~)(حــــــــــــديقة وردهآ الإخـــــــــاء ورحـــــــــيقها التعاون )~
بتاريخ : 10-12-2010 الساعة : 11:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله وعجل فرجهم وألعن أعدائهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الصداقة عملة نادرة، الصداقة لؤلؤة في أعماق المحيطات ،،،،
الصداقة هي الأخوة
الصداقة هي المعزة
الصداقة هي المحبة
الصداقة هي الوفاء
الصداقة هي الإخلاص
الصداقة هي التواضع
فليست الصداقة بكثرة اللقاء والحديث ، وليست الصداقة في الملازمة في الحل والترحال ، وليست الصداقة في تبادل العبارات الجميلة والمنمقة .
فالصديق هو الماء عندما تعطش ، والسكن عندما تتشرد ، والدليل عنما تتيه ........
فالصديق لا يوزن بميزان ولا يقدر بأثمان فلابد منه لكل إنسان ...
ولكن أين هو الصديق ؟
وكيف نعرفه ؟
وماهي المقايس في أختياره؟
أسئلة ينبغي أن يطرحها كل عاقل ،
فعن أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ : قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عليه السلام : (إِنَّ صَاحِبَ الشَّرِّ يُعْدِي ، وَ قَرِينَ السَّوْءِ يُرْدِي ، فَانْظُرْ مَنْ تُقَارِنُ .)
( الكافي : 2 / 640 )
لأن وللأسف كثير ما نسمع ونقرأ قصص الخيانة بين الأصدقاء وكثير من لا يزالون يتألمون تحت عنوان الصداقة ، وأرجح أسباب هذه الصداقات الفاشلة لعدم معرفتنا بصفات من نصادق ومن لا نصادق ..
فأنطلق معكم مع بعض وصايا لقمان الحكيم لأبنه
في هذا المجال يا بني !.. الوحدة خير من صاحب السوء .. يا بني !.. الصاحب الصالح خير من الوحدة ....
يا بني !. من ذا الذي عبد الله فخذله ؟.. ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده ؟ .. يا بني !.. ومن ذا الذي ذكره فلم يذكره ؟.. ومن ذا الذي توكل على الله فوكله إلى غيره ؟ .. ومن ذا الذي تضرع إليه جل ذكره فلم يرحمه ؟.... يا بني !.. إياك ومصاحبة الفسّاق فإنما هم كالكلاب ، إن وجدوا عندك شيئا أكلوه ، وإلا ذموك وفضحوك ، وإنما حبهم بينهم ساعة ....
يا بني !.. المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه ويرضى عنك، والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك ؟! ....
فقبل أي علاقة صداقة فل ننظر هل هذا الشخص سيء ؟ أم صالح ؟
ولكم بعض صفات من لا يستحقون الصداقة ، بل لا يستحقون مجالستهم .
: قال الباقر (ع) : قال أبي علي بن الحسين (ع) :
يا بني ! . . انظر خمسة فلا تصاحبهم ، ولا تحادثهم ، ولا ترافقهم في طريقٍ ، فقلت : يا أبه ! . . من هم ؟ . . عرّفنيهم . . قال :
إياك ومصاحبة الكذّاب ! . . فإنه بمنزلة السراب ، يقرّب لك البعيد ، ويبعّد لك القريب .
وإياك ومصاحبة الفاسق ! . . فإنه بايعك بأكلة ، أو أقلّ من ذلك .
وإياك ومصاحبة البخيل ! . . فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه .
وإياك ومصاحبة الأحمق ! . . فإنه يريد أن ينفعك فيضرّك .
وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه ! . . فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّ وجلّ في ثلاثة مواضع :
قال الله عزّ وجلّ :
{ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله }
إلى آخر الآية ، وقال عزّ وجلّ :
{ الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار } ،
وقال في سورة البقرة
(لذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون).
فمن نجد فيه صفات السوء مثل : الفسق (أي " التجاهر بالمعصية )،والكذب ،والبخل ، والأحمق، وقاطع الرحم ،والماجن ،الفاجر....
فالبقاء بدون أصدقاء مثل هؤلاء أفضل ، لأنك ستصاب بالعدوة دون أن تشعر
وبعد هذه الإشارة إلى صفات من ينبغي اجتنابهم . يأتي السؤال إذاً ما هي الصفات التي إذا وجدناها في الشخص نأخذه صديق وخليل لنا ؟
الإسلام أشار إلى صفات كثيرة وجميلة ينبغي أن يتحلى بها الصديق الحقيقي ، وسأشير إلى أهمها
الا وهي:
الإيمان والتقوى .
وقد أكد القرآن الكريم على هذه الصفتان
فيقول تبارك وتعالى
{ الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } ،
( سورة الزخرف / 67 ) .
فالإيمان والتقى كفيلان أن يوفران لك الصديق الوفي ، الصديق الحقيقي ، الذي يستحق أن نطلق كلمة أخ ويكون مصداق لـــ(رب أخٍ لم تلده أمك )
فعلم أيها القارىء أن الصداقة ليست محصورة على عالم الدنيا بل ستستمر حتى في الآخرة ، سواء كانت صداقتك من صاحبٌ صالح أم طالح .
فعن الباقر (ع) : إنّ المؤمنَين المتواخيَين في الله ، ليكون أحدهما في الجنّة فوق الآخر بدرجة ، فيقول :
يا ربّ ! . . إنّ صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبّطني عن معصيتك ، وترغّبني فيما عندك ، فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة فيجمع الله بينهما ، وإنّ المنافقيَن ليكون أحدهما أسفل من صاحبه بدرك في النار ، فيقول :
يا ربّ ! . . إنّ فلاناً كان يأمرني بمعصيتك ، ويثبّطني عن طاعتك ، ويزهّدني فيما عندك ، ولا يحذّرني لقاءك فاجمع بيني وبينه في هذا الدّرك ، فيجمع الله بينهما ، وتلا هذه الآية :
{ الأخلاّء يومئذ بعضهم لبعض عدوّ إلاّ المتّقين } .
وقبل الختمام
أنبه على نقطه هامه ""
ليس معنى كلامي هذا ان نبحث عن شخص كامل ، فالكمال لله رب العالمين ، ولا يخلوا شخص من العيوب والأخطاء فلا ينبغي الأفراط في معرفة كوامن الأفراد وخصوصياتهم
(فعن الأمام الصادق روحي فداه قال
(لَا تُفَتِّشِ النَّاسَ فَتَبْقَى بِلَا صَدِيقٍ . )
( الكافي : 2 / 651 ) .
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله كل الخير عزيزتي نرجس على طرحك الجميل هذا فالصداقة الحقيقية كنز لمن يمتلكها
وفقك الله لكل خير
لك مودتي وتحياتي