العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية منتدى الجهاد الكفائي

منتدى الجهاد الكفائي المنتدى مخصص للجهاد الكفائي الذي أطلق فتواه المرجع الأعلى السيد السيستاني دام ظله

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية شهيدالله
شهيدالله
عضو فضي
رقم العضوية : 43483
الإنتساب : Oct 2009
المشاركات : 1,775
بمعدل : 0.32 يوميا

شهيدالله غير متصل

 عرض البوم صور شهيدالله

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : منتدى الجهاد الكفائي
Lightbulb الولايات المتحدة طليعة الانحطاط_ل رٌوجيه غارودي
قديم بتاريخ : 30-08-2010 الساعة : 11:34 AM


من كتاب

(((الولايات المتحدة طليعة الانحطاط)))

كيف نحضر للقرن الحادي والعشرين

ل رٌوجيه غارودي







..........................

مقتبسات من الفصل الثالث

.................................................. .................................................. ...........ز
الولايات المتحدة طليعة الانحطاط

لكي نفهم لماذا نعتبر انتشار طراز الحياة الأمريكية " واوهامها " ، أحد الأسباب الحقيقية لتفكك الأخلاق وانحدار الفنون في يومنا هذا ، نجد من الضروري أن نضع هذه المشكلة ضمن منظور التاريخ الأمريكي ، لأن انحطاط الثقافة الذي يلعب دورا منظما في حياة المجتمع الأمريكي ، إنما ينحدر من طبيعة تاريخ الولايات المتحدة .

لعبت الثقافة والايديولوجيات في أوروبا دوما ، دورا هاما في الحياة السياسية ، كما جرى على سبيل المثال ، في أوروبا المسيحية ، وفي عصر التنوير، وفي عصر الثورة الفرنسية ، وفي عقود القوميات ، والماركسية وثورة أكتوبر .

أما في أمريكا ، فخارجا عن الهنود ، السكان الأصليين الذين نظمت حضارتهم علاقاتهم الاجتماعية " قبائل الأنكا مثلا " ، والذين فقدوا 80 % من عددهم بسبب التصفية العرقية ، ثم همش من بقي منهم ، وزج في " محميات " ، فان كل السكان الذين يعيشون في الولايات المتحدة هم من المهاجرين .

ومهما كانت أصول هؤلاء المهاجرين ، وحضاراتهم الأولى ، فقد جاؤوا إلى أمريكا بحثا عن العمل وكسب المال . وسواء كانوا ايرلنديين أو طليان ، أو عبيدا سودا غربوا عن مواطنهم الأصلية قسرا ، سواء كانوا مكسيكيين أو من بورتوريكو، فقد جاء كل منهم يحمل معه دينه وثقافته . ولأنه لم يكن لدى هؤلاء المهاجرين والمهجرين ديانة أو ثقافة مشتركة ، فقد كانت الرابطة الوحيدة التي تجمعهم ، تشبه ما يربط بين أفراد فريق يعمل في مشروع مشترك.

أما الولايات المتحدة ، فهي تنظيم إنتاجي ، تضبط عمله ، نفس العقلية التكنولوجية والتجارية ، حيث يشترك فيها المنتج والمستهلك ، في غاية واحدة هي النمو الكمي للرفاه . أما الهوية الشخصية ، الثقافية ، والروحية أو الدينية ، فهي مسألة خاصة ، وفردية بشكل حازم ، لا شأن لها في آلية عمل هذا التنظيم ، ولا تتدخل فيها .

ولا يستطيع الإيمان بمعنى الحياة ، أن يعيش في مثل هذه البنى الاجتماعية ، إلا لدى الجماعات التي حافظت على هويتها وثقافتها القديمة ، أو لدى بعض الأفراد ممن تغمرهم روح البطولة . أما الغالبية العظمى من هذا المجتمع ، فقد مات الله عندها ، لأن الإنسان فيه ، قد بتر عن بعده الرباني ، وهو البحث عن معنى الحياة .

وهكذا أصبح المكان خاليا ليحل فيه تشرذم الطوائف ، والخرافات ، وتسرب المخدرات ، وسموم الشاشة الصغيرة ، كل ذلك تحت غطاء طهرية رسمية ، ترضى بكل أنواع التمييز ، وتبرر كل المجازر .

إن أول مراقب نافذ البصر لواقع الولايات المتحدة كان توكفيل الذي كشف عام 1840 في كتابة " الديمقراطية في أمريكا " ، حتمية آلية بناء الدولة قائلا: " إني لا أعرف شعبا يحتل فيه حب المال حيزا كبيرا من قلوب الناس أكثر من هذا الشعب ، شعب يشكل تجمعا من المغامرين والمضاربين " . وما زلنا اليوم ، قادرين أن نجد في تاريخهم أسس انحطاط ثقافتهم .

فمن جهة العلاقة بالطبيعة ، لم تأخذ كلمة " الحدود " وعلى مدى قرن كامل ، نفس المعنى الجغرافي الذي أخذته في أوروبا . كان الحيز المكاني بالنسبة لهم امتدادا مفتوحا ، وبقي كذلك حتى نهاية القرن التاسع عشر ، حيث بلغ التوسع مداه بالوصول إلى المحيط الهادئ . عندها فقط أعلن عن " ترسيم الحدود " . كان هذا الفضاء الجغرافي مفتوحا لكل أنواع السلب ، وأشكال الإبادة : إبادة الغابات ، وحيوان البيزون " البقر الأمريكي " ، وكذلك التنقيب المحموم في مناجم الذهب والفضة .



أما العلاقة مع البشر الآخرين فكانت ذات طبيعة خاصة : في البداية كان اصطياد الهنود للاستيلاء على أراضيهم ، دون أن يترك لهم خيار ، غير خيار التصفية العرقية أو التصفية في " المحميات " . وبعد ذلك ، ساد بين البيض أنفسهم قانون الغاب ، لاقتسام ثروات الهنود المسروقة ، وأراضيهم ، أو الذهب المأمول استخراجه .

أما ما يتعلق بمعنى الحياة ، فقد تقلص إلى البعد الكمي للثروة أو الأرض أو كنوزها . كانت حياة " الوسترن " و " الغرب الأقصى " ـ ماعدا بعض الاستثناءات ـ تضفي لبوس العظمة على هذه " الملحمة " العنصرية ، وسيادة قانون الأقوى في الحرب التي شنها الجميع ضد الجميع . أما البيوريتانية المسيحية ، فلم تلعب أي دور في العلاقات الاجتماعية القائمة آنذاك إلا دور التبرير.

ويشكل العنف الأكثر دموية والذي يرعاه نفاق ديني ، سمي دائمة في تاريخ الولايات المتحدة منذ تأسيسها . وقد حمل البيوريتانيون الإنكليز الذين نزلوا أمريكا ، حملوا معهم الاعتقاد الأشد فتكا في تاريخ الإنسانية ، وهو الاعتقاد بفكرة " الشعب المختار " ، الذي أعطى الشرعية لعمليات استئصال السكان الأصليين واغتصاب أراضيهم ، وكأنهم أمر إلهي ، اقتداءا بالنموذج التوراتي ، نموذج يشوع حيث أو كل " رب الجنود " لشعبه مهمة ذبح السكان الأصليين في بلاد كنعان والاستيلاء على أراضيهم .

وتماما مثلما فعل الإسبان الذين وصفوا تصفية هنود جنوب القارة ، أنها عملية " تنصير " ، فقد استلهم البيوريتانيون الإنكليز سفر يشوع في مطاردتهم للهنود ، وسرقة أراضيهم ، وعمليات " الاستئصال المقدسة " ، على غرار ما ورد في التوراة .

كتب أحدهم يقول : " من الجلي أن الله دعى المستعمرين إلى الحرب ، حيث يركن الهنود إلى عددهم وأسلحتهم ، يتربصون الفرص لارتكاب الشر، مثلما فعلت قبائل الأماليين ، والفلسطينيين الذين تحالفوا مع آخرين ضد إسرائيل .. " من كتاب ترومان نيلسون : بيوريتانيو ماساشوستس " من مصر إلى أرض الميعاد ـ اليهودية " . وغالبا ما يصور " إعلان استقلال الولايات المتحدة " ، في 4 تموز 1776 ، أنه تصور مسبق لإعلان " حقوق الإنسان والمواطن " في فرنسا الذي صدر عام 1789 . إلا أن إعلان الإستقلال هذا ، هو في حقيقة الأمر ، مثال مذهل للنفاق الذي توحيه كلمة " الحرية " حسب المفهوم الأمريكي .

ينادي الإعلان في سطوره الأولى : " يولد كل الناس متساوين . وقد وهبهم الخالق حقوقا غير قابلة للتنازل عنها : حق الحياة ، وحق الحرية ، وحق البحث عن السعادة ".

إلا أن " الحرية " الأمريكية تجلت بشكل آخر : الاحتفاظ بالرقيق الأسود قرنا كاملا بعد الإعلان . واحتاج الأمر حربا أهلية لتوضع عام 1865 ، نهاية لما كانوا يسمونه حتى ذلك الحين " المؤسسة الخاصة " ، أي بمعنى آخر " الرق " . ومنذ تحرير العبيد لم يترك لهم مكان في المجتمع ، ولم يكن يسمح لهم بامتلاك واحدا فقط من الستين آربانت " قياس فرنسي " المسموح به للبيض .

بعد ذلك ، ولد إرهاب الجمعيات السرية ، مثل منظمة كوكلوكس كلان . أما قوانين السود فقد أبعدت العبيد القدامى عن الحياة السياسية ، كما أبعدهم التمييز العنصري عن المجتمع المدني . وهكذا ورغم تضحيات مارتن لوثر كينج ، تستمر التفرقة العنصرية إلى يوما هذا . وتفوح رائحة النفاق اكثر عندما يتعلق الأمر بالهنود . إنها المرة الأولى التي يظهر فيها بقوة ما سيصبح لاحقا المبدأ المحرك لكل الاعتداءات الأمريكية المستقبلية للولايات المتحدة في العالم : وهو أن العدوان والتصفية العرقية ، صورا مسبقا على أنهما ردود فعل دفاعية . وقد وصف إعلان الاستقلال الذي نادى بالحرية والمساواة وصف

الهنود " بالمتوحشين الذي لا يعرفون الرحمة ، والمعروفين بحبهم لإشعال الحروب ، وارتكاب المجازر " .

من هذا المنطلق ، تحدث الإعلان عن مجتمعات السكان الأصليين ، كي يبرر مقدما المجازر واغتصاب الأرض بحجة " الدفاع المشروع " . وهبط عدد السكان الهنود بحكم عمليات التصفية من عشرة ملايين إلى مئتي ألف فقط ، وكأن الأمر ، أن الهنود هم الذين غزوا أرض المستعمرين ، لا أن المهاجرين من أوروبا ، هم الذين وفدوا ليغتصبوا أراضيهم ويدمروا حياتهم .

هكذا كانت السياسة الأمريكية الثابتة ، منذ ذلك الحين ، انطلاقا من " الخطيئة الأولى " بحق الهنود والأرقاء السود .

قال سيمون بوليفار ، أحد أبطال محاولات الاستقلال في أمريكا اللاتينية في أواسط القرن التاسع عشر : " يبدو أنه كتب على الولايات المتحدة أن تقوم بتعذيب وإذلال القارة باسم الحرية".

ويشهد توكفيل على بربرية المستعمرين تجاه الهنود الذين استخدموا أسلحة لا يمكن مقارنتها باي مقياس بأسلحة الغزاة . ووصف بسخرية لاذعة ، وإنسانية دامية انتصار " الحرية " ، تلك المسيرة المظفرة للحضارة عبر الصحراء قائلا : " في قلب الصحراء ، وفي أواسط الشتاء ، حيث كان البرد قارسا جدا ، قام ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف بمطاردة الأعراق البدوية من الوطنيين الذين كانوا يفرون أمامهم ، حاملين مرضاهم وجرحاهم ، وأطفالا ولدوا حديثا ، وشيوخا على حافة الموت " ، وتابع يقول : إن المشهد كان مثيرا ولم تمح من ذاكرته أبدا .

هكذا بدأ تاريخ " الشمال " في " العالم الجديد " ، كما صوره نعوم شومسكي في كتابه " ايديولوجيا واقتصاد " . وفي عام 1754 ، وصف بنيامين فرانكلين ، الناطق الرسمي البارز باسم التنوير، وصف " أب الأمة " بأنه الرجل الذي يطرد السكان الأصليين كي يفسح المكان لأمته .

وأعطى جورج واشنطن الدرس نفسه لقبائل الايروكواس ، عندما كلف جيشه بتدمير مجتمعها وحضارتها ، وهما مجتمع وحضارة متقدمان نسبيا بمقاييس عام 1779 . لم تشهد القرون المتعاقبة ، إلا نادرا أن ينظر إلى مثل هذا النفاق والجبن الأخلاقي الواضح ، بمنظار الإعجاب والاحترام .

وفي عام 1789 ، وصف توماس جفرسون ، ما سماه " اتحادنا " ، بأنه المنطلق لإعمار كل أمريكا ، الشمالية منها والجنوبية . وقال إنه لأمر حسن أن تبقى القارة بيد العرش الإسباني ، إلى أن يصبح " مجتمعنا قويا بما يكفي ليتمكن من التهام القارة قطعةً قطعة " ..

أما جون كيتري آدامز، مهندس الفكرة التي قادت إلى وضع مبدأ مونرو فقد وصف " الدومينيون " على أنه قارة أمريكا الشمالية . وقد أوضح فكرته بقوله : هذا هو قانون الطبيعة . وقد جرى تطبيق هذا " القانون " تطبيقا واسعا جدا . فقد استخدمه آدامز من جديد في القضية المتعلقة بالجهود الخائبة التي بذلتها الصين لمنع توريد الأفيون إلى بلادها ، انطلاقا من الهند . وقد أدى فشل هذه الجهود إلى اندلاع حرب الأفيون . واستخدمت بريطانيا العنف لتقضي على المقاومة التي أبدتها الصين ، باسم المبادئ السامية للتجارة الحرة . كانت المقاومة الصينية قد منعت الإمبراطورية البريطانية من الوصول إلى الأسواق الصينية عن طريق منع توريد منتجها الرئيسي الذي قدمته للصين ، وهو الأفيون .

ووصف آدامز محاولات الصين لمنع توريد الأفيون ، بأنه عمل ضد القانون الطبيعي

وفي فترة أقرب إلينا ، حدد وودرو ويلسون " واجبنا الخاص " ، تجاه كل شعب مستعمر ، وهو " أن نعيد لهذا الشعب النظام والسيادة ". و" ندربه على القانون والتعود عليه وإطاعته " . هذا يعني من الناحية العلمية الخضوع لـ " حقنا " في سرقة هذا الشعب واستغلاله . وشرح ويلسون باختصار الدور الذي تلعبه القوة الأمريكية في هذا المشروع قائلا :

" انطلاقا من حقيقة أن التجارة ، ليس لها حدود قومية ، وانطلاقا من أن الصناعي يريد امتلاك العالم من أجل الأسواق ، فان على علم بلاده أن يتبعه أينما ذهب ، وعلى الأبواب المغلقة للأمم الأخرى أن تخلع ، وعلى وزراء الولايات المتحدة أن يحموا امتيازات أصحاب رؤوس الأموال ، حتى ولو أدى ذلك إلى انتهاك سيادة الأمم الأخرى المتمردة . يجب خلق المستعمرات أو الحصول عليها ، بحيث لا نهمل أو نتغاضى عن أصغر زاوية في العالم " .

هذه العبارات الصادقة بسبب صراحتها ، تحمل دلالة حقيقية للمثل الأعلى " للولسنية " ، في الحرية وتقرير المصير . وهو مثل غالبا ما يورده المثقفون الغربيون عاريا دون تزويق



وقد طبق ويلسون ، عندما أصبح رئيسا للجمهورية بعد بضع سنوات ، عقيدته حول تقرير المصير ، بغزوه المكسيك ، وجزيرة أسيانيولا " التي تشكل تاهيتي وجمهورية الدومينكان " . وقد قتل جنوده ، وسلبوا ، وأسسوا حالة شبيهة بالرق ، ودمروا النظام السياسي ، ووضعوا البلاد بين أيدي المستثمرين الأمريكيين .

وقد نشر روبرت لانسينغ ، وزير خارجية ويلسون ، مذكرة شرح فيها معنى " مبدأ مونرو " ووصف ويلسون نشرها بأنه سوء تصرف سياسي ، ولكن حيثياتها لا يمكن أن تهاجم .


...........................


توقيع : شهيدالله
من مواضيع : شهيدالله 0 جعلت قلوب أولئك مسكناً لمشيئك
0 (((هل أتاك حديث العروج)))
0 من لطائف ومكاشفات العلامة الطباطبائي.قدس
0 إنكم ما كثون}
0 سلوك الطريق
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 11:49 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية