عبد الله الرضيع بين الرحمة المحمدية و القسوة الأموية ..!!
بتاريخ : 22-12-2010 الساعة : 03:35 AM
بسمه تعالى
السلام على الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين ....
لما ارتحل الامام الحسين عليه الصلاة و السلام بأهله و أولاده و أصحابه لم يترك في داره بالمدينة المنورة من بناته سوى ابنته فاطمة العليلة فنظرت في الدار
و قد خلت من الأهل و الأحبة فاستوحشت فقامت عليها السلام حتى وصلت إلى باب الدار .. نظرت .. و إذا بالامام الحسين عليه الصلاة و السلام على ناقته و النساء الهاشميات
في الهوادج ..أقبلت و صاحت : أبه حسين إلى أين تمضون و تتركوني وحيدة في هذه الدار .؟؟
فنزل الامام الحسين عن راحلته و استقبلها و قالل لها : بنية أنت مريضة و لا أدري أين يستقر بي المقام فإذا وصلت إلى مكان أبعث اليك عمك العباس أو أخاك عليا الأكبر فيحملانك الينا ...
فلما سمعت فاطمة هذا من أبيها قالت : أبه إن نفسي تحدثني أن لا لقاء بعد هذا الفراق ...
و لكن يا أبه إإذن لي في وداع عماتي و أخواتي فقال لها : بنية لك ذلك فجعلت فاطمة تمر على الهوادج و تودع عماتها و أخواتها
حتى وصلت إلى هودج الرباب زوجة أبيها الحسين فودعتها ثم مدت يدها و تناولت أخاها عبد الله الرضيع من حجر أمه ..
ضمته إلى صدرها .. انحنت عليه تقبله و تودعه ...
تقول الرواية :
أن عبد الله الرضيع عانق أخته فاطمة و أبى أن يتركها و كلما حاولوا أن يأخذوه منها لم يستطيعوا ...
أرادت أمه أن تأخذه من أخته فلم تستطيع ... حاولت عمته زينب الكبرى عليها الصلاة و السلام أن تأخذه فلم تستطيع ..
حاول علي الأكبر عليه الصلاة و السلام أن يفك يد أخيه عبد الله الرضيع من رقبة أخته فاطمة فلم يستطيع ...
حاولت أم كلثوم عليها الصلاة و السلام فلم تستطيع أن تفك يديه ...
بعدها حاول أبا الفضل العباس أن يأخذه من أخته لأن الركب ينتظر الرحيل و لكن هناك مشكلة عظيمة و هي التصاق عبد الله الرضيع بأخته فاطمة ...
لكن الأمر المذهل الذي تعجب منه الجميع هو :
ما أن اقترب الامام الحسين عليه الصلاة و السلام من الطفل الرضيع و همس في أذنه و إذا بالرضيع يفك يديه و يعانق أبيه الامام الحسين عليه الصلاة و السلام ...
الكل تعجب !!!
ما الأمر ..!!!
يا ترى ماذا قال الامام الحسين للطفل الرضيع حتى فك يديه بسرعة و عانق والده ..؟؟
سر الهمسة الحسينية ....
تقول الرواية ان الامام الحسين قال للطفل الرضيع : يا بني نحن ذاهبين لطلب الشهادة في سبيل الله ألا تريد أن تكون من شهداء كربلاء ..؟؟؟
عبد الله الرضيع يلبي الشهادة ...
ففتح عبد الله يديه بسرعة كأنه يقول : ( بلى يا أبا عبد لله فأنا قررت أن أكون جبديا و شهيدا في كربلاء ) ..
و فعلا تحققت دعوة عبد الله الرضيع فهندما سمع صوت الامام الحسين و هو ينادي :
ألا من ناصر ينصرنا ..؟؟
هل من معين يعيننا ..؟؟؟
هل من ذاب عن حرم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ..؟؟
فأخرج يديه من القماط و هو يقول : لبيك داعي الحق ...
و كأن عمته زينب عليها الصلاة و السلام فهمت كلامه و لبت دعوته و أتت به إلى أخيها الحسين ليأخذه إلى القوم ...
أما عندما نزل هذا الرضيع للمعركة نجح بتشتيت القوم حتى حل النزاع الداخلي بين الميمنة و الميسرة في جيش عمر بن سعد عليه لعائن الله
لكن الشيطان الرجيم أدركهم بصورة حرملة عليه لعائن الله فرمى الطفل بسهم مثلث و قتله من الوريد للوريد في حجر أبي عبد الله الحسين ...
فجمع الحسين دمه في كفه و رماه إلى السماء قائلا :
إلهي إن كان يرضيك فخذه حتى ترضى ...
فكان هذا الطفل الرضيه مقاتلا كباقي أفراد جيش الحسين عليه الصلاةو السلام في كربلاء ..
و لكا فارس طريقة في القتال فكانت طريقة الرضيع أن يضرب الأعداء في قلوبهم و يشتت جمعهم و يفرق عددهم
و يثبت أن ليس في قلوب القوم من رحمة لا لشيخ كبير و لا لطفل صغير ...
حاول أن يكون حاضرا بدمه الطاهر إذا كان لزاما على المؤمنين و بما يملكون من قلوب شربت ولاء محمد و آل محمد ...
أن تهتفوا إلى سيدنا و مولانا الرضيع لأن ظروف استشهاده في كربلاء كانت استثنائية ...
و كانت مختلفة جدا عن باقي رجال كربلاء فقد كان طفلا صغيرا لم يتجاوز الستة أشهر ...
جاء مع العائلة الحسينية و هو على صدر أمه فقاده القدر الذي صنعه الظالمون أن يكون قربان العقيدة و الفداء ...
لذا فاننا بجعلنا لعبد الله الرضيع بابا من أبواب استجابة الدعاء إنما يتأتى في الحقيقة من المعرفة الكاملة بعظمة و جلالة و قدر هذا الصغير الذي أبى دمه
الطاهر إلا أن يستقر في بطنان العرش فقد رمى سيد الشهداء عليه الصلاة و السلام دمه الشريف إلى السماء فلم تنزل منه قطرة واحدة
و هذا الأمر يجعلنا بكل تأكيد نتوجه بقلوبنا و عقولنا و مشاعرنا و نجعله بين يدي حاجاتنا لتقضى ..
و يكون بابا لقضاء الحوائج إلى الله ....
ما رأي المسلمين بهذا الخبر ..؟؟؟
عاد الامام الحسين عليه الصلاة و السلام إلى المخيم يوم عاشوراء منحني الظهر و إذا بالعقيلة استقبلته بعبد الله الرضيع قائلة :
أخي يا أبا عبد الله هذا الطفل قد جف حليب أمه فاذهب به إلى القوم علهم يسقوه قليلا من الماء ,,,
فخرج الحسين اليهم و كان من عادته إذا خرج إلى الحرب ركب فرسه ذا الجناح ..
و إذا توجهإلى الخطاب كان يركب الناقة ..
و لكن هذه المرة خرج راجلا يحمل الطفل الرضيع و كان يظلله من حرارة الشمس ...
فصاح : أيها الناس , فاشْرَأَبَّتْ الأعناق نحوه فقال :
أيها الناس إن كان ذنب للكبار فما ذنب الصغار ..؟؟؟
فاختلف القوم فيما بينهم فمنهم من قال : لا تسقوه و منهم من قال اسقوه و منهم من قال لا تبقوا لأهل البيت باقية ...
عندها التفت عمر بن سعد عليه لعائن الله إلى حرملة بن كاهل الأسدي لعائن الله عليه و قال له :
يا حرملة اقطع نزاع القوم ...
يقول حرملة فهمت كلام الأمير فسددت السهم في كبد القوس و صرت أنتظر أين أرميه فبينما أنا كذلك إذ لا حت مني التفاتة إلى رقبة الطفل
و هي تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها ابريق فضة
فعندها رميته بالسهم فلما وصل اليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد و كان الرضيع مغمي عليه من شدة الظمأ فلما أحس بحرارة السهم رفع يديه
من تحت قماطه و اعتنق أباه الحسين و صار برفرف بين يديه كالطير المذبوح ...
فيا لها من مصيبة عظيمة ...
لما مضى الحسين بالطفل نحو النساء و هو مخضب بدمائه و الحسين يبكي استقبلته سكينة
و قالت : أبه يا حسين لعلك سقيت عبد الله ماء و أتيتنا بالبقية ..؟؟
قال : بنية سكينة هذا أخوك مذبوح من الوريد للوريد ..
نقول : فلتعلم أمة الاسلام جميعا بأن هذه الحادثة جرت لحفيد رسول الله فالمفطوم بالسهم عطشانا هو عبد الله الرضيع ( علي الأصغر ) ...
جد الرضيع هو رسول الله الذي قال : ليس منا من لا يرحم الصغير و يحترم الكبير و لكننا نجد أن بني أمية الذين ادعوا خلافة رسول الله
و أنهم من أخص صحابته قد قست قلوبهم فلم يرحموا طفلا رضيعا يكاد يموت من العطش ...
و قد كان هذا في يوم كربلاء عندما ذهب به الحسين و طلب له الماء فلم يرق لحاله أحد بل أعماهم حقدهم على آل الرسول
و سددوا بسهم على نحره و كان هذا السهم من قوس ذلك اللعين حرملة يقول حرملة لعنة الله عليه :
عندما سددت سهمي على نحره و رميته و وصل السهم تقريبا من نحره سمع فحيحه فتصور الرضيع بأنه ثدي أمه
ففتح فمه فلما ضربه و أحس بحرارة السهم قطع القماط و احتضن أباه
و هو كالطير يرفرف في حجر أبيه ...
ساعد الله قلب الحسين عليه الصلاة و السلام عندما رآه مذبوحا ...
السلام على الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين ...