على عمر وعثمان ولكن الرافضي الذي أدعى أن عليا كان أكمل من الثلاثة في هذه الصفات دعواه بهت وكذب وفرية فإن من تدبر سيرة عمر وعثمان علم أنهما كانا في الصبر والثبات وقلة الجزع في المصائب أكمل من علي فعثمان حاصروه وطلبوا خلعه من الخلافة
(8/238)
( تعليق )
أنا أقول أنه لو جئنا لمن هو أكمل و اتقى و أعظم يقينا و صبرا فهو علي ابن ابي طالب
الذي انقلبت عليه الصحابة الخائنة و نهبت حقه و اغتصبت إرث زوجته و أحاطت بيته بالرجال و النار و هددوا بحرقه بمن فيه وهو صابر محتسب
و لم يتسبب في إراقة قطرة دم واحدة
فكيف تنتقص أمير المؤمنين علي سلام الله عليه يا حراني يا أنتن ناصبي ؟
/
/
ومعلوم أن عليا لم يكن صبره كصبر عثمان بل كان يحصل له من إظهار التأذي من عسكره الذين يقاتلون معه ومن العسكر الذين يقاتلهم ما لم يكن يظهر مثله لا من أبي بكر ولا عمر ولا عثمان مع كون الذين يقاتلونهم كانوا كفارا وكان الذين معهم بالنسبة إلى عدوهم أقل من الذين مع علي بالنسبة إلى من يقاتله فإن الكفار الذين قاتلهم أبو بكر وعمر وعثمان كانوا أضعاف المسلمين ولم يكن جيش معاوية أكثر من جيش علي بل كانوا أقل منه
ومعلوم أن خوف الإمام من استيلاء الكفار على المسلمين أعظم من خوفه من استيلاء بعض المسلمين على بعض فكان ما يخافه الأئمة الثلاثة أعظم مما يخافه علي والمقتضي للخوف منهم أعظم ومع هذا فكانوا أكمل يقينا وصبرا مع أعدائهم ومحاربيهم من علي مع أعدائه ومحاربيه فكيف يقال إن يقين علي وصبره كان أعظم من يقين أبي بكر وصبره
وهل هذا إلا من نوع السفسطة والمكابرة لما علم بالتواتر خلافة