1. (وَيْلٌ) سوء و هلاك (لِّكُلِّ هُمَزَةٍ) كثير الهمز اي الكسر في اعراض الناس (لُّمَزَةٍ) كثير الطعن فيهم .
2. (الَّذِي جَمَعَ مَالا وَعَدَّدَهُ) حسبه مرارا , فان الثري الغافل عن الاخرة يكون هكذا همازا لمازا حسابا.
3. (يَحْسَبُ) يزعم (أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ) ابقاه سالما عن الافات.
4. (كَلاَّ) ليس هكذا فان المال لا يسلم الانسان (لَيُنبَذَنَّ) يطرحن بذلة (فِي الْحُطَمَةِ) النار التي تحطم عظام الانسان .
5. (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ) تعظيم لها و تهويل فيها .
6. (نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ) التي اشتعلت .
7. (الَّتِي تَطَّلِعُ) تستولي (عَلَى الأَفْئِدَةِ) القلوب , لانها مكان التكبر و التجبر .
8. (إِنَّهَا) اي النار (عَلَيْهِم) على هؤلاء الكفار (مُّؤْصَدَةٌ ) مسدودة الباب فلا يقدرون على الخروج منها .
9. (فِي عَمَدٍ) تربط ارجلهم بعمد (مُّمَدَّدَةٍ) ممدودة , كما تربط ارجل المجرمين بالاعمدة المبنية في الارض حتى لا يفروا .
قال رسول الله صلى الله عليه و على اله : من قراء هذه السورة كان له من الاجر بعدد من استهزا بمحمد صلى الله عليه و على اله .
قال الامام الصادق عليه السلام : من قرأ ويل لكل همزة في فرائضه ابعد الله عنه الفقر , و جلب عليه الرزق , و يدفع عنه ميتة السوء
عن أبي جعفر (عليهالسلام) قال : من قرأ سورة لم يكن كان بريئا من الشرك و أدخل في دين محمد (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) و بعثه الله مؤمنا و حاسبه الله حسابا يسيرا .
تفسير بعض كلماتها الشريفه :
تسجل السورة رسالة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لعامة أهل الكتاب و المشركين و بعبارة أخرى للمليين و غيرهم، و هم عامة البشر ، فتفيد عموم الرسالة و أنها مما كانت تقتضيه السنة الإلهية - سنة الهداية - التي تشير إليها أمثال قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل إما شاكرا و إما كفورا} و قوله: «و إن من أمة إلا خلا فيها نذير» وان دعوته (صلى الله عليه وآله وسلم)لا تتضمن إلا ما يصلح المجتمع الإنساني من الاعتقاد و العمل .
قوله تعالى : «منفكين» من الانفكاك و هو الانفصال عن شدة اتصال، و المراد به - على ما يستفاد من قوله: «حتى تأتيهم البينة» - انفكاكهم عما تقتضي سنة الهداية و البيان كان السنة الإلهية كانت قد أخذتهم و لم تكن تتركهم حتى تأتيهم البينة و لما أتتهم البينة تركتهم و شأنهم كما قال تعالى: «و ما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون».
قوله: «و ذلك دين القيمة» أي دين الكتب القيمةاي السماوية ، ودين القِيَم، فالمعنى أن هذا الذي أمروا به و دُعوا إليه في الدعوة المحمدية هو الدين الذي كلفوا به في كتبهم القيمة و ليس بأمر بدع فدين الله واحد و عليهم أن يدينوا به لأنه دين القيم الحافظة لمصالح المجتمع الإنساني فلا يسعهم إلا أن يؤمنوا بها و يتدينوا.
الاية الاخيرة من السورة المباركه«إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات أولئك هم خير البرية» : قال سيد الرسل عليه وآله الصلاة : خير البرية هم علي وشيعته هم الفائزون ، رواه الطبري في تفسيره وغيره .
وعن كتاب شواهد التنزيل للحاكم : سمعت عليا يقول: قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي أ لم تسمع قول الله: «إن الذين آمنوا و عملوا الصالحات - أولئك هم خير البرية» هم شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا اجتمع الأمم للحساب يُدعون غرّا محجّلين.
و قيام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدعوة و نهضته على الكفر و الوثنية فيما تقدم على الهجرة و إدامته ذلك و ما وقع له من الحروب و المغازي مع الكفار و المشركين فيما تأخر عن الهجرة كان عملا منه (صلى الله عليه وآله وسلم) ذا تبعة سيئة عند الكفار و المشركين و ما كانوا ليغفروا له ذلك ما كانت لهم شوكة و مقدرة، و ما كانوا لينسوا زهوق ملتهم و انهدام سنتهم و طريقتهم، و لا ثارات من قُــتل من صناديدهم دون أن يشفوا غليل صدورهم بالانتقام منه و إمحاء اسمه و إعفاء رسمه غير أن الله سبحانه رزقه (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الفتح و هو فتح مكة أو فتح الحديبية المنتهي إلى فتح مكة فذهب بشوكتهم و أخمد نارهم فستر بذلك عليه ما كان لهم عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) من الذنب و آمنه منهم.
فالمراد بالذنب - و الله أعلم - التبعة السيئة التي لدعوته (صلى الله عليه وآله وسلم) عند الكفار و المشركين و هو ذنب لهم عليه كما في قول موسى لربه: «و لهم علي ذنب فأخاف أن يقتلون»: الشعراء: 14، و ما تقدم من ذنبه هو ما كان منه (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة قبل الهجرة، و ما تأخر من ذنبه هو ما كان منه بعد الهجرة، و مغفرته تعالى لذنبه هي سترة عليه بإبطال تبعته بإذهاب شوكتهم و هدم بنيتهم، و يؤيد ذلك ما يتلوه من قوله: «و يتم نعمته عليك - إلى أن قال - و ينصرك الله نصرا عزيزا».
وفي كتاب { عيون اخبار الرضا }الرضا (عليه السلام) قال المأمون مخاطبا الامام الرضا عليه السلام:
يا ابن رسول الله أ ليس من قولك إن الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، إلى أن قال قال: فأخبرني عن قول الله عز و جل: «ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر». قال الرضا (عليه السلام):
لم يكن أحد عند مشركي مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة و ستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم، و قالوا أ جعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب، و انطلق الملأ منهم أن امشوا و اصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق فلما فتح الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة قال: يا محمد إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر عند مشركي مكة بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم و ما تأخر لأن مشركي مكة أسلم بعضهم، و خرج بعضهم عن مكة، و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد إذا دعا الناس إليه فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم. فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن.
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
مَنَّ عليّ ربي وقال لي: يا محمد أرسلتك إلى كل أحمر وأسود، ونصرتك بالرعب وأحللت لك الغنيمة، وأعطيت لك ولأمتك كنـزاً من كنوز عرشي: فاتحة الكتاب، وخاتمة سورة البقرة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : هي شفاء من كل داء إلا السام، يعني الموت.
وعن أبي عبد الله الصادق(ع) أنه قال: لو قرأت الحمد على ميت سبعين مرة، ثم ردت فيه الروح ما كان عجباً.
لذلك فقد وردت ختومات عدة لهذه السورة منها ان تقرء 70 مرة بنية الشفاء لأي مرض .