- روى الشيخ الصّدوق بسنده الصّحيح عن أبي بصير، قال:
قال أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام) لرجل من أصحابه:
ألا أخبرك كيف كان سبب إسلام سلمان وأبي ذر (رحمه الله عليهما)؟
فقال الرجل وأخطأ: أما إسلام سلمان فقد علمت، فأخبرني كيف كان سبب إسلام أبي ذر.
فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السّلام): إن أبا ذر (رحمه الله عليه) كان في بطن مر يرعى غنما له، إذ جاء ذئب عن يمين غنمه، فهش أبو ذر بعصاه عليه، فجاء الذئب عن يسار غنمه، فهش أبو ذر بعصاه عليه، ثم قال له: والله ما رأيت ذئبا أخبث منك ولا شرا. فقال الذئب: شر - والله - مني أهل مكة، بعث الله إليهم نبيا فكذبوه وشتموه.
فوقع كلام الذئب في أذن أبي ذر، فقال لأخته: هلمي مزودي وإداوتي وعصاي، ثم خرج يركض حتى دخل مكة، فإذا هو بحلقة مجتمعين، فجلس إليهم، فإذا هم يشتمون النبي (صلى الله عليه وآله) يسبونه كما قال الذئب، فقال أبو ذر: هذا والله ما أخبرني به الذئب، فما زالت هذه حالتهم، حتى إذا كان آخر النهار وأقبل أبو طالب، قال بعضهم لبعض: كفوا فقد جاء عمه، فلما دنا منهم أكرموه وعظموه، فلم يزل أبو طالب متكلمهم وخطيبهم إلى أن تفرقوا. فلما قام أبو طالب تبعته، فالتفت إلي، فقال: ما حاجتك؟
فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم. قال: وما حاجتك إليه؟ فقال له أبو ذر: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته. فقال أبو طالب: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ قال: فقلت: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. قال: فقال: إذا كان غدا في هذه الساعة فائتني.
قال: فلما كان من الغد جاء أبو ذر، فإذا الحلقة مجتمعون، وإذا هم يسبون النبي (صلى الله عليه وآله) ويشتمونه كما قال الذئب، فجلس معهم حتى أقبل أبو طالب، فقال بعضهم لبعض: كفوا فقد جاء عمه، فكفوا، فجاء أبو طالب فجلس، فما زال متكلمهم وخطيبهم إلى أن قام. فلما قام تبعه أبو ذر، فالتفت إليه أبو طالب فقال: ما حاجتك؟
فقال: هذا النبي المبعوث فيكم.
قال: وما حاجتك إليه؟ قال: فقال له: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته. فقال أبو طالب: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟
فقال: نعم، أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
قال: فرفعني إلى بيت فيه جعفر بن أبي طالب. قال: فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال: ما حاجتك؟ قال: فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم.
قال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته. قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. فرفعني إلى بيت فيه حمزة بن عبد المطلب، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال: ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبي المبعوث فيكم. قال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أو من به وأصدقه، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته.
قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟
قال: قلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله. قال: فرفعني إلى بيت فيه علي بن أبي طالب (عليه السّلام)، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال: ما حاجتك؟ قلت: هذا النبي المبعوث فيكم. قال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أو من به وأصدقه، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته.
قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله؟ قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله.
قال: فرفعني إلى بيت فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإذا هو نور على نور، فلما دخلت سلمت، فرد علي السلام، ثم قال: ما حاجتك؟ قلت: هذا النبي المبعوث فيكم. قال: وما حاجتك إليه؟ فقلت: أؤمن به وأصدقه، ولا يأمرني بشئ إلا أطعته. قال: تشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله؟ قلت: أشهد لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا رسول الله، فقال (صلى الله عليه وآله): أنا رسول الله. يا أبا ذر، انطلق إلى بلادك، فإنك تجد ابن عم لك قد مات، فخذ ماله، وكن بها حتى يظهر أمري.
قال أبو ذر: فانطلقت إلى بلادي، فإذا ابن عم لي قد مات، وخلف مالا كثيرا في ذلك الوقت الذي أخبرني فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فاحتويت على ماله، وبقيت ببلادي حتى ظهر أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتيته.
أبو جعفر محمّد بن علي بن بابويه القمّي، أمالي الصّدوق، تحقيق حسين الأعلمي، (ط1، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1430/ 2009)، ص346-347 المجلس الثالث والسبعون.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد والعن أعداءهم ،،،
اللهمّ احشرنا مع أبي ذر جندب بن جنادة رضوان الله عليه ،،،
التعديل الأخير تم بواسطة بو هاشم الموسوي ; 08-10-2010 الساعة 09:26 PM.
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ولا يحصى نعمائه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون
وصلى الله على محمد وأل محمد الطيبين الطاهرين هم أهل الهدى وهم سبل النجاة والتقى
اللهم عجل لوليك الفرج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
..
جزاك الله خير اخي السيد على هذه المعلومات التعريفيه
خالص شكرنا وإمتنانا
رزقَنا الله تعالى وإياكم حُسْنَ ولاية أهل البيت
النبويّ، والثبات عليها والبصيرة فيها
والحَمْدُ للهِ ربِّ العالمَين