في المزيد من توضيح معانيه وحقائقه، كما يعني الانتقال بتلك المعرفة إلى الحد الأدنى من العلمية.
لقد حان الوقت، بعد مرحلة تحقيق التراث ثم التنظير لمشاريع قراءته، حان الوقت لقراءته بأكثر أدوات القراءة تطوّراً، تلك التي توفرها العلوم الإنسانية والإجتماعية والنصية والدلالية، وجاء الدور لكي تصبح هذه القراءات مرجع الجدل ولا يغمرها الغبار على رفوف المكتبات المتخصّصة. وهكذا نبدأ بمشروع نحو التقدّم بدل الدوران المفرغ في حلقة الشعارات والمواقف.
المصدر: كتاب مواقف من أجل التنوير .
أشكر كل من شارك معي في قضية هذا الإسبوع
وأود لو أكمل معكم وأطيل الحديث في هذا الٍشأن إلا أن قدوم رمضان
لايناسبه الحديث عن هكذا مواضيع
لنا عودة أخرى مع قضايا معاصرة
وكانت معكم مريم محمد
وإلى الملتقى بحلول شهر جديد