ان الله لم يطهر أهل البيت عليهم السلام و لم يذهب عنهم الرجس في آية التطهير
و تحقيق ذلك في مقامين أحدهما أن قوله
أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا
كقوله ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج
و كقوله يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر
و كقوله يريد الله ليبن لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم و يتوب عليكم و الله عليم حكيم و الله يريد أن يتوب عليكم و يريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما
فان أرادة الله في هذه الآيات متضمنة المحبة الله لذلك المراد و رضاه به و أنه شرعه للمؤمنين و أمرهم به ليس في ذلك أنه خلق ذلك المراد و لا أنه قضاه و قدره و لا أنه يكون لا محالة
والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم بعد نزول هذه الآية
قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا
فطلب من الله لهم إذهاب الرجس و التطهير فلو كانت الآية تتضمن إخبار الله بأنه قد اذهب عنهم الرجس و طهرهم لم يحتج إلى الطلب و الدعاء
وهذا على قول القدرية أظهر فان أرادة الله عندهم لا تتضمن وجود المراد بل قد يريد ما لا يكون و يكون ما لا يريد فليس في كونه تعالى مريدا لذلك ما يدل على وقوعه
و هذا الرافضي و أمثاله قدرية فكيف يحتجون بقوله أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت على وقوع المراد و عندهم أن الله قد أراد إيمان من على وجه الأرض فلم يقع مراده و أما على قول أهل الإثبات فالتحقيق في ذلك أن الأرادة في كتاب
الله نوعان أرادة شرعية دينية تتضمن محبته و رضاه و أرادة كونية قدرية تتضمن خلقه و تقديره
الأولى مثل هؤلاء الآيات