على النقيض من تجاهل الصحافة المحلية لفعاليات شهر محرم الحرام وذكرى عاشوراء، أفردت الصحافة العالمية عدة مقالات ومتابعات تعنى بتغطية هذه الفعاليات.
صحيفة نيويورك تايمز:
أوردت الصحيفة في عددها الصادر بتاريخ 5 فبراير 2007، تقريرا بعنوان بـ« شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب ». وأبرز التقرير المخاوف من امتداد الصراع السياسي الطائفي للمنطقة وتأثير ذلك على المكاسب التي استطاع الشيعة الحصول عليها في الفترة الماضية.
شيعة السعودية يتخوفون من فقدان بعض المكاسب
بينما تجوب مواكب الشباب الذين يضربون صدورهم الشوارع معلنة بدء مراسم عاشوراء لدى المسلمين الشيعة، يترقب ابراهيم المقيطيب بقلق فورة المواجهات السياسية في المنطقة التي تقترب من هذا المجتمع المضطهد.
فمع تنامي الاحتقان الطائفي بين السنة والشيعة في الشرق الأوسط، وتزايد الضغوط على الحكومة السعودية من القيادات السنية المحلية، ينظر شيعة السعودية بقلق لاحتمال خسارة بعض المكاسب التي حققوها في السنوات الأخيرة.
«الأمور غامضة وسوداء والأسوأ متوقع لاحقا» حسب قول السيد المقيطيب وهو أحد المدافعين عن حقوق الإنسان ويدير «مراقبة حقوق الإنسان السعودية» غير المرخصة في المنطقة الشرقية.
وتابع قائلا: كما هي الأمور دائما، الأقليات هي التي تتأثر عندما يحدث هذا، ولكن ذلك سيطال الجميع أيضا.
تقول القيادات الشيعية هنا أنه لا يوجد شيعة في مراكز السلطة والشيعة لا يتم ترقيتهم لمناصب إدارية في الشركات الحكومية والخاصة الا نادرا.
كما أنه لا يوجد نظّار مدارس من الشيعة في المدارس العامة بشكل واقعي.
والأهم من ذلك أن الحكومة توقفت عن الاعتراف بالأقليات، حسب قولهم. فحقوقهم التي اكتسبوها بعد عناء لم يتم حفظها كقانون مما يعني أنها قد تلغى بإنذار قصير الأمد.
في الأسبوع الماضي، منع حاكم الأحساء السني، مدينة بها خليط من السنة والشيعة في المنطقة الشرقية، جميع حملات الدم التي ينظمها الشيعة.
وفي الآونة الأخيرة صعّد رجال الدين السنة من دعواتهم ضد الشيعة والتي يصفونهم فيها بالكفار.
وفي مستهل الأسبوع تحدث الملك عبدالله عن الشائعات التي تقول أن الشيعة يحاولون تحويل السنة، حيث قال أن مثل هذه المحاولات ستبوء بالفشل وأن السنة ستظل هي الأكثرية في العالم الإسلامي.
وحديثا، تحسنت ظروف الحياة لمليونين من المواطنين الشيعة بالمملكة العربية السعودية والذين تعرضوا لتمييز ديني واقتصادي لفترة طويلة.
ولكن هذا التحسن بدأ في التراجع مجددا.
فبعد الثورة الإسلامية الإيرانية في 1979 والتي حفزت الشيعة في أنحاء المنطقة، بدأ الشك في ولاء الشيعة للحكومة لأن نظرة القيادات الدينية السنية في البلد تراهم طابورا خامسا محتملا يهدد بسقوط الحكومة.
وعندما تفجرت المظاهرات في عاشوراء مطلع الثمانينات، قتلت الحكومة العشرات من المتظاهرين واعتقلت الآلاف ودفعت بالكثير للمنفى واضعة بذلك عقدا من الكبت.
وفي عام 1993 حاول الملك فهد إنهاء الخلافات وفي عام 2003 قابل مجموعة من كبار الشيعة والذين قدموا له التماسا يطالب بالمساواة في الحقوق. وفجأة تبدلت حظوظ الشيعة.
«لقد كان هناك مشاكل سابقا ولكن مع مرور الوقت واصرار الناس على حقوقهم تغيرت الأمور» حسب كلام الشيخ حسن الصفار وهو أحد قيادي المعارضة لفترة طويلة والذي أصبح المدافع الأول في تعامله مع الحكومة.
ويتابع قائلا: السياسة السعودية أصبحت أكثر تركيزا على إعطاء الحقوق أكثر من أي وقت مضى.
ويقرأ الشيخ الصفار بفخر من قائمة ضمت أهم المكتسبات الشيعية من ذلك الوقت: إطلاق سراح السجناء السياسيين وعودة المنفيين، السماح بحرية ممارسة الشعائر، سمح للشيعة ببناء صالات تجمع وببناء مساجد، وبدءوا بنشر كتبهم الدينية والسماح باستيراد البعض.
عاشوراء، من أقدس الفترات عند الشيعة، أصبحت كفحص ورقة عباد الشمس[1] للتغيير.
فحتى سنوات مضت، كان الاحتفال بذكرى شهادة الإمام الحسين والتي تستمر 10 أيام يتم في الخفاء بعيدا عن عيون العامة ويعقد في مجمعات غير قانونية.
هذا الأسبوع انطلق الشيعة في الشوارع المفتوحة بالمنطقة الشرقية الغنية بالنفط، في مواكب تستعيد حادثة القتل.
في المملكة العربية السعودية أصبح إحياء هذه الذكرى أكبر وأكثر ألوانا.
هذا العام شهد أكثر من 500.000 شخص المحاضرات المسائية ومناصرة أهداف الإمام الحسين وتطبيق الدروس من حياته في وقتنا الحاضر.
ويسير المعزون حاملين صورا لرموز من الشيعة وكذلك صورة القائد اللبناني الشيعي المسلم حسن نصر الله، وهم يتشاركون في الطعام والهدايا مؤكدين على البعد الإنساني للمعركة ما بين الخير والشر.
والشيعة بدءوا بدعوة الحكومة السعودية لشرعنة حقوقهم وفي ذات الوقت حث المواطنين على التركيز على القضايا السعودية المحلية وليس الإقليمية أو الدولية.
وهم يقولون أن كل ما حصلوا عليه تم نتيجة نضال مضن.
الشيخ نمر النمريقول الشيخ نمر النمر والذي يتخذ موقفا متشددا في دفاعه مع الحكومة: الأمور تغيرت هنا ليس لأن الحكومة تريد ذلك ولكن لأن العالم نفسه قد تغير. نحن نرى تحسنا في الأوضاع ليس بسبب دعم الحكومة ولكن بسبب مطالبتنا بالتغيير.
الحكومة لن تعطينا شيئا حتى نقوم بالمطالبة به.
بعض القيادات الشيعية لاحظوا انعدام التغطية لعاشوراء في الإعلام السعودي.
يقول الشيخ فوزي السيف، رجل دين شيعي محلي، إن هذا من أهم الفعاليات التراثية لنا.
ويضيف ملاحظا: الإعلام السعودي يغطي اجداثا دينية في أماكن بعيدة عنا ولكن نادرا ما يفعل ذلك هنا. ولذا تجد أنه لا أحد يعلم عنه من الخارج.
الشيخ السيف يقول أن الحكومة فوّتت فرصة تشجيع الوحدة وإرسال إشارة للقيادات السنية المتطرفة.
ويتابع قائلا، والأهم من ذلك أن الحكومة تبدي موافقة ضمنية على الذين يهاجمون الشيعة دون أن تقوم بإجراء ضدهم.
الشيخ فوزي السيفويقول الشيخ السيف: الخطر الأكبر الذي نواجهه هو تزايد الانقسام الطائفي في المنطقة وزحفه البطيء نحو الخليج والذي قد يؤدي لتفجر الأوضاع.
وتابع قائلا: النار قد تصلنا هنا وبسرعة.
رجال الدين الشيعة يؤكدون على أن الشيعة لن يكونوا ورقة سياسية لا لأمريكا ولا ايران. وهم يحذرون أن أية مواجهة مع إيران قد تضع ضغوطا كبيرة على الشيعة ومن ثم الخوف من حصول انقسامات بين مؤيد لإيران ومؤيد للحكومة.
يقول جعفر الشايب، أحد المدافعين عن الشيعة منذ فترة طويلة والذي تم انتخابه في 2005 للمجلس البلدي، «الأمور كانت هكذا في عام 1970». وهو يحاول البرهنة على أن الشيعة أصبحوا أكثر حنكة سياسيا وهم يركزون على قضاياهم المحلية. ولكن ومع ذلك، هناك مخاوف من تبدل هذا الوضع أيضا.
ويتابع قائلا: تبدو كل الأمور طبيعية، ثم يحدث أمر ما يقلب الأوضاع رأسا على عقب.
الكثيرون يتخوفون من الخلايا النائمة والتي كانت تنشط سابقا من العودة مرة أخرى. يقول السيد المقيطيب، على سبيل المثال خلايا حزب الله الحجاز، النسخة السعودية من هذه المجموعة، قد يتم تنشيطها من جديد.
ويتابع قائلا: إذا هاجمت أمريكا إيران فإن الكثير من الناس سيكونون أكثر عنفا مع الأمريكان ومن ضمنهم السنة. ما أود قوله للأمريكان أنها لن تكون نزهة.
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية:
صحيفة الهيرالد تريبيون الدولية الصادرة بتاريخ 29 يناير 2007، عنونت مقالها بـ«الغطاء الطائفي يلقي بظلاله على استعدادات الشيعة في احياء ذكرى عاشوراء».
وأبرز المقال مخاوف الشيعة من استمرار الفتاوي المضادة للشيعة.
ففي استطلاع للرأي أبدى عبدالله عبد الحسين قلقه من صمت الحكومة إزاء دعوات التكفير ضد الشيعة من قبل كبار رجال الدين السنة وكذلك من تزايد وتيرة العنف الطائفي في العراق والتي قد تهدد لبنان أيضا وقد تصل إلى بلده.
وأضاف عبدالحسين أن هذه الدعوات تحرض على المشاكل في اشارة لفتوى صدرت مؤخرا من أحد رجال الدين والتي يدعو فيها أهل السنة في العالم طرد الشيعة من أراضيهم.
ويتابع عبد الحسين القول «كلنا مواطنون في دولة واحدة والحكومة يجب أن لا تسمح بمثل هذا التطرف».
وتتابع الصحيفة القول أن المخاوف من الشد الطائفي تذهب في مداها لأبعد من الواحة الهادئة في شرق السعودية والتي تتركز فيها الأقلية من شيعة المملكة.
فسفك الدماء في العراق والاحتقان في لبنان ألهب الانقسام الشيعي السني في الشرق الأوسط وفي أماكن عدة من العالم الاسلامي حتى وصل لنقطة يحذر الكثير من أنها قد تنفجر.
ففي القطيف بالمملكة العربية السعودية غطت الأعلام السوداء بعض الشوارع في اشارة لحالة الحزن على الامام الحسين.
وتنتشر أدعية عاشوراء من المساجد كما تنتشر قطع من السجاد في ساحة ضخمة استعدادا لإحياء مشاهد مقتل الحسين.
وتواصل الصحيفة تغطيتها بالقول: تم السماح للشيعة السعوديين بممارسة شعائرهم الدينية واحياء ذكرى عاشوراء في السنتين الأخيرتين مثل الضرب على الصدور في مسيرات حاشدة حزنا على مقتل الحسين.
ويذهب بعض الشيعة لتغطية انفسمهم بالدماء جراء ضرب اجسادهم بالسكاكين أو السلاسل أو الآلات الحادة.
والحكومة علقت الحظر المفروض على عاشوراء وذلك كجزء من خطواتها الاصلاحية واعطاء الشيعة مزيدا من الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية.
وكن لا زال هناك أنواع اخرى من التمييز الطائفي. فالشيعة يقولون أنهم ممنوعون من المراكز الحكومية الوطنية والمحلية الحساسة مثل الجيش والمدارس والمستشفيات.
كما أن رجال الدين المتطرفين والمحسوبين على الحكومة يتكلمون علنا ضد الشيعة. فهاهو احد رجال الدين الكبار، عبدالرحمن البراك، صرح مؤخرا بقوله أن الشيعة أسوأ من اليهود والنصارى.
وعالم آخر دعى لطرد الشيعة. والتفسير الوهابي المتشدد للإسلام السني والذي تنتهجه المملكة يرى أن الشيعة كفار.
وهذا ما دعى الشيعة للتخوف من سماح الحكومة لمثل هذا الكلام.
يقول الشيخ حسن النمر وهو أحد اعلماء الشيعة البارزين «نحن نرفض مثل هذا الكلام، فهذا ليس فيه أي مصلحة لأي طرف من تهييج العواطف».
وأضاف قائلا: إن اعطاء المتطرفين هذه الفرص دون أخذ اجراءات للحد من تأثيرها قد يؤذي الوطن كل الوطن سنة وشيعة. فالحروب تبدأ بكلمات.
ثم استعرضت الصحيفة علاقة شيعة المنطقة بحزب الله, ان تأييد الشيعة لحزب الله لم يكن بداعي طائفي بل لأن حزب الله جابه اسرائيل وأمريكا.
وعرضت الصحيفة أيضا لموضوع الخمس الذي يرسله الشيعة لآية الله السيد علي السيستاني والذي يتبعه الكثيرون وليس مقتدى الصدر المتطرف والمدعوم من ايران والذي يلومه السنة لأن ميليشاته تقتل أهل السنة.
ويقول نجيب الخنيزي، وهو من الكتاب الشيعة البارزين البارزين، يجب التفريق بين ايران الدينية وايران السياسية. فالشيعة هنا لن يتم استخدامهم لخدمة أي غاية ايرانية تخدم الدولة في ايران.
والشيخ النمر يقول إن علاقة الشيعة بإيران هي مثل علاقة المسيحيين بالفاتيكان. ويضيف قائلا: وهي مثل أن يقبل المسيحي يد البابا ويشعر أن لديه قيادة روحية مسيحية.
صحيفة الواشنطن بوست:
صحيفة الواشنطون بوست في عددها الصادر بتاريخ 31 يناير 2007، عنونت مقالتها بـ«شيعة السعودية يستلهمون دعما من تراث الشهيد المبجل».
وتتابع الصحيفة بالقول أن الدروس من مقتل الحسين في القرن السابع ترسم حياة وتطلعات متبعيه.
وترسم الصحيفة صورة لمراسم عاشوراء عند المرأة في القطيف. فها هي فوزية الهاني تلقب على وجهها غطاءا اسودا وتتشح بالسواد وهي تتابع عبر شاشة كبيرة أحد رجال الدين وهو يصف استعداد الحسين في عدد قليل من عائلته وأصحابه لمواجهة جيش كبير، ويصف حالة ألم الحسين عند مقتل ولده المفضل وقبل مقتله هو نفسه.
وعلاوة على رجل الدين، يتجمع الرجال على الأرض مطأطئي الرؤوس وهم يمسحون عيونهم بالمناديل.
وتصف الصحيفة أن حالة الانقسام السني الشيعي بدأت بعد مقتل الحسين في كربلاء، العراق.
ويعتقد الشيعة أن الحسين وأحفاده قد نُهبوا حقهم في الخلافة كحكام على العالم الاسلامي مما يزيد من شعورهم بالاضطهاد.
وتعلق الكاتبة الهاني، 44 عاما، قصة الحسين والذي اختار أن يواجه جيشا من الأعداء بثلة قليلة من الرجال على أن ينحي لحاكم طاغية، تتغلغل في حياة الشيعة منذ الطفولة.
وتتابع قائلة: لا تستطيع فهم الشيعة إذا كنت لا تفهم الدروس من مقتل الحسين. الحسين علمنا أن لا نخشى لأننا نستطيع تحقيق الانتصار حتى من خلال الموت، طالما أنت تقاتل من أجل العدالة وتبقى صادقا مع مبادئك.
هذا الدرس لم يغب عن الأقلية الشيعية في السعودية رغم الكبت الطويل حيث يعيش أكثر من مليونين في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط.
فالشيعة لم يسمح لهم بممارسة مراسم عاشوراء إلا في الأونة الأخيرة. ولكن الخوف في العالم العربي من تنامي النفوذ الشيعي أثار قلقا في أوساط الشيعة محليا من خسارة بعض التقدم جراء الاحتقان الطائفي.
وتتابع الصحيفة القول: أن الشيعة والذين يمثلون 15 بالمائة من الـ 16 مليون مواطن بالمملكة، يعتبرون كفارا في فكر الوهابية السني المتبع في السعودية.
وتذكر الصحيفة أن الشيعة قاموا بمطاهرات في عاشوراء متأثرين بالثورة الايرانية في 1979. وقد أدى هذا الى حملة حكومية قاسية لفرض النظام وكانت نتيجتها بعض القتلى ومئات الاعتقالات وتوترا في العلاقات في الثمانينات.
ولكن الأوضاع تحسنت بعد عودة الشيعة المنفيين في 1994 بعد هدنة مع الحكومة.
وبعد ذلك بسنوات، أطلق الملك عبدالله ذو الفكر الاصلاحي، سياسة الانفتاح مما سمح للمجتمع ببناء المساجد ومراكز المجتمع، الغير قانونية قبلا، والتي تسمي حسينيات.
كما أحرز الشيعة بعض المكاسب السياسية المحدودة والصغيرة متمثلة في فوزهم انتخابات المجالس البلدية المحلية في 2004. ولكن الكثير يشكون من التفرقة في الوظائف الحكومية كالجيش والمدارس.
والآن، بدأ رجال الدين الوهابيين في اصدار فتاوى تصف الشيعة بالكفار وأنهم أخطر من اليهود والنصارى على العقيدة.
عبدالله بن جبرين وهو أحد رموز رجال الدين السعوديين كتب في موقعه على الانترنت في الاسبوع المنصرم أنه يتوجب طرد الشيعة من الأراضي السنية.
كما تطرقت الصحيفة للمقابلة التي اجريت مع الملك عبدالله مع صحيفة السياسة الكويتية والتي قال فيها الملك أن السنة محصنون من التحول وأنهم سيحتفظون بغالبيتهم التاريخية.
صادق الجبرانوفي حديث للمحامي والناشط صادق الجبران اتهم فيه المتطرقين ياستيراد المشاكل من العراق للسعودية من غير داع.
ويتابع قوله: ومما يثير القلق أن هناك أناسا يسألون رجال الدين فيما اذا كان بالإمكان قتل الشيعة لأن شيعة العراق يقتلون السنة.
حسن الصفار، أحد أبرز رجال الدين في الدولة، قال أن الفتاوي المناهضة للشيعة خطيرة ويجب تجريمها. إن تعاطف المجتمع مع مع الشيعة في العراق وايران يجب أن لا يؤخذ ضدها.
وتابع بقوله: «نحن مواطنون سعوديون ويهمنا الشأن المحلي في المقام الأول. فتعاطفنا الديني لا يؤثر على أمن واستقرار الدولة».
توفيق السيفويقول الكاتب الشيعي والمعارض السابق توفيق السيف: الشيعة وصلوا لمرحلة من النضج السياسي وقناعة أنهم حتى وإن تعاطفوا مع شركائهم في العقيدة في المنطقة، إلا أنهم يعون أن وضعهم مختلف ولهم حالة متفردة في المنطقة.
فمصالحنا لا تقع مع ايران ولكن مع السعوديين الآخرين.
وفي محضر حديثه في تجمع بمناسبة ذكرى عاشوراء، حث السيف الحضور على عدم الخلط بين الدين والسياسة وأن لا ينجرفوا وراء الايدولوجيات.
وتابع القول: يجب أن لا نتعاطف مع الشيعة فقط لكونهم شيعة حتى وإن كانوا على خطأ.
وفي حي الحوامي بتاروت، علقت لوحات للحسين وبعض الصور تبين نزف الدم من جبهته في ساحة رملية كبيرة استعدادا لإعادة تصوير احداث كربلاء.
ونصبت خيام بيضاء وسوداء بجانب مجسمات صخرية صبغت باللون الأحمر وقطع من البلاستيك تم ربطها لتبدو كنهر الفرات في العراق.
يقول محمد زكي الخباز وهو مهندس كمبيوتر: الامام الحسين قتل بدلا من أن يخضع للطغاة. في احياء عاشوراء نحن نرسخ ولائنا بعدم الاستسلام وأن نحافظ على هذه المباديء.
وكالة رويترز للإنباء:
زادت الصراعات الاقليمية من جرأة الاقلية الشيعية في المملكة العربية السعودية وجاهروا بتوحدهم مع اشقائهم في انحاء الشرق الاوسط عندما احتفلوا يوم الثلاثاء بيوم عاشوراء.
وخرج مئات ممن يتشحون بالسواد في مواكب في الشوارع في ذكرى مقتل الحسين بن علي حفيد النبي محمد في عام 680.
ورفعوا صورا كبيرة لشخصيات تحظى بمكانة خاصة لدى الشيعة من بينها الامام الحسين وأبيه الامام علي والزعيم الشيعي اللبناني حسن نصر الله.
وقال شاب صغير أفاد ان اسمه حسين كان يشارك في مسيرة في بلدة تاروت على ساحل الخليج ان الحرب ضد الظلم «ترجع... الوضع السياسي حاليا والفساد... هناك محاربة لكل ظالم.»
واستغل الشيعة السعوديون الى أقصى مدى قدر الحرية المتاح لهم في مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء التي كانت محظورة قبل خمس سنوات.
وقال كثيرون انهم يتتعاطفون مع كفاح شركائهم في المذهب في ايران والعراق ولبنان ولا يخشون تصعيدا في الخطاب المعادي للشيعة من قبل رجال الدين السعوديين.
ولا تزال الشرطة تفرض قيودا على الاستعراضات وتقيم نقاط تفتيش أمنية تحسبا لهجمات يشنها المتشددون.
وتحولت ذكرى يوم عاشوراء لدى الشيعة الى تقليد يظهرون فيه تعاطفهم مع المعاناة التي تمركزت حول شخصية الحسين.
ومن بين الشعارات التي رفعها الشيعة السعوديون على الجدران في الشوارع «لقد ضحى سيد الشهداء «الحسين» من أجل الاسلام.» و«الحسين شمس لا تغيب.»
وفي العراق صراع طائفي دام بين الاغلبية الشيعية والسنة يهدد باندلاع حرب أهلية.
وتقود جماعة حزب الله بزعامة نصر الله جهودا شعبية للاطاحة بالحكومة السنية في لبنان المدعومة من الغرب.
وايران في مواجهة مع الولايات الولايات المتحدة بسبب دعمها للشيعة في العراق ولبنان وكذلك بسبب برنامجها النووي والتي يخشى كثيرون من أن تؤدي الى حرب.
وقال الشيخ حسن نمر وهو رجل دين شيعي بارز في السعودية اعتقل في الاشهر الاخيرة بسبب ارائه «التشيع بدأ يفرض واقعا (جديدا) على العالم السني.. وأن يأتي بنتائج.»
وتابع قائلا «نأمل ألا تكون هناك مواجهة الا اذا كانت هناك حماقة لان الدخول في مواجهة مع ايران ليس في مصلحة أمريكا.»
وانتفض شيعة المنطقة الشرقية حيث تقع معظم حقول النفط الرئيسية في المملكة ضد السلطات السعودية بعد الثورة الاسلامية في ايران في عام 1979 متأثرين بدعوة الثورة لمحاربة الظلم.
وحرص الشيعة الذين يواجهون شكوكا من السلطات منذئذ على عدم الظهور بشكل لافت أملا في الحصول على قدر أكبر من الحقوق في بلد يعتبرهم السنة المتشددون فيه خارجين على الدين.
لكن هناك روحا جديدة من التحرك النشط.
واعتقل بعض الشيعة لانهم خرجوا في مسيرة تأييد لحزب الله اثناء الحرب مع اسرائيل في العام الماضي.
وقال السياسي المحلي جعفر الشايب ان الشيعة أعقل من أن يخاطروا بالمكاسب التي حصلوا عليها من خلال المصادمات.
وأضاف «في السبعينات الظروف كانت سهلة وكانت هناك وفرة في الثروة النفطية. ثم حدثت الثورة الايرانية والناس انفجرت.»