السلام عليكم
ما حكم قول : " صدق الله العظيم " عقب الآية أو بعد التلاوة ؟
الجواب :
لا يجوز قول " صدق الله العظيم" بعد الفراغ مِن قراءة القرآن ؛ لأن العبادات توقيفية ، فلا يُفعل منها شيء إلاَّ بِدليل ، وقراءة القرآن عِبادة ، فلا يُحْدَث فيها مثل هذا القول إلاّ بِدليل ، ولا دليل على هذا القول وهو مِ، قَبِيل البِدَع ، ولم يَكن مِن عَمل السَّلف من الصحابة فمن بعدهم (( عبدالرحمن السحيم ))
ما حكم قول (صدق الله العظيم) بعد الفراغ من قراءة القرآن ؟
فأجابتْ :
قول : (صدق الله العظيم) بعد الانتهاء من قراءة القرآن بدعة ؛ لأنه لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا الخلفاء الراشدون ، ولا سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولا أئمة السلف رحمهم الله ، مع كثرة قراءتهم للقرآن ، وعنايتهم ومعرفتهم بشأنه، فكان قول ذلك والتزامه عقب القراءة بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : مَن أحْدث في أمْرنا هذا ما ليس منه فهو رَدّ . رواه البخاري ومسلم ، وقال : مَن عَمل عملاً ليس عليه أمْرنا فهو رَدّ . رواه مسلم .(( اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ))
ونتيجة لهذه الفتاوى نعرض أسماء المبتدعين :
الإمام النيسابوري قال في تفسيره :
{ فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله التي قد خلت في عباده ، وخسر هنالك الكافرون } [ غافر : 85 ] . صدق الله العظيم
الإمام محي الدين النووي قال في كتابه رياض الصالحين :
قال الله تعالى: " قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنِ المُتَكَلِّفِينَ " صدق الله العظيم . اهـ
جاء في كتاب المنتظم في التاريخ للحافظ ابن الجوزي :
ويعزل الملك والوزير: " يومئذ يتذكر الانسان وأنى له الذكرى " " يومٍ تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً " صدق الله العظيم....
قال الإمام اليافعي في مرآة الجنان :
قال الليث:رأيت أبا الزناد حلقه ثلاث مائة تابع من طالب فقه وعلم وشعر وصوف،تم لم يلبث أن بقي وحده،وأقبلوا على ربيعه،وكذا ربيعة أقبلوا على مالك وتركوه،صدق الله العظيم: " وتلك الأيام نداولها بين الناس " - آل عمران:140
في تفسير القرطبي 1 / 27 :
أن الحكيم الترمذي ذكر ذلك بعض آداب التلاوة فقال :
( ومن حُرْمَته إذا انتهت قراءته أن يُصَدِّقَ رَبَّهُ، ويشهد بالبلاغ لرسوله صلى الله عليه وسلم مثل أن يقول: صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ويشهد على ذلك أنه حق، فيقول: صدقتَ ربنا وَبَلَّغَتْ رُسُلُك ونحن على ذلك من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقِسْطِ، ثم يدعو بدعوات )
وقال الإمام الغزالي في الإحياء وهو يعدد آداب تلاوة القرآن 1/278
(الثامن : أن يقول في مبتدأ قراءته أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون وليقرأ قل أعوذ برب الناس وسورة الحمد لله وليقل عند فراغه من القراءة صدق الله تعالى وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انفعنا به وبارك لنا فيه الحمد لله رب العالمين وأستغفر الله الحي القيوم )
الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية 13/119 قال :
( فمن ترك الشرع المحكم المنزل المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الانبياء وتحاك إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين قال الله تعالى أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون وقال تعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما (صدق الله العظيم ) اه
قال الإمام محمد متولي الشعراوي في كتابه معجزة القرآن :
قال: (ألم تر الى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوا حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير).. صدق الله العظيم ..
.................
أقول : الإمام الغزالي يقول أن من آداب التلاوة قول صدق الله العظيم ولكن كما يعلم الجميع فالوهابية وآداب التلاوة وآداب أي شئ في الدنيا خطان متوازيان لا يلتقيان